رسالة من معتقل.. كل يوم أنازع الموت لكني أتشبث بالحياة لوعدَا قد وعدته فيوم آخر لن يضر ويوم آخر من أجل الصغار ويوم آخر من أجل الأخ ويومَا آخر للصديق لكني أخشى يومَا آخر أموت فيه في السجن
كل ما أشعر به هو الخوف والألم، من جراء أني لست بخير، من جراء أني مريض، من جراء التعنيف والتشكيك والتهديد بالعقاب، في حال أنني كررت شكواي
يا بلادي، إنني أشد حبًا وإخلاصًا، وإنه ليحزنيي أن أستشعر منك كل هذا الظلم والقسوة.
يا بلادي، إنني أبيت ليلتي على خذلان وأسى، أقاوم كل ليلة فكرة أني أموت في سجني هكذا إهمالا وكسلًا، أو على الأقل أنه لا ضمانة لي فيكِ تحميني من الموت والألم.
ولولا أني أحب وأخاف، ولولا أني أقول لنفسي كل ليلة: ليس اليوم، يوم آخر لن يضر، يوم آخر من أجل الصغار، من أجل الأخ والصديق، فلايجب أن يكلل مساعاهم بهكذا خيبة، من أجل وعد قطعته على نفسك، من أجل فكرة لازلت تتشكك في صحتها، من أجل بلاد، ربما لا يرضيها هذا كله.
محتجزون بسجن العقرب – إلي شعب مصر
إلي شعب مصر:
نحن نعيش في ظروف صعبة ومأساوية للغاية وما يحدث لنا هو جريمة إبادة ضد الإنسانية لما يقارب الف شخص
نحن نتعرض للتجويع من ستة أشهر ونرتجف من البرد
البرد ينخر في عظامنا والجوع ينهش في أجسامنا وأمعائنا
كميات الطعام قليلة جدا جدا
مجردين من الملابس والأغطية
كل فرد معه بطانية واحدة والقليل منا معه عدد 2 بطانية لا تغني ولا تدفئ من البرد البطاطين دايبة وهشه ومتهالكه
والملابس كل واحد منا معه طقم واحد فقط
نحن نموت من البرد عشرات المرات في اليوم الواحد
البرد يدخل لنا من كل مكان من داخل الزنزانة الخراسانية وكأنه نفاثات هواء خارجة من الثلاجة
الألم مستمر بشكل بشع.. لا نستطيع حتى إسناد ظهورنا على الجدران الخرسانية
لانستطيع النوم من شدة البرد ومن يستطيع النوم يقوم منه متألم في كل أنحاء جسمه
ظهورنا محنية ومقوسة من شدة الآلام التي نلاقيها من شدة البرد الخارج من الأرضية الخرسانية
من يرانا يظن اننا تجاوزنا في أعمارنا السبعين والثمانين فما بالكم بالشيوخ بيننا الذين تجاوزوا السبعين من أعمارهم وهم غير قليل
فقدنا الكثير من أوزاننا حتى وصل بنا من فقد عشرات الكيلو جرامات مع قلة الطعام والكميات المقدمة لنا متعمدين تجويعنا وتركيعنا
أصيب الكثير منا من سوء التغذية بأمراض كثيرة مثل عسر الهضم والبواسير والناسور الشرجي
الكثير منا ينزف بسبب هذه الأمراض ولا مجيب ولا مغيث وحسبنا الله ونعم الوكيل
محتجزون بسجن العقرب – نتعرض للإبادة
نحن نعيش في ظروف صعبة ومأساوية للغاية وما يحدث لنا هو جريمة إبادة ضد الإنسانية لما يقارب ألف شخص، نحن نتعرض للتجويع من 6 أشهر ونرتجف من البرد، البرد ينخر في عظامنا والجوع ينهش في أجسامنا وأمعائنا، كميات الطعام قليلة جدا جدا..
مجردين من الملابس والأغطية، كل فرد معه بطانية واحدة والغير منا معه عدد 2 بطانية لا تغني ولا تدفئ من البرد.. البطاطين هشه ومتهالكه، والملابس كل واحد منا معه طقم واحد فقط، نحن نموت من البرد عشرات المرات في اليوم الواحد.
البرد يدخل لنا من كل مكان من داخل العلبة الخراصانية وكأنه نفاثات هواء خارجة من الثلاجة، الألم مستمر بشكل بشع، لا نستطيع حتى إسناد ظهورنا على الجدران الخراصانية، نقوم من النوم وعلى الرغم من أن هناك منا الكثير من الشباب متألمين، ظهورنا محنية ومقوسة من شدة الآلام التي نلاقيها من شدة البرد الخارج من الأرضية الخراصانية، من يرانا يظن اننا تجاوزنا في أعمارنا السبعين والثمانين فما بالك بالشيوخ الذين تجاوزو السبعين من أعمارهم أمثال: محمد سويدان، والدكتور عصام حشيش، والدكتور محمود غزلان، والدكتور عصام العريان، وغيرهم الكثير.
فقدنا الكثير من أوزاننا حتى وصل بنا من فقد عشرات الكيلو جرامات من أوزاننا مع قلة الطعام والكميات المقدمة لنا متعمدين تجويعنا وتركيعنا، أصيب الكثير منا من سوء التغذية بأمراض كثيرة مثل عسر الهضم والبواسير والناسور الشرجي، الكثير منا ينزف بسبب هذه الأمراض ولا مجيب ولا مغيث.. وحسبنا الله ونعم الوكيل.
محمود شعبان ابراهيم – أكتب رسالتي الأخيرة إلى بقايا كائن حي
اقد كتبت من قبل إلى بقايا ضمير لأني أعلم أن ضمائر كثيرين ماتت، فكتبت إلى البقايا لعلها تتأثر، فلم أجد حراكا ولا استجابة، فكتبت إلى بقايا إنسان لأنني أعلم أن الإنسان المصري شوهوه خُلقا وخلقا وفكرا وثقافة فكتبت إلى بقاياه ولم يتحرك أحد.
