احمد العراقي شبل عبد العال – عاصم فرج الله نوفل – احمد محسن عبده – طارق محمد احمد حسين (طارق تيتو) – بسام محمد انور محمود – مازن احمد ثابت – باسم عمار – عمرو هشام ابراهيم – خالد مقداد – صابر احمد، منتصر احمد خليل – محمد مكاوي احمد (سويسي) – إحنا ليه محبوسين؟

احمد العراقي شبل عبد العال – عاصم فرج الله نوفل – احمد محسن عبده – طارق محمد احمد حسين (طارق تيتو) – بسام محمد انور محمود – مازن احمد ثابت – باسم عمار – عمرو هشام ابراهيم – خالد مقداد – صابر احمد، منتصر احمد خليل – محمد مكاوي احمد (سويسي) – إحنا ليه محبوسين؟

كتب الشباب المحبوسون في قضية أحداث التظاهر بذكرى الثورة في المعادي رسالة من داخل السجن، يحتجون فيها على ما يعتبرونه ظلمًا كبيرًا يتعرض له شباب الثورة، الذين حلموا بالحرية وطالبوا القصاص، فتعرضوا وحدهم للعقاب.

يُذكر أن القضية قد حُكم فيها على 12 متهمًا هم من كتب الرسالة بالسجن عامين مع الشغل والنفاذ، وذلك بعد استئناف النيابة على قرار إخلاء سبيلهم بغرامة 500 جنيه.

وإلى نص الرسالة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأحد ٩٣٢٠١٤

عندما تغيب دولة العدل وتتدني كلمة الحق ويصبح الظلم قانوناً فإن مستقبل الوطن علي حافة الهاوية ويكون مستقبل الشباب ومصيرهم علي وشك الانهيار.

ملئنا الشوارع في يناير ٢٠١١ من أجل أهداف "عيش- حرية- عدالة اجتماعية"، فقدنا الكثير من الشباب ولم يُأتى بالقصاص حتى هذه اللحظة، مر ثلاث سنوات علي تلك الثورة العظيمة وتعرضنا فيها لتخبطات سياسية وإجتماعية وأخلاقية تسقط فيها ثلاث أنظمة. بعد مرور تلك السنوات أين نحن الآن من الثورة وأهدافها؟؟
نحن الآن بالسجون.
كنا ومازلنا شباب الخامس والعشرون من يناير نتعرض كل يوم من ظلم وإضطهاد من الأجهزة الأمنية، حتى الآن يتم إعتقال الشباب وإحتجازهم وتلفيق التهم الواهية لهم ويتعرضون لشتى طرق التعذيب النفسي والجسدي، فلماذا كل هذا؟؟؟
نستيقظ كل صباح داخل سجون النظام ونسأل أنفسنا لماذا كل هذا التعنت معنا فنحن لم نطلب سوى الحرية والقصاص من القتلة، هل نحن من أخطأ وهل نستحق العقاب بديلاً لمن حمل السلاح وقتل وعذب؟

من الأنظمة التي حاربت لإنتشار الفتنة علي مدار ثلاثين عام، فهذه الرسالة من داخل السجن تحكي معاناة ١٢ شاباً يتم اضطهادهم يومياً ومعاملتهم على أنهم جناة ومجرمين مع العلم أنهم أول من حاربوا الظلم والفساد وتركوا ورائهم مستقبل مبهم مجهول المعالم. وأهالي لا يعلمون حتي مصير أبنائهم..
نحن لا نطلب الكثير، نحن نطلب العدالة ولكن ليس عدالة الجلاد إنما عدالة الله ونعلم أنه ليس كثيراً عليه..
12شاباً مصيرهم معلق بقضاء مصر وعدالة السماء، بعد مرور ٤٤ يوم داخل السجون لا يعلمون اين هم من المشهد السياسي، فنحن الحق حتى إن تم تكميم أفواهنا وتغليل إيدينا، فنحن صوت الشارع.
تم اخلاء سبيلنا من القضاء بكفالة ٥٠٠ جنية فتعنتت معنا النيابةبالإستئناف على هذه القرارات وتم قبول الاستئناف، واحتجازنا باقي المدة و تحديد جلسة للنطق بالحكم.
فكان الحكم علينا بمثابة صدمة فازعة وعندما حكمت المحكمة علي ١٢ شاباً اعمارهم تتراوح من 18حتي ٢٣ عاماً بالحبس عامين مع الشغل والنفاذ مع المراقبة ، فأين دولة الحق ودولة العدل؟
ام نقول البقاء لله؟

#معتقلو_المعادي

احمد ماهر ابراهيم الطنطاوي (احمد ماهر) –   13steps to create a terrorist

احمد ماهر ابراهيم الطنطاوي (احمد ماهر) –   13steps to create a terrorist

13steps to create a terrorist 1. Keep calling him a terrorist and label him under that category over just a doubt, same goes for traitor or vandal….stick that description to them and convince people of it. 2. Dedicate all media outlets to insult him every day on every program….treacherous terrorist, or traitor and agent. 3. Bring in strategy experts from the cafe and let them appear on television to discuss conspiracy theories. Make them feel sorrowful about their revolution, and make the youth feel hopeless. 4. Fire on protesters in cold blood and don’t ever hold an officer accountable…that’s the quickest way to turn the family and friends of the victim into terrorists. Kill a peaceful protester, and you turn 3 or 4 of his friends into terrorists. 5. Arrest people randomly and treat them like terrorists who have no rights…that is also an excellent way to turn someone who is not a terrorist into one, and someone who is not a traitor into one, and so on…. 6. Do not respect the sanctity of a home while searching for a suspect. Forget about a search warrant, and if someone asks you about a warrant, hit him on the head with the back of your fun. Don’t worry if there are women alone in the house. Go inside, and beak as you please. Don’t worry if the women haven’t had time to wear something or cover their hair…after all, she is the mother, sister or wife or a terrorist, traitor or vandal….this is a way guaranteed to turn the neighbors, relatives and people of the area into real terrorists whose only goal is to take revenge on the police. 7. If you do not find the suspected terrorist or vandal….arrest his elderly father or his mother, sister or wife….that way you know he will come to you…but there is a high chance he will come to blow up the building, or someone else will blow up your office afterwords….the explosion doesn’t matter….what matters is fixing the records. 8. Pressurize him and chase him everywhere, so that the real terrorists will tell him look where politics has brought you….in this way, you can ensure that mean of the youth who really believed in the idea of politics and peaceful change will turn into terrorists carrying weapons. 9. Refuse any dialogue or compromise, be stubborn and eliminate any chance of a peaceful solution 10. As for those kids that are bothering you and making some noise, call them terrorists and vandals and accuse them of being paid. Make all your journalists insult them and tarnish their reputations every day until your drive them into the arms of the terrorists although they hate them. In this way, you lumped all the people together and put them in one category, and you can finish them all off at once…if you have enough time that is. 11. Let Abdel Raheem Ali come out with stupid leaks, and present it in a way that there is treachery and foreign agency and funding, and let him play with the words and add and delete, and let him incite violence against the families of the subjects of the leaked phone calls…..and rest assured that the first assault against those families will turn a lot of people into real terrorists. 12. Use the great judiciary in a political struggle and eliminating your opponents and anyone who bothers you. Let your judiciary conduct quick trials…in this way, you make the people lose trust in the judiciary,and so of course people will carry weapons to defend their rights since the great judiciary is so mighty. 13. Let people give up on peacefulness. Close all the political windows and channels not in your favor, and chase them and incite hatred against them. Let the supporters of the government carry weapons against them. And make those who upheld the ideals of nonviolence and peaceful struggle regret all they used to say…. Ahmed Maher Torah Prison

