كانوا يجبروننا ان نقول (حاحا) كنوع من الإهانة! كانوا يجبروننا على ترديد أغنية تسلم الايادي! ومن لا يفعل ذلك يقومون بالإعتداء عليه. تم حرق جميع متعلقاتنا الشخصية من ملابس وكتب وغيره من الأدوات الشخصية! وتم ترحيل مجموعة من المعتقلين إلى سجون أخرى كسجن الفيوم وطره..
تم تسكين المعتقلين في زنازين جديدة كل 25 في زنزانة مع العلم أن الزنزانة تتسع ل 15 فرد فقط ...
التريض لا يتعدى سوى النصف ساعة في اليوم. ويأتي للزيارة بعض الأهالي من الساعة 8 صباحا إلى السعة 2 ظهرا لمجرد رؤية ابنائهم لدقائق معدودة وعند انتهاء وقت الزيارة يتم سحبنا من بين أهلنا...
لا يدخل في الزيارة سوى وجبة أكل واحدة، طقم داخلي واحد، أما الباقي من الأدوات الشخصية والكتب والأدوية ممنوع منعا باتا. التفتيش الذاتي يتم بطريقة مهينة جدا تصل للتحرش وفي بعض الأحيان للضرب. يوجد تفتيش دوري للزنازين كل 3 أيام ويتم فيه القاء الأكل والشرب على الأرض، وتقطيع الملابس، وتحدث هناك بعض الاعتداءات بالسب والضرب...
ممنوع دخول او خروج السرائل في الزيارات.
اذا قررت مجموعة الإضراب عن الطعام لاعتراضهم على ما يحدث داخل السجن يتم التعدي عليهم وتفريق كل من بالزنزانة! ويأخذوا بعض الأفراد للتأديب (والتأديب عبارة عن زنزانة متر في متر ونص لا يوجد بها شباك! أو مكان لقضاء الحاجة سوى الجردل) زنزانة حبس انفرادي!
ومازال الوضع مستمر حتى الآن! يسوء كل يوم! ما كتبته هذا هو جزء بسيط من واقعنا اليومي والذي نمر به كل يوم داخل سجن وادي النطرون.
هذه الرسالة لا اكتبها من أجل أن أكسب تعاطف أحد، أو أن اؤكد على أحد في رأيه أو انتمائه السياسي ولكن تلك الرسالة إلى كل من يهمه كرامة الإنسان المصري التي كانت ولا تزال تهان، من أجل أن يعرف عامة الشعب من مؤيدين ومعارضين ومؤسسات حقوق الانسان، وأن يعرف العالم كله ما يمر به المعتقلين السياسيين في مصر. حسبي الله ونعم الوكيل
رسائل جدران العزلة
احمد ماهر ابراهيم الطنطاوي (احمد ماهر) – الفصل الثالث من كتاب التاريخ عام 2044
الفصل الثالث من كتاب التاريخ عام 2044 للصف الثاني الإعدادي أولا- نكبة25 يناير : فى 25 يناير 2011 استطاعت مجموعة من الشباب الخائن والعميل تنظيم تظاهرات فوضوية عمت أنحاء البلاد وذلك بتحريض وخطة مدروسة من أعداء مصر وهي أمريكا وإسرائيل وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وتركيا وإثيوبيا وإيران وقطر وحماس وحزب الله مجتمعين. وقد أطلق هؤلاء الشباب الخونة على تحركاتهم التخريبية اسم ثورة 25 يناير؛ وقد استغلوا هفوات وأخطاء بسيطة للرئيس الراحل محمد حسني مبارك ليستطيعوا حشد الجماهير بوسائل بدائية كانت مستخدمة في هذا الوقت مثل الإنترنت ومواقع الفيس بوك وتويتر. وقد استطاع القائد الزعيم المحبوب المبجل عبد الفتاح السيسي القضاء وبسهولة على تلك الفوضى وإبطال جميع المؤامرات الدولية والكونية بعد انتخابه كرئيس للجمهورية في يونيو 