واليوم أكتب رسالتي الأخيرة إلى بقايا كائن حي، أكتب فيها عن آلاف مؤلفة من السجينات والسجناء وأغلبهم من شباب المثقفين وفيهم العلماء والأطباء والمهندسون، أكتب طالبا الحرية لهم ومحاسبة من حبسهم وأرضع أبناءهم ألبان الكراهية وأطعمهم أشواك الظلم وجرعهم مرارة الذل وهم يرون آباءهم خلف القضبان.
أكتب وقد قامت المظاهرات في نيوجيرسي و في الأرجنتين طالبة الحرية لساندرا، نعم قامت المظاهرات من أجل حبس القردة ساندرا ومنعها من رؤية الزوار في حديقة الحيوان في الأرجنتين مما أثر على حالتها النفسية والمزاجية فقامت المظاهرات لأنها كائن، وهذا ظلم من البشر لحيوان يشاركهم حق الحياة بلا ظلم ولا ألم.
ألسنا أهلا لحقوق الحيوان إن لم نكن عندكم من بني الإنسان، إننا نرى معاملة نشعر معها في زمن الفرعونية الطاغية والقارونية الكاثرة والهامانية المسيطرة وفي زمن الرويبضات نشعر أننا عند ظالمينا أقرب إلى الحشرات التي ينبغي التخلص منها لضررها ولانعدام نفعها مع أننا فينا أساتذة الجامعة والعلماء والمخترعون.
خذ لك مثلا الدكتور بهجت الأناضولي: أستاذ الكيمياء الفيزيائية تخصص تحويلات الطاقة وتكنولوجيا النانو الحاصل على جائزة الدولة التقديرية والجوائز العربية والعالمية ورئيس مكتب الأولمبياد العربي للكيمياء ورئيس أحد أكبر المجموعات البحثية على مستوى العالم العربي، ومعه في نفس قضيته الأستاذ الدكتور أحمد محمود محمد الأقرع الأستاذ بكلية العلوم وبكلية الهندسة بالجامعة البريطانية والحاصل على جائزة جامعة القاهرة وممثل مصر في المنظمات العالمية والدولية لطاقة الهيدروجين والحاصل على الدكتوراه المشتركة بين القاهرة وجامعة بنسلفانيا الأمريكية والأستاذ الزائر بمعهد طوكيو للتكنولوجيا باليابان وأحد مؤسسي تكنولوجيا بمصر، ومعهم الأستاذ الدكتور عبدالرحمن الشبراوي أستاذ العقاقير بصيدلة القاهرة وصاحب أكبر المجموعات العلمية في العقاقير وحاصل على الدكتوراه من بتروسبورج من أمريكا.
هؤلاء يا سادة كانت لهم أبحاث عن الطاقة النظيفة ونشروا أكثر من أربعين بحثا عالميا في مجلات أمريكية ويابانية وأوروبية ومطلوبون في الخارج لينهضوا بالعلم والعالم في تخصصاتهم، وقد وصلوا إلى أنواع من الطاقة البديلة التي لا تضر البيئة وبدلا من التكريم العالمي لهم من بلدهم، هم الآن خلف القضبان لأنهم متهمون بالانضمام لجماعة إرهابية وكل ما فعلوه بناء مستشفى متطورة عالمية مجانية فيها كل التخصصات والعمليات التي لا تجدها في المستشفيات الحكومية مثل الغسيل الكلوي والحضانات وغرفة عمليات حديثة متطورة كل هذا مجانا وبأسعار رمزية من أساتذة يتصدقون بعلمهم ووقتهم على مرضى مصر من الفقراء، إذن نحن في زمن حبس العلماء والتهمة إعانة الفقراء.
والعجيب أن هؤلاء العلماء لا يتعاملون في السجون معاملة المجرمين ولا الآدميين لأن بلدنا أسقطت حقوقنا وأهدرت أدميتنا لذلك كتبت إلى بقايا كائن حي، وأدل شيء على ذلك معي أنا لما حدثتك أنني أصيبت بجلطة وأمرت النيابة بتحويلي إلى المستشفى وحضرت سيارة الإسعاف ولكن العقيد محمد غانم قال: "مستشفى إيه دا كلب ولا يسوى ارحلوا به إلى سجن العقرب"، وفي الطريق قال الضابط طه ونس: ارميه من السيارة وأنت على سرعة 180كم وقل إنه أراد الهروب وظل يسبني طول الطريق، وبعد أربعة شهور حولوني إلى سجن الاستقبال ومع أول نزول من الزنزانة للزيارة سلم على الإخوة وأخذوا يقبلونني فما كان من إدارة السجن إلا أن أدخلت من سلمت علي إلى التأديب لأنه سلم على الإرهابي الخطير محمود شعبان المصاب بجلطة والناس يحملونه لأنه لا يستطيع الحركة.
وبعد ثمانية أشهر مع الجلطة والإهمال الطبي ومع قيام الليل ودعاء الله طالبا الشفاء وأتى الشفاء من عنده ليلة العيد برؤيا صالحة أسأل الله أن يرزقني خيرها وأن يتم علي نعمته، لكن إدارة السجن حزنت لماذا شفي محمود شعبان، وأتت وفتشت الزنزانة لأن خبر الشفاء انتشر بين الناس من خلال إخبار الأهل في الزيارات، وانتهى مسلسلي مع المرض وبدأ مسلسل آخر عنوانه الموت فقد تعودنا أن نسمع دكتور يا شاويش ثم في اليوم التالي خبرا بوفاة فلان لدرجة أنه في شهر يوليو الماضي مات ثمانية وثلاثون سجينا، ومرت الأيام والمعاملة من سيئ إلى أسوأ من إدارة سجن الاستقبال وفي بعض الأوقات كان يخف السوء ويحل بعض الهدوء.
