بسم الله الرحمن الرحيم هذة رسالتى من داخل زنزانتى من بين مئات الزنازين التى فيها الاف المظلومين من سجن الأبعادية عنبر 2 غرفة 18 أكتب الى منظمات حقوق الانسان والى منظمة العفو الدولية والى جميع القنوات الفضائية التى تدافع عن الحرية. أبدأ حكايتى من يوم 18 – 8 – 2013 حيث اننى صليت الفجر ودعوت للبلاد بالخير , فى اليوم الثانى الموافق 19 – 8 – 2013 فى تمام الساعة الثالثة و 30 دقيقة وجدت مئات الجنود والظباط وعشرات السيارات امام منزلى , وكنت وقتها ذاهب الى العمل حيث أننى اعمل بالتجارة , وفجأة وجدت نفسى مخطوفا من منزلى ولاحول ولا قوة الا بالله . وفى الساعة الخامسة صباحا أودعونى سجن فرق الأمن بدمنهور , وفى يوم 20 – 8 – 2013 جاء لى المحقق وأعد لى التهم وهى حيازة أسلحة والأتفاقمع د.محمد البلتاجى على القيام بعمليات قتل وغيرها من التهم , فضحكت وكتب المحقق نافيا كل التهم دون ان اتكلم نهائيا , صدر القرار بمعاقبتى بالحبس 15 يوما على ذمة التحقيق وبعد 12 تم عرضى على المستشار كما يسمونة محمد فوزى بية ,وتم ايضا تجديد 15 يوما اخرى . ثم جاء يوم الترحيل .. الى أين !!؟ الله اعلم وجدنا انفسنا داخل سيارة الترحيلات وفى الطريق الى سجن برج العرب ولكن لم يتم الموافقة على قبولنا لا أدرى ما السبب !! وعدنا ولكن لس الى دمنهور ولكن الى سجن الحرة بالأسكندرية حيث تم ايداعنا هناك وبقينا به لمدة 75 يوما ثم عادو بنا الى فرق الأمن بدمنهور وبقينا بها 60 يوما ” كل هذة الأيان وأنا اعرض كل 15 يوم على نفس المستشار بنفس الأتهامات” . وانتهى تحقيق النيابة وجاء موعد غرفة المشورة وكانت المفاجأة!! حسيث وجدناها عقدت فى سجن الأبعادية .. ونفس التهم .. ونفينا كل التهم بالأدلة الا ان القاضى قال لنا “انا جى اجددلكم 45 يوم وماشى ” . ثم بعد بعد ذلك تم ترحيلنا الى الإيداع بـ سجن الأبعاية وذلك يوم 25 – 1 – 2014 وجاءت غرفة المشورة الثانية وةأعطانا القاضى الهمام 30 يوم وهى هى نفس التهم وبعد ذلك غرفة مشورة اخرى .. فوجأت بالسؤال انت تعرف تهمتك اية !!!؟ فقلت لة “ماهى هى التهم ” قال لا هههههه انت تهمتك التحريض على اشعال مبنى المحافظة !! قولت : محافظة اية !! يعنى انتم كل الشهور اللى فاتت وانتم بتحققو معايا فى قضية غير القضية ولو كان الأمر طبيعى كنت قدمت مايثبت انى لم أكن موجودا فى دمنهور يوم 14 – 8 – 2013 وهو موعد قضية المحافظة , يعنى أخدتم من عمرى 10 اشهر تحقيقات ظلما وعدوانا فى قضية ما انزل الله بها من سلطان . ولكن الامر لم يكن لى وحدى بل كان لأكثر من 107 فرد لهم نفس الظلم والبهتان حسبنا الله ونعم الوكيل حسبنا الله ونعم الوكيل حسبنا الله ونعم الوكيل هذا هو دور القضائ العادل , الشامخ , النزية وأقول لهم بأعلى صوت إذا جـار الـوزيـرُ وكـاتبـاهُ .. وقاضـي الأرضِ أجحف في القضاءِ فويـلٌ ثُـمْ ويـلٌ ثُـمْ ويـلٌ .. لقاضي الأرضِ من قاضي السماءِ عادل سيد سعد سلمان سجن الأبعادية عنبر 2 غرفة 18