2014. ثانيا – مصير دعاة الفتنة والفوضى: كان هناك العديد من الأفراد والمجموعات التي شكلت طابورًا خامس في صفوف الجماهيرية المصرية العظمى وقد بدأت جماعه 6 إبريل وجماعة أنصار خالد سعيد شرارة هذه الفتنة في 2011 تبعتهم باقي المجموعات الخائنة والعميلة لأعداء الوطن بعد ذلك، وقد تم البدء بحبسهم تباعا بعد تطبيق قانون حماية مصر من الفوضى (قانون التظاهر)، وقضوا عده سنوات في السجن مثل أحمد ماهر، مؤسس جماعة الفتنة (6 إبريل) ورفيقيه محمد عادل وأحمد دومة، وقد قامت الكتائب الشعبية لحماية النظام (كشحن) التي شكلها الزعيم الملهم عبد الفتاح السيسي في 2016 بتصفية كل الخونة والعملاء بعد خروجهم من السجون مباشرة على أبواب السجون والتمثيل بجثثهم القذرة عدة أيام وهو ما استدعى الزعيم المفدى عبد الفتاح السيسي لإصدار قانون يقضي بعدم جواز التمثيل بجثث العملاء لأكثر من 3 أيام، كما استطاعت شرطة الأفكار بتتبع كل أعضاء تلك الحركات الشبابية في كل المحافظات القرى والنجوع وكذلك المتعاطفين معهم وتم القبض عليهم في الفترة من 2016 حتى 2018 وقامت (كشحن) بتصفيتهم هم وأسرهم أي من الجيران المشتبه بهم، أما بالنسبة للكتاب والصحفيين والمدونين ونشطاء تويتر والفيس بوك فكان من حق شرطة الأفكار دفنهم أحياء في الجير الحي. ثالثا – أبرز صفات العملاء والخونة: كان العملاء والخونة يتميزون بصفات لا تخطئها عين، فوجوههم كانت قبيحة دميمة، وشعرهم دائمًا منكوش، وملابسهم غريبة، وكذلك كانت لغتهم ولكنتهم غريبة ودخيلة على لغة الجماهيرية المصرية العظمى وكانوا يروجون للقيم المخربة والدخيلة على ثقافتنا مثل الحرية والديمقراطية والعدالة والكرامة واحترام الآخر واحترام الاختلاف واحترام حقوق الإنسان. رابعا – أنواع أجهزة الحماية: لا يتذكر أحد تحديد متى تم تحويل جهاز الأمن الوطني إلى شرطة الأفكار المستقلة لكن يرجح أنه في عام 2016، كما تم تشكيل الكتائب الشعبية لحماية النظام (كشحن) لتنفيذ أي عقوبات فورية على كل من يخالف الثوابت والقيم والأخلاق وكذلك تتبع كل من ظهر عليه أعراض الانضمام للطابور الخامس وقد تم تشكيل فرق الجواسيس (فج) التي كانت دورها ملاحظة كل من لا يبدو عليه الحماس أو يظهر عليه عدم الاهتمام أثناء سماع خطاب الزعيم الخالد المفدى عبد الفتاح السيسي. وقد أمر المشير الزعيم العظيم الملهم خالد الذكر عبد الفتاح السيسي في 2025 بضم اللجان نشاط لكراهية الخونة (لنكخ) إلى وزارة الثقافة والإعلام التي أطلق عليها بعد ذلك وزارة الحفاظ على الهوية والأخلاق، وكان نشاط لجان نشاط كراهية الخونة (لنكخ) تنظم يوميًا عدة أنشطة لإظهار الكراهية لكل العملاء والخونة المخربين معارضي الزعيم الملهم خالد الذكر المشير عبد الفتاح السيسي كان يتم عرض الصور القبيحة للخونة العملاء أمثال أحمد ماهر ووائل غنيم وأسماء محفوظ ومحمد البرادعي وغيرهم وذلك باستخدام شاشات كبرى في الميادين العامة ليقوم