وفي هذا التوقيت طلبني أمن الدولة بعد أكثر من عام على حبسي احتياطيا على ذمة قضية بتهمة الانضمام إلى جماعة، وفي أثناء هذه السنة منذ شهر تحديدا حكم علي غيابيا في قضية أخرى بستة أشهر سجن وأنا في سجن الاستقبال، فسألت يحكم علي غيابيا وأنا عندكم هل أنا هارب في سجن الاستقبال والقضية ملفقة سبق أن أخذت منها إخلاء سبيل وحفظت ثم تحركت وأنا في السجن ولم أعلم بها لا أنا ولا المحامي، وتم الحكم غيابيا دون إعلام أو حضور مني مع أني كنت في السجن، بل علمت بالحكم من الإعلام.
وليست تلك هي السوأة الوحيدة في منظومة العدالة البشرية إنما أعظمها قانون الحبس الاحتياطي الذي يبيح للنيابة أن تحبسك دون جريرة لمدة خمسة أشهر تعرض فيها على النيابة عشر مرات وفي كل مرة لا يكلمك الأستاذ وكيل النيابة في أي شيء سوى ما المطلوب، فتقول البراءة أو إخلاء السبيل لانتفاء التهمة فيأمر بالتجديد لخمسة عشر يوما أخرى.
وفي مرة سألت أحدهم ما تهمتي فقال لا أدري أنا قاضي تجديد فقط، وبعد الخمسة أشهر تتحول إلى المشورة التي تكمل ثمانية عشر شهر وبدلا من العرض كل خمسة عشر يوما تعرض كل خمسة وأربعين يوما على قاض، وتحدث نفس المسرحية عرض على القاضي ويتكلم المحامي والقاضي يقول آخر الجلسة وفي كل مرة تقول ما تهمتي والإجابة انضمام لجماعة والسؤال لمدة سنة ونصف، ألم يقرأ أحد الأوراق ويكتب إدانة أو براءة؟
إنه الاعتقال بمسمى جديد ليناسب سنة بعد ثورة 25 يناير التي تغيرنا بعدها إلى الأسوأ، فقد كان المعتقل يستطيع رفع قضية ويطالب بالتعويض عن فترة اعتقاله، أما الآن فليس لك الحق لأنك محبوس على ذمة قضية وتمر سنة ونصف والمحامي لم يقرأ ورقة من الاتهام ولم يطلع على القضية بل من الممكن أن يجعل الفترة سنتين إذا رآها تستحق ذلك وبعد السنتين إما أن تحال أو البراءة، هذا قانونهم ومع ذلك فإن إخوة لنا خرجوا في رابعة من المخرج الآمن فكان جزاؤهم الحبس والآن مر عليهم ثمانية وعشرون شهرا ولم يخرجوا مع الادعاء في الإعلام أن من سيخرج من المخرج الآمن لن يتعرض له أحد، وفعلاً لم يتعرض لهم أحد بالسجن أكثر من عامين، والمصيبة أنه لا تهمة ولا دليل على اتهامك بشيء سوى تحريات الأمن الوطني وعلى من وضع قانون الحبس الاحتياطي.
أيا ما كان فقد عرضت على أمن الدولة فقال لي كيف حالك يا دكتور هنا أفضل أم العقرب، قلت هنا سجن وهناك سجن، لكن الظلم درجات، وأنتم في ظلمكم في العقرب تخطيتم المعقول واللا معقول وسيحاسبكم رب كبير يقول للشيء كن فيكون.
وأخذ يسألني عن الإخوة أصحاب القضايا التي لا معنى ولا عنوان لها، الناس التي لا تعرف شيئا عن أي شيء وأخذوا بلا جريرة سوى الصلاة في المسجد كقضية الشرقية الذين أخذوا شبابها في كل القرى المجاورة لمجرى قناة السويس من طريق الإسماعيلية بطول 25 كم، كل القرى الواقعة في هذا المكان أخذوا أي شاب ملتح أو زوجه منتقبة أو يصلي في المسجد، بل حدثته عن قضية مطروح وهؤلاء تعلموا الصلاة في السجن وتعلموا قراءة القرآن في السجن وأغلبهم مدخن للسجائر وهم محبوسون أكثر من سنة ونصف ولا يعرفون تهمة لهم.
وحدثته عن لاعب كرة زج به في السجون ولا تهمة له إلا أن خلافا تم بينه وبين مسؤول في الأمن الوطني، فقال له سأحبسك وفعلا لفقت له قضية وضم لقضية كبيرة وأخذ حكما بخمسة عشر عاما وهو لا ناقة له ولا جمل، سوى أن الضابط الفاضل وعده بالحبس، وقلت له أعلم أنكم ستسألون أمام الله عن كل هذه المظالم وأعلم أنكم تحاربون الله ولا أحد يطيق حرب الله، أنت تبلغ من العمر نيفا وثلاثين سنة هل رأيت في حياتك مصريا يموت من شدة الحر؟ قال لا. قلت العام الماضي أكثر من مائة وثمانين ماتوا من الحر، هل رأيت أحدا يموت من المطر؟ قال لا قلت عشرات إن لم يكونوا مئات ماتوا في البحيرة والإسكندرية وأكثر من مليون فدان غرقوا ولا ثمر في الموسم القادم لأنكم تناسيتم لقاء الله ولأن الدماء التي سالت لن تضيع عن الله الذي قال "ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل إنه كان منصورا" الإسراء 33، الذي وعد بنصره المظلوم هو الله والذي سيقضي له هو الله دنيا وأخرى وأعلم أنه لا حل إلا في شريعة الله بحيث يقدم القتلة للقصاص فإن عفا أهل الدم نتحول إلى الدية وأعلم أن الدماء التي أريقت والأعراض التي انتهكت لن تضيع عند الله حتى الأموال التي سلبت لا تضيع، لا مصالحة ولا حل إلا بشرع الله ولن تستقيم مصر إلا بشرع الله، ولا تتخيلوا أن القبضة الأمنية حل، فما حدث أيام عبدالناصر لن يتكرر، فالزمن غير الزمن والناس غير الناس والإعلام غير الإعلام والعالم غير العالم، إنكم محاصرون بالقبضة الأمنية الغاشمة وبالأزمة الاقتصادية الخانقة وكلاهما لا حل له إلا بشرع الله.
