احمد ماهر ابراهيم الطنطاوي (احمد ماهر) – أخيراً ترشح … تصدق إني اتفاجئت!

احمد ماهر ابراهيم الطنطاوي (احمد ماهر) – أخيراً ترشح … تصدق إني اتفاجئت!

أخيراً ترشح … تصدق إني اتفاجئت! (1) مسلسل هزلي نعيش فيه منذ شهور، السيسي اترشح … لسه، السيسي خلاص هايترشح بكرة، ويمر إسبوع، بكره، ويمر شهر، بكره، ويمر شهران، مش هايجي .. مش هاروح .. مش هاتيجي .. مش هارووح. أخيراً حن علينا سعادة جناب المشير وترشح للانتخابات الرئاسية، أراني اتفاجئت بعد مدة طويلة من المناشدة والتوسل من شبكات المصالح المباركية، وبعد فترة طويلة من النفاق والتفخيم ومقالات التطبيل طمعاً في منصب في النظام العسكري الجديد، بعد شهور من تطبيل النخبة الليبرالية العسكرية التي حذفت باب الحقوق والحريات من قاموس الليبرالية. (2) من داخل وزارة الدفاع وبالبدلة العسكرية أعلن ترشحه لانتخابات الرئاسة، استقال اليوم رغم أن فتح باب الترشح سيكون غداً ويزعمون أنه لن يستغل إمكانيات الدولة وموارد المؤسسة العسكرية. طيب كنت اسبكها شوية، اشتغلنا شوية وخلينا نمثل إننا دولة وكده، وكنت استقيل من فترة كافية، قول خطابك ببدلة ملكي، قول خطابك من مكان محايد. ولكن عموماً .. قلعت الميري ودخلت المعترك السياسي؟ … السياسة وحشة يا مارشال .. والناس بتقطع هدوم بعض .. البس .. علشان خارجين. (3) ثورة دي ولا انقلاب؟ شاركت في 30 يونيو .. وطالبت بإنتخابات رئاسية مبكرة، وأرى الاخوان ارتكبوا أخطاء فادحة أثناء فترة حكمهم وضيعوا نفسهم وضيعوا ناس كتير معاهم من الذين ظنوا بالإخوان ظناً حسناً. ولكن لا أتقبل فكرة الحكم العسكري ولا تدخل العسكر في السياسة، وأرى أن الحكم العسكري وفساد ضباط من بعد 52 إلى الآن ما آخر مصر وادى إلى تخلفها وتأخرها. شعرت بالقلق الشديد بعد تفويض مبارك للمجلس العسكري في 11 فبراير 2011 ولكني كنت من السذج الذين قالوا “لو المجلس العسكري عك الدنيا فهيكون مصيره مصير مبارك” وأثبتت 2011 و 2012 مدى فداحة غباء وصل في حكم المجلس العسكري الذي كان السيسي أحد وأبرز أعضائه، وبعد 3 يوليو عندما صرخنا .. دا تدخل عسكري صريح وحكم عسكري واضح .. وده في كتب العلوم السياسية اسمه انقلاب عسكري .. أكاديمياً اسمه انقلاب. قالوا لنا “سيب الجيش يحمي الشعب، والانقلاب العسكري ده لما السيسي يمسك الحكم .. شوفت السيسي بقى رئيس جمهورية علشان تقول حكم عسكر؟؟ الآن سيصبح السيسي رئيس جمهورية … ثورة دي ولا انقلاب؟ بلاش كلمة انقلاب .. أليس ما حدث ويحدث هو حكم عسكري واضح صريح؟ (4) أول ديكتاتور عسكري منتخب.. كان أكثر فقرات الخطاب كوميدية هو حديثة عن الديمقراطية. وزير الدفاع الذي سيكون رئيس جمهورية ذو خلفية عسكرية يتحدث عن الديمقراطية. فاقد الشئ لا يعطيه، والحداية مابتحدفش كتاكيت .. والعسكر لا يفهمون معنى الديمقراطية التي تعني احترام الآخر واحترام الاختلاف واحترام الحقوق واحترام الحرية… وما نراه الآن من السيسي قبل أن يكون الحاكم “رسميا” هو فاشية صريحة وتخوين وتنكيل بكل من يختلف أو يعترض. وعن تجرية شخصية لمست ضيق السيسي بالمعارضة والانتقاد أثناء اجتماعات شباب الثورة مع المجلس العسكري بعد 11 فبراير عندما كان السيسي مدير المخابرات الحربية وعضو المجلس العسكري. شخص لا يعترف بالديمقراطية أو لا يستوعب مفاهيمها ومكوناتها يتحدث عن الديمقراطية. كل المستبدين على مدار التاريخ تحدثوا عن الديمقراطية حتى وهم يذبحون خصومهم، دلوقتي كلام طشاش عن الديمقراطية .. قريب هنلاقي المظاهرات اللي بتهتف يسقط الديمقراطية كما حدث في 1954، لنعود بعدها عدة عقود للوراء. (5) الشراكة.. السيسي قال الشراكة؟ أيون قال الشراكة.. ومتهيألي سمعت عقد بين الحاكم والمحكوم .. الكلام ده صحيح؟ أيون شراكة وعقد بين حاكم ومحكوم .. هل تعتقد انه هايقدر يعمل الكلام الكبير ده وسط المرحلة الفاشية العسكرية الجديدة؟ لأ .. طيب وقال شركاء الوطن؟ آه قال شركاء الوطن … اللي هم مين يعني؟ حملته ومؤيدينه يعني .. طيب. (6) الديكتاتور اللي مش عادل… كل المطبلاتية سواء فلول مبارك أو ثوريين سابقين باحثين عن منصب يتحدثون عن نظرية الديكتاتور العادل، وهي نفس النظرية التي أسهمت بقوة في تخلف مصر وهي التي كانت تروج بشكل مكثف في عهد عبد الناصر ثم السادات ثم مبارك، وهي نفس النظرية التي تعتنقها كل الأنظمة السلطوية والشمولية وكل التيارات الفاشية. آه قول ديكتاتور عادل أو سيد أو عبد الفتاح .. مش هاتفرق .. لكن بلاش اشتغالة من الأول وتقول ديمقراطية وشراكة وعقد اجتماعي، وعيب كمان يتقال انتخابات على المسخرة اللي هاتحصل، المصريين بهدلوا كل المفاهيم السياسية. الديكتاتور اللي مش عادل ستكون النظرية المصرية الجديدة التي سنصدرها للعالم .. وأهو برضه نصدر أي حاجة، ديكتاتور متحكم في الإعلام والجيش والشرطة والقضاء ورأس المال وكل مؤسسات البيروقراطية وكل اجهزة الدولة … نفس خريطة الفشل والتخلف. (7) الاستقلال والتحرر في النيو ناصريزم… تسقط أمريكا وعملاء أمريكا .. محدش يلوي دراعنا .. نرفض التدخل الخارجي إلا من السعودية والإمارات اللي معانا، نرفض التدخل الأمريكي والأوروبي في الشئون المصرية ولكن لا مانع من استمرار استجداء المعونات الأمريكية والأوروبية. أمريكا دولة عدوة لكن مافيش مشكلة لما ضباطنا يتعلموا ويتدربوا هناك. هذه هي القواعد الجديدة في برنامج السيسي الذي تعلم العسكرية وتدرب في أمريكا عدوتنا لامؤاخذة. الاستقلال والتحرر من منظور السيسي هو استمرار الجعجعة في الإعلام والحديث عن المؤامرات والعدو الوهمي اللي في كل حته واحنا مش عارفين هو فين بالظبط. لكن لا مشكلة في الشحاتة ممن نصفهم بالاعداء ولا مشكلة في أن يتعلم ضباطنا عقيدتهم العسكرية عندهم ونأخد سلاحنا منهم رغم جعجعتنا عن المؤامرات في الخطاب كل يوم. ولو قفلت قوي يعني .. ننوع مصادر الشحاتة علشان نخفف الضغط وعلشان يبطلوا كلام عن الديمقراطية وحقوق الإنسان، الاستقلال والتحرر هو شتيمتهم في الاعلام المصري بالنهار ثم الشحاته منهم بالليل. الاستقلال والتحرر في النيو ناصريزم يختلف تماما عن مفهوم الاستقلال الوطني والتحرر في اتخاذ القرار عموماً، استقلال وتحرر مارشال كامب ديفيد. (8) مش الناس مبسوطة؟؟ خلاااااص… وقف الدعم، لا ضرائب تصاعدية.. لا يجرؤ أصلاً على جمع ضرائب من حلفاؤه رجال الأعمال استمرار لمنظومة مبارك الفاسدة، استمرار للفشل الإداري، تغلغل أكبر للعسكر في المؤسسات، نفوذ أكبر للمؤسسة العسكرية، استخدام الجعجعة والهجص والكفته في علاج المواطنين، عودة القمع الذي لم يختفي من الأساس، تعذيب المواطنين في أقسام الشرطة، قتل المتظاهرين، قمع الحريات، تكميم الأفواه، مكافأه رجال الاعمال المحتكرين، حبس المعارضين أو تشويههم واغتيالهم معنوياً على الأقل، استمرار فساد الأجهزة والمؤسسات، استمرار الجعجعة في الإعلام، غياب الشفافية، غياب المحاسبة، زيادة الفقراء فقراً والأغنياء غنى، استمرار لاهدار موارد الدولة، غياب التخطيط والمنهج العلمي، ارتفاع الأسعار وزيادة أعباء محدودي الدخل، استمرار الكذب والتدليس، استمرار الفهلوة والبلطجة والهفلطة كما كانت قواعد إدارة الدولة منذ عقود، واستمرار الكوسة والمحسوبية وخصوصاً اللي معاه كارنيه من ضابط . بس مش الناس مبسوطة؟ خلاااص.