المواطنون بالبصق عليهم كنشاط يومي، لكن أمر الزعيم بإلغاء ذلك النشاط في 30 يونيو 2038 بعد ملاحظة أن حماس المواطنين وإلقائهم بالأحذية على الشاشات الضخمة يؤدي إلى تدمير هذه الشاشات وزيادة التكاليف الباهظة لصيانة تلك الشاشات مما يؤدي لزيادة الأعباء على المواطنين، بالإضافة لأن قبح صور ملامح الخونة كانت تتسبب في إصابة الأطفال بحالات رعب مزمنة، وقد أمر الزعيم بإلغاء صورهم من ذاكرة المواطنين بعد ذلك. اذكر الفرق بين (كشحن) و(لنكخ) و(فج)؟ متى تم إلغاء وزارة الثقافة وضمها للإعلام؟ متى تم إلغاء الوزارتين وإنشاء وزارة الحفاظ على الهوية والأخلاق؟ أذكر الكوارث التي كان من الممكن أن تدمر الجماهيرية المصرية العظمى إن كان تأخر إنشاء شرطة الأفكار؟ أذكر مساوئ القيم الدخيلة على المجتمع مثل حقوق الإنسان والديمقراطية والحرية والعدالة و الكرامة؟ صف بعبارات موجزة مدى قبح ملامح الخونة ودعاة الفتنة؟ أذكر مظاهر سعادة المواطنين أثناء قتل وسحل شباب نكبة 25 يناير في 2016 وكذلك مدى الراحة النفسية التي كان يشعر بها المواطنون بعد نشاط كراهية الخونة اليومي؟
محمود هشام حسانين عبد العزيز (محمود هشام) – اكتب الان من داخل سجن استقبال طرة
اكتب الان من داخل سجن استقبال طره عنبر ج زنزانه ١٤ ، ها قد مر ما يقرب من خمسة عشر يوما على اعتقالنا داخل سجون كلاب العسكر، منذ ان وصلنا هنا فى سجن طره ونحن بين اربعة حيطان لا نرى الشمس لا نتحرك من اماكنا والغريب هنا المعاملة فنحن فى زنزانه شديده الحراسة وتم اخلاء العنبر بالكامل باستثناء زنزانه واحده يمكث فيها جهاديين محكوم علييهم بالاعدام حسب ما قالوه لنا. وممنوعين من اى تحرك داخل السجن كغير باقى السجناء وحينما تاتى لنا زيارة يتحرك معنا ثلاث اشخاص من امن السجن وهو مشهد لا يحدث هنا ولكن دعنا من كل هذا فليس هنا هدف او رغبة فى الحديث عنه فليس ذا اهمية ان اذكره ،ولكن لدى رغبة فى الحديث عن المعتقل المنسى داخل سجون النظام /احمد ايمن اكثر من وقف بجوارنا هنا ، فهو حقا رجلا داخل معتقلات الطغاه. ارغب ايضا فى. الاطمئنان على جلسة جونيور واسلام عادل . وعلمنا ونحن هنا عن اعتقال الرفيق احمد زين ووقع الخبر علينا كالصاعقة ،، لعنة الله على هذا النظام القمعى ، الحرية لاحمد ايمن ، الحرية لاحمد زين. عمر السجن ما غير فكرة عمر القهر ما اخر بكره ،، يسقط حكم العسكر.
احمد غريب الشهاوي (احمد الشهاوي) – كن مع الله ولا تبالي
كن مع الله ولا تبالي
عبد الرحمن محمد مصطفي المرسي الجندي (عبد الرحمن الجندي) – أحمد ربنا إنك تقدر
اسم السجين (اسم الشهرة) : عبد الرحمن محمد مصطفي المرسي الجندي (عبد الرحمن الجندي) النوع الاجتماعي : ذكر تاريخ تحرير...
عبد الرحمن محمد مصطفي المرسي الجندي (عبد الرحمن الجندي) – لا تصالح
اسم السجين (اسم الشهرة) : عبد الرحمن محمد مصطفي المرسي الجندي (عبد الرحمن الجندي) النوع الاجتماعي : ذكر تاريخ تحرير...