رسائل جدران العزلة
سالم كامل محمود حسين (سالم كامل) – بعد 388 يوم من الاعتقال
بعد 388 يوم من الاعتقال في الحبس الإحتياطي في اتهامات ملفقة و ليس لها أي أساس من الصحة، هذا الاعتقال الذي حرمني من دخول امتحانات السنة الماضية لأني طالب بكلية عملية ” كلية الهندسة جامعة سوهاج” تعمل بنظام الساعات المعتمدة ولابد من حضور الجزء العملي الذي يمثل 40%من المادة وبعد تأجيل القضية الى نهاية شهر أكتوبر المقبل ، أدخل في العام الدراسي الثاني ليتكرر سيناريو تدمير مستقبل للسنة الثانية على التوالي هنا غير المعاناة الهائلة التي يعانيها أهلي ، وبعد أن رفضت المحكمة قبول ثلاثة استئنافات قدمت لها مع تقديم الأوراق التي تثبت أني طالب بكلية عملية ولا بد من الحضور على الرغم من أنه تم إخلاء سبيل 4 أشخاص من القضية قبل تحويلها إلى محكمة الجنايات . أقرر أنا الطالب / سالم كامل محمود- طالب بكلية الهندسة جامعة سوهاج- المتهم ظلمًا في القضية رقم 9063 جنايات قسم قنا الدخول في إضراب جزئي عن الطعام، و بعد الدخول في إضراب وحشي، وهذا الاضراب لن ينفك الا بإخلاء سبيلي للخروج من هذا السجن لاستكمال مشواري الدراسي أو الخروج من هذه الحياة.
محتجز بسجن العازولي بالإسماعيلية – عن الأوضاع داخل سجن العازولي
– يتم التعذيب بالتعليق على الأبواب وسكب المياه المغلية والزيت المغلي والكهرباء على المعتقلين ويوجد بعض المعتقلين موثقي الأقدام والأيدي طوال اليوم في الزنازين الانفرادي من شهور. – في سجن العزولي مئات المعتقلين الذين لا ذنب لهم وقتل العديد من الشباب من شدة التعذيب. – يوجد معتقل أخرص ومصاب بشلل نصفي. – معتقل آخر اسمه أيوب من سيناء عمره 12 عامًا ومتهم بتفجير دبابة وقتلوا والده في سيناء. – معتقل اسمه عمر عمره 16 سنة من الزقازيق. – دخول الحمام مسموح مرة واحدة فقط قبل الفجر كل 3 أشخاص في 5 دقائق فقط موزعين على أربع حمامات ودخول الحمامات بالضرب يوميًا. – الأكل قليل جدًا لا يكفي (خبز – مكرونة). لا يوجد أي إضاءة في الزنزانة فمن قبل المغرب إلى بعد الفجر أنت في ظلام دامس. – بعض الشباب ذهبوا للعزولي رغم إحالة قضيتهم للمحكمة. – في العزولي العديد من الأطفال القُصر. – يتم التحقيق بالترحيل من سجن العزولي لمبني آخر في نفس المعسكر (معسكر الجلاء) وأنت موثق اليدين من الخلف ومغمي العينين وفي مبني التحقيق تبدأ رحلة جديدة من التعذيب ومن التعليق للمياه المغلية والزيت المغلي وبعض الشباب أحضروا زوجاتهم وعلقوهم على الأبواب لإجبارهم على الاعترافات بما يريدوه. – في العزولي يوجد قسم للنساء فأنت تسمع صراخ النساء أثناء التحقيق فعلا.