احمد ماهر ابراهيم الطنطاوي (احمد ماهر) – صديقي “السابق” اللي أصبح “هناك”

احمد ماهر ابراهيم الطنطاوي (احمد ماهر) – صديقي “السابق” اللي أصبح “هناك”

صديقي “السابق” اللي أصبح “هناك”.. أولاً كل سنة وأنت طيب بمناسبة حلول ذكرى إضراب 6 إبريل 2008 … فاكر؟ بلغني أنك مستاء من حديثي عن “الأصدقاء الذين تحالفوا مع السلطة القمعية بحثاً عن منصب”، يسعدني إبلاغك أنك تحديداً لم تكن المقصود بهذه العبارة، ولكي أكون دقيقاً … لم تكن أنت فقط المقصود. بالتأكيد ورد اسمك في خاطري عندما تحدثت عن الأصدقاء القدامى الذين ساندوا القمع، أو الثوريين السابقين الباحثين عن منصب .. ولكن لست أقصدك أنت بالتحديد. ولكن يبدوا أنك أحسست بأني أقصدك ضمنهم. صديقي السابق .. ولا تغضب من كلمة “سابق” .. لأنك أصبحت “هناك” .. “عندهم” .. تبرر للقمع والاستبداد، انت في معسكر من يعادي الثورة ويرغب سراً وجهراً في القضاء على ثورة 25 يناير. صديقي السابق.. أعلم أنك لا تبحث عن منصب أو شهرة .. وأعلم جيداً أنك من المبتعدين عن الأضواء .. ولكنك يا صديقي أيضاً جزء من “العصابة التي تحكم” .. ساعدتهم وبررت لهم والآن في القريب أنت تبرر لهم وتدافع عنهم وتنتقد على استحياء، وتروج لفكره الغاية تبرر الوسيلة .. والضرورات تُبيح المحظورات. ربما يا صديقي يكون الباحث عن منصب أو شهرة له عذره “عذر أقبح من ذنب” ولكن ليس لك عذر فأنت قد كان بيدك الضغط في لحظة حاسمة، كان بإمكانك منع إصدار قانون التظاهر، كان بإمكانك وقف القمع لو انسحبت بشكل جاد، ولكنكم تركتوهم لينكلوا بنا وينكلوا بباقي الرفاق. كانت البداية بي وأصبح القمع للجميع بعدها بمنتهى السهولة. يا صديقي أنت الآن في معسكر أعداء ثورة 25 يناير، المعسكر الحاكم “بالفعل” منذ 3 يوليو، المعسكر الذي حبسني وحبس وعذب وقتل الكثير من الأصدقاء والرفاق. مبرراتك أن 6 إبريل لم تتظاهر غضباً أثناء مرسي كما غضبنا عند قانون التظاهر .. هي مبررات قبيحة .. أنت تكذب يا صديقي .. فأنت لست “عبيط” أو “جاهل” يجهل ما فعلناه أيام الإعلان الدستوري والاستفتاء على دستور الإخوان ثم في 25 يناير 2013 ثم ثم ثم. أنت تكذب يا صديقي .. كذب وقح .. وأنت تعلم أنك كاذب وأنك تحاول البحث عن مبرر لتخاذلك .. ومبرر لوجودك “عندهم”. لن أدافع عن نفسي وأثبت أننا عملنا وعملنا وقلنا وتظاهرنا أيام مرسي وفي 30 يونيو، فأنت تعلم أنك تكذب لتبرر مالا تبرير له … انتبه فإنك أيضاً تكرر تبريرات وحجج النظام العسكري القمعي الحاكم وأجهزته الأمنية .. تكرر ححجهم الواهية “بوعي”. وحتى إن افترضنا أنك لست “مبرر كاذب” وأني فعلاً لم أعترض على مرسي بالصورة التي تراها كافية أو بالشكل الذي يعجبك .. فهذا ليس مبرر لحبسي بموجب قانون التظاهر، وليس مبرر للتكدير والتضييق علي في السجن، وليس مبرر للتشويه الإعلامي والكذب وتشويه السمعة، وليس مبرر لحرماني من حريتي وحرماني من أولادي وأسرتي وتلفيق هذه القضايا! صديقي السابق … أنت تكذب وتكرر “أكاذيبهم” .. أنت تبرر بحجج واهية للدفاع “عنهم” وأنت تعلم من “هم” وتعلم كرههم لثورة 25 يناير وقيمها، وتعلم أنهم يرغبون فقط في الانتقام. كان بإمكانك أن تفعل الكثير وقتها ولكنك تخاذلت .. والآن تبرر تخاذلك. ولا تتحدث عن فكرة الإصلاح من الداخل والاستعداد للمنافسة على البرلمان والمحليات .. هذا وهم .. وأنت تعلم أنه وهم .. فهم من يفرضون القواعد .. واللعبة معروف عدد لاعبيها مسبقاً. اللاعبون والممثلون والكومبارس والجمهور .. الحكومة والمعارضة .. كل شئ تم إعداده مسبقاً، سواء الانتخابات الرئاسية أو البرلمانية أو المحليات .. وأنت تعلم هذا .. وما أنت وباقي الرفاق السابقون إلا محلل .. محلل أقل رتبة من الكومبارس. وهم الإصلاح من الداخل وتحسين شروط اللعبة “قليلاً” واستجداء العسكر لالتقاء الفتات. صديقي السابق .. لن أنصحك بمراجعة نفسك والكف عن التبرير والكلام الفارغ ولن أنصح باقي الرفاق الثوريين السابقين .. ولن أنصح الممثلين والكومبارس. كل واحد عرف مكانه ومعسكره .. وعليه العوض ومنه العوض أحمد ماهر ليمان طره 5-4-2014

اسامه زيد عبد العزيز محمد (اسامه زيد) – من خلف قضبان الظلم, ومن داخل محتجز وزنازين أبي زعبل

اسامه زيد عبد العزيز محمد (اسامه زيد) – من خلف قضبان الظلم, ومن داخل محتجز وزنازين أبي زعبل

أهي الستينات أم أشد ؟! أهؤلاء هم حمزة البسيونى وشمس بدران ورئيسهم أم هم أفجر ؟؟!
يالكى من أيام حالكة فقت ماعداك مما سمعنا عنه من أساطير التعذيب والتنكيل فحدث ولا خوف إلا من الذى خلقنا
عن أعداء الله بجهاز أمن الدولة بلاظوغلى والعازولى ومنطقة س 8 وسلخانة الدور الرابع وغيرها من مناطق الجحيم كما يسمونها ،
فعندما كنا نستنجد بالجبار ملك السموات والأرض كان أحدهم يرد علينا قائلا :
((( لو ربنا بتاعكم ده نزلى هعذبه هو كمان )))
تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا :..وكان يقول لنا اخر :
(( لما تمشوا على الصراط بصوا تحت هتلاقوا فرعون بيتعذب فى النار سلمولى عليه وقلوله ماتقلقش أنت سايب وراك رجالة )) يقصد بذلك انه فرعون زمانه سبحان ربى يعلمون أنهم على الباطل وانهم سيصلون جهنم وبئس اللمصير وسيحشرون مع فرعون وجنوده ومع ذلك يعادون الله ودينه !!!.... ختم الله على قلوبهم

وفى ظل هذا الكم الهائل من التنكيل والتهديد بالأهل والأحباب يساوموننا !!

فسبحان من أعزنا بحمل دعوته .. فيأتينا ظابط عالى الرتبة - وكأن موقف الشهيد سيد قطب يتكرر
من جديد - ويقول لنا ( قولوا هذه الكلمات المعدودة وخلصوا أنفسكم من هذا الجحيم قولوا أن الذى حدث ليس انقلابا وأن العسكر أبرياء من الدماء التى سالت وأن السيسى هو رجل المرحلة ...)

ظنا منهم أن فى خضم هذا الانقلاب سنكون منكسرين خاضعين لما يملوه علينا ونفر من ساحة الجهاد إذا حمى الوطيس . لكن خاب ظنهم ..... فهذا اللسان الذى يشهد لله بالوحدانية لا ينطق ابدا بهذه الترهات حتى وإن كنا سنلقى حتفنا ، ففى سبيل الله تهون الحياة .
رب السجن أحب إلى مما يدعوننى إليه

وإن كانوا قد نالوا من أجسادنا فما نالوا ولن ينالوا أبدا من معتقداتنا وأفكارنا ودعوتنا
" وإن عادوا عدنا إي وربى وإن عادوا عدنا "
قولوا لهم لن ننحنـى لسنا عبيدا او عقارا
لسنا نساوم أو نخاف أو نـطاطى بـاعتـذار

شريف فرج ابراهيم حسن (شريف فرج) – المخدة

شريف فرج ابراهيم حسن (شريف فرج) – المخدة

المخدة
3 ابريل 2014
لابد للتاريخ أن يتوقف اليوم سريعا عن الجريان - وأن تتوقف الأرض عن الدوران، وأن تنتبه أعينكم وقلوبكم لهذا التاريخ الهام فى حياتى هنا فى سجن الحضرة . ففى حوالى الساعة الثانية بعد ظهر اليوم أصبحت أملك مخدة من الفايبر بحجم تغوص فيه رأسى المثقلة بالأفكار والأحلام معا.
اعلم أن منكم الآن من يقرأ متعجبا ومندهشا وقد يكون أخد قراره بأن هذا يكفى ليعبر إلى صفحة أخرى أو حتى مستمتعا بأغنية للفنان العظيم عبد الباسط حموده - قوليلى ايه يا مرايتى أو لأغنية الوسادة الخالية تعبت منى يا غالية للفنان العظيم الذى لم تتشرف ذاكرتى بالاطلاع على اسمه.
لكن لمن وصل إلى هنا وما زال مصرا على الوصول للنهاية كأى عظيم فى هذه الدنيا يكافح حتى النهاية ... أحكى لك قصتى مع المخدة.
لأنى انسان ساذج إلى حد بعيد ولم أتوقع يوما احتلال مدرعات الدولة ومعسكرات الأمن المركزى ومجنزرات الشرطة بيتنا الصغير المكون من غرفتين وصالة وكان يبدو أن هناك فى سماء بيتنا بعض طائرات الاستطلاع والمراقبة بدون طيار ولكن ظلمة ساعات قليلة قبل الفجر حالت بينى وبين رصدها ! المهم لأنى لم أخذ أى احتياطات لهذه الهجمة الشرسة فقد تجاوزت درجات بيتنا مع هذا الجيش العظيم مرتديا جاكيت ماركة GAP - أيوة بتاعة الشواذ الاسرائيلية الماسونية الملوخية المهلبية - إلى مديرية أمن الاسكندرية - بعد أن كان نزولى من بيتنا لمجرد نصف ساعة كما قال الظابط بتاع أمن الدولة - رمونا فى زنزانة 4 أيام كانت مخدتى فيها يدى المرتعشة من برد شهر نوفمبر.
فى يوم 28 من نفس الشهر - زى القضا المستعجل - حضر الظابط فى حوالى التاسعة صباحا - طبعا كنا نايمين - ليوقظنا على عربة الترحيلات - أذكر ان هذه اللحظات كانت يدى ملتصقة بوجهى التصاق الاجنة فى الارحام - وبعد معاناة من محاولات الفصل ستظن لوهله أن مخبرا عظيم الجثة قد منحنى سلام الوداع على وجهى فانطبعت أصابعه حافرة فى خدى مصبات لنهر أحمر.
لتبدأ المخدة فى سجن الحضرة رحلة أخرى .. فمن جميل حظنا أننا كنا نملك أغطية من الصوف قبل الترحيل من المديرية بيوم واحد كانت هذه الأشواك المدببة غطاء فى نصفها ومخدة فى نصفها الآخر لتبدأ أيامنا هنا بدرس
أنا الحياة .. أمنحك وانزع عنك - أرغبك وأراودك وأتمنع عنك - أنا الحياة الساحرة لما أريد والمهلكة لما أريد.
فمن مخدتى ومن سريرى إلى الأرض المصقلة بمادة الايبوكسى التى تزيد الأرض برودة وقساوة.
بمرور الأيام هنا وزيارة تلو زيارة أصبح لدينا بطاطين وملابس داخلية وصابونة وليفة كمان - فكرونى ابقى احكيلكم عن الزيارة - ذكرت الملابس الداخلية فقط لأنك فى غنى عن الملابس الخارجية .. أصلا السجن يعلمك دائما أن تتعمق فى الباطن وتترك الظاهر .. المهم انك بهذه الكماليات البسيطة تستطيع أن تكوّن مخدة أكثر لطفا وحنانا من ذى قبل .. رجل بنطلون أو فانلة محشوة بباقى الملابس جميلة وكافية . المهم أن تكون نظيفة وإلا فلتتحمل رائحة عرقك - أرجوك لا تتأفف - هذا بسيط ورائع لو قارنته بروائح الحمام - وعلى رأى اللمبى هيا الناس دى بتاكل ايه ؟!
استخدامك الدائم يوما بعد يوم للملابس يجعل مخدتك فى طريقها إلى النحافة من عوامل الزمن الذى يمر عليها سريعا وهنا تضطر لاستخدام فوطة مثلا أو تزيد من ثنى بطاطين الغطاء أو الأرضية.
سيتعجب الكثيرون ولماذا هذا الشقاء ولماذا لم تحضر مخدتك الفايبر التى تغوص فيها أفكارك وأحلامك منذ وصلت هنا ؟؟
هذا السؤال يبدو منطقى طبعا لكن أن تمتلك مخدة أو طراحة من الاسفنج داخل السجن هذا شئ كان من الخيال قبل تاريخ هذه الكلمات بحوالى أسبوعين أو تلاتة .. ويبدو أن إدارة السجن - والتى أكن لها التقدير والاحترام بحق - كانت تريد أن تعلمنا تدريجيا زى بالظبط العيل الصغير لو أكلته لحمة ممكن يموت فيها .
كل هذا كفيل بأن أطبع على مخدتى قبلتين .. واحدة لأنها ستحسن من مستوى الأحلام والآخرى لأنها من ريحة الحبايب
السؤال الأهم، ولما بدأت الإدارة فى السماح بهذه الأدوات الساحرة لماذا لم تقتنى واحدة فورًا ؟
الحقيقة .. كنت أتوقع أنى سأعود إلى مخدتى وسريرى !!
شريف فرج - سجن الحضرة