عبد الرحمن محمد عبده عطيه (عبد الرحمن عطيه) – مسرحية نصف شهرية
مسرحية نصف شهرية فى العرض الماضى بنيابة أمن الدولة العليا بالتجمع الخامس انْهلتُ على ما يُسمى رئيس النيابة بأسئلة واضحة وضوح الشمس فى كبد السماء ملتحفاً برداء العزة والإنتساب إلى أهل الحق ، فكانت الأسئلة بمثابة السهام النافذة فى جسده .. "لماذا أنا معتقل حتى الآن؟ وإن كنت متهماً كما تدَّعون فأين دليل إدانتى إن كنتم صادقين؟ ولما تماطلون فى مواجهتى به وتراوغون؟ أكثر من سبعين يوماً فى التحقيقات حتى الآن وفى كل يوم تقولون سنواجهك بالدليل غداً فمتى سيأتى هذا الغد؟ و ...؟ و ....؟ " وهكذا حتى أضقت عليه الخناق فما كانت هناك مساحة لمراوغة أو تورية وما كان هناك بدّ من الإبانة والإفصاح !! وفجأة رأيت أن الله قد ألقى عليه لباس الخزى والهوان فأصبح كالعصفور المبلل وأجرى الله على لسانه الحق بغير رضاه !! فما أن انتهيت إلا ورفع لى كتفه ويديه فى صورة المنكسر المنكمش قائلاً:"والله ما أعرف يا عبدالرحمن .. أنا .. أنا .. أنا .." وما كان ذلك للباقة منِّى أو جرأة وإنما كان من توفيق ربى عز وجل الذى يكسونى بثوب هيبته وعزته .. فباغته قائلاً: ولكنى أنا أعرف وعندى الجواب الكافى !!! بكلام لا يحتمل تأويل أنت لست الفاصل فى أمرى وإن كان الظاهر ذلك، ولا من هو أعلى منك ولا حتى ما يسمى بالنائب العام نفسه !! إنما يأتى له أمر عسكرى من قادة الإنقلاب فيمليه هو عليكم فتنفذوه فما لكم من الامر شئ ولا تحركون ساكناً !! فتلجلج وعرق وتلعثم حتى أشفقت عليه ولم ينفى ذلك حتى أننى اندهشت من أن الله جرى على لسانه مالم يريد أن يفصح به حتى أنه هو فى قمة الذهول كيف أفصح لى بذلك ، فسبحانك ربى قادر على كل شئ .. وهذا الثانى عندما سألناه عن أخينا "باسم" الذى يدّعون أنه متهم معنا بتلك التهم_المعلبة المدون عليها صنع فى "بيت العسكر" وقلنا له أنه منذ شهرين ونصف فى السجن الحربى "العازولى" ، فأجاب علينا بوضوح قائلاً: "وهوَّ حد يقدر يطلب حاجة من الجيش ؟!! " بعد أن صدّعونا بشموخ القضاء واستقلاله وبتنجانه و ... وأخيراً يعترفون بأنهم دُمى فى أيد العسكر وأحذية فى أقدامهم .. ففصل الخطاب لمن كان فى رأسه مثقال ذرة من #عقل أن ما يحدث هو "مسرحية هزلية" أقوم فيها أنا وكل شريف فى هذا البلد بدور المتهم وهؤلاء يمثلون دور القضاة وذلك الكم الهائل من القوات المزودة بجميع أنواع الأسلحة يؤدون دور حراسة المصفحة المكلفة بنقلى من مكان لآخر خشية أن أهرب منهم ولما لا فأنا فى نظرهم "مستر إكس !!" .. "فَلَا نَــامَتْ أَعْيُنُ الجُبَنَــــــاءْ" "
محمد مصطفي محمد عرفات (محمد عرفات) – من أخبار سجن طرة
اسم السجين (اسم الشهرة) : محمد مصطفي محمد عرفات (محمد عرفات) النوع الاجتماعي : ذكر تاريخ تحرير أو نشر الرسالة...
حسام ابو البخاري – عندما أعود بالذاكرة
3يوليو 2014.. معتقل سجون طرة
عندما أعود بالذاكرة إلى تجربة العشرة أشهر اعتقال وكيف كانت أمواج القدر تأخذني من الرصاص إلى الدم ومن الدم إلى السحل ، وهكذا من قسم إلى قسم ومن سجن إلى سجن ومن زنزانة إلى زنزانة،
تلتقي عيني وجوه ناضرة وترى أيضًا أقفية باسرة، حدودي هي الحيطان والقيود و فراشي هو الخرسانة الملتحفة بالتراب،
حين يمر في ذهني كل هذا أتذكر جدلية الفيلسوف البريطاني ريبيكا روتشيه التى تقول: لو أمكن لجسدك أن يتحمل البقاء ألف عام، فإن هذا الجسد فى واقع الأمر تسكنه سلسلة من الأشخاص على مدار الزمن ،وليس شخصا واحدا مستمرا. فلو أنك وضعت شخصا فى السجن لارتكابه جريمة ما وهو في الأربعين، فقد يصبح هذا الشخص فعليًا، شخص آخر مختلفًا كل الاختلاف عندما يبلغ "التسعمائة والأربعين" ،مما يعني عمليًا أنك تعاقب شخصا على جريمة ارتكبها شخص غيره أغلبنا سيرى فى هذا ظلمًا.