عمر عبد الحافظ علي البدراوي (عمرو البدراوي) – رسالة إلى والدته
( بسم الله الرحمن الرحيم ماما.. إزيك اولا .. يارب تكونى كويسه .. ابقى أدى الجواب ده لأختى الكبيرة تقرأه بصى يا ستى .. أنا اترحلت يوم الأربعاء اللى فات .. المهم اليوم ده كان يوم زياره ,, اول لما خلصتى الزياره قالوا كل اوضه رقم “1” تلم حاجتها ,وكل الاوضه دى اخوان ,, وبعدين طلعنا كلنا الطرقه وكهربونا بالصاعق ,, فرقونا “كل شويه ف اوضه” …وانا ف اوضه “1” ومعايا “4” غيرى,, وكل شويه تعذيب وضرب واهانه والصراحه اتبهدلنا وبننام على بطننا اول لما الظابط يخش علينا وبيهددونا ان احنا منتكلمش ف السياسه او الدين,, يا إما هيعملولنا قضيه مخدرات ودى فيها 5 سنين سجن لو ثبتت علينا ,, فكلنا قررنا نعمل اضراب عن الطعام وهما لما عرفوا كدا نزلولنا المباحث والرشطه ووكلوهم بأن هم هيمضونا ان احنا تبع الاخوان وتبع جماعه ارهابيه,, وورونا ف الجرايد ان فيها 5 سنين سجن وقالولنا ان احنا هنتعذب., بس انا لسه مضرب عن الاكل من يوم 26/12/2013 المغرب ولسه مكلتش حاجه وانا عايزك تعرفى الدنيا كلها وتنشروا ع النت كدا ان معتقلين دكرنس عاملين اضراب لغايه م يعاملونا كويس ويجموعنا تانى……….. متزعليش ياماما تانى بس مش عايزك تيجيلى زياره تانى ف دكرنس عشان خاطرى ,, وكلى ومتعمليش زييى انا دلوقتى بأدى رسالتى وانتى لازم تأدى رسالتك برا وسلميلى على اخواتى وادعى ان ربنا يصبرنا ويثبتنا ولو عايزانى ابقى كويس كلى ومتجيليش زياره هنا تانى خالص بحبك ياماما ,, لا إله إلا الله
سيّاف جمال – إهداء الي أحبتي في الله
إهداء الي أحبتي في الله من عشت معهم أفضل ايام حياتي وتعلمت منهم الكثير إلي من إشتقت لهم وللسير معهم في سبيل إصلاح بلادنا ودوام عزها إلي من أرجوا الله أن يجمعني بهم في الفردوس الاعلي …………. الي طلاب الجامعة (( الطيور الابابيل )) يا عدة للحق أبطال اسود هيا انهضوا لاترهبوا غدر الجنود ثوروا علي الظلام ردوا حقنا فالقوم فاقت فعالهم اليهود غصبوا عيانا حق شعب ثائر يبغي حياة حرة يابي القيود في كل شبر قد اراقوا دمنا حرقوا الشهيد وكذبوا عين الشهود وبكل حر في بلادي نكللوا قتلوا البراءة والمروءة في السجود حرقوا بيوت الله في وضح الضحي ولدينهم ما اظهروا الا الجحود القوا الوفا في السجون ليرجعو في الشعب خوفا قد تواري لن يعود سجنوا النساء وبالغوا بضجورهم حتي الحرائر ما تلافتها الحقود نزعوا حجابك اختنا في خسة قد كادهم مسعاك في صدر الحشود لا تحزني فالغدر درب ظلومنا ان ضاق ذرعا بالثبات وبالصمود هل بعد هذا نرتضي صمتا علي واد الكرامة ـوالخيانةـ او قعود يا نخوة الابطال هبي فاثاري انجاس قومك جاوزوا كل الحدود شلت اياد هادنت جلادها الفت حياة الذل واعتادت جمود يا ايها الطلاب كونوا ثورة بالظلم تقصف كالزلازل والرعود تمحوا ظلام الانقلاب وذله لتنير شمس بلادنا افق الوجود انتم لقاح الصبر والسلوي لنا وصمودكم لثباتنا دوما عقود لا تخذلوا حلما فداه شهيدنا وتعهدته صغارنا رغم الصدود يرجوا الفؤاد جوراركم فهناؤه درب الكفاح به بارواح يجود إن حالت الجدران دون لقائنا فالموعد الجنات يا صحب الخلود ….