احمد ماهر ابراهيم الطنطاوي (احمد ماهر) – 19 مارس الأسود

احمد ماهر ابراهيم الطنطاوي (احمد ماهر) – 19 مارس الأسود

19 مارس الأسود أعلن تحالف دعم الشرعية وكذلك جماعة الإخوان عن الاستعداد لتنظيم مظاهرات يوم 19 مارس الحالي ... خبر سئ إن لم يكن صادم. بالتأكيد من حق أي شخص التعبير عن رأيه والتظاهر مهما كانت مطالبه، سأظل أدافع عن ذلك الحق طالما يعبر عن رأيه بشكل "سلمي" .. وحط تحت كلمة سلمي ألف خط. ولكن تاريخ 19 مارس يثير إشكاليات كبرى لا حصر لها. فإن كان 19 مارس هو يوم مشهود بالنسبة لقوى اليمين الديني والإسلام السياسي وكذلك يعتبرونه إنتصار عظيم وغزوة الصناديق والإرادة الشعبية وكل هذه المعجم والعبارات التي أطلقوها في 2011. ولكن هذا اليوم يعتبر هو أول إنتكاسة لثورة 25 يناير بالنسبة للقوى الثورية والشبابية، وهو أول يوم لشق الصف الثوري وكسر حالة الـ 18 يوم. هو يوم غزوة الصناديق ابرز مثال واسوأ تطبيق لإستغلال الدين في السياسة، وتحالف العسكر و الإخوان، وتصويت الجنة والنار. صوت بنعم علشان تدخل الجنة واللي هايصوت بلا هايبقى كافر "هكذا كانت البداية" 19 مارس 2011 كان بداية المسار الكارثي الذي قادنا لما نحن فيه الآن. المشكلة الأكبر أن إصرار الأخوان وتحالف دعم الشرعية على إختيار ذلك التاريخ المأسوي وإحتفائهم واحتفالهم به دليل ينافي ويضاد كلما يقال من جماعة الاخوان وتحالف دعم الشرعية عن التوافق والمراجعات والعودة للصف الثوري .. وإيد واحده وإحنا خلاص عرفنا غلطتنا ومش هانعمل كده تاني. طالما حتى الآن لا مراجعات حول أداء الاخوان والقوى الاسلامية بعد 25 يناير 2011 مروراً بـ 19 مارس وأداء الاخوان ومواقفهم وتصريحاتهم في 2011 و 2012 وأثناء فترة حكم مرسي، وطالما أنه لا إعتراف بأن الفكر الاقصائي هو الذي قاد لكل ما نحن فيه مروراً بـ 30 يونيو ... فلا مجال لحديث عن جبهة واحده ضد العسكر وضد عودة نظام مبارك لأن السؤال الذي سيطرح نفسه هو وماذا بعد؟ هل سيعود التكفير مرة اخرى؟ هل ستعود مصطلحات نحن الأغلبية وهو كده .. كما كان يحدث فترة حكم مرسي؟ وإذا عدنا لتذكر الذكرى المأسوية والكارثية لـ 19 مارس سنلاحظ نقاط عديدة. كانت كل القوى الشبابية والثورية التي أطلقت شرارة ثورة 25 يناير والتي تمثلت وقتها في إئتلاف شباب الثورة بالإضافة لجميع الأحزاب تطالب بالدستور أولاً ثم الإنتخابات ... دستور توافقي ... لكل المصريين، دستور يحدد قواعد اللعبة والعلاقة بين الحاكم والمحكوم. لا يمكن أن تقوم الأكثرية التي فازت في الانتخابات بكتابة دستور كل المصريين ولا يمكن أن يقوم فصيل واحد حتى لو كان الأكثرية التي فازت في الانتخابات الآن أن تصبغ دستور كل المصريين بصبغتها وحدها، نحن الأغلبية وهو كده وإذا كان عاجبك ... هكذا كانت البداية. ليس هذا فقط .. لم يكن فقط الاخوان والسلفيين والجهاديين والجماعة الاسلامية هم فقط من يرغبون في تمرير الاعلان الدستوري 19 مارس. ربما كانت من الانتهازية والخوف من خسارة الفرصة التي ربما لا تتكرر هي المسيطرة وقتها على الاخوان وباقي قوى الاسلام السياسي القوة التنظيمية ... تعاطف شعبي مع الاسلاميين ... شرع ربنا ... تحالف قوي مع المجلس العسكري ... قدرة على خوض انتخابات برلمانية وحصد الأصوات وخبرة في ذلك، فرصة قد لا تتعوض مرة أخرى لفرض دستور إسلامي والاحتفاظ بأغلبية البرلمان وتطبيق أفكار الاخوان ومشروعهم والاحتفاظ بالسيطرة للـ 100 سنة القادمة. ربما كان هذا ما كان يسيطر على قوى الاسلام السياسي واليميني وقتها. ولكنهم لم يكونوا لوحدهم. كان هناك المجلس العسكري الذي يصر على تمرير ذلك الاعلان الدستوري المعيوب حتى تكون له شرعية أكبر وقوة أكبر وسلطة أقوى. المجلس العسكري .. يعني السيسي وصدقي صبحي ومحمود حجازي وحمدي بدين وطنطاوي وعنان والعصار وكل الناس الحلوة دي. وقتها كان الاخوان يستخدمون لعبة الجنة والنار للحشد للتصويت، وروجوا كذباً أن التصويت بـ لا معناه إلغاء الشريعة .. ولا أعرف من اين جائوا بتلك الأكذوبة. ووقتها أيضاً كان المجلس العسكري يستخدم لعبة الاستقرار المجلس العسكري يعني السيسي وصدقي صبحي وحمدي بدين ومحمود حجازي يعني المخابرات الحربية والشغل العالي. صوت بنعم علشان ندعم القوات المسلحة .. آخر عمود في الخيمة صوت بنعم علشان الاستقرار مصر في أخطار كثيرة علشان كده لازم نصوت بـ نعم صوت بـ نعم علشان نخلص والفوضى تنتهي وكل حاجة هتبقى زي الفل. هذا ما كان يروجه أنصار المجلس العسكري "اللي هم بالمناسبة كانوا حزب الكنبة وكان برضه دواير الحزب الوطني وشبكاته .. والبيروقراطية الحكومية اللي بنسميها الدولة العميقة. تعالوا نتذكر معسكر نعم و لا للإعلان الدستوري والاستفتاء الكارثي لكارثة 19 مارس 2011 معسكر "نعم" كان به طنطاوي وسامي عنان والسيسي والعصار .. ومحمد مرسي وخيرت الشاطر وياسر برهامي وطارق الزمر وبديع وحمدي بدين والرويني وصفوت حجازي. معسكر " نعم " كان به المشير طنطاوي والفريق سامي عنان ومحمد مرسي وبديع وخيرت الشاطر وكان به اللواء عبد الفتاح السيسي واللواء حمدي بدين وطارق الزمر وياسر برهامي وعبد المنعم الشحات، واللواء الرويني واللواء العصار وصفوت حجازي ومحمد الظواهري. معسكر " نعم " كان به إتحاد المجلس العسكري والاخوان والقوى الاسلامية .. إتحاد مصالح. معسكر " نعم " قال أن نعم هي الشريعة والاستقرار والرخاء والتقدم وشرعية المجلس .. الشرعية والشريعة .. شرعية العسكر وشريعة الاخوان والسلفيين واليمين الديني. معسكر " لا " كان به عمرو موسى ومحمد البرادعي وعمرو حمزاوي وشباب 6 إبريل وإئتلاف شباب الثورة وكل القوى الثورية و الشبابية. لم يطلبوا بإلغاء الشريعة ما إدعى الاخوان .. كل ما طالبوا به أن يكون الدستور أولاً، وأن تكون تأسيية الدستور ممثلة لكل أطياف المصريين .. قواعد اللعبة قبل اللعبة .. قواعد الانتخابات قبل الانتخابات .. من الذي حولها لمعركة جنة ونار أو استقرار و فوضى ؟؟ " العسكر و الإخوان " نعم كان 19 مارس واستفتاؤه ودستوره يمثل تحالف المصالح القائم بين العسكر والإخوان ... "يا مشير إنت الأمير " .. "شباب 6 إبريل والاشتراكيين الثوريين اللي بيقولوا يسقط حكم العسكر دول خونة .. خونة" هكذا قال عبد المنعم الشحات وعاصم عبد الماجد والعديد من رموز تحالف دعم الشرعية في 2011 أختيار سئ وغبي وأحمق أن يعلن الاخوان نزولهم في تلك الذكرى السوداء، يذكرونا ببداية إنشقاق الثورة والقضاء على حالة الـ 18 يوم ، يذكروننا بتحالفهم مع العسكر وتقوية شوكتهم ضد الثورة وبدء البحث عن مصالح الجماعة، يذكروننا بما فعلوه في 2011.. ويسألون بإندهاش " انتوا ليه مش بتشاركوا معانا" ؟!! .. " ليه بتقولوا يسقط عسكر فلول إخوان مع بعض " ؟!! كيف تتحدثون عن مراجعات واعتراف بالاخطاء ووعود بعد تكرارها وتدعوننا للمشاركة معكم في انشطتكم وانتم لا تزالون تحتفون وتحتفلون بتلك الذكرى المهببة والسوداء والقذرة لإستفتاء 19 مارس 2011 الذي فتح باب الانشقاقات والتخوين والتكفير وشق الصف الثوري ورسخ حكم العسكر وساعد في هزيمة الثورة. كل ما حدث من هزائم للثورة بدأ يوم 19 مارس 2011 وما تبعه من نتائج ومسار متخبط ومعووج وأدى في نهاية المطاف لعودة حكم العسكر وعودة الإستبداد. إن كان يجب أن نفعل شئ يوم 19 مارس فيجب أن تكون مآتم وأماكن عزاء للثورة ومطالبها ومسارها ونذكر الجميع بمن بدأ التحالف مع العسكر ومن باع أهداف الثورة ومن شق الصف ومكن العسكر من السلطة أكثر وأكثر. ليكن يوماً للتذكر والمراجعات والتفكر والتدبر، فتحن نحتاج للتذكر وتقليب المواجع حتى نتجنب تلك الكوارث في المستقبل وحتى لا تتكرر تلك الأخطاء مرة أخرى إن كان هناك نوايا لإعادة الثقة والمراجعات من الأساس. أحمد ماهر ليمان طره 9 مارس 2014

شريف فرج ابراهيم حسن (شريف فرج) – 100 يوم من العزلة

شريف فرج ابراهيم حسن (شريف فرج) – 100 يوم من العزلة

إلى كل هؤلاء الذين عرفتهم فى حياتى فأضافوا إلىّ .
إلى كل هؤلاء الذين عرفونى ولو لم تسمح لنا أيامنا باللقاء.
إلى أهلى وطلابى وزملائى و أصحابى، اشتاق إليكم كثيرًا كثيرًا .

أشتاق إليكم شوقى إلى الحياة الطبيعية التى كتبها الله لى كإنسان .. لا الحياة التى فرضها علينا أشباه جنس البشر منزوعى الإنسانية والعقل والمنطق.
اعلم ان كل شئ بيد الله ولكن أقدار الله مقدره بأسباب الأرض فسحبى الله ونعم الوكيل ..
هكذا يمر عليا يوم ميلادى الثلاثون بعيدًا عن أهلى – بعيدًا عن حبيبتى – بعيدًا عن أصحابى وأصدقائى
وهكذا يمر يوم مناقشتى لرسالة الماجستير محاصرًا سجينًا بلا سبب ولا رحمة ولا منطق
وهكذا يمر ... وهكذا يمر ... وسؤالى المتكرر – إلى متى ؟!!

ليست القضية فى شخصى وفقط ولا فى حرمان أخى وتأخير يوم زواجه ولا فى خسارتى المادية والمعنوية ولا فى حرمان إنسانيتى وجسدى من شمس وخط أفق ولا فى دمعة محبوسة فى عين أمى وأبى ولا فى اشتياقى لحبيبتى ولا متعتى وسط طلابى ولا مناقشة مع أصدقائى ولا كل هذا الذى يحتاجه الانسان ويعيش لتحقيقه.

وإنما القضية فى عدالة غائبة
هكذا يمر اليوم المئة لا أعرف إلى الآن لماذا أنا هنا ؟!
ماذا تريد منى هذه البلد البائدة ؟ ماذا تريد هذه الأرض الفقيرة؟ ماذا يريد هؤلاء المتخلفين ؟
100 يوم لا دليل واحد على قتلى 34 شخص أو سرقة بنك أو تحريض على قتل أو .... أو ما يتبع من اتهامات جاوزت الـ 14 تهمة فى قضية واحدة ! – فأنا من الخطورة أحمل قضيتين لا واحدة – قضيتين بنفس التهم فى يومين مختلفين !! اليوم الذى يسبق خطبتى واليوم الذى يليه

ليس هذا ضحكًا مبكيا إذا ما قارناه مع متهم قضى عليه القاضى بسنتين وغرامة 50 ألف جنيه وهو متوفى منذ عامين ! قبل أحداث قضيته (قصة حقيقية لقضية فى الزنزانة المجاورة)
ولا فى من حكم عليه بسبع سنوات بتهمة حيازة كان بيبسى !!

أحمل لكم كلماتى هذه شوقا منى إلى طبيعتى الحرة منفثًا بها عن هم ألمّ بى من أيام لا تظهر معالمها ولا شكلها.
كل ما أعدكم به أنى سأجدد المحاولة لأن أحيا على أمل فى اللقاء بكم وأن أظل كما عاهدتمونى منتصرًا لما أراه حق ومدافعًا عن ما اتسق مع ضميرى ومعلنًا كرهى للفسدة ومن عاونهم.
وأطلب منكم أن تدعو لى وأن تنتصروا للحق

السجن لا يميت – السجن غير مخيف ...
المخيف والمميت أن يموت بداخلكم إعلان ما آمنتم به فلا تسجنون بجدران من طين زائلة وإنما تسجنون بجدران أجسادكم الفانية ..
الأولى ستخرجون منها إلى الحياة ولكم إنسانية وكرامة تعتزون بها، والثانية أن تنتفى منكم ضمائركم وإنسانيتكم فلا يبقى داخلكم إلا شهوات فى أجساد جل هدفها فى الحياة تأكل وتشرب.

الظلم ظلمات يوم القيامة
الظلم ظلمات يوم القيامة
الظلم ظلمات يوم القيامة

والله لا يحب الظالمين

شريف فرج – سجن الحضرة
100 يوم من العزلة
بتاريخ 4 مارس 2014

احمد ماهر ابراهيم الطنطاوي (احمد ماهر) – عن اليوم الأول بعد الافراج عن خالد وناجي وعبد الله والسايس

احمد ماهر ابراهيم الطنطاوي (احمد ماهر) – عن اليوم الأول بعد الافراج عن خالد وناجي وعبد الله والسايس

عن اليوم الأول بعد الافراج عن خالد وناجي وعبد الله والسايس كان يوم ممل من أوله، صحيت في ميعاد كل يوم .. الدنيا هادية النهارده، مفيش حد بينده على حد ولا حد عايز فول على الصبح ولا حد عايز عيش ولا جبنة، ايه الهدوء الممل ده ؟ الشاويش فتح الباب وخرجت من الزنزانة، الباب أتقل من أي يوم … وقفت في الطرقة الفاصلة بين الزنازين، المفروض عبد الله بيخرج أول واحد أو محمد السايس! بصحى بدري كل يوم وكنت بخرج لوحدي أجري شوية أو أتمشى بدل ما مفاصلي تقفش في بعض من كتر القعاد في الزنزانة طول اليوم، حيث ان علاء ودومة بيصحوا متأخر. النهاردة مفيش عبد الله ولا السايس الصبح بدري، ورجعت أخرج لوحدي الصبح تاني، بصيت على زنازينهم، مقفولة، جواها كتب وسجاير .. فيه حد مالحقش ياخد سجاسرة. قعدت شوية، ماليش نفس أجري .. قعدت على الكرسي، عادل صحي وعلاء ودومة. قعدنا احنا الأربعة .. ساكتين مش بنتكلم .. العيال وحشونا .. اليوم ممل. اليوم اللي قبله، كالعادة وفجأة في نفس الوقت .. جه حراس السجن والشاويشية، يالا يا خالد .. يالا يا ناجي .. يا عبد الله .. يا سايس … إخلاء سبيل فرحنا وهللنا وزعقنا .. بوس وأحضان .. بشرة خير .. أوعوا تنسونا .. ان شاء الله هاتخرجوا قريب كلنا اتجننا ومش مصدقين الخبر .. اخلاء سبيل .. مبرووووك .. أخيراً حد خرج! كنا مبسوطين بشكل جنوني .. فيه ناس مننا بدأت تخرج. قعدت احبطهم شوية .. خلي بالكم .. من 3 شهور قالولي برضه إخلاء سبيل ولقيتهم عملولي قضية جديدة وأنا في الطريق .. ليه الرخامة دي يا ماهر بصولي بصة غيظ وإحباط .. كملت كلامي .. انا مش قصدي احبطكم والله بس قصدي إن حاولوا تعرفوا المحاميين انكم خرجتوا وفي الطريق علشان ماتلاقوش الداخلية يعملوا معاكم حركة نقص ويلفقوا قضية جديدة أو يأخروكم في إجراءات مالهاش لازمة. بصولي شوية وكملوا تجميع لحاجاتهم .. سلمنا على بعض وخرجوا. قعدنا مش مصدقين، فرحانين، عندنا امل، أخيراً حد مننا خرج، خير بس اللي أخدوا أحكام زينا هايخرجوهم إزاي؟ ، مش مهمالقانون قانونهم والدستور دستورهم والورق ورقهم .. يا مسهل قعدنا فرحانين انهم خرجوا، اتبهدلوا كتير في القسم وفي ابو زعبل قبل ما يجولنا طره، يا رب كل الناس تخرج قريب، فيه بجد آلاف محبوسين ومظلومين ومتبهدلين، الكل عند الداخلية إرهابيين أو مخربيين، كله بيتعامل نفس المعاملة، لكن الحقيقة إن لغاية دلوقتي لم تتم إدانة حد بإرتكاب إرهاب حقيقي، الإرهابيين اللي بيفجروا مش هم الآلاف اللي في السجون دلوقتي، اللي جوه طلبة وناس صدقت السلمية وناس كمان مالهومش في السياسة أصلاً واتمسكوا بالغلط، يمكن يكون فيه كام واحد تورط في عنف لكنهم أفراد ضمن آلاف. الداخلية زي ما هي، إصلاح الداخلية وهم. اليوم الأول بعد الإفراج عن الأربعة بقى ممل، مر ببطء، صحيح فرحان انهم خرجوا لكن اليوم رجع تاني ممل … مفيش دوشة، فين زعيق عبد الله اللي ببقى مش عارف سببه!، وفين مواضيع السايس المثيرة للجدل، وفين غلاسة خالد، وفين قلش ناجي. إحساس بالوحشة، مفتقد عبد الله والسايس وناجي .. حتى خالد السيد رغم كل المقالب والحركات النص كم اللي عملها فيا الخمس سنين اللي فاتوا. خروجهم فيه أمل كبير، حتى لو مش هانخرج قريب فعلى الأقل فيه ناس كانوا معانا وخرجوا ومش هاينسونا. عبد الله حاول يجيلنا زيارة زيارة تاني يوم على طول بعد خروجة، مش تاخد يومين فسحة الاول؟! أياً كان الاختلاف الفكري أو التنظيمي بيننا لكنهم جدعان، ومن الناس اللي متمسكين بمبادئهم، ويكفي انهم لسه مصممين على فضح الانتهاكات وممارسات النظام العسكري الحاكم ويكفي انهم رفضوا الانضمام لزفة النفاق والتطبيل الحالية رغم إن النفاق بقى هو السائد، ولسة بينزلوا رغم ضعف الامكانيات ورغم خطورة المعارضة للنظام لإن القتل أصبح سهل. أربع جدعان كانوا معانا في السجن وخرجوا، أكيد مش هاينسونا ولا ينسوا القضية وأكيد هنتقابل.. بره السجن طبعاً .. بلاش تيجولنا تاني . رغم انكم وحشتونا. أحمد ماهر – ليمان طره 5-3-2014

احمد ماهر ابراهيم الطنطاوي (احمد ماهر) – نعم لم تكن للدستور المكتوب بل كانت للدستور المستتر الذي طالمنا حُكمنا به واحتاجت الدولة لتجديد مشروعيته

احمد ماهر ابراهيم الطنطاوي (احمد ماهر) – نعم لم تكن للدستور المكتوب بل كانت للدستور المستتر الذي طالمنا حُكمنا به واحتاجت الدولة لتجديد مشروعيته

نعم لم تكن للدستور المكتوب بل كانت للدستور المستتر الذي طالمنا حُكمنا به واحتاجت الدولة لتجديد مشروعيته يسلبني الحبس قدرتي على المشاركة، قدرتي على المساهمة. أحاول تعويض عجزي بالانغماس في القراءة عساني أصل لمعرفة أو حكمة تفيد، أنقلها إلى من يزورني أو تنفعني يوم إطلاق سراحي. أقرأ - ضمن ما أقرأ - عن الـ"أوتيزم" - عن "التوحد" وأسرح في القراءة فأصل لمحنة الثورة وأتصور أن التوحد صورة بلاغية لحالنا. أشرع في كتابة نصوص تطابق بين فقدان القدرة على الكلام أو غيابها وجيل يفقد تدريجيا قدرته على الهتاف، أو تشبيه إعاقات التواصل وعجزنا عن فهم طوابير الراقصين، أو استعارة عن الحساسية الفائقة للصوت التي تجعلنا نتألم لأصوات رصاص تطلقه الدولة بانتظام ولا يسمعه من لا يشاركونا الإعاقة، وننزعج لدماء شهداء أشياء أخرى غير الواجب لا يؤذي منظرهم عيون المفوضين. نصوص ركيكة والأهم غير علمية ولا دقيقة فالأوتيزم ليس مرض نفسي تصاب به جراء صدمات الحياة، هو حال معروف وموثق، يرتبط أساسا بصعوبات في التعلم وواجباتنا لمواجهتها. تشير الكتب لأهمية الانتباه لما يسمونه "المنهج الضمني". قد نواجه مشاكل في تعلم مناهج المدارس المعروفة المعلنة. ربما يصعب علينا بعض المواد، ربما يعوضنا الأوتيزم بتسهيل فهم مواد غيرها، لكن المنهج المستتر هو لب المشكلة. ليس سراً، هو ببساطة دروس ومهارات وقواعد وأسس التواصل الإنساني. لم يخفيه أحد. افترضت البشرية أنه مفهوم ضمناً ومعروف بالضرورة، ولذا لم يكتبه أحد. لماذا نسأل بعض عن الأحوال عند اللقاء رغم عدم رغبتنا في إجابة تفصيلية، ما الذي يدفعنا لادعاء الحب لمن لا نحب وكتمانه لمن نحب أحيانا، ما أهمية إظهار أنواع ودرجات مختلفة من الاحترام لزملاء العمل ورؤسائه؟ لماذا تطالب "الميس" بصمت يمكّنها من الاستماع لصوت رنة الإبرة رغم أنها لا تحمل إبرة في يدها؟ ناهيك عن القواعد المركبة للكلام واللبس والسلوك حسب توزيع العلاقات، والمتغيرة حسب المكان والزمان والظرف. نعيش كلنا وفقاً لمنظومة معقدة ومركبة ومتغيرة لا يحتاج أغلبنا لتعلم تفاصيلها في البيت أو المدرسة، لكن يقف أغلب المتعايشين مع التوحد أمامها عاجزين فتزيد عزلتهم إلا إذا بذل أحدهم الجهد المطلوب لتعليمهم المنهج الضمني. لا يهم إن كانت تفاصيل هذا المنهج السري مفيدة أو منطقية أم لا. إن لم تلتزم بها سيلفظك المجتمع. ما الأاسهل؟! أن تقنع المجتمع أن الرد على "عامل إيه؟" بتقرير حقيقي عن المشاعر لا يضر بل قد يفيد، أو إنه لا بأس من عدم السؤال عن الأحوال لو كان اللقاء عاجل لا يسمح بالنقاش حول الحالة النفسية، أم أن تدرب الأقلية العاجزة عن امتصاص المنهج الضمني ضمنياً على الرد ب"الحمد لله" بغض النظر عن طبيعة المشاعر والسياق؟! تحذر الكتب، لا تدريب على الانصياع، واجبنا تعليم المنهج وتمكين "المعاق" من أن يرصد ويدرك ما يتوقعه المجتمع ويقرر بإرادته الحرة كيفية التعامل. قد يختار الانصياع وقد يتمرد. "ما الأسهل" ليس السؤال الوحيد، اهتم بما الأثرى وما الأجمل وما الأرحم .. وما الأفضل!! تستهويني فكرة المنهج الضمني. من منا نحن "الأصحاء العاديين" لم تربكه أو تخنقه القواعد الضمنية للتعامل والتواصل؟! من منا لم تنتابه رغبة في الصراخ أو البكاء أو السباب أو الضم أو التقبيل في غير موضعها؟! نصف المنهج الضمني غالباً عن كيفية إخفاء آثار اللحظات النادرة التي تنفجر بها.. أو تشاكس ولا تلتزم. .. يقطع وصولهم حبل أفكاري وتنقطع قراءاتي. توقعناهم منذ تسرب إلى الصحف أنباء تعذيبهم وتسرب إلينا أن الإدارة تنتظر وارداً جديداً من سجن أبو زعبل. حاولنا التحضير لاستقبالهم، لكن كيف ترحب بصديق خاض معك نفس المعركة لكنه خاض وحده التجربة؟ أيطمئن إن أخبرته أن سجنك القديم/ سجنه الجديد آمن، وأن المحنة انتهت، أيغضب؟! هل عليَّ ان أشعر بالذنب أم بالامتنان؟ أكيد تعلمناها في المنهج الضمني فتباين حدة الظلم وفداحة الثمن ليست خبرة جديدة، قضيت عمرك تتعايش معها فما بالك ترتبك أمام حرارة غضبهم؟! نتقمص الأوتيزم، نستقبلهم بتقرير مفصل عن الحقائق: لا تعذيب هنا ولكنكم غالباً أتيتم لتستقروا، لا معنى للقانون ولا أمل في الدستور ولا قيمة للمحاكم، سنبقى إلى أن ينتهوا من خارطة طريقهم الملعونة. يردون علينا في توحد مشابه بتقرير مفصل عن التعذيب ووقائعه بنبرة ميكانيكية ثابتة، بلا خجل، بلا تورية. تنبهني الكتب ألا نفترض غياب المشاعر، الأوتيزم يعيق التعبير والتواصل لكنه لا ينفي الإحساس. صمتهم يفصح عن غضب جارف، نتفاداه بلعب الكرة. لكن الغضب لا يمكن احتواءه، تأتي ركلاته عنيفة وقاسية، نحاول تفاديه في صمت متواطئ. مع أول إصابة ينفجر غضبنا كلنا. نرد الركلات العنيفة بأعنف منها. كل شيء مسموح به في اللعب إلا لمس الكرة باليد. اللعب هنا بقواعد "أبو زعبل". ينتهي الماتش بفارق في تعداد الأهداف وتعادل في الإصابات!! تقول الكتب أن السلوك العدواني محاولة للتواصل، للتعبير عما يعجز التعبير عنه. هل كانوا يعبرون عن غضبهم منا لأن الجلاد اختارهم ولم يختارنا؟! لأن الجلاد سألهم عنا؟!! أم هو غضب من الجلاد نفسه؟! أو من أنفسهم؟! وماذا عنا إذاً؟! هل غضبنا لأنهم أشعرونا بالذنب؟ أم لأنهم صارحونا بتفاصيل التجربة؟ لأنهم بدوا أقوى منا؟ أم أن غضبنا كان لأننا كنا نعتمد عليهم في إطلاق سراحنا؟! يمر باقي الأسبوع في انتظار شفاء إصابات الملعب، لكن الغضب ينحسر. حكمة باطنية دفعتنا للعب هذه المباراة، ربما هي ذاتها التي دفعت البشرية لاختراع رياضات جماعية عنيفة؟! أن العنف يمكن أن يمارس في سياق غير القهر والعداوة، أن الألم يمكنه أن يأتي بغير أن يمس الكرامة، وأن أجسادنا قادرة على تحمل الألم لأتفه الدوافع، وأرواحنا قادرة على تجاهل الإصابة بل والتندر عليها طالما توفر قدر من الأمان. ربما لا يتخطى الماتش أثر عبارات مثل "الحمد لله" و "إن شاء الله" لكن كسائر مفردات المنهج الضمني يساعد على الحياة ويسهل مشاركة الآخرين فيها. مع زيارة الوفد يعود الغضب، كان بإمكانهم تعطيل السجان والجلاد، لو كانوا هددوا السلطة بالانسحاب مع أول رصاصة، لو كانوا عطلوا الدستور مع أول تطبيق لقانون التظاهر، لو كانوا أضربوا عن إعداد برامج الفضائيات وصفحات الجرائد مع أول كذبة، لو كانوا أعلنوا سحب تفويضهم مع أول شهادة تعذيب… لكنهم أصروا على التعامل مع قتل وتعذيب واعتقال أعضاء أحزابهم، ورفاق أبنائهم وتلاميذ زملائهم وأبناء أقاربهم على أنها أخطاء وزلات. استبدلوا المواقف الحاسمة والضغط والانتصار للحق بالنصح وأحيانا بالاستجداء!! لتفهم لماذا يحذرون من عودة دولة مبارك رغم أن دولتهم فاقت دولته في الإجرام عليك أن تتعلم المنهج الضمني، لتفهم لماذا يحذرون من عودة التعذيب رغم يقينك أنهم يعرفون أن التعذيب يوماً لم يتوقف عليك فهم المنهج الضمني، لتفهم لماذا يتحدثون عن انتهاك دستور كتبوه وهم على يقين أن الدولة لن تلتزم بمواده عليك أن تعود للدستور الضمني. "نعم" لم تكن للدستور المكتوب بل كانت للدستور المستتر الذي طالمنا حُكمنا به واحتاجت الدولة لتجديد مشروعيته. في الدستور الضمني قواعد معقدة للتعذيب، تتوقف على هوية الضحية، فالتعذيب جريمة لو وقع على الفئات المحرم تعذيبها والمتعارف عليه أن قمعها ينحصر في التشويه الإعلامي والحبس الاحتياطي في ظل ظروف جيدة نسبياً ولمدة قصيرة نسبياً. وتعرف الفئات المحرم تعذيبها بحسب الطبقة الاجتماعية والانتماء العرقي وحيازة جنسية ثانية من عدمه والانتماء الحزبي ومستوى التعليم والسن وأي وكل تفصيلة يمكن استخدامها لتصنيف الناس، كما أن الظروف الاستثنائية قد توسع من فئات المحلل تعذيبهم بشرط أن يتم التنكيل به لحظة الاعتقال وقبل العرض على النيابة، لكن أن يستمر التعذيب بعدها فهذا ما لا يمكن قبوله. يتبع الدستور الضمني منطقه الخاص صعب التفسير، فمثلا لا يطالب أحد باستخدام التعذيب لردع من يجرم من رجال الشرطة ولا لانتزاع الاعترافات من رجال الأعمال الناهبين، بينما تعذيب الإرهابيين والمسجلين خطر يكاد يكون مطلب شعبي. يمكن تعذيب المولود في سيناء أياً كان انتمائه الطبقي والسياسي، التنكيل بنجل البلتاجي ممنوع لو كان اسمه عمار ومسموح لو كان اسمه "أنس"، أما تصفية أولاده فمكروه لكن غير مجرّم إذا التزمت الدولة بالقتل أثناء فض الاعتصامات فقط. لهذا يتحدث كتبة الدستور وقيادات الأحزاب وأعضاء المجالس القومية وكبار الكتاب عن "أخطاء" الدولة فقط عندما يطول التعذيب خالد وناجي، فالمقصود ليس الانتهاك المنهجي والمتواصل للدستور المكتوب، بل ما يتصورون أنه خلل غير مقصود في تطبيق الدستور الضمني، يتحدثون وكأن من عذبهم لم يكن يعرفهم وتصور أنهم إخوان، هم على يقين أن الخطأ سيتم تداركه ومتمسكين بالدفاع عن حق الدولة في تعذيب الفئات الصحيحة. كان بيدهم منع ما حدث أو وقف تفاقمه لو كانوا تمسكوا بما أعلنوه من مبادئ بألسنتهم وما كتبوه بأيديهم، ولكن بعد شهور من تأييد القتل والتعذيب والاعتقال وتكميم الأفواه وقطع والخوض في الأعراض تبددت قدرتهم على التأثير، والآن عندما اكتشفوا أن القمع أقرب إليهم مما ظنوا لم يتبق لهم من مواقف تتخذ إلا تشكيل وفود بائسة لزيارة السجون وإقامة مؤتمرات هزلية للتنديد بالخطأ غير المقصود. ما لا يفهمونه هو أن الدولة لم تخطئ، فالدستور الضمني كأي دستور يحدد الحقوق والواجبات. حاولت الدولة جاهدة أن تلتزم ولا تعذب إلا من يحل توافق ٣٠ يونيو دمهم، ولكن الثوار رفضوا الالتزام بالدستور الضمني وتحدوه فنزعوا عن أنفسهم حمايته. صاغوا قانون تظاهر ليستخدم ضد الإخوان فأصرينا على أن تكون أول تجربة له بأجسادنا. قتلوا الطلاب الفقراء الإسلاميين بجامعة الأزهر فأصر طلاب جامعة القاهرة على تحدي خرطوشهم. أشعلوا حرباً على الإرهاب استدعت واستقدمت بالضرورة الإرهاب لقلب العاصمة. كسرنا كل القواعد عندما أصرينا على أن تفجير المديرية لن يمحو من ذاكرتنا ما شاهدناه داخلها من تعذيب وانتهاكات. لم تخطئ الدولة، بل نحن تعمدنا الخطأ والتمادي فيه، ربما هي مزايدة منا وشهوة لفضح القواعد المستترة للقهر وتعرية مبرريها، ربما هي حكمة منا وبصيرة لأن السلطة التي لم تلزمها بدستور مكتوب لا يمكن أن تلزمها بأي دستور وستنضم عاجلا أو آجلا لزمرة المحلل تعذيبهم أياً كان، ربما هو ضمير يرفض أن يترك من شاءت أقدارهم أن يحل تعذيبهم وحدهم، أو ربما هو نوع من الأوتيزم يعمينا عن الدستور الضمني وإعاقة تجعلنا غير قادرين على تعلمه فطرياً، أوتيزم يجعلنا نفهم الكلام بمعناه الحرفي فنصدق أن الثورة فعلا مستمرة وأن الشعب فعلا يريد إسقاط النظام. ما الأسهل؟! أن تدرب الأقلية العاجزة عن الامتثال للدستور الضمني على تجاهل الظلم الواقع على الأغيار وتفادي تحدي السلطة وافتراض حسن نيتها، أم إقناع المجتمع بلا معقولية أن نتعايش مع سلطة تحلل لنفسها القتل والتعذيب والاعتقال طالما التزمت بقواعد ضمنية؟ تحذرنا الكتب.. لا تدريب على الانصياع، واجبنا تعليم المنهج لتمكين المعاق من أن يدرك ويرصد ما يتوقعه المجتمع ثم يقرر بإرادته الحرة كيفية التعامل، قد يختار الانصياع وقد يتمرد!! ما الأسهل ليس السؤال الوحيد.. اهتموا بما الأثرى.. وما الأجمل.. وما الأعدل.. وما الأرحم.. وما الأفضل؟!

علاء احمد سيف الاسلام عبد الفتاح حمد (علاء عبد الفتاح) – توَحُّد

علاء احمد سيف الاسلام عبد الفتاح حمد (علاء عبد الفتاح) – توَحُّد

يسلبني الحبس قدرتي على المشاركة، قدرتي على المساهمة. أحاول تعويض عجزي بالانغماس في القراءة عساني أصل لمعرفة أو حكمة تفيد، أنقلها إلى من يزورني أو تنفعني يوم إطلاق سراحي.

أقرأ – ضمن ما أقرأ – عن الـ”أوتيزم” – عن “التوحد” وأسرح في القراءة فأصل لمحنة الثورة وأتصور أن التوحد صورة بلاغية لحالنا. أشرع في كتابة نصوص تطابق بين فقدان القدرة على الكلام أو غيابها وجيل يفقد تدريجيا قدرته على الهتاف، أو تشبيه إعاقات التواصل وعجزنا عن فهم طوابير الراقصين، أو استعارة عن الحساسية الفائقة للصوت التي تجعلنا نتألم لأصوات رصاص تطلقه الدولة بانتظام ولا يسمعه من لا يشاركونا الإعاقة، وننزعج لدماء شهداء أشياء أخرى غير الواجب لا يؤذي منظرهم عيون المفوضين. نصوص ركيكة والأهم غير علمية ولا دقيقة فالأوتيزم ليس مرض نفسي تصاب به جراء صدمات الحياة، هو حال معروف وموثق، يرتبط أساسا بصعوبات في التعلم وواجباتنا لمواجهتها. تشير الكتب لأهمية الانتباه لما يسمونه “المنهج الضمني”.

قد نواجه مشاكل في تعلم مناهج المدارس المعروفة المعلنة. ربما يصعب علينا بعض المواد، ربما يعوضنا الأوتيزم بتسهيل فهم مواد غيرها، لكن المنهج المستتر هو لب المشكلة. ليس سراً، هو ببساطة دروس ومهارات وقواعد وأسس التواصل الإنساني. لم يخفيه أحد. افترضت البشرية أنه مفهوم ضمناً ومعروف بالضرورة، ولذا لم يكتبه أحد. لماذا نسأل بعض عن الأحوال عند اللقاء رغم عدم رغبتنا في إجابة تفصيلية، ما الذي يدفعنا لادعاء الحب لمن لا نحب وكتمانه لمن نحب أحيانا، ما أهمية إظهار أنواع ودرجات مختلفة من الاحترام لزملاء العمل ورؤسائه؟ لماذا تطالب “الميس” بصمت يمكّنها من الاستماع لصوت رنة الإبرة رغم أنها لا تحمل إبرة في يدها؟ ناهيك عن القواعد المركبة للكلام واللبس والسلوك حسب توزيع العلاقات، والمتغيرة حسب المكان والزمان والظرف.

نعيش كلنا وفقاً لمنظومة معقدة ومركبة ومتغيرة لا يحتاج أغلبنا لتعلم تفاصيلها في البيت أو المدرسة، لكن يقف أغلب المتعايشين مع التوحد أمامها عاجزين فتزيد عزلتهم إلا إذا بذل أحدهم الجهد المطلوب لتعليمهم المنهج الضمني. لا يهم إن كانت تفاصيل هذا المنهج السري مفيدة أو منطقية أم لا. إن لم تلتزم بها سيلفظك المجتمع. ما الأاسهل؟! أن تقنع المجتمع أن الرد على “عامل إيه؟” بتقرير حقيقي عن المشاعر لا يضر بل قد يفيد، أو إنه لا بأس من عدم السؤال عن الأحوال لو كان اللقاء عاجل لا يسمح بالنقاش حول الحالة النفسية، أم أن تدرب الأقلية العاجزة عن امتصاص المنهج الضمني ضمنياً على الرد ب”الحمد لله” بغض النظر عن طبيعة المشاعر والسياق؟!

تحذر الكتب، لا تدريب على الانصياع، واجبنا تعليم المنهج وتمكين “المعاق” من أن يرصد ويدرك ما يتوقعه المجتمع ويقرر بإرادته الحرة كيفية التعامل. قد يختار الانصياع وقد يتمرد. “ما الأسهل” ليس السؤال الوحيد، اهتم بما الأثرى وما الأجمل وما الأرحم .. وما الأفضل!! تستهويني فكرة المنهج الضمني. من منا نحن “الأصحاء العاديين” لم تربكه أو تخنقه القواعد الضمنية للتعامل والتواصل؟! من منا لم تنتابه رغبة في الصراخ أو البكاء أو السباب أو الضم أو التقبيل في غير موضعها؟! نصف المنهج الضمني غالباً عن كيفية إخفاء آثار اللحظات النادرة التي تنفجر بها.. أو تشاكس ولا تلتزم.

.. يقطع وصولهم حبل أفكاري وتنقطع قراءاتي. توقعناهم منذ تسرب إلى الصحف أنباء تعذيبهم وتسرب إلينا أن الإدارة تنتظر وارداً جديداً من سجن أبو زعبل. حاولنا التحضير لاستقبالهم، لكن كيف ترحب بصديق خاض معك نفس المعركة لكنه خاض وحده التجربة؟ أيطمئن إن أخبرته أن سجنك القديم/ سجنه الجديد آمن، وأن المحنة انتهت، أيغضب؟! هل عليَّ ان أشعر بالذنب أم بالامتنان؟ أكيد تعلمناها في المنهج الضمني فتباين حدة الظلم وفداحة الثمن ليست خبرة جديدة، قضيت عمرك تتعايش معها فما بالك ترتبك أمام حرارة غضبهم؟!

نتقمص الأوتيزم، نستقبلهم بتقرير مفصل عن الحقائق: لا تعذيب هنا ولكنكم غالباً أتيتم لتستقروا، لا معنى للقانون ولا أمل في الدستور ولا قيمة للمحاكم، سنبقى إلى أن ينتهوا من خارطة طريقهم الملعونة. يردون علينا في توحد مشابه بتقرير مفصل عن التعذيب ووقائعه بنبرة ميكانيكية ثابتة، بلا خجل، بلا تورية. تنبهني الكتب ألا نفترض غياب المشاعر، الأوتيزم يعيق التعبير والتواصل لكنه لا ينفي الإحساس.

صمتهم يفصح عن غضب جارف، نتفاداه بلعب الكرة. لكن الغضب لا يمكن احتواءه، تأتي ركلاته عنيفة وقاسية، نحاول تفاديه في صمت متواطئ. مع أول إصابة ينفجر غضبنا كلنا. نرد الركلات العنيفة بأعنف منها. كل شيء مسموح به في اللعب إلا لمس الكرة باليد. اللعب هنا بقواعد “أبو زعبل”. ينتهي الماتش بفارق في تعداد الأهداف وتعادل في الإصابات!! تقول الكتب أن السلوك العدواني محاولة للتواصل، للتعبير عما يعجز التعبير عنه. هل كانوا يعبرون عن غضبهم منا لأن الجلاد اختارهم ولم يختارنا؟! لأن الجلاد سألهم عنا؟!! أم هو غضب من الجلاد نفسه؟! أو من أنفسهم؟! وماذا عنا إذاً؟! هل غضبنا لأنهم أشعرونا بالذنب؟ أم لأنهم صارحونا بتفاصيل التجربة؟ لأنهم بدوا أقوى منا؟ أم أن غضبنا كان لأننا كنا نعتمد عليهم في إطلاق سراحنا؟!

يمر باقي الأسبوع في انتظار شفاء إصابات الملعب، لكن الغضب ينحسر. حكمة باطنية دفعتنا للعب هذه المباراة، ربما هي ذاتها التي دفعت البشرية لاختراع رياضات جماعية عنيفة؟! أن العنف يمكن أن يمارس في سياق غير القهر والعداوة، أن الألم يمكنه أن يأتي بغير أن يمس الكرامة، وأن أجسادنا قادرة على تحمل الألم لأتفه الدوافع، وأرواحنا قادرة على تجاهل الإصابة بل والتندر عليها طالما توفر قدر من الأمان. ربما لا يتخطى الماتش أثر عبارات مثل “الحمد لله” و “إن شاء الله” لكن كسائر مفردات المنهج الضمني يساعد على الحياة ويسهل مشاركة الآخرين فيها.

مع زيارة الوفد يعود الغضب، كان بإمكانهم تعطيل السجان والجلاد، لو كانوا هددوا السلطة بالانسحاب مع أول رصاصة، لو كانوا عطلوا الدستور مع أول تطبيق لقانون التظاهر، لو كانوا أضربوا عن إعداد برامج الفضائيات وصفحات الجرائد مع أول كذبة، لو كانوا أعلنوا سحب تفويضهم مع أول شهادة تعذيب… لكنهم أصروا على التعامل مع قتل وتعذيب واعتقال أعضاء أحزابهم، ورفاق أبنائهم وتلاميذ زملائهم وأبناء أقاربهم على أنها أخطاء وزلات. استبدلوا المواقف الحاسمة والضغط والانتصار للحق بالنصح وأحيانا بالاستجداء!!

لتفهم لماذا يحذرون من عودة دولة مبارك رغم أن دولتهم فاقت دولته في الإجرام عليك أن تتعلم المنهج الضمني، لتفهم لماذا يحذرون من عودة التعذيب رغم يقينك أنهم يعرفون أن التعذيب يوماً لم يتوقف عليك فهم المنهج الضمني، لتفهم لماذا يتحدثون عن انتهاك دستور كتبوه وهم على يقين أن الدولة لن تلتزم بمواده عليك أن تعود للدستور الضمني.

“نعم” لم تكن للدستور المكتوب بل كانت للدستور المستتر الذي طالمنا حُكمنا به واحتاجت الدولة لتجديد مشروعيته.

في الدستور الضمني قواعد معقدة للتعذيب، تتوقف على هوية الضحية، فالتعذيب جريمة لو وقع على الفئات المحرم تعذيبها والمتعارف عليه أن قمعها ينحصر في التشويه الإعلامي والحبس الاحتياطي في ظل ظروف جيدة نسبياً ولمدة قصيرة نسبياً.

وتعرف الفئات المحرم تعذيبها بحسب الطبقة الاجتماعية والانتماء العرقي وحيازة جنسية ثانية من عدمه والانتماء الحزبي ومستوى التعليم والسن وأي وكل تفصيلة يمكن استخدامها لتصنيف الناس، كما أن الظروف الاستثنائية قد توسع من فئات المحلل تعذيبهم بشرط أن يتم التنكيل به لحظة الاعتقال وقبل العرض على النيابة، لكن أن يستمر التعذيب بعدها فهذا ما لا يمكن قبوله.

يتبع الدستور الضمني منطقه الخاص صعب التفسير، فمثلا لا يطالب أحد باستخدام التعذيب لردع من يجرم من رجال الشرطة ولا لانتزاع الاعترافات من رجال الأعمال الناهبين، بينما تعذيب الإرهابيين والمسجلين خطر يكاد يكون مطلب شعبي.

يمكن تعذيب المولود في سيناء أياً كان انتمائه الطبقي والسياسي، التنكيل بنجل البلتاجي ممنوع لو كان اسمه عمار ومسموح لو كان اسمه “أنس”، أما تصفية أولاده فمكروه لكن غير مجرّم إذا التزمت الدولة بالقتل أثناء فض الاعتصامات فقط.