تسأل نفسي جسدي ويتجادل عقلي مع روحي: هل يا ترى أنا هو هو؟! أم أنا هو آخر؟! هل لا زلت أنا ذاك الشخص الذي قبض عليه من رابعة أم أصبحت إنسانًا آخر كما يجادل روتشيه!
وحين تضرب تلك الأفكار بعضها بعضًا في رأسي وتتصارع هذه الجدليات الوجودية في ذهني، أقف لها ممسكًا عصايا المقدسة ويقول لساني بصوت تسمعه أحشائي وتلافيف مخيا: أنا ذلك الفتى الذى يصنع به الله وبغيره من الشبيبة والشيوخ قدرًا مفارقًا ومتجاوزًا فى هذا العالم الآن و سيغير بنا الجبار جغرافيًا وتاريخ البسيطة !
وسيقال وأنت هناك في الأسر ؟!
نعم وأنا في القيد لأنهم هناك فى الخارج يرفعون أسري ويكملون روحي بأجسادهم وعقولهم !
نعم "نحن قدر الله في هذا العالم".
محمد احمد يوسف سعد (ميزا) – ولكم في العيش ثورة ولنا في الثورة حياة
الزنزانة 14، عنبر ج
لم أجد شيئا لأكتبه فليس كل محسوس مكتوب.. وليس كل مكتوب محسوس ويعبر عن ما تضمر الأنفس.
لا أملك سوى كتابة جملة واحدة: ولكم في العيش ثورة ولنا في الثورة حياة
محمد يوسف (ميزا)
3-7-2014
الزنزانة 14
سجن استقبال طره
إلى الرفاق
محمد السيد السيد محمد العشري (محمد عربي) – لسه الامل موجود
من سجن طره
3/7/2014
5 رمضان
زنزانه "14" عنبر "ج"
من الفاقد لحريته الى رفقاء النضال :
وحشتونى اوى يا أعز الناس ، خلوا بالكم من نفسكم اوى ، حافظوا على بعض و متيأسوش لسه الامل موجود ، أدعولنا فى كل وقت لاننا محتاجين دعواتكم أوى ، فى مقوله بتقول "الاعتقال هو ضريبه النضال" و احنا بندفع ضريبه نضالنا ، كملوا و استمروا و طالبوا بالحريه لاى معتقل رأى ، احنا مش بنفطر مع أهلنا و حالتنا ربنا هو العالم بيها و حتى العيد هنقضيه فى سجون العسكر و بعد العيد هنفضل شهور فى معتقلنا ، لو انتم سكتوا و نسيتوا القضيه يبقى الضريبه اللى احنا بندفعها دى ملهاش ثمن .
من داخل سجون العسكر 24 شاب و شابه يطالبوكم بأن تستمروا فى نضالكم و طريقكم الحق ، متنسوش البطل "احمد ايمن" طالبوا بحريته و اقفوا معاه .
متنسوش "لسه الامل موجود"
عمر عبد العزيز حسين علي (عمر حاذق) – إيه.. في أمل؟
هذه كلمة أكتبها ليتم إلقاؤها في مركز الجزويت الثقافي، لا أعرف مناسبتها، أرسلت لي أمي الحبيبة رسالة موجزة مع زميل لي في الزنزانة مفادها ضرورة إعداد هذه الكلمة بسرعة لتسليهما بأقرب فرصة، ليتم إلقاؤها في الجزويت قريبًا، شكرًا للجزويت..
هل سيكون الاحتفال تضمنًا معي أنا وزملائي في القضية، أم سيكون حفلًا لإطلاق روايتي الجديدة "روائي المدينة الأول" الذي أرجح أنه قد صدر هذه الأيام عن دار الكتب خان، كما وعدتني الصديقة كرم يوسف، مديرة الدار، لا أدري إذا صدق ظني سوف أستلم نسختي الأولى من الرواية الجديدة في الزيارة القادمة بسجن الغربانيات ببرج العرب، بذلك أكون قد استلمت روايتي الأولى "لا أحب هذه المدينة" بسجن الحضرة، وروايتي الثانية، بسجن الغربانيات، "الداخلية مش بتلعب يا بشوات، كل شيء مقسوم بعدالة.. أليست وظيفة الداخلية تطبيق العدالة؟"
فكرت عما أكتب إذًا؟ ما رأيكم يا أصدقائي القليلين ويا إخوتي الكثيرين في محبة هذا الوطن؟.. كتبت من قبل أنني لم أنشر كتبًا منذ 2009، وعلى نطاق محدود ها أنا أستلم روايتين في السجن، وإن كنت كتبتهما كاملتين قبل سجني..