عاصم محمود عبد الهادي (عاصم عبد الهادي) – جدد النية، متخافش إلا من ذنوبك
“وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ” – جدد النية، متخافش إلا من ذنوبك، فوّض أمرك كله لله، إرجع بيتك بنصر أو بشهادة أو باعتقال أو مترجعش، خد 2 من صحابك وإنت نازل، عبادتك هى رعايتك، إفهم القضية كويس، وإعرف إنت نازل ليه … – ماأصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك لقائنا القادم بميدان العزة إن شاء الله منتصرين ! المجزرة – رابعة – حتما – سنقتص جدد النية المعتقل عاصم عبدالهادى
محمود زكريا – بابا حبيبى يا رب تكون بخير
بابا حبيبى يا رب تكون بخير بالله عليك تدعيلى و متزعلش منّى
أنا معملتش أى حاجة غير عشانك و عشان إخواتى و عشان البلد
و إن شاء الله خير … أشد اللحظات ظلمة .. اللى قبل الفجر
إن شاء الله هنطلعوا قريّب و ندبحوا المعزة
و أنا حاسس أن موضوع الإعتقال ده فى صالحنا هى آه المذاكرة صعبة بس فيها بركة
ابقى حضّر الدكتوراه بقى و ذاكر كويس
أنا بدأ يبقى لىّ ورد قرآن و محافظ على صلاه الفجر
أنا بكتب و فى إيدى الكلابش عشان كدة خطّى وحش
فرج ربنا قريب و بالله عليك متزعلش منى
ابنك حبيبك
محمود زكريا
ابراهيم احمد محمود محمد اليماني (ابراهيم اليماني) – مضرب عن الطعام
اسم السجين (اسم الشهرة) : ابراهيم احمد محمود محمد اليماني (ابراهيم اليماني) النوع الاجتماعي : ذكر تاريخ تحرير أو نشر...
عمر علي حسن عبد المقصود (عمر عبد المقصود) – دار حوار في الاستيفا
اسم السجين (اسم الشهرة) : عمر علي حسن عبد المقصود (عمر عبد المقصود) النوع الاجتماعي : ذكر تاريخ تحرير أو...
فكريه محمد محمد محمد (رانيا الشيخ) – كل ما يحدث يساعدنا على الثبات
كل ما يحدث يساعدنا على الثبات، ولسنا خائفين. أعلم تضامن الكثير من الأصدقاء وغيرهم حول قضية من يطلقون عليهم صغارًا. لسنا صغارًا. نفعل كل شيء نؤمن به وندرك صحته، فعلنا ما نؤمن أنه يفيد بشكل أو بآخر. عبرنا عن رأينا بسلام ونقاء، الرأى الذى اندفعت الثورة من أجله دائمًا. ما كنا نعبر عن غضبنا الذى أفقنا منه مؤخرًا على واقع تعيس، أننا لم نفعل شيئًا بعد.“فنحن كما نحن منذ ثلاث سنوات، واقع مؤلم لكل من شارك في الثورة الحقيقية التى ضمت كل طوائف الشعب.. 25 يناير.. كنا نأمل فى اكتمال الثورة، وكان الميدان بيتًا لنا، كنا نريد أن نعيد للحياة بريقها بالأمل والكرامة والعدل الذى لم نجده، بعد أن كنا نصاحب الميدان وشوارع الثورة.“سلاحنا كان خراطيم المياه وعلم مصر الذى كان يعلو في أيدى كل متظاهر والهتاف الذى كان يحرك القلوب. هذه كانت أسلحتنا فى مواجهة قنابل الغاز والدخان والخرطوش والرصاص الحى والشهداء والمصابين، كنا نموت بطئًا فى طلب الاستغاثه لإنقاذ حياتهم حين كان رد الاستغاثة هو قنص العيون وقتل أصدقائنا. لا أعرف جميع المعتقلين، لكن كنا نحلم حلمًا واحدًا للثورة.. أين هم زينة الشباب الذين وهبوا حياتهم من أجل نجاح الثورة وحياة الآخرين ونسوا أنفسهم؟ فى المعتقلات.“أعلم أن الكثير منهم كان سلاحه هو الثورة التى فقد الأمل فيها. لم أشك للحظة واحدة أن منهم من أراد يومًا تخريب أو قطع طرق أو كما يدعي القضاة وبعض المطبلاطية الإخلال بالأمن الوطنى والتقليل من شأن الدولة، وهم يعلمون تمامًا أن لكل فعل رد فعل، ولكنه ليس ما يصفونه من أفعال. أنتظر أن يأتى اليوم، أتمنى أن يعلم قضاتى أننى لست خائفة من مصير مستقبلى الذى بين أيديهم. لا أخشى أن يكون مصيرى هو ما حدث لغيرى، أحلم.“فأنا أحلم بيناير من جديد، أذكر الـ 18 يومًا بشدة، وكل ما رأيته مؤخرًا عن أحداث الـ 18 يومًا ومدى جمال هذا الشعب. أرى كل أحداث الاتحاديه التى شاركت فيها والتى لم أشارك فيها.. أذكر الوحدة والأمان بين المتظاهرين والخوف المتبادل بينهم رغم عدم معرفتهم ببعض. ستعود ثورتنا العظيمة من جديد، ستعود بالتأكيد، فلا تحبطوا أصدقائى، ظلم وقهر سيعيد للشعب صوابه بالتأكيد سيعود كل من تراجعوا عن المسار الثورى
ابراهيم احمد محمود محمد اليماني (ابراهيم اليماني) – أقسم أنني لم أكن يومًا أداة لهدم وطني
أقسم أنني لم أكن يومًا أداة لهدم وطني , بل رُبيت منذ صغري علي أن أطرق كل باب قد يكون سببًا في نهضة وطني ، فحاولت علي كل المستويات حتي علي مستواي الشخصي أن أبذل مافي وسعي لنهضة وطني ، فحرصت علي أن أكون من الأوائل علي دفعتي حتي أنهض بوطني و أكون بين أجيال الشباب رافعًا من هِمَمِهِم و محفزاً إياهم لينهضوا بوطنهم " بعد كل ذلك صار جزائي السجن وحرماني من التعيين في كُليّتي.
إبراهيم اليمانى.
عبد الرحمن محمد مصطفي المرسي الجندي (عبد الرحمن الجندي) – سنة. ليه؟
"سنة. ليه؟"
قصة قصيرة : حلم ، فعمل ، فنصر ، فكابوس
تنطبق هذه القصة و تحكى الحال على مستويات عدة فى هذا البلد ، من أصغر مستوى حتى المستوى العام للدولة ، و تحكى أيضاً قصتى الشخصية.
حلمت منذ سن الخامسة بدخول كلية الهندسة بمجموع يفوق ال 99% ، و بدخول منتخب كرة السلة و الحصول على درجات التفوق الرياضى ؛ لأدخل الجامعة راضياً عن جانبىّ حياتى الدنيوية الأساسيَّين ، الدراسة و الرياضة.
مضيت من يومها فى تحقيق هذا الحلم حتى وصلت له بفضل الله بعد كدّ و تعب ، حتى لم يبقَ سوى ليلة و أبدأ فى أن أعيش حلمى ، فانقلب كابوساً.
سنة.
ماذا فعلت كى أحبس سنة كاملة؟ لم استحققت أن تضيع سنة من حلمى؟ لم فقدت أى مستقبل رياضىّ كان ممكناً لى؟ هل لأنى تجرأت و حلمت بأن أكون ناجحاً؟ أم لأنى طمعت فى تغيير بلدى للأفضل؟ أم لأننى ارتكبت جريمة أن حاولت أن أكون شخصاً مختلفاً عما تفرضه علىّ توقعات و تقاليد بلدى العقيمة؟ أو لأنى بكل وقاحة مددت بصرى أبعد من الحد المسموح به فى هذا المكان؟
سنة.
