كل شيء بميعاد وكل فعل أو حركة بحساب. الأمر ليس بيديك فأنت مقيد الحرية، متروكًا وراء باب حديدي ثقيل الوزن وثقيلًا علي النفس، تتحرك في مساحة ضيقة، لا تستخدم إلا نمرتك (فرشتك)، في كافة أمورك واحتياجاتك اليومية؛ بين نوم وجلوس وقراءة.
هنا سجّان هو بمثابة الكفيل لك إن أردت أبسط شيء، عليك التفكير جيدًا في خلق تمهيد مقنع وموجز قبل إلقاء طلبك في وجهه، منتظرًا منه إيماءة برأسه تفيد القبول أو الرفض.
عليك الانتظار، فليس كل ما تحتاجه يُلبى في الحال، فكل شيء في السجن مرتبط بالانتظار.
إن أردت دخول دورة المياه، عليك اختيار التوقيت المناسب الذي تقلُّ فيه الحركة نسبيًا كي تستطيع تلبية نداء الطبيعة أو أخذ دُش أو حتي غسل يديك بعناية، فمن الغباء أن تترك نفسك بلا "حجز دور". سيكون الأمر مرهقًا وشديد الصعوبة، فعندما تُلِّح عليك الرغبة في قضاء حاجتك لا يمكنك التفاوض علي التأجيل.
إن شعرت بالجوع فعليك الانتظار حتي تأتي زيارتك، وتُترك بجوار باب الزنزانة، وبالطبع بعد أن يتشاركها معك السجان، وكأنها لكما أنتما الاثنين، وليست لك وحدك.
عليك الانتظار إلي أن تنتهي كل الزيارات، ليأتي بعدها السجان، ويفتح عليك الباب ويسمح لك بتناول زيارتك، أو ما تبقى منها، إن تذكَّرَ! ومن الشائع أن تُترك الزيارة لوقت قد يمتد إلى خمس ساعات، وهي أمام عينيك، تراها من نظارة الباب الحديدي ولا تستطيع لمسها.
في هذه الحالة عليك رسم خطة ما، وخلق التمهيد المُقنع كي يأتيك السجان، وتشرح له أن الزيارة بها أكل ساخن وقد يبرد، أو أن هناك قطة ثقيلة الظل قد تفسد الطعام فيكون مآل الزيارة كيس الزبالة وليس المعدة.
تنتظر ساعة سكون، كي تنفرد بخيالك، وتذهب بهدوء في رحلة عابرة للقيود والحواجز والأسوار، وتطوف به إلي الأماكن والوجوه والمواقف لإشباع غريزة البقاء والتواصل مع العالم الخارجي.
تنتظر فتح الباب عليك ليدخل مُستجد تضيّع معه يومًا حول قضيته وماذا أتي به ضيفاً بيننا، أو خروج شاب من صفوفنا وقد أُخلى سبيله فتضيّع يومًا في التواريخ وعمل الصخب اللازم، فالشعار الرسمي للسجن "الداخل مفقود والخارج مولود".
علمني السجن كيف أصبح صبورًا وأن أكون دائمًا علي قائمة الانتظار. حتي التفكير في أشياء مُلهمة لك يساعدك علي قتل الوقت والانتظار.
أن تختار وقتًا مناسبًا للقراءة، يوجب عليك تهيئة نفسك لذلك. القراءة هي أنفع شئ لك في السجن، وبمجرد أن يقل الصخب وينتظم كلٌ علي نمرته وينامون، أهرول ملتصقًا بباب الزنزانة مُستغلًا الضوء الخفيف الآتي من الطرقة الطويلة التي تضم العنابر المجاورة، لتبدأ مُتعتي الأهم، وأغوص في عالم آخر يأخذني بعيدًا عن وحشة المكان إلي اتساعٍ علي مدد البصر.
هناك شيء واحد لا أطيق انتظاره، حينما يأتي الميعاد اليومي المعتاد لفتح أبواب الزنازين المجاورة لخروج المتهمين إلى النيابات، في أصوات تفزعك وتقلقك وتشعرك أنك لا تزال قابعًا خلف تلك اﻷبواب، بعد أن كنت محلقًا خارج اﻷسوار.
بقدر ما يكون الانتظار بائسًا؛ يقيِّد الرغبات بداخلك ويُفقدها معناها إن لم تتحقق في حينها، إلا أنه هو العملة الرسمية في السجن التي يجب ادخارها، فالوقت يتوقف عندك ولا يتحرك، حتى الوقت تنتظره كي يمر.
محتجزات بسجن النساء بالقناطر – نعلن نحن المضربات عن الطعام
#بيان رقم ( 2 )
نعلن نحن المضربات عن الطعام فى سجن القناطر إستمرارنا في إضرابنا حتى تنفيذ قرار المحكمة بالسماح بفتح الزيارة ..
وعلى الرغم من تدهور الحالة الصحية لبعضنا ودخول الدكتورة بسمة لإجراء فحوصات بالقلب إلا أن إدارة السجن رفضت القيام بعمل محاضر لإثبات الإضراب مما يجعلنا نتسائل :هل هو إهمال أم أوامر من أمن الدولة؟؟!
خوفاً مننا من تدخل أمن الدولة فى عدم تنفيذ القرار وسنستمر في إضرابنا مصرين على مطلبنا حتى النهاية
ليتذكر كل من له ضمير أن المتهم برئ حتى تثبت إدانته
وحتى المظلوم له حقوق يجب أن تراعى وأن الدكتورة بسمة وجدت نفسها بين ليلة وضحاها متهمة هى وزوجها فى قضية كبيرة ومحرومان من رؤية طفليهما الصغيرين ولا يوجد من يرعاهم فليعلوا صوت الضمير والإنسانية والعدل على كل أصوات الظلم.
#سياسيات_القناطر_مضربات
#ادعم_اضراب_القناطر
محتجز مجهول – السلام عليكم ورحمة الله و بركاته السلام على من ثار و لم يخن
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته السلام على من ثار و لم يخن
السلام على من قال كلمة الحق ولا خاف يومياً ولا يأس السلام على من عرف الحق وأتبع
السلام عليكم يا أصحابي ممن عرفت وممن لا أعرف صرت محروسً بألف مجند
وأعيش في قصر يسمى معتقل
في كل يوم يسألوني من أنا
ويدونوا حركات فمي والجمل
ويراقبوا نبضات قلبي دائماً
كي يرصدوا خوفي إذا هذا حصل
لا تخافوا علينا مهما حصل إننا نقضي خدمة إجبارية لله و للوطن وقناعتي أن كل شئ يسير فى كون الله بقدر الله ..والحمدلله، ووفاءً لدماء الشهداء ..سنصبر..ونصبر ..ونحتسب ..والله المستعان".
فااليأس لن يقوى على قتل الأمل
والحاكم المهزوم لن يجتاحني
فالفأر لن يقوى على دك الجبل
إنّ هذه المحنة التى أمُرُّ بها، والله أيقنت من خلالها أنى لست وحيداً !! بل لى إخوة بعدد شعر الرأس يظهرون وقت الشدائد .. " وأشهد الله أنى أحبهم جميعا فيه" وليس هناك مجال لسردهم .. فلا يكفى لإحصائهم عشرات الصفحات، دمتم إخوةً لى. وأرجوا ان يسامحني الجميع ..
هيثم محمدين – بالطول بالعرض، احنا أصحاب الأرض
إلى جماهير الشعب المصري، ثوار يناير، الرفاق والرفيقات الأعزاء. إن نضالنا ضد بيع جزيرتي تيران وصنافير لمملكة آل سعود لهو نضال لا ينفصل عن أهداف ثورة يناير.
عندما انطلقت حناجرنا تهتف بـ”اللي يبيع صنافير وتيران، بكرة يبيع شبرا وحلوان”، لم يكن ذلك اعتباطيًا، فهذا النظام العسكري بدأ في بيع ثروات هذا البلد منذ زمن. لقد باعوا كل شيء، باعوا المصانع لسماسرة رأس المال وشردوا العمال، باعوا الأراضي الزراعية والمستصلحة للوليد ابن طلال وغيره من اللصوص، باعوا مستشفياتتا فلم نجد العلاج، باعوا غذاءنا لشركات استيراد الطعام التي تتحكم في أسعاره ولا تهتم بصلاحيته حتى أطعمونا مخلفات شركات العالم، باعوا عمالنا للمستثمرين باعتبارهم “أيدي رخيصة”، باعوا مدارسنا ليصبح التعليم الجيد سلعة يشتيريها الأغنياء وليغرق في الجهل الفقراء الذين حجز لهم هذا النظام مكانًا في الدرك الاسفل، درك الأمن المركزي وعمال التراحيل والباعة الجائلين والمتعطلين، باعوا مرافقنا لأنفسهم على طريقة “الورق ورقنا والدفاتر دفاترنا”، فهذا طريق يديره الجيش، وتلك قطعة أرض مخصصة للداخلية، وهذا مصيف للقضاة، باعوا شواطئ الإسكندرية وميناء بورسعيد، وغيرهم.
الآن انتقل النظام العسكري إلى مستوى آخر من تفكيك ورهن وبيع البلد، فبعد أن حصل على ما يكفي من دولارات الخليج لقتل الثورة المصرية قدم لهم مقابلها أرضًا مصرية. إن وقوفنا ضد بيع الأرض إنما هو نضالٌ ضد الثورة المضادة، وضد رجعية آل سعود، وضد الصهيونية.