كتبت رواية جديدة هنا اسمها "الحياة باللون الأبيض" أراجعها هذه الأيام المراجعة النهائية، أشعر بوضوح أنها تختلف كثيرًا عن كل ما كتبت.. لأن إحساسي بالحياة.. بالحب.. بالحرية.. بالألم.. قد تغير تغييرًا هائلًا.. حسنا سأبوح لكم بسر: حين انتهيت من الكتابة الأولى لروايتي (الحياة باللون الأبيض) التي بدأتها في سجن الحضرة وأتممتها هنا، في مارس الماضي، أرسلتها لتُكتب على الكمبيوتر، وبدأت في مراجعة البروفة الأولى لروايتي القصيرة (قلب السمكة) التي أنجزت كتابتها الأولى قبل السجن، حين قرأتها هنا ذهلت.. عرفت كيف يمكن أن تتطور كتابة كاتب واحد بين ديسمبر ومارس.. كيف يمكن أن تتطور شخصيتي وتنضج رؤيتي والإنسان والزمن.. بسبب تجربة السجن.. ألم أقل لكم: الحياة جميلة يا أصدقاء، كيف يمكن أن يتغير الإنسان حين يرى في نهاية الزيارة، كل 15 يومًا، أطفالًا يتعلقون بآبائهم السجينات والسجناء.. منفجرين في البكاء؟ طفلة صغيرة لا يمكن أن تعرف معنى (سجن) تصرخ وتبكي بكل ذرة في جسدها.. متوسلة إلى أبيها المنهار أن يرجع معهم إلى البيت.
تعرف هذه الطفلة أنها حين تخرج من قاعة الزيارة لن ترى أباها إلا بعد فترة طويلة.. فترة هائلة بالنسبة إلى قلبها الصغير.. ولا تدرك مثلًا أن أباها كان يشتري ملابس لها ولأخواتها من محطة الرمل يوم 30 أغسطس الماضي، فاندلعت مواجهات بين أنصار المعزول مرسي والشرطة، خاف الأب فهرب إلى داخل مسجد القائد إبراهيم محتميًا من الغاز والرصاص، فهاجم البلطجية المسجد، وحبسوا كل من فيه حتى قبضت عليه الداخلية وحوكموا جميعًا وحكم عليهم بالسجن 3 سنوات وغرامة 50 ألف وتأييد الحكم في الاستئناف، بعض الحالات خفف حكمها إلى سنتين، أكثرهم لا علاقة لهم بشيء بل منهم بعض الصيادين (يصعبوا على الكافر).
لماذا أكتب لكم ذلك؟ لأقول لكم أنه بالتأكيد في أمل.. كيف؟ لأن ذلك كله لا يدل إلا على أن هذا الشعب سيبدأ قريبًا جولة أخرى للدفاع عن كرامته وحريته وحقوقه الإنسانية، لم يمت أحد من المسجونين ولا من أطفالهم، الحياة تمضي والشعب يتعلم من جديد ما لم يتعلمه في ثورتيه: 25 يناير و30 يونيو، رغم كل ما ندفعه من ثمن، لم أتغير في حياتي كما تغيرت في الشهور الأخيرة، كنت أعاني من صدمة كبيرة في عدد من أصدقائي فإذا بي الآن مغمور بالأصدقاء: بالناس الين يحبونني فقط لأنني أدافع عن حريتي وأدفع ثمن كرامتي كإنسان، تصلني رسائل تبكيني من شباب وفتيات لا أعرفهم، يحاولون دعمي ومساندتي، أريد أن أقول لهم ولكم أنني لم أفعل شيئًا سوى التفرغ هنا والقراءة والكتابة والتعلم من الحياة ومحبتها والفرح بها، لم أفعل كما فعل الذين ضحوا بحيواتهم وعيونهم... فكروا بعمق في أن الله خلقنا مصريين، في هذا الزمن حتى ندافع عن كرامة الإنسان وحريته.. حتى ندفع ثمن ذلك كاملًا، فكروا بعمق في ذلك وانظروا كيف ستحبون هذا الوطن.. الحياة جميلة يا إخوتي في محبة هذا الوطن فلا تتركوهم يفسدونها.
عمر حاذق – برج العرب
18/6/2014