و ما الهدف؟ هل هو إحباطى؟ هل هو كسر عزيمتى و محو طموحى و برمجتى لأن أكون تقليدياً مريحاً لهم مطيعاً لأمرهم؟ هل أرادوا علاجى من مرض الحلم الذى يُطَعِّمون الأطفال أمصال إحباط ليَقُوهم منه فى هذا البلد؟ لأنه إن كان هذا هدفهم فقد فشلوا فشلاً ذريعاً مدوياً ، فلم يزدنى هذا المكان غير عزيمة و قوة و صقل و علم و أمل ، و ليس ذلك مقصوراً على الخبرة الرهيبة و فقط ،و لا على اكتشافى أبعاداً جديدة لشخصيتى و مد آفاق فكرى لأبعد مما كنت أتصور ، و لكنه امتد ليشمل العلم المادى ، فقرأت مئات الكتب و تعلمت كثيراً فى شتى العلوم و اللغات و المجالات و غير ذلك.
أم كان الهدف تطفيشى من هذا البلد؟ فإن كان هذا فقد نجحوا نجاحاً مؤزراً ، فلا همَّ لى الآن سوى ترك هذا البلد المشئوم و البحث عن مكان من الذى يحكون أن الإنسان يُعامل فيه كإنسان ، و لا يحاربون نجاحه بل يدعمونه.
سنة.
حاولت فيها بشتَّى الوسائل أن اوصل صوتى لشخص عاقل ، يعرف أنى مظلوم و أبى ، و أنه لا مكسب لهم على الإطلاق من حبسنا ، و كلها ذهبت سدى ، و لم تثمر عن أى نتيجة ، مما كُتِب من مقالات و حُكِى من روايات و نُشِر من قصص.
فكرت جدياً فى الإضراب عن الطعام ، مع أنه لا يجدى نفعاً إلا مع من له ظهر و سند إعلامى يتحدث عنه ، و حتى مع هؤلاء نادراً ما يجدى. قررت إرجاء الإضراب كَحَلّ أخير إذا تيقنت أن السنة القادمة ستضيع منى.
سنة.
سنة أشاهد فيها بقلب متقطع أسرتى تعانى ، معاناة لو قورنت بمعاناتى لدمرتها حتى تتلاشى. أشاهد أبى يعانى و يقاسى الآلام بجوارى ، و يضيع كل عمله و تعبه فى حياته بدون سبب ، و أمى تقاسى و تتكبد المشقات لرؤيتنا و على كاهلها حمل البيت و جميع مسئوليات أبى و إخوتى. أختى و هى تبذل قصارى جهدها لإسعادنا و مساعدتنا و إيصال صوتنا للخارج ، أخى و هو يتحمل آلاماً نفسية لا ينبغى لطفل فى عمره أن يتحملها ، عمتى و قد تحولت لرجل البيت مكان أخيها (أبى) فتقود و تصول و تجرى و تسعى فى سبيل مساعدتنا ، و جدِّتاى الاثنتين و آلامهما لحبسنا. و هذا لا يصف حتى جزءاً من معاناة أسرتى.
سنة.
و كل ما أريده هو الكلام مع طرف محايد يفهم ، و أحكى له قصتى ببساطة ، و إذا اقتنع أنى مذنب فلا أمانع أن أبقى هنا ، فقط أريد أن أفهم ما جرمى ، حتى أستريح و أنا أُكَفِّر عنه.
فى محاكم التفتيش فى الماضى ، كانوا يزعمون أنهم يحرقون الجسد حتى ينقذوا الروح.
اليوم يفعلون العكس. يحرقون الروح بدلاً من الجسد.
سنة. ليه؟