احمد سعد دومه سعد (احمد دومه) – بين الطبيب والسجان

احمد سعد دومه سعد (احمد دومه) – بين الطبيب والسجان

(1)

أنهى الطبيب فحصى – فى مستشفى السجن- واطلع على تاريخى المرضى، ثم بدأ فى كتابة الروشتة ووضع النظام الغذائى الذى يتلاءم مع أمراض جهازى الهضمى التى وصلت لأقصى مدى.. طلب منى الامتناع عن أكل وشرب كل شىء أعرفه وأحبه تقريباً و«بالطبع الامتناع فوراً» عن التدخين والشاى – العادتين السيئتين اللتين أحبهما هما أيضاً.

لا تعرف قيمة الأشياء فى حياتك – خاصة التى تحبها- إلا بعد فقدانها!!

(2)

أنهى رئيس النيابة تحقيقه بالسؤال الأشهر: «هل لديك أقوال أخرى؟» فأجبت آلياً بـ «لا».. ثم بدأ فى كتابة قراره الذى كانت أهم تبعاته الامتناع عن العمل والحركة والسفر «الفسحة» والتظاهر وحتى متابعة الأفلام والبرامج التى أحبها، منعنى من رؤية نورهان إلا مرة كل 15 يوما، أمى وأبى وإخوتى وأصدقائى القليلين أغلبهم لم أره منذ ثلاثة شهور، أصبح اشتياقى للأشياء التافهة موجعا للغاية.. أن تدخن سيجارة فى شرفة منزلك.. تتمشى ليلاً فى شوارع وسط البلد، تجلس مع رفاقك على القهوة، تأكل الآيس كريم المفضل وأنت تقرأ، تقف بجوار صديق يحتاجك.. وأن تتلقى العزاء – حتى – فى صديق مات!!

لا تعرف قيمة الأشياء فى حياتك – خاصة التى تحبها- وإن بدت تافهة إلا بعد فقدانها!!

(3)

أنهينا اجتماعنا فى فبراير 2013 بعد أن ناقشنا سيناريوهات الخروج على الإخوان وإسقاط مرسى، وتحاورنا حول حتمية الوصول لـ«السلطة العسكرية» - التى لم تتركنا أصلاً – رغماً عن إراداتنا، وطرحنا أسئلة من عينة: كيف سنتعامل معهم؟، تباينت الآراء واختلفت، لكن المحصلة أننا كنا نعرف– منذ أكثر من عام- أننا «لابسين» العسكر، وأننا – الثورة- لا نمتلك من أوراق اللعبة ما يمكننا من تغيير هذا القدر «الكارثة» أو فرض شروطنا أو حتى انتزاع مكتسبات تحقق ولو نصراً جزئياً.

(4)

بالمناسبة أشعلت– الآن- سيجارة، لأننى لم أعتد الكتابة بعد بغير تدخين، فليسامحنى الطبيب ونورهان.

(5)

ألم أكن أعرف قبل أكثر من أربع سنين أن «الأكل فى الشارع» بغير مواعيد والتدخين والشاى والضغط النفسى وغيره نتيجته ما أنا عليه الآن؟ بلى أخبرنى الطبيب وقتها، لكننى اخترت عدم الانصياع، ليس عنادا بقدر ماهو قرار المجبر، فالاختيار لم يكن بين الصحة والمرض، بل كان بين أن تفعل ما تحب ويتألم صدرك، أو تمنع عنه وتتألم روحك. ألم أكن أعرف – أيضاً- من المرة الأولى التى نزلت فيها للتظاهر منذ أكثر من تسع سنين أنى سأعود مصاباً أو مهانا أو معتقلاً.. أو حتى لا أعود أصلاً؟! بلى كنت أعرف لكن الاختيار لم يكن بين الراحة والشقاء، إنما كان بين راحة شكلية وحرية ظاهرية ترزح فيها روحك تحت أغلال القهر أو الصمت و–أحياناً- النطاعة، بين أن تفعل ما تؤمن به وتقول ما تعتقده لتكون حراً بحق ولو سجن جسدك، وسليماً بحق ولو تعددت إصاباتك، وعزيزاً بحق مهما تعرضت للضرب والشتم والضرب والإهانة!!

(6)

«إن آلام المعدة تأتيك مم تأكله.. بل مِمَّ يأكلك.. »

(7)

الاختيار نفسه لم يكن أبداً بين سلطة «مدنية منتخبة» وأخرى «عسكرية» مش منتخبة، لم يكن بين استمرار قمع والثورة عليه، إنما كان بين من يقتلك لأنك كافر ومن يقتلك لأنك إرهابى.. كان لابد أن تتخلص من الخطر الآنى الذى تشكله الأولى.. لكنك لم تكن فى وضع الاختيار، كل ماكان بيدك هو إدراك أن المعركة/المواجهة مع الثانية قادمة لا محالة!!

(8)

لست أنا صاحب الاختيار السيئ - فى الحالات الثلاث- لأننى لست من وضعها، إنما هكذا فرضت علينا - كبشر وكجيل – اختيارات بين سيئين وقبيحين.. وقاتلين، ومحاولاتنا الدائمة لخلق خيار ثالث كانت هى الملاذ.. حتى وإن فشلنا فيه!!

(9)

ألا تظنون أننى سأكون سعيداً جداً عندما أحافظ على صحتى.. بغير حرمانى من الاستمتاع بالحياة؟!