لهذا يتحدث كتبة الدستور وقيادات الأحزاب وأعضاء المجالس القومية وكبار الكتاب عن “أخطاء” الدولة فقط عندما يطول التعذيب خالد وناجي، فالمقصود ليس الانتهاك المنهجي والمتواصل للدستور المكتوب، بل ما يتصورون أنه خلل غير مقصود في تطبيق الدستور الضمني، يتحدثون وكأن من عذبهم لم يكن يعرفهم وتصور أنهم إخوان، هم على يقين أن الخطأ سيتم تداركه ومتمسكين بالدفاع عن حق الدولة في تعذيب الفئات الصحيحة.

كان بيدهم منع ما حدث أو وقف تفاقمه لو كانوا تمسكوا بما أعلنوه من مبادئ بألسنتهم وما كتبوه بأيديهم، ولكن بعد شهور من تأييد القتل والتعذيب والاعتقال وتكميم الأفواه وقطع والخوض في الأعراض تبددت قدرتهم على التأثير، والآن عندما اكتشفوا أن القمع أقرب إليهم مما ظنوا لم يتبق لهم من مواقف تتخذ إلا تشكيل وفود بائسة لزيارة السجون وإقامة مؤتمرات هزلية للتنديد بالخطأ غير المقصود.

ما لا يفهمونه هو أن الدولة لم تخطئ، فالدستور الضمني كأي دستور يحدد الحقوق والواجبات. حاولت الدولة جاهدة أن تلتزم ولا تعذب إلا من يحل توافق ٣٠ يونيو دمهم، ولكن الثوار رفضوا الالتزام بالدستور الضمني وتحدوه فنزعوا عن أنفسهم حمايته.

صاغوا قانون تظاهر ليستخدم ضد الإخوان فأصرينا على أن تكون أول تجربة له بأجسادنا. قتلوا الطلاب الفقراء الإسلاميين بجامعة الأزهر فأصر طلاب جامعة القاهرة على تحدي خرطوشهم. أشعلوا حرباً على الإرهاب استدعت واستقدمت بالضرورة الإرهاب لقلب العاصمة. كسرنا كل القواعد عندما أصرينا على أن تفجير المديرية لن يمحو من ذاكرتنا ما شاهدناه داخلها من تعذيب وانتهاكات.

لم تخطئ الدولة، بل نحن تعمدنا الخطأ والتمادي فيه، ربما هي مزايدة منا وشهوة لفضح القواعد المستترة للقهر وتعرية مبرريها، ربما هي حكمة منا وبصيرة لأن السلطة التي لم تلزمها بدستور مكتوب لا يمكن أن تلزمها بأي دستور وستنضم عاجلا أو آجلا لزمرة المحلل تعذيبهم أياً كان، ربما هو ضمير يرفض أن يترك من شاءت أقدارهم أن يحل تعذيبهم وحدهم، أو ربما هو نوع من الأوتيزم يعمينا عن الدستور الضمني وإعاقة تجعلنا غير قادرين على تعلمه فطرياً، أوتيزم يجعلنا نفهم الكلام بمعناه الحرفي فنصدق أن الثورة فعلا مستمرة وأن الشعب فعلا يريد إسقاط النظام.

ما الأسهل؟! أن تدرب الأقلية العاجزة عن الامتثال للدستور الضمني على تجاهل الظلم الواقع على الأغيار وتفادي تحدي السلطة وافتراض حسن نيتها، أم إقناع المجتمع بلا معقولية أن نتعايش مع سلطة تحلل لنفسها القتل والتعذيب والاعتقال طالما التزمت بقواعد ضمنية؟ تحذرنا الكتب.. لا تدريب على الانصياع، واجبنا تعليم المنهج لتمكين المعاق من أن يدرك ويرصد ما يتوقعه المجتمع ثم يقرر بإرادته الحرة كيفية التعامل، قد يختار الانصياع وقد يتمرد!!

ما الأسهل ليس السؤال الوحيد.. اهتموا بما الأثرى.. وما الأجمل.. وما الأعدل.. وما الأرحم.. وما الأفضل؟!

محمد عادل فهمي علي (محمد عادل) – ثورة الغرباء

محمد عادل فهمي علي (محمد عادل) – ثورة الغرباء

ثورة الغرباء . ولدت ثورتنا غريبة وستعود غريبة , فطوبى للغرباء , طوبى للمعتقليين , طوبى لليائسين ، طوبى لثورة أضاعها المتأمرين . في الوقت الذي أجلس فيه بين حوائط الزنازين تمر ذكرياتي أمام عيني كشريط مسطور , كتب كل مشهد فيه بحروف أصغر معتقل أيام مبارك بلغ حينها من العمر سبعة عشر عاما ، أدرك حينها أنه لا مناص من إسقاط نظام الإستبداد ، أدرك إنه مهما كان وحيدا سيأتي اليوم الذي يكثر فيه زبد البحر حتى يصير موجا هائجا يدمر كل من إستخف به وكل من عارض يوما حريته . شاب ظن أن المعركة في بلده بين متأمرين وخائنين وبين شباب أطلق عليهم "قلة المندسين " , ناضل الشاب 6 سنوات , نضج يوما بعد يوما مع أحلام ثورته خلال 6 سنوات من النضال , قبض عليه سبعة عشر مرة كان أولها 27 إبريل 2006 من أمام دار القضاء العالي , وكان حينها أصغر معتقل سياسي بمصر ، إختطف من قبل أمن الدولة بوسط البلد في 20 نوفمبر 2008 وظل قابعا في محبسه 3 أشهر , لا يعرف بأى ذنب سجن ولا بأى حق أعتقل !!!! تمر السنين , ويسقط مبارك , وهو ما زال يسمع صوت هتاف "الشعب يريد إسقاط النظام" . لماذا إستمر الهتاف بعد الثورة ثلاث سنوات !! تمر السنين وهو الآن بين .. نجحت الثورة ؟ أم أسقطنا النظام ؟ أم أننا كل ما عشناه أحلام ؟! مستحيل , مستحيل أن يكون كل ما حدث على مدار 3سنوات أحلام , فالأحلام لا تكون بها شهداء , ولا نسمع فيها صراخ الأمهات , ولا نرى فيها دموع ولا دماء . هواجس تراودني من وقت لأخر بينما أجلس برفقة زنزانتي . لهذه الدرجة عشت ساذجا ؟!!!! أسقطنا مبارك ليجلس على الكرسي من كان يحركه !!! من الواضح أننا إستعجلنا الأمور , وتبين أن ثورتنا لم تكن إلا شعاع نور , فالنهار لم يأتي بعد . العميد ميت #محمد_عادل من أنقى مكان بمصر .. عنبر 1 سياسي "ليمان طرة

احمد جمال عبد الحميد زياده (احمد جمال زياده) – شكرا لكل اللي وقف جنبي او حاول يقف جنبي ومقدرش

احمد جمال عبد الحميد زياده (احمد جمال زياده) – شكرا لكل اللي وقف جنبي او حاول يقف جنبي ومقدرش

شكرا لكل اللي وقف جنبي او حاول يقف جنبي ومقدرش. عايزكم تعرفوا ان في الاف المعتقلين المظلومين محدش يعرفهم ، طلاب – دكاترة – مهندسين ناس غلابة وغيرهم . متنسوش الناس دي . ومتفرقوش بين مظلوم ومظلوم حتي لو فكره مختلف عن فكرنا .. الظلم واحد وعايز اقول لكل اصحابي خلوا بالكم من نفسكم وفرقوا بين : الجرأة والشجاعة وبين الرمي في التهلكة ، حافظوا علي نفسكم عشان الثورة تكمل بيكم ، متيأسوش عشان دم اصحابكم احمد جمال زيادة “سجن ابو زعبل”