قال من أين تعيش؟ فقلت أنا مستور بستر الله وقد عاهدت ربي ألا آخذ جنيها من أحد على كتاب الجامعة على ألا يحوجني ربي لأحد، وقد فعلت لأنني وأنا معيد عاهدت أحد أساتذتي ألا آخذ شيئا من مال الكتاب لأنه سحت لأن قانون جامعة الأزهر تدريس كتاب التراث، فكنت أتصدق بما يأتيني من مال الكتاب على الطلبة وكنت أعطي الطلبة الكتاب على نفقتي لمن لم يجد ثمنه، وفي السنة الوحيدة التي أجبرت على كتاب في مادة البحث البلاغي كان الكتاب بستة جنيهات، وسل الطلبة عني تعلم من أنا.
وكان سؤاله سببه أن الجامعة كانت تصرف لأولادي نصف الراتب كاملا ثم بعد ذلك أوقفوا صرفه وقالوا لا تستحق إلا نصف الأساس وأنت مديون للجامعة بخمسة وعشرين ألفا ونصف من الجنيهات لما أخذته العام الماضي وسيخصم من أولادك تباعا، مع أن القانون الذي أحضره لي الإخوة نصه أنه يصرف للمسجون احتياطيا نصف الراتب والحوافز وكل ما كان يستلمه وهو في العمل، فعلمت أن هذا تضييق جديد وهذا لن يحرك مني شيئا ولن أتنازل عن ديني ولن يقهرني الظلمة، لأن أبناء محمود شعبان يأكلون الخبز اليابس ولا يمدون أيديهم لأحد وربي لن يحوجني لأحد قلت يا خلق الله "من استوى تبرها وترابها في يده لا يستطيع أحد عقابه"، فالدنيا تحت أقدامنا لم تنل من قلوبنا ونسأل الله أن نظل كذلك، علما بأنه عُرضت على أولادي أموال طائلة ومرتبات شهرية وأنا في السجن فلم يقبلوا مليما لأني قلت لزوجتي قبل حبسي: سأكون بريئا منك أمام الله إن قبلت مليما من أحد، لا تأكلوا بديني ولا تتاجروا بحبستي وأحسب زوجتي مؤمنة دينة صابرة محتسبة والحمد لله ما قبلت شيئا من قريب ولا من بعيد والشكر لكل أخ حاول إكرام أهلي في غيبتي وأقول له أجر في نيتك وجزاك الله خيرا.
وانتهيت من كلامي على أن الحل في شرع الله لا غير ووعدني بلقاء قريب يكون فيه فرج، فقلت إن البشر لا ينشئون قدرا وإنما يكشفون قدرا ولن نخرج إلا بأمر العزيز الحميد الذي إذا أراد سخر العبيد وكلنا له عبيد.
فقال ما قصة الكلمات الأربع التي يكتبها الإخوة في الزنازين قلت هي "إذا بلغ الظلم مداه وتناسى الظالم الإله وكانت الحرب على دين الله ولم يكن للمظلوم سوى الله ساعتها يتدخل الإله".
فقال الحرب على دين الله، قلت نعم أما رأيت قصة النقاب في جامعة القاهرة التي لم يجد رئيسها سببا لتدني المستوى العلمي الذي جعلنا في المركز قبل الأخير من بين مائة وأربعين دولة سوى النقاب، قلت يا أخي تدعون الحرية وتركتم العارية من باب الحرية أما تتركون المحتشمة من باب الحرية، إن تعليمكم الفاشل لن ينصلح، وقد أتيتم على رأس وزارة التربية والتعليم بوزير لا يجيد الإملاء وإنا لله وإنا إليه راجعون. وانتهى الحوار.
وفي اليوم التالي حدثت مشكلة وأخذ الإخوة يكبرون ويطرقون على الأبواب بسبب سوء المعاملة في الزيارة ورفض دخول الأطعمة، فما كان من إدارة السجن إلا أن أرسلت إلينا المدعو محمد علي الرجل الثالث في مصلحة السجون الملقب بماكينة سب الدين ومعه المئات من الضباط والأمناء والعساكر والكلاب البوليسية وأخذوا ممثلين عن كل العنابر والزنازين، وكنت مع هؤلاء للقاء هذا الرجل وزبانيته وفي الطريق طلب مني الإخوة عدم الكلام لأنه سيئ الخلق وهدد بتحويل الإخوة إلى سجن العقرب، فلا تتسبب في إيذاء إخوانك وكنت في آخر الصفوف فإذ برجل نحيل البدن سليط اللسان سيئ الأدب مع الرحمن مختبئ خلف نظارة سوداء تخفي ضعف خلفها.
بدأ يتحدث عما يمكن أن يفعله فينا وقال بالنص: "أنا ممكن أوديكم العقرب تعيشوا في مقابر هناك وبالملابس الداخلية وتناموا على الأرض في عز الشتاء، وتذكرت معاناة الإخوة في سجن العزولي حين كانوا بعد رحلة التعذيب في عز الشتاء يخرجون الإخوة عرايا وينادونهم بأسماء نساء مثل نانسي وهيفاء وحنان، مع أن الإخوة لحاهم تملأ صدورهم، وكانوا يجبرونهم على أن يغنوا أغنية تسلم الأيادي ومن لا يغني بصوت عال يضرب على قفاه في رحلة إذلال مهين تشعل في القلوب كراهية الجيش والشرطة لا تزول بمرور السنين.
هذا شيء تذكرته يدل على أنه قد يفعل ما يهدد به بل هو حادث فعلا الآن في سجن العقرب، ثم أخذ يسب دين الله ويقول نحن الأقوى ثلاث مرات، فقلت يا رب اللهم إني أبرأ إليك مما يقول هذا حسبنا الله ونعم الوكيل وتراجعت لأخرج من الصف معترضا على سب دين الله فأسكتني الضباط ولم أسكت فقال لي أحد: "اسكت يا دكتور محمود وخليها تعدي على خير فقلت حسبنا الله ونعم الوكيل"، فقال لي أحد الممسكين بالكلاب: أنت تقول حسبنا الله ونعم الوكيل ماذا فعلت لك؟ فأتت بك إلى السجن ولم تنفعك بشيء.
قلت نفعت وسترون انتقام الله قريبًا وسنرى نحن فرج الله قريبا، ثم عدت إلى زنزانتي مغضبا حزينا على ديني الذي سب ومعاتبا للإخوة الذين كانوا يسكتونني، فقالوا الحمد لله أنه لم يسمع صوتك لقد قال له أخ من الصفوف الأولى "بلاش تسب الدين"، فقال له: "وأنت مال ... أمك أنا هطلع .. أمك".
تلك قصة أهديها لشيخ الأزهر والجامعة وأسألهم ما حكم هؤلاء في الإسلام وأنتم تعلمون ما حدث في سجن الأقصر والإسماعيلية من وفاة أناس تحت وطأة التعذيب، هذا ما بدا للناس لأن القتلى ليسوا إسلاميين وما يحدث أضعاف هذا مع الإسلاميين لكن الإعلام لا يذكر شيئا وبدأوا يخافون من تكرار أحداث ما قبل 25 يناير ويقولون هل صيدلاني الإسماعيلية خالد سعيد الجديد ويحرك ثورة جديدة ضد ظلم الشرطة والجيش، فقلت ينتظر من ينتظر أما نحن فلا نتعلق بـ25 يناير بل نتعلق برب قادر يقول للشيء كن فيكون، أخبرنا أنه لن يصلح عمل المعتدين.
وقد فاق ظلم الظالم كل حد وإن لم يتحرك له أحد، فإنا ننتظر عدل الواحد الأحد الذي قصم ظهر حمزة البسيوني لما قال: لو نزل ربنا لحبسته في زنزانة انفرادية فدخلت أسياخ الحديد في بدنه في حادث مروع ولما جمعوا أشلاءه وكفنوه وأرادوا إدخاله المسجد للصلاة عليه أبى الله، ومنعه من دخول بيته ليكون عبرة، ساعتها صعد شيخنا وأستاذنا الشيخ كشك المنبر وقال: يا حمزة من حبس من، حبست الله في زنزانة أم حبسك الله ومنعك من دخول بيته.
أفيقوا يا خلق الله قبل أن تأتي عقوبة الله العامة "واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة" (الأنفال).
تلك نصيحة للكل وختاما "فستتذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد" (غافر).
إلى اللقاء تحت سماء الحرية على أرض العزة نشم روائح الإيمان سعداء بزوال الطغيان.
محمود شعبان
اسراء خالد محمد سعيد (اسراء خالد سعيد) – تَشَوَّهَ العالم في قلبي
أكتب إليكم وأنا على مشارف البدء في العام السادس في سجون الوطن وبعد تشوه العالم في قلبي وبعد أن تشوهت أنا شخصيا، أنا التي قالوا عنها أنها خارقة القوى، شيطانية التدبير، مفسدة في البلاد والعباد، أني احمل أسلحة، أني فجرت وفجرت وكأني كائن فضائي أو ساحرة شريرة، أو شخصية خيالية خطيرة يستحيل وجودها بمقدرات الكون على أرض الواقع.
قالوا عني وقالوا وقالوا وكأنهم لا يخاطبون أصحاب عقول أو منطق، قالوا خربت وهدمت وأنا الطالبة بكلية الهندسة قسم تشييد وبناء، قالوا عني وضاع مستقبلي وعمري وحياتي دون دليل أواجَهُ به كي أبرأ منه نفسي.
حكم علي ب 18 عامًا ولم تنظر جهة واحدة إلى حقيقة أو جدية الاتهامات الموجهة إلى فتاة كانت تبلغ من العمر حينها 21 عاما، حتى تلك الجهات التي تتبنى مؤتمر الشباب، منتديات لدعم الشباب لم تلتفت إلي وكأني لست من شباب وطنهم!
5 سنوات قضيتها في السجن دون ذنب أعلمه لأدافع عن نفسي.. وقضت أمي 5 سنوات في طوابير الزيارات تعاقب على أنها أمي بدلا من أن تقر عينها ولا تحزن بعد جهدها معي طوال حياتي.. ابيضت عيناها من الحزن قهرًا على ماوصل إليه حالي.
5 سنوات تواسيني أمي في الزيارات لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا.
5 سنوات ألومها على جحود وطني ولِمَ لَم تفر بي هاربه؟!
تم إرسالها من سجن القناطر للنساء بتاريخ أمس 2019-12-12
محتجزون بسجن برج العرب – حياتنا معرضة للخطر
اسم السجين (اسم الشهرة) : محتجزون بسجن برج العرب النوع الاجتماعي : ذكر تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 11/21/2019...
محتجزون بسجن العقرب – نحن نعيش في ظروف صعبة ومأساوية للغاية
نحن نعيش في ظروف صعبة ومأساوية للغاية وما يحدث لناهو جريمة إبادة ضد الإنسانية لما يقارب الف شخص
نحن نتعرض للتجويع من ستة أشهر ونرتجف من البرد
البرد ينخر في عظامنا والجوع ينهش ف أجسامنا وأمعائنا
كميات الطعام قليلة جدا جدا..
مجردين من الملابس والأغطية..كل فرد معه بطانية واحدة والغير منا معه عدد 2 بطانية لا تغني ولا تدفئ من البرد.. البطاطين هشه ومتهالكه
والملابس كل واحد منا معه طقم واحد فقط
نحن نموت من البرد عشرات المرات في يوم واحد
البرد يدخل لنا من كل مكان من داخل العلبة الخراصانية وكأنه نفاثات هواء خارجة من الثلاجة
الألم مستمر بشكل بشع.. لا نستطيع حتى إسناد ظهورنا على الجدران الخراصانية
نقوم من النوم وعلى الرغم من أن هناك منا الكثير من الشباب متألمين.
ظهورنا محنية ومقوسة من شدة الآلام التي نلاقيهامن شدة البرد الخارج من الأرضية الخراصانية
من يرانا يظن اننا تجاوزنا في أعمارنا السبعين والثمانين فما بالك بالشيوخ الذين تجاوزو السبعين من أعمارهم أمثال
محمد سويدان.
د. عصام حشيش
د. محمود غزلان
د. عصام العريان
وغيرهم الكثير
فقدنا الكثير من أوزاننا حتى وصل بنا من فقد عشرات الكيلو جرامات من أوزاننا مع قلة الطعام والكميات المقدمة لنا متعمدين تجويعنا وتركيعنا
أصيب الكثير منا من سوء التغذية بأمراض كثيرة مثل عسر الهضم والبواسير والناسور الشرجي
الكثير منا ينزف بسبب هذه الأمراض ولا مجيب ولا مغيث وحسبنا الله ونعم الوكيل
محتجزون بسجن الزقازيق العمومي – رسالة من المعتقل
الساعة -- يوم-- أتى المخبر على النظارة ونادى: فلان الفلان وفلان وفلان وفلان.. ترحيلة وكان العدد 30 معتقلا سياسيا، حتى مقلناش الترحيلة هتروح سجن إيه!! سابنا نعيش في المجهول المهم خرجنا من المركز الساعة 10 وركبنا عربية السردين (قصدي الترحيلات) الـ30 معتقل كنا فوق بعض والحر شديد جداً، وصلنا سجن الزقازيق العمومي الساعة 11م، وسابونا في العربية لحد الساعة 1م لحد ما اتشوينا، والغرض من كده تكديرنا، وكان فيه زيارة شغالة فمينفعش ينزلونا قدام الأهالي.
المهم المجرم إبراهيم فكري معاون المباحث نده وقال / نزل لي من العربية 10 أفراد بـ10أفراد، انا كنت في الفوج الثالث، فلقيت الغفير بتاع عربية الترحيلات طالع يجري من جوة السجن وبيقول لرئيسه: مش هدخل جوة، ولو بعت حد لازم يكون قلبه جامد، لأن الناس بتطحن جوا!!
احنا سمعنا كدا ركبنا بدأت تسلم على بعضها، وفي ناس بدأت تثبت اللي حواليها، نزلنا لقيت هرج شديد جداً، شتايم ووشك في الأرض، وما تبصش حواليك.
ضابط المكاتب اتأكد من ملفاتنا وكل ده ووشنا في الأرض ولإيدينا ورا ظهرنا واللي يبص حواليه أو يرفع وشه يلاقي كف خماسي على قفاه وسيل من الإهانات.
خلصنا دخلونا قاعة الزيارة من الوهلة الأولى تلاقي صفين من القوة الضاربة "قوات الأمن المركزي" لابسين ماسكات وشايلين العصا، قلت بالصلاة على النبي كدخ هننطحن طحن السنين، كذا صوت بيقولوا في وقت واحد: كله يقلع هدومه وغمض عينيك ووشك في الأرض وإيديك ورا ظهرك وأقف عدل يا بن... يا كذا منك له، أقف عدل ياض يا بن.. يا كذا، وواحد كان ورايا ماسك عصاية أمن مركزي بيقول: دا انا هادخل دي في.. وهنزبطكم يا أولاد..، مع وصلات مستمرة لسب الدين كل شوية
جه صوت من ورا كده بيسأل: أنت اسمك أيه؟ قال له: كذا راح مخرج صوت قبيح سافل من حنجرته مع سباب للدين وضرب عنيف على القفا والظهر وقال له: أنت اسمك مسجون، وراح سائل واحد تاني: أنت بتشتغل أيه؟ فقال له: طبيب نفسي، فكرر معه ما حصل مع الأول وقال له أنت كنت شغال..(سباب جنسي بذيء) وجاي تتعلم المرجلة هنا، وراح المجرم إبراهيم فكري قال: محدش يقول لي أنا شغال مهندس ولا دكتور ولا محاسب، أنتم كنتم شغالين.. واسمك هنا مسجون، وقعدنا كده في الضرب والإهانة لمدة نصف ساعة، واللي كان مسئول عن التشريفة دي مأمور السجن: هاني عبد الله ورئيس المباحث محسن القلش ومعاون المباحث محمد عاشور وابراهيم فكري والمخبرين:عبد الرازق -جعفر-على مشرف- محمد سالم وغيرهم.. غير المسيرين الجنائيين.
وبدأوا يدخلونا على الحلاقين نحلق زيرو وماسمحوش لينا أننا نغتسل مع أن الحمام موجود، ودخلونا مجردين من الثياب قدام السجن كله نعمل حمام ويقولوا لنا:..، واللي ما يرضاش يربطوه في العمود وينضرب وما يتحلش إلا ما يعمل حمام، ولما خلصنا جابوا لنا هدوم "السترة" حاجة كده من أقذر الأقمشة بتسلخ في الجسم، لبسناها ورحنا واقفين صف واحد، وجه المجرم إبراهيم فكري يكمل الإهانات والضرب ويقول لنا مفيش حاجة اسمها إحنا في حاجة أسمها أنا بس ومحدش يتكلم عن غيره.
وجه معاون المباحث محمد عاشور منع الأدوية من كبار السن ودخل الأدوية للأمراض المزمنة بس، مش علشان سواد عيوننا أبداً، دا علشان الراجل ما يموتش ويعمله مشاكل، لحد ما وصلنا لباب الزنزانة إهانات وضرب ومفيش فرق بين راجل كبير وواحد شباب، وخلصت التشريفة الحمد لله وندخل بقى على "الإيراد " المكان اللي بيستقبلوا فيه السجينات والسجناء الجدد، غرفة مقاسها 2 في 3 م العدد فيها 12 فرد مفيش فيها حمام ولا مية، ولا أي مقمات المعيشة وسايبين لينا قزايز مياه وجردل للبول.
اليوم بيبدأ إنك بتصحى الصبح على أصوات المخبرين 6.30 صباحاً على سب الدين والشتيمة ومحدش فعلياً بيعرف ينام بعد الوقت ده، المخبر بيفتح الغرفة يعني كله يقف وشه للحيط، والمهم بيتلكك على أي حاجة علشان يسب الدين ويشتمنا ويطلعنا 4 أفراد بـ 4 أفراد على الحمامات، تطلع تجري علشان وقت الغرفة 10 دقايق، واحد ياخد جردل البول اللي مآذينا طول اليوم بريحته الصعبة علشان يفضيه في الحمام، والتاني ياخد قزايز المية علشان يملاها، والتالت جردل الزبالة، والباقي جري على الحمام، يادوب تكون ليه قاعد تلاقي المسير الجنائي يفتح عليك الستارة ويقولك: اطلع، ولو اتأخرت يشتمك، ولو رديت عليه ينده المخبر وتلاقي الاهانات والضرب اشتغلوا تاني، اللي كان بيتعب من الموضوع ده المرضى، بعد كده نخلص الحمام ويدخلونا الغرف فبنصلي ركعتين وأنت على وضوء لأن بقية اليوم بتتيمم، الزنزانة بتتقفل عليك ومفيش مكان أنك تتحرك فتضطر تقعد على فرشتك، اللي هي بطانيتين معفنين السجن مسلمها لينا، كل الناس بلا استثناء جالها جرب..!!
الساعة 11 تستلم التعيين اللي هو عبارة عن علبة جبنة نص كيلو تحس أنها معمولة من بودرة بلاط، 3 أرغفة لكل فرد الرغيف الواحد كفيل أنه يعمل إمساك لمدة يومين، وفول من غير ملح، أو الأكل كله بيجي من غير ملح وجرجير وطماطم وخيار وحلاوة طحينية ورز وفاصوليا ولحمة كاوت
ش.. وطبعا رغم أننا كنا بنجوع بس بنخاف ناكل علشان مفيش حمام في الغرفة.
مؤسسة سجن الزقازيق الاقتصادية:
بدأوا بعد يومين من دخولنا السجن، بعد ما منعوا مننا الشباشب والهدوم الداخلية والمصاحف، والله دخلونا السجن بالشورت الداخلي فقط، هذا كل ما تمتلكه حتى قالوا لواحد كان معاه سواك: قرفتونا مصاحف ومعلبات وسواكات، وضرب الراجل الكبير اللي عنده 60 سنة بالسواك.
بدأوا يرضوا علينا أننا نشتري شباشب، وطبعاً هنشتري، الشبشب كان بـ32 ج ونسبة ربح السجن في كل حاجة بيبعها 35% والصابونة الديتول بـ15ج، بعد اليوم الـ11 سمحوا لينا أننا نستحمى بس الحمى نفسه كان تكديرة، واللي يتأخر في الحمى يتمنع من الحمام، وسمحوا لينا إننا نغسل هدومنا المعفنة وسلمونا السترة الثانية، بعد ما كنا عفنا والكل بدأ يهرش وباعوا لينا هدوم الداخلية الطقم بـ60 ج وفي اليوم ده بدأنا نزور أهالينا، كانت جايبة لينا الزيارة فيها الأكل والشرب وأدوات النظافة الشخصية والأدوية والفاكهة، دا كله السجن منعه ودخل لكل فرد 10 معالق رز وحنة لحمة لا تكفي لطفل والزيارة كانت تكديرة تانية، إن بعد 11 يوم أهلك يخرجوا من البيت الساعة 4 الفجر، علشان ييجوا الساعة 12، ومدة الزيارة دقيقة واحدة، وتلاقي المخبر يقولك الزيارة انتهت، الأم والأب بيعيطوا علشان الأكل اتمنع وابنهم نازل لهم حالق وجسمه خس وبيشوفوه من ورا سلكين ودا كله دقيقة واحدة والمخبرين بيتصنتوا عليك، وترجع على باب عنبرك، 2 يفتشوك تفتيش ذاتي مهين أقرب للتحرش، خايفين يكون في ورقة أو أي ممنوعات، تدخل أو تخرج برة السجن، بعد أول زيارة فتحوا لينا إننا نجيب أي مخبروزات من فرن السجن وحلويات ودليفري وطلبات وفاكهة كل حاجة بتشتريها من جوا والنسبة طبعاً 35% والكل بيشتري قديم وجديد لأنه بيمنع أي حاجة تدخل من برا.
حتى العلاج ولو كشفت عند دكتور السجن بيبعتلك الدواء حبتين برشام وتيجي تشتكي يقولك: لما تموت هتيجي نشيلك!!
طبعاً سجن الزقازيق سيء السمعة بدأ يكون أسوأ من الأول.
بعد موجة 20-9 اللي دعا ليها محمد على واللي اتهاتوا أكثر ناس أهل السويس لدرجة أن محمد عاشور ضرب واحد منهم قدام أخته في الزيارة، فلما السويسي زهق وخبط مخبر في صدره القوة الضاربة جت والمخبرين والمسيرين الجنائيين والضباط بدأوا يطحنوا في الولد ورشوا عليه مياه وكهربوه بالألكتريك.
تقريباً التشريفة دي والوضع ده صار على أكثر من 50 معتقل دخل السجن بعد 20-9، فلو سمحتم اتكلموا عنهم وبأي طريقة نحاول نخفف الضغط عنهم
اسراء خالد محمد سعيد (اسراء خالد سعيد) – خمس سنوات لا تكفي
اسمي إسراء خالد محمد سعيد، طالبه بالفرقه الثالثه بكلية الهندسه ولم أكمل دراستي بسبب إعتقالي لمدة 5 سنوات .. تلك المده التي قضت علي مستقبلي وحلمي بالتخرج من كليتي كمهندسه كأول إنجاز لي في حياتي يؤهلني لخدمة وطني الذي أتهمت بتخريبه والمساس والإضرار بأمنه القومي في عدة قضايا مختلفه .. وأشهد الله أنني لست علي صلة بأي منهم وقد سبق و تم الحكم علي بعقوبة الحبس لمدة ثمانية عشر عاما دون النظر إلي أثر ذلك علي مستقبلي وحياتي وحياة أسرتي والتي قد بذلت قصارى جهدها لتجعلني فردا صالحا يخدم مجتمعه ... لتكافئ في نهاية المطاف بإعتقالي وضياع أملهم بي .. ثم حكم علي بثمانية عشر عاما ولم يعبأ أحد بضياع مستقبلي ..
أطالب فقط بإعادة النظر في التهم الموجهة لي كفتاه تبلغ من العمر حينها واحد وعشرون عاما والنظر في ذنبي الذي حولني من مهندسه إلي معتقله من فرد هدفه الأسمي خدمة وطنه إلي معتقل إذا إستمر بهذا الوضع فسينتج شخصا عاطلا جديدا في المجتمع عاجزا عن الحياه إن وجدت فيما بعد
بأي ذنب تضيع أحلامي ويجحد بي وطني !!
بأي ذنب تحتمل أمي مالايطاق وتعاني ماتعانيه وهي لم تدخر جهدا في تربيتي وتعليمي لنكافئ في أخر الأمر بالإنتظار في طوابير الزيارات لمدة خمس سنوات !!
خمس سنوات لاتكفر عن ذنب لم ارتكبه اصلا !!
خمس سنوات لا تكفي لإعادة تعويضي عن مافاتني من دراستي !!
خمس سنوات لاتكفي لإعادتي لأمي !!
خمس سنوات لاتكفي لإعادتي لحياتي الطبيعيه !!
بسمه رفعت عبد المنعم ربيع (بسمه رفعت) – أتقدم باستغاثة أو لنقل إنها صرخة ألم
أتقدم لسيادتكم أنا الدكتورة بسمة رفعت طبيبة مصرية وعضو بنقابة أطباء مصر
أتقدم باستغاثة أو لنقل إنها صرخة ألم لعلها توقظ الضمائر وتحيي القلوب.
منذ 4 سنوات وأنا محبوسة ظلما على ذمة إحدى القضايا السياسية زُج بى فيها من غير ذنب حرمت من طفلي وكانت أعمارهما وقتها 5 سنوات ، وعام وشهرين فقط (طفلة ورضيع ) ، أُخذت منهم عنوة وقهرا وألقيت في السجن ومن يومها لم أرى شمس الحرية ولم أتنفس هواء الوطن ، تركت أطفالى لأمى المسنه التى قاربت السبعين من عمرها ، وتعانى أمراض الشيخوخة وهشاشة العظام فكيف ترعى طفلين صغيرين ؟!
من يوم إعتقالى الأول وبدأت صحتى في التأثر ، فأصيبت أولا فى تورم بالثدي الأيسر بسبب فطامى القهرى لابنى ، ثم أعقبها إصابتى بمشاكل في إحدى صمامات القلب ، هذا القلب الذى لم يعد يتحمل الوجع والظلم وحرمانى من أطفالي ، وأصيبت بمشاكل بضغط الدم ، والفقرات القطنية والعجزية بسبب سوء الأحوال المعيشية وعدم وجود أى رعاية طبية بالسجن ، ولا اهتمام يذكر ، أتقدم إليكم بكل ما سبق لأنى مازال لى حق في وطن ، لأن من حقى أن يرفع الظلم عني ، وأن أعود لأحضان أطفالي وأهلى ، لأن حقى أن أعود لوظيفتى كطبيبة مصرية أخدم بلادى.
أنا لا أتسول حق ، ولا أريد أن أضعكم في حرج ، لكن نظرة واحدة لأوراق قضيتى لتعلموا كم الظلم الذى وقع علي
حكم على ب15 عاما قضيت منهم 4 سنوات خلف قضبان ليست من حديد فقط ، ولكنها قضبان قهر أريد فقط أن أعود لحياتى، بطلب إعادة النظر في حيثيات القضية وظروف حبسي ، أو بعفو رئاسي عنى لظروفى وظروف أطفالى وامى المريضة ، وأريد حتى يأذن الله لى بالحرية أن أتلقى الرعاية الطبية المناسبة ويتم علاجى خارج السجن لعدم وجود أى إمكانات طبية هنا إطلاقا ، وأخيرا أتمنى إيضاح سبب إيقاف معاشي من نقابة الأطباء منذ حوالي عام من غير إبداء سبب قانونى لذلك ، وللعلم الأمر بالنسبة إلي ليس فى القيمة المادية لهذا ، ولكنه ذو قيمة معنوية أن زملاء مهنتي وأبناء وطني لم يتخلوا عنى ، وكم بكيت وتألم قلبي كلما تذكرت قول قائلا عبر عما يجيش في صدرى:-
بلادي وإنْ جارت عليّ عزيزة
وأهلي وإنْ ضنّــــوا عليّ كرامُ
د بسمة رفعت عبد المنعم ربيع
سجن القناطر للنساء
29/ 10/2019