(10)

كم أشتاق لـ «ساندويتش فول» مع «باذنجان مخلل» على «عربية الفول» اللى فى شارعنا أثناء ذهابى للعمل فى الصباح لكنها «أوامر الطبيب» والسجان!!

ناشط سياسى وشاعر وعضو اتحاد كتاب مصر

محتجزون بسجن العقرب – إلى كل مسلم حر ثائر

محتجزون بسجن العقرب – إلى كل مسلم حر ثائر

بسم الله الرحمن الرحيم
إلى كل مسلم حر ثائر. سلام الله عليكم ورحمته و بركاته. تحية طيبة من اخوانكم الأسارى في سجن العقرب - 992 طرة شديد الحراسة - الى أبطال الاسلام الثائرين على الطغاة الظالمين، الرافضين للقهر من أبناء الكنانة مصر الطاهرة اليكم أيها الصابرون الصامدون المحتسبون في ميادين المواجهة مع المعتدين من العملاء أعداء الشريعة سافكي الدماء الذين سرقوا البلاد و استباحوا العرض.

اننا على قلة ما يصلنا من أخباركم التي نتحسسها بشغف و سعادة نفرح لما تنجزونه يوما وراء آخر في مسيرة استعادة الكرامة و اقامة الدين ونتألم لما يصيبكم من قرح نعلم باذن الله أنكم ترجون من وراءه ما لا يرجو أعدائكم. اننا نعلمكم أننا وراء الأسوار البغيضة هنا في سجن العقرب جنود مجهولون هم اخوة لكم اختطفوا من بينكم كانوا يطالبون بما تطالبون به و يحلم كل منهم بما يحلم كل صادق من أبناء هذا الشعب الكريم الصادق.

هنا حيث الانقطاع التام عن عائلاتنا و أبنائنا والحرمان من الرعاية الصحية والبقاء في قبور ضيقة تسمى بالزنازين لا نرى الشمس مطلقا ومنعنا التام من صلاة الجمعة والجماعة وقراءة الكتب . هنا حيث رديئ الطعام الذي يقدم لنا لا يكفي حتى القطط. هنا حيث لا نجد ورقة وقلما نراسل به عائلاتنا و حتى القلم والورقة التي نكتب به هذه الرسالة تم تهريبها بصعوبة بالغة عبر عراقيل مصلحة الجنون المسماة زورا بمصلحة السجون. هنا حيث ما زالت أجسادنا تئن من صعقات العصى الكهربائية وإصابات التعذيب المحفورة فيها بأيدي ضباط أمن الدولة داخل سجون ومقراتهم التي عادت للعمل بكامل طاقتها. هؤلاء الظباط الذين احترفوا اختلاق الأكاذيب المتقنة من أيام الهالك مبارك الذين جاوز طغيانهم وافترائهم وتلفيقهم في قضايانا كل حدود الخسة والانحطاط ثم يلقون بنا أمام نيابة أمن الدولة العليا صاحبة الصفحات السوداء في التلفيق والمطالبة بأقصى العقوبات لشرفاء كثر لم يكن لهم هم الا الكرامة ثم تكتمل المهازل بمحاكمات مسرحية أمام قضاة لا يخشون جتى الله في سلسلة متتابعة من الخداع لن يقطعها بعد رحمة الله الا صمودكم المبهر في ميدان الشرف.

واعتراضا على كل هذه السلسلة الاجرامية من سوء المعاملة وضياع الحق في الحياة الكريمة والحق في الحياة فقد بدأنا اضرابا مفتوحا عن الطعام لن نتراجع عنه حتى نعامل كالبشر وتكون فيه أرواحنا رخيصة في سبيل الله حتى لو لقينا الله فأملنا أن تتنتفض كلماتنا حية وتعيش بين الأحياء بعد أن تشرب من دمائنا ولتبق تجربتنا معكم وبكم شاهدة أمام الله ثم التاريخ أن يعود الحق وللعدل الى هذه البلاد. واننا ورغم هذا نشد على أيديكم وندعو لكم ليلا ونهاراً ونؤكد عليكم أن تواصلوا جهودكم ونضالكم وأن تصححوا نواياكم على الدوام ليصح بذلكم و عطائكم واجعلوا أهدافكم نصرة القضية لا نصرة شخص أو أشخاص واياكم ومناورات الطغمة الفاسدة وأعوانهم.

لا تقبلوا أنصاف الحلول واعلموا أنننا نستبشر بنصر من الله قريب قد لاح فجره. وليعلم كل من شارك في ايذاء وحرب الأحرار وقتل الشهداء الأبرار والأسرى المظلومين أنه لن يفلت من القصاص العادل بأيدي المؤمنين في الدنيا ثم عقاب الله الأليم في الآخرة.

نسألكم يا اخواننا الدعاء لنا بالنصر والثبات - في معركة الأمعاء الخاوية - وأبلغوا أهلنا عنا السلام واخلفونا فيهم بخير ولتعلموا أنتم والدنيا كلها أننا صامدون وسنبقى صامدين باذن الله ما دام فينا عرق ينبض - ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون - والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

اخوانكم في جوانتاناموا مصر سجن العقرب

احمد ماهر ابراهيم الطنطاوي (احمد ماهر) – أوعى تهرب..لو حسيت بالضعف اربط رجلك

احمد ماهر ابراهيم الطنطاوي (احمد ماهر) – أوعى تهرب..لو حسيت بالضعف اربط رجلك

عودة مرة أخرى لمشاهد هامة من أفلام السينما حيث أني من محبي السينما منذ صغري، وهناك مشهد علق في ذاكرتي منذ أن شاهدت فيلم عمر المختار فى ثمانينات القرن الماضى “أنا قديم قوى”،كنت وقتها فى السابعة أو الثامنة من عمري، وكان لدينا جهاز مهم فى تاريخ البشرية وقتها وانقرض حالياً وهو الفيديو كاسيت. وكانت لدي هواية تسجيل الأفلام المتميزة أو التي اعتقد أنها كذلك، وكان من ضمنهم طبعاً فيلم “عمر المختار” بدبلجته العربية المتميزة وبأصوات مألوفة لدي مثل “عبد الله غيث” و”جميل راتب”، “قعدت فترة كبيرة مندهش إن الممثلين شكلهم أجانب لكن أصواتهم زي ممثلين مصريين معروفين ،سبحان الله”، وكان هناك مشهد علق في ذاكرتي حتى الآن “أنا قلت الجمله دي قبل كده” وهو مشهد مجموعة من المجاهدين اللييبين يقودهم أحد أهم أعوان وأصدقاء “عمر المختار” وهم يحاولون صد هجوم كاسح عن إحدى المدن الليبيية الاستراتيجية وكان الجيش الإيطالى أمد قواته فى ليبيا بإمدادات كثيفة وعتاد ثقيل حتى يستطيع هزيمة “عمر المختار” بعد سنوات من الكر والفر في الصحراء، المجاهدون يصطفون فى صف أعلى تل أو خلف الأشجار ويقومون بتقييد أرجلهم حتى لا يهرب أحد من المعركة حتى الموت. في 2008 عندما بدأت في دراسة تجارب التغيير ومفهوم “حرب اللاعنف” وهي التى يطلق عليها الجهلاء من السلطة مصطلح “الجيل الرابع” رغم الفارق الشاسع بين المفهومين، مفهوم المقاومة السلمية يعني الإصرار والكفاح من أجل تحقيق الهدف المشروع، وهناك فارق شاسع بين المقاومة والاحتجاج فمعظم ما كنا نفعله قبل الثوره (25 يناير طبعاً) كان يصنف كاحتجاج وليس مقاومة سلمية، فوقفات نقابه الصحفيين ودار القضاء كانت رائعة بالتأكيد ولكن كان (معظمها) احتجاج ليس أكثر. فى أواخر مارس 2009 جلست مع الصديق العظيم والجدع والمناضل بجد (حسن مصطفى) على أحد المقاهي في بحري ننتقد سوياً قصر نفس المعارضة والشباب في مصر ونفكر سوياً كيف تكون ذكرى 6 إبريل مختلفة وقفز إلى ذهني مشهد الفيلم واقترحت فكرة تقييد النشطاء لأنفسهم في الأشجار أو الأسوار بسلاسل أو دق وتد في الأرض يقيد أرجلهم . توافقت أنا وحسن حول هذه الفكرة ولكن للأسف لم نستطع تنفيذها في ذلك الوقت بسبب الإمكانيات وضيق الوقت ولكن تم تنفيذها في السنوات التالية بأشكال متنوعة من مجموعات مختلفة. يتقافز إلى ذهني هذه الأيام نفس المشهد في ظل مناخ العك والخلط الذي نعيش فيه حيث اختلط الحابل بالنابل والمدافع عن الحرية بالنصاب، والثوري الذي يقاتل من أجل مبادىء الثورة بالأمنجي الذي تم زرعه وتلميعه بهدف الغلوشة على القوى الثورية الحقيقية . مجموعة من المقاومين يثبتون في أماكنهم بالأوتاد والقيود لمنع نفسهم من الهرب أثناء المعركة مهما هرب الآخرون ومهما خان البعض وانضم للطرف الثاني، يشتد التخوين والتشويه والهجوم والاعتقال والضرب بالرصاص الحي قبل بدء أي مسيرة سلمية. ويهرب البعض ويؤثر السلامة بأن ينضم لصفوف السلطة ويدافع عنها أو يبتعد عن السياسة والمخاطر تماماً، يهرب الرفاق من المعركة أو يتحولون لزومبي ويهاجمون المرابطين والمقاوميين، و فجأة يقل عدد المقاومين . يقيد المقاومون أنفسهم في الأرض من أجل الدفاع عن مبادىء الثورة الحقيقية من حرية وكرامة وعدالة وديمقراطية واحترام لحقوق الإنسان وأدميته، ورغم ذلك يتعرضون للتخوين والتشويه والأذى لهم ولأهاليهم وذويهم وأحياناً تكون الطعنات من رفاق قدامى، ولكن لابديل عن المقاومة ولا بديل عن الانتصار لأفكار ثورة 25 يناير إن كنا فعلاً نطمح فى الأمان والتقدم والاستقرار للأجيال القادمة .. وربما بعد القادمة . لأن المعركة طويلة صعبة وغير متكافئة بالمرة بين نظام عسكري فاشي يسيطر على كل موارد الدولة والإعلام والأموال والسلاح والقمع ويسخرهم لحرب شرسة وشعواء ضد بعض الشباب المقاوم سلمياً والذى يتمسك بمبادىء ثورته ولا يملك غير الكتابة والصياح والصراخ فى العدم. المجد للمقاومين والمرابطين ،الذين يرفضون التزحزح عن أماكنهم ويرفضون التحول ومساندة الأقوى رغم التشويه والتخوين والاعتقال والقتل والأذى المستمر للأهل والأبناء. أحمد ماهر ليمان طرة