لقد دافع فقراء الشعب المصري عن تلك الجزر، بأمواله ودماء أبنائه حتى لا يكون للعدو الصهيوني رأسٌ يطل منه ويحتل به البحر الأحمر من نقطة استراتيجية. إن بيع تيران وصنافير خطوة على طريق تمكين إسرائيل من ذلك.
كلنا يعرف ويعي كيف استخدمت إسرائيل كل الأرض التي احتلتها أو وقفت عليها في ذبح وتهديد شعوب المنطقة. إن بيع تيران وصنافير لهو نكسة بلا معركة، فبعد أن سلَّموا مصر كلها للأمريكان والصهاينة بعد اتفاقية كامب ديفيد لم يعد هناك حاجة إلى الحرب طالما يحكمنا نظام يقدم لهم كل شيء ويحمي مصالحهم بالوكالة.
إن قضية تيران وصنافير تتطلب من المعارضة المصرية تشكيل أكبر جبهة دفاع ممكنه للعمل على إسقاط “عقد البيع” واسترداد الجزر، فقد بيعت على طريقة “مَن لا يملك لمَن لايستحق”، جبهة تنطلق من قضية تيران وصنافير إلى كل القضايا الاجتماعية والديمقراطية والوطنية، فمن باع الجزر التي سالت عليها دماء الجنود قبض الثمن من دولارات الخليج لكي يسيل دماء شباب الثورة ويقضي عليها، من باع الجزر باع المصانع والمزارع تحت سيف القمع والاستبداد، من باع الجزر باع السيادة المصرية والقضية الفلسطينية.
أحيي صمودكم في وجه الاستبداد وأشكر تضامنكم مع المعتقلين، وأقول لكم إذا كان قد كُتِبَ على الشعب المصري في النصف الأول من القرن الماضي أن يناضل ضد الاحتلال لتحرير الأرض وأن يناضل ضد فساد واستبداد السرايا وضد سيطرة الإقطاعيين على البلاد في آن معًا، فإننا مطالبون باستكمال المسيرة وعلينا النضال ضد سلطة العسكر ورأس المال حتى نتمكن من استعادة وتحرير الأرض، ونحقق أهداف ثورة 25 يناير.
وأدعوا كل من يعتبر أنها اتفاقية بين الدولة المصرية و”دولة شقيقة” أن يراجع نفسه أو أن يخرج من صفنا، فنحن لا تربطنا بقلعة الرجعية – مملكة آل سعود – علاقة أخوة، هم أعداء الثورة، وما بيننا وبينهم دمنا الذي دفعوا المليارات ليراق في الشوارع. نحن يربطنا نضال مشترك مع شعوب الجزيرة العربية ضد كل أشكال الرجعية والاستبداد والتبعية.
بالطول بالعرض، احنا أصحاب الأرض
عمر محمد علي – في اللحظة التي دخلت فيها مبنى المخابرات العسكرية
في اللحظة التي دخلت فيها مبنى المخابرات العسكرية، تجمع الضباط من حولي وبدأوا بضربي. قيدوا يدي من الخلف، وبقيت على هذه الحال الى أن سمعت صلاة الفجر، وكان فجر يوم الأربعاء. استمرّ الضابط المسؤول بسؤالي عن حياتي الشخصية منذ لحظة ولادتي. ومن ثم تعرضت للضرب مرة أخرى. وبعد ذلك قال لي: "سأتركك الآن وأعود اليك في الصباح".
جلست هناك حتى فترة ما بعد الظهر إلى ناداني شخص آخر. بدأ ضابط آخر ضربي بعصا غليظة، ووضعها على أماكن حساسة في جسدي وضربني على رأسي. ضربني برجليه ويديه، وبواسطة أداة أخرى رفيعة تشبه السلك. اشتد ضربه لي عندما علم أن والدي كان قد توفي في رابعة، وطلب من ضباط آخرين أقل رتبة منه أن يقوموا بنزع ملابسي. نزعوا كل ملابسي، بما فيها ملابسي الداخلية.ثم أرغموني على الجلوس على كرسي، وقيدوا يدي خلف ظهري، وعلقوني بقضيب حديدي. ثم أزالوا الكرسي، الأمر الذي جعل جسمي كله معلقاً في الهواء. وقاموا بضربي مستخدمين عصا وسلكاً، وأنا معلق في الهواء.
وثم وجهوا صدمات كهربائية الى "أماكن حساسة" في جسمي. قاموا بضربي على ظهري بقطعة قماش حارقة، مما تسبب لي بالحