احمد ماهر ابراهيم الطنطاوي (احمد ماهر) – إلى كل الإبريليين

احمد ماهر ابراهيم الطنطاوي (احمد ماهر) – إلى كل الإبريليين

إلى كل الإبريليين في كل مكان، في السجون أو خارج السجون، في مصر أو خارج مصر ،كانت مأساة كبيرة أني أكون في السجن ومش مع الإبريليين في يوم "6إبريل"، في نوفمبر الماضي كنت بفكر في مؤتمر ضخم ومراسم وإعلان خطط وأفكار جديدة، ولكن اتحبست في آخر نوفمبر بعد إقرار "قانون التظاهر".. ياللا.. قدر الله ما شاء فعل.
كان نفسي أكون في الوقت ده مع شباب "6إبريل" أجدع شباب في مصر ولكن معلش.. هانت.
اتكتب علينا الشقاء، وغننا نتظلم ونسمع كل يوم أكاذيب عننا في عهد مبارك ثم عهد المجلس العسكري ثم عهد مرسي ثم العهد الحالي.. معلش دا قدرنا، وزي ما بدأنا الحلم لازم نستحمل ونكمل وأكيد الثورة هاتنجح مهما طال الوقت.. لسه بدري والمعركة مش سهلة.
طبيعي يكون تركيز الهجوم والتشويه على "6إبريل" فقط.. قدرنا كده.. إحنا أول حركة شبابية وطبيعي إن تركيز الهجوم يكون علينا، وحتى لو لقينا بعض الرفاق بينجروا لحملات التشويه بدون قصد أو بيتخلوا عننا في وقت الأزمات.. عادي.. دا قدرنا برضه.
ساعات الإعلام بينسب لينا كل حاجة وده بيزعل مننا ناس، وكذلك فيه متخصصين في الأسافين، نستحمل بعض، والوقت صعب وساعات الدنيا بتكون متلخبطة وبتلاقي الناس بتلوش في بعض.
المفروض إحنا اتعودنا خلاص على المقالب والمزايدات في كل العصور، وساعات النفوس بتكون مش تمام عند بعض الناس، وطبعًا جهات كتير يهمها التسخين والصيد في المياه العكرة.
معركتنا القادمة أصعب مما قبل 2011، ولازم نستحمل ونتسلح بالصبر، السلمية، النظام، التخطيط الجيد، الابتعاد عن العشوائية والابتعاد عن النمطية، تشجيع الابتكار والأفكار الجديدة.
عبارة "العقوبة جزء من النضال" أو جزء من النشاط المقاوم"مش مجرد شعار، لأ دي منهج، ورغم أن السجن عمومًا حاجة سيئة ورغم أن الحبسة دي اسوأ وأصعب من أي حبسه اتحبستها قبل كده.. لكن إثارة الجدل حول"قانون التظاهر".. وكشف زيف ادعاءات النظام إنه قانون لمنع الإرهاب فقط، ويعتبر من فوائد الحبسة أن معظم الناس أدركوا -عمليًا- أن "قانون التظاهر" معمول أصلًا لقمع الحركات الثورية وليس الإرهابيين، وإن هدف قانون التظاهر هو منع أي احتجاجات مستقبلًا، وكلنا شفنا حجم الكذب والتلفيق اللي بيحصل من الداخلية ولذلك لازم استمرار المقاومة السلمية والحملات من أجل إسقاط هذا القانون اللي هيرجعنا لورا سنوات كتير.
التمسك بالمبادئ وقيم "6إبريل" الأصلية هو أهم شيء في هذه المرحلة، يكفيكم فخرًا أنكم لستم من المتلونين اللي كانوا في 2011 بيقولوا معانا يسقط حكم العسكر ودلوقتي بيروجوا لفكرة مرشح الضرورة وضرورة حكم العسكر، إحنا ثابتين على مبادئنا وثوابتنا ومنها رفض الدولة الدينية والدولة العسكرية.. هدفنا دولة مدنية حقيقية وهي من مبادئ التأسيس، دولة حرة ديمقراطية متقدمة تكون قائمة على الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية والمواطنة والحكم الرشيد، دي أفكارنا ودا حلمنا اللي مهمتنا هي تحقيقها، ولذلك لن تقبل فكرة الدولة الدينية واستغلال الدين في السياسة ولا الحكم العسكري.
ورغم أني كنت حزينا إني مش معاكم هذا العام لكن كنت مبسوط جدا بالتنسيق والمؤتمرات والأنشطة المشتركة مع الجبهة الديمقراطية، قد يكون ده أهم حدث منذ"30 يونيو"، ولو كنت أعرف إن حبسي هايخلي الناس تفوق وتقرب من بعض وتحس بالخطر وتقلل الخلافات.. كنت اتحبست من زمان.
ودي خطوة هايلة ولازم نقرب من بعض، وأتمنى تشكيل زي "تنسيقية إبريلية عليا" يكون فيها ممثلون للحركتين، ودي هاتكون خطوة كمان لتوحيد الجهود وتقريب وجهات النظر وإزالة أي شوائب قديمة".

احمد سعد دومه سعد (احمد دومه) – الحقيقة تفضحنا

احمد سعد دومه سعد (احمد دومه) – الحقيقة تفضحنا

أفكر طويلاً قبل البدء فى الكتابة دائماً، خاصة وأنا فى السجن، فبخلاف كونها عملية مرهقة فى طبيعتها يضاف عبء ما ينتظره الناس منك، باعتبارك رمزاً فى نظرهم.. يفترض أن تمنحهم الأمل، وتؤكد لهم الصمود وأحياناً تقترح عليهم ما تراه مناسباً لـ«اللحظة» من تحركات ومواقف.. وهذه كلها أمور لن أدعى أننى قادر على القيام بها، على الأقل وأنا أكتب الآن من داخل قفص المحكمة بانتظار حكم جديد، ربما يضاف لسلسلة الأحكام التى صدرت ضدى على مدى السنين التسع الماضية والتى تقترب الآن من سبع سنين متفرقات، قضيت منها أكثر من أربع سنين فى سجون عدة وأنظمة مختلفة وبتهم متشابهة، ولا يعلم سوى الله متى ستنتهى!

وعلى الرغم من هذا فإننى أظننى محتاجاً للكتابة الآن ليس رغبة بقدر ما هو افتقاد لما سأقوله بين ما أقرؤه، وأسمعه- وإن لم يكن مهماً- فهى طبائع السجن.. عزلتك فيه تفرض غالباً هذا الافتقاد.. هى محاولة لطرح ما لم أره يطرح فى ظل سير «المجموع» فى اتجاه واحد، لا أظنهم يسيرون فيه اقتناعاً بقدر ما يفعلون استسهالاً، أو «ربما إجباراً».

يتناقشون- ونحن معهم أحياناً- حول خرقنا قانون التظاهر والاعتداء على قوات الأمن فيهاجمون غالباً ويترأفون حينا حتى نجد أرأفهم يعترف بخطئنا، لكنه يختلف مع الدولة فى شكل العقاب.. يتحدثون عن أخطائنا التى لا يعرفون عنها سوى ما جاء فى محضر تحريات.. لكنهم لا يتجرأون على سؤال الداخلية إذا ما كانت طبقت ما ينص عليه قانون التظاهر ذاته بخصوص التعامل مع التظاهرات أو فضها أم أنها استسهلت البطش والاعتداء والقمع.. يحملوننا مسؤولية تظاهرة- لم تحدث أصلاً- لكنهم لا يتجرأون على تحميل الرئيس- القاضى- ومن معه مسؤولية إصدار قانون يخالف الدستور الذى صنعوه بأيديهم، ثم يحدثوننا نحن عن دولة القانون.

يتهموننا بالبلطجة رغم أن أحدهم لم يكلف نفسه عناء مشاهدة أدلة الثبوت ولا حتى السماع لشهادة الشهود- وهم من ضباط الشرطة- والتى تبرئنا تماماً نحن الثلاثة، وتنفى عنا أى تهمة من التهم الملفقة التى حوكمنا بها.. وما شاهدوا أيضاً أفراد الأمن المركزى وهم يحطمون المقهى، ويعتدون على المارة والصحفيين بغير رادع ولا حاكم.. سوى أنهم تلقوا الأوامر من ذات القيادة الأمنية بذلك.. أو ربما يكونون شاهدوا، لكنهم يخشون مواجهة المجرم الحقيقى!

يعلمون يقيناً- بل يسرون فى جلساتهم الخاصة رفضهم عناد السلطة واعتباره «كفراً».. وعلى الرغم من ذلك وغيره يتهموننا نحن بالعناد والمعارضة من أجل المعارضة.

يتهموننا بالارتماء فى أحضان الأمريكان والغرب، فى ذات الوقت الذى يحتفلون فيه بمجرد صدور خبر أو تقرير يؤيدهم أو أى صحيفة أجنبية، ولو كانت تافهة، ويرسلون كذلك وفوداً شعبية لإقناع هؤلاء الأعداد (الغرب والأمريكان) بأن 30 يونيو ثورة، وليست انقلاباً، ويتسولون المعونات بشكل فاضح.. ثم يزيد فجورهم، ويرسلون ملفاً لعدد من السفارات الأجنبية والمنظمات الدولية يحتوى صوراً ومقالات وفيديوهات لى تخص فترة وجودى فى قطاع غزة 2008م وما بعدها وقت الحرب حاملاً السلاح فى وجه الصهاينة ليلوموا هذه الدول والمنظمات على دعم «إرهابى» مثلى يعادى إسرائيل.. وفى هذا كله لن يجرؤ أحد على مواجهتهم ولا حتى سؤالهم.. فنحن دوماً الخونة والعملاء!

لا يسأل أحدهم نفسه، فالأسئلة تعرينا، وتفضح ما يستره صمتنا وتواطؤنا، والأسهل اتهامنا وتشويهنا من ذات الأشخاص زمن كانوا، قبل بضعة أشهر، يتغنون ببطولاتنا وبسالتنا ونضالنا وهكذا... الدنيا خاصة فى بلادى لا يدوم لها حال!

حتى أصدقاؤنا القدامى يعلمون جيداً- وهم أصدقاء السلطة اليوم- أن الوعود التى حصلوا عليها مراراً لم تكن سوى استهزاء لن يتوقف بهم واستخفاف بقيمة مطالبهم.. ووضع لهم فى موضعهم الصحيح كتوافه لا قيمة لها ولا لكلامها، لكنهم يقيناً سيتعامون عن ذلك كله، ولن يتوقفوا عن التطبيل والتهليل للسلطة، لأن المصلحة معها ليس حباً ولا اقتناعاً بقدر ما هو يقين بأن عقوبة التجرؤ على المواجهة أو حتى الحديث غالباً- ستكون صحبتنا فى الزنازين المجاورة.. حقاً اعتياد الراحة ينسى المرء حتى المناضلين خشونة البرش ووحشة الزنزانة ولذة التضحية.

لم أقل لكم أنه لا داعى لأن أكتب.. فلن أقول غالباً ما تنتظرونه.. ربما أكون قد انتهيت الآن، لكن الأسئلة لم تنته، لأن الجرائم لم تتوقف، والثورة كذلك، ولن تتوقف ما بقينا هكذا نتعامى عن الحقائق نخشى الأسئلة.. ونألف الراحة!

*شاعر وعضو اتحاد الكتاب

احمد سعد دومه سعد (احمد دومه) – علمت بضرب والاعتداء على حسن شاهين

احمد سعد دومه سعد (احمد دومه) – علمت بضرب والاعتداء على حسن شاهين

علمت بضرب والاعتداء على " #حسن_شاهين " فتوقعت ان من قام بذلك هم ضباط الداخلية .. ولكن صدمت عندما عرفت ان من قام بذلك هم من ينددون ويرفضون التعذيب والاعتداء من قبل الداخلية
الثورة مش حكر على حد .. ولا أحد يمتلك الصكوك الثورية .. ومش من حق حد الاعتراض على اى شخص متضامن مع المعتقلين غير اهالى المعتقلين فقط

محمد فوزي شاهر محمد كشك (محمد فوزي) – بين العبث .. و الإبداع

محمد فوزي شاهر محمد كشك (محمد فوزي) – بين العبث .. و الإبداع

( بين العبث .. و الإبداع ) - مشهد داخلي (1) :- مخبرٌ بدين يعلِّق فتىً نحيلا ً من ذراعيه .. و بعد أن يهوى عليه ركلاً ولَكما ً ، يصرخ : " عليَّ الطلاج الواد دِه واخد طَراماضول يا باشا .. ما بيحسش " . . بينما " الواد ده " يضحك ، لم يتعاط أي مخدِّر ، لا ولا لديه أي قدرة على تحمُّل ما هو أكثر .. كل ما في الأمر أنه لا يعرف أي شيءٍ عمَّا يسألونه فعلا ً ... - مشهد خارجي (1) :- " المنطق " يخلع ملابسه الداخلية السفلية ، ثم يلبسها في رأسِه كالقبعة .. ويركض صارخا ً في شوارعِ مصرنا الحبيبة .. حاملا ً جوالا ً على كتفيه ، يخرجُ منه كتاباً تلو الآخر من نظريات و سيرٍ للفلاسفة والعلماء .. ويلقيها كحجارةٍ على كل مواطن يقابله .. - حقيقة علمية :- " ما بعد الصدمة " هي الترجة الحرفية لاسم مجموعة من الأمراض تُصيب الجماعات البشرية التي تخوض ( حروب ، كوارث ، مذابح ، ثورات ) .. هذه الحقبة تشمل الإسكيزوفرينيا ، البارانويا ، القلق ، الهوس الاكتئابي وغيرهم .. ومؤكد علميا ً انها تصيب عددا ً ليس بالقليل من طرفيّ أيِّ صدمة ٍ . لا يحمي البشر من أمراض " ما بعد الصدمة " سوى الإيمان العميق ، ماذا يعني ذا ؟ ذا يعني أننا _كجبلٍ قُدِّرَ له أن يحيا صدمات عدة _ قد انقسم لنصفين ، إما مؤمنين إيمانا ً عميقا ً و إما مرضى .. مجانين ، لذا فلتنتبه عزيزي المجتمع ، و لتحذر عزيزي الطاغية من بشرٍ يمتزجُ الإيمان فيهم بالجنون ... - مشهد داخلي (2) طابور من الشباب غير المذنبين الذين أضفى الإجهاد عليهم هيئة المجرمين .. يدخلون تباعا ً على وكيل النيابة الأنيق الذي يسأل بشكلٍ آليٍ " طلباتك ؟ " ليجيب الشاب بشكلٍ عفويٍ " إخلاء سبيلي " ، "أنا محبوس ليه ؟ " ، " أنا عندي امتحانات " ، ثم يوقِّع على المحضر الذي يُجدَّدُ فيه الحَبسُ للجميع لخمسة عشر يومٍ آخرين ، إلى أن يدخل نفس الفتى النحيل - طلباتك ؟ = عايز أتحبس 15 يوم جداد بعد إذنك - ايه ؟ = لا أبدا ً .. أنا قولت أختصر بس ، ما حضرتك عارف ان قرار ال15 محسوم قبل ما تشوفني أصلا ً .. فعلى إيه نضيع وقت حضرتك الثمين ؟! ثم يوقِّع .. و يمضي .. - مشهد خارجي (2) :- " الخيال " يلهثُ راكضا ً وراء المنطق محاولا ً تهدئته :- - " انتظر يا عزيزي ألا لعنة الله على الواقع الذي جنَّك و حطمني .. انتظر .. لم يعد لنا مكان ٌ ها هنا .. لقد قدمت طلب لجوءٍ سياسيٍ لكل السفارات .. سنترك هذا البلد المخبول معاً..." حقيقة تاريخية :- الأفكار ليست أقوى من الرصاص كما نردِّدُ .. كثيرٌ من الأفكار وأَدَها الرَصاص ، و كثيرٌ من الثورات هزمها الرصاص و الجدران ، و كثيرٌ جداً من الأجيال انتهت أحلامهم و تشرزموا كلياً بعد قمعهم ..إنما يُعزِّي العاجزون بعضهم البعض عن عجزِهم بترديد قولٍ كـ " فكرتنا مش هتموت " بينما هم أنفسهم غارقون في ثبات موت عميق .. الإيمان و الدماء ليسا كافيين للنصر ، الرسول _ صلى الله عليه وسلَّم _ نفسه لم ينتصر واصحابه بالدماء و الإيمان فقط في غزوةِ الخندق ، لابد من " إبداع " ، لابد من حلٍ ابتكاريٍ حقيقي ٍ لينجيَهم بعد أن " بلغت القلوب الحناجر " .. لابد من خندقٍ بشريٍ قبل الرياح الإلهية ليجلبا معاً النصر .. لذا أخاطب أصدقائي و أحب خلق الله إلى قلبي .. الذين لم يزالوا متمسكين بأفكارِهم و أحلامِهم في مواجهة الظلم و العبث الحاليين ، أخاطبهم وإن لم يكن خارج السجون منهم سوى حفنة بعد .. قائلا ً: " أعلم ُ وربِّي أن العبث سيد الموقف ، لكن من رَحِم العبث و الكرب يولد الإبداع ، فلنبحث عن حلول إبتكارية مبدعةٍ على كل المستويات .. ربما يجدُها جيلنا ، و ربما يكون الإبداع الذي سينصرنا في طورِ التكوين الآن بداخلِ عقل طالبٍ في الإعدادية اعتقلوا صديقَه أو قتلوا أباه .." محمد فوزي

محتجزون بسجن العقرب – “رصد” تنفرد بنشر وصف تفصيلي لسجن العقرب شديد الحراسة

محتجزون بسجن العقرب – “رصد” تنفرد بنشر وصف تفصيلي لسجن العقرب شديد الحراسة

العنابر

يتكون كل عنبر على شكل حرف (H) مقسم إلى أجنحة (4 وينج) يحتوي كل جناح على 21 زنزانة مساحة الواحدة 2م × 3م تقريبا وبها حمام كرسي (إفرنجي) بدون توصيلة مياه وبه حوض بدون باب أو ستائر للحمام تفصله عن باقي الزنزانة، إضافة إلى أن جوه لا يطاق على الإطلاق من الحر في الصيف، ولا يطاق من البرد في الشتاء.

عنبر1 (H1): به جناح بداخله حوالي (50 مسجونا) جنائيا للعمل كخدم داخل السجن لتشغيل مرافق السجن، وخدمة الضباط، وأعمال النظافة. أما باقي الأجنحة (الونجات) مكتوب على مداخلها "دواعي أمنية"، وهي منطقة غامضة، ولا يوجد في زنازينها الـ (62) إلا أقل من 10 أفراد ظروفهم شديدة السوء، وغير مصرح لهم بإدخال الملابس، ويتم فصل الماء والإضاءة عنهم بصفة شبة دائمة. إلا أن حالتهم أسوأ حالاً بكثير عن باقي معتقلي السجن؛ فملابسهم رثة، وأجسادهم نحيلة، وبعضهم أشرف على الموت، واحدهم فقد من وزنه 65 كجم، ولا يفتح الباب لهم مطلقاً، ويتم اصطحابهم إلى النيابة مقيدين من الخلف وحفاة، وكل هذا بتوصية الأمن الوطني، وتحت نظر نيابة أمن الدولة العليا، والنيابة العسكرية.

ويصف معتقلون في عنابر أخرى حال هؤلاء قائلين: "يذكرنا بسجن (تزمامرت) الرهيب الذي كان في المغرب في عقد السبعينيات والثمانينيات، والذي كنا نسمع عنه في وسائل الإعلام المختلفة".

أما عنبر2 (H2): فبه حوالي 120 معتقلاً من رموز التيار الإسلامي كقيادات جماعة الإخوان المسلمين، وما يسمى بالتيار الجهادي في زنازين انفرادية، وغالبهم تعدت أعمارهم الـ 50 عاما، وبعضهم جاوز السبعين عاماً بكل ما يعنيه هذا من مشاكل صحية وحاجة للرعاية.

وعنبر3 (H3): وبه حوالي 200 معتقل من الشباب المسلم، وغالبهم متهم في القضايا الملفقة ف الأحداث التي حدثت منذ الانقلاب العسكري، ومتوسط أعمارهم (30 : 40 سنة) وأغلبهم تعرضوا لتعذيب بشع في سجون الانقلاب السرية كسجن العازولي، و (س8) بالإسماعيلية، ومقرات المخابرات الحربية، وأمن الدولة، كما أن أغلبهم ما يزال يعانى من آثار كسور، و تهتكات في الأربطة والأوتار، ومتوسط عددهم هو 3 أفراد لكل زنزانة بدون ستارة للحمام.

أما عنبر4 (H4): وهو عنبر مخصص للتأديب على المخالفات الجسيمة مثل رفع الصوت اعتراضاً على كميات الطعام التي لا تكفي الفئران – على حد وصف معتقلين – وليس للمعتقل إذا دخل به أي حق في الإضاءة أو الأغطية، فقط زجاجتي مياه كل يوم.

المطبخ.. المستشفى.. المقصف

وعن المطبخ: فهو المكان الذي يتم فيه إعداد الطعام، الذي لا يكون إلا أصنافا محدودة، هي: الفول المملوء بالسوس، والعدس، إضافة إلى طبيخ الباذنجان.

أما المستشفى: فبها 3 أسرة فقط، وطبيب واحد، وهو إما متغيبا أو يأتي بعد الظهر، وممرضين اثنين، وبها صيدلية يتم من خلالها توزيع العلاج بحد أقصى 6 أقراص، مهما كان المرض مزمناً.

ورغم وجود جدول معلق على الحائط يعلن عن وجود استشاريين في أغلب التخصصات طوال أيام الأسبوع، إلا أنه من باب "ذر الرماد في العيون"، ورغم كل هذا فإن كل من يصل للمستشفى لا يصلها إلا بشق الأنفس، وبعد أيام وأحيانا أسابيع من المطالبة.

والمصقف: (الكانتين) فهو بقالة بها بعض المأكولات، ومستلزمات النظافة، إلا أن منتجاته يتم بيعها بأسعار تزيد 50% عن أسعار الخارج، وتذهب أرباحه مباشرة لجيوب "الباشوات الظباط"، حتى تدور العجلة على حساب المعتقلين البؤساء الذين يعانون من انقطاع أرزاقهم تماماً بالخارج.

الزيارة

كان هذا حال السجن، أما عن الزيارة فهي نوعان:زيارة المحامي، وهي الوسيلة الوحيدة للتواصل مع المحامين ولا تزيد عن 4 دقائق. أما زيارة الأهل فهي تتم عبر حاجز زجاجي، وجهازين هاتف لتسجيل كل الأسرار العائلية، واعتقال كل اسم يذكر فيها، ويرفضها أغلب المعتقلين حفاظاً على أسرهم وعلى خصوصياتهم.

محمد مصطفي محمد عرفات (محمد عرفات) – مشهد (5) أعزة فى القيد

محمد مصطفي محمد عرفات (محمد عرفات) – مشهد (5) أعزة فى القيد

مشهد (5) أعزة فى القيد

بعد أيام من طلبى من النيابة عرضى على الطب الشرعى كى أثبت آثار التعذيب ، أرسلونى لهناك وكان معى عدد من المعتقلين من سجن العقرب وبالتالى كانت الحراسة شديدة جدا

القوات الخاصة تسير أمامنا وخلفنا مدججة بالسلاح ، حتى إذا وصلنا رمسيس - حيث الطب الشرعى - انتظموا فى صفين على اليمين والشمال بأقنعتهم وسلاحهم .

سرنا وسطهم مبتسمين ، نلوح للناس فى الشارع ، رؤوسنا مرفوعة
كنا نتحدث سويًا ونشير على القوات الخاصة أن هؤلاء جميعًا حرسنا الخاص !ّ! وهذا كله موكبنا !!

حتى أن ذلك النقيب صرخ فينا " انتو مفكرينها فسحة يا ... انت وهوا "
كانت تصرفاتنا تملؤهم غيظًا وتحرق قلوبهم
كنا فى قيدنا أعز منهم فى سلاحهم !!

القيد سينكسر لكن نفوسنا لا تنكسر إن شاء الله ، وإن كان القيد يؤلمنا فكما قيل " عذاب الهمة عذاب "

أحرار خلف القضبان

إذا كنت بالله مستعصمًا ... فماذا يضيرك كيد العبيد ؟!