احمد ماهر ابراهيم الطنطاوي (احمد ماهر) – أنت ناصري سيساوي ولا ناصري صباحي؟

احمد ماهر ابراهيم الطنطاوي (احمد ماهر) – أنت ناصري سيساوي ولا ناصري صباحي؟

انت ناصري سيساوي ولا ناصري صباحي؟ “لا شك أن الوقوف في مواجهة العسكر الآن هو وقوف في وجه التاريخ، فمن كان وطنياً مخلصاً لهذا الوطن لا يقف في وجه التاريخ الذي أثبت العسكر أنهم القادرون وحدهم على السير به للأمام”. “ألم يدرك هؤلاء المتناصرون أن دعوتهم بسقوط حكم العسكر هي دعوة لإسقاط دولة عبد الناصر من التاريخ واعتبارها استثناء ممقوتا”ً. “كيف يكون المرء ناصرياً ويقر بخطأ عبد الناصر فيما فعله بالاخوان وغيرهم، بل ويقدم الاعتذار بصفته حامل أختام الناصرية؟” “الفرق بين الناصريين والمتناصرين هوالفرق بين الحقيقة والإدعاء وهو نفسه الفرق بين الصدق والكذب، فلا أعرف كيف يكون المرء ناصرياً ويطالب الجيش بالعودة إلى ثكناته وعدم الانغماس في الأمور السياسية بحجة التفرغ للدفاع عن حدود الوطن”. بالطبع الفقرات السابقة ليست كلامي .. بل هي مقتطفات من مقالة مهمة للكاتب “سليمان الحكيم” نشرها في جريدة الوطن يوم الخميس 27 مارس بعنوان “ناصريون أم متناصرون”. وهذه المقالة عظيمة في وجهة نظري لأنها توضح حقائق عديدة وهي صريحة بشكل كبير. فقد كان من الغريب والعجيب والمريب أن تجد ناصريين يهتفون في 2011 بسقوط حكم العسكر أو عودة العسكر للثكنات وأن يكون في مصر حكم مدني كأي دولة متقدمة. ومقالة الكاتب سليمان الحكيم ليست مهمة لأنها توضح أن الحكم العسكري من أساسيات ومبادئ وجوهر الفكر الناصري فحسب ولكنها توضح أيضاً جوهر الفكر الناصري الحقيقي وليس المستتر. ففعلاً كيف يكون هناك ناصري لا يوافق على حكم العسكر رغم أن التجربة الناصرية قائمة بالأساس على الحكم العسكري. ولكن الاهم في المقالة هو الفكر التكفيري .. فالناصري الذي يعترض على حكم العسكر هو خارج عن الملة .. كافر بالناصرية، خائن لناصريته، ليس ناصري من الأساس. أرى سليمان الحكيم ناصري حقيقي .. ومقالته رائعة كاشفة من وجهة نظري، ترى بها كيف يعتبر الناصري السيساوي أخيه الناصري الحمديني كافراً بالناصرية. الناصري السيساوي هو الناصري الحقيقي الوطني، أما الناصري الحمديني فهو ناصري كده وكده من وجهة نظر السيساوية، متناصر وليس ناصري، خاين، عميل، كافر، غير وطني، خارج عن الملة. انقسام جديد بين الناصريين تسببت فيه الانتخابات الرئاسية، الناصريين السيساوية هايقطعوا الناصريين الصباحيين، هانشوف هنا جوهر الناصرية والتكفير والتخوين والاتهام بالخروج من الملة الناصرية. والناصريون الصباحيون لم بتذكروا أهمية الدولة المدنية وضرورة عودة العسكر للثكنات إلا عندما حنث السيسي بوعوده وقرر الترشح للرئاسة، لو ماكنش السيسي قرر الترشح كان هايفضل عند الصباحيون هو البطل القومي اللي زي الفل. ولنعود عدة عقود للوراء لنكتشف جذور هذا الفكر .. لنعود مثلا مثلا إلى مارس 1954 بعد اتصال رئيس الجمهورية ببعض رؤساء الأحزاب والشخصيات السياسية وحديثه معهم عن أن الضباط فعلوا مهمتهم وهدموا النظام الفاسد وأنه يجب عودة العسكر للثكنات حتى ترى مصر حكماً “مدنياً” وحياة سياسية سليمة، وتتحقق اهداف ثورة 23 يوليو بتحقق حياة ديمقراطية سليمة، وانه حان الوقت لدستور لكل المصريين يكرس الديمقراطية والتعددية. قام ضباط مجلس قيادة الثورة بعزل محمد نجيب بتهمة أن نجيب عايز ينفرد بالسلطة، وهو ما استفز خالد محي الدين عضو مجلس قيادة الثورة وكذلك يوسف صديق. وقام بعدها ضباط سلاح الفرسان بتنظيم مظاهرات تطالب بعودة نجيب، وهو ما ادى لعودة نجيب وإصدار بيان من مجلس قيادة الثورة يطالب المصريين بنسيان ما حدث. ولكن بعد شهور وعندما حاول نجيب المضي قدماً في الإصلاحات السياسية وعودة الاحزاب وعودة الحياة السياسية كما كان مكتوب في بيان الثورة “إقامة حياة ديمقراطية سليمة” قام مجهولون بالتعدي على مظاهرات تأييد الديمقراطية وقتل بعض المتظاهرين ثم حدثت فوضى بعدها في كل مكان في مصر. وبعد عدة شهور قام ضباط مجلس قيادة الثورة بتنظيم مظاهرات تهتف بسقوط الديمقراطية ” تسقط الديمقراطية .. يسقط محمد نجيب” وبعدها قام عبد الناصر بإعتقال عدد ضخم من المصريين من اليمين لليسار، ليبراليين وشيوعيين وأخوان، بالإضافة للتنكيل برموز قضائية مثل السنهوري الذي ضربه المتظاهرون ضد الديمقراطية، رغم أن السنهوري نفسه هو من ساعد مجلس قيادة الثورة في تقنين الإجراءات الإستثنائية من قبل. وتم تجاهل دستور 54 الذي كان يدعم الحريات والحقوق. وتم اعتقال الرئيس محمد نجيب وحبسه في نوفمبر 1954 في فيلا زينب الوكيل بالمرج حتى 1983، وعاش حياة مهينة تلك السنوات وتم اعتقال أحد أبناؤه وقتل الآخر وتم معاملة اللواء محمد نجيب معاملة مهينة طوال 29 عاماً فترة حبسه في فيلا المرج. كل هذه الإجراءات، وإنداماج العسكر في السياسة .. وشيوع فساد الضابط بسبب السلطة المطلقة والإهتمام بالخطب الحماسية والحديث عن المؤامرات، وغياب الديمقراطية والحرية، وإنشغال الضباط بالسياسة ادى إلى الهزيمة النكراء في 1967 .. لأن الجيش اهتم بالسياسة وليس مهمته الأصلية. اللهم أحفظ مصر .. واحفظ جيشها من العمل في السياسة. أحمد ماهر ليمان طره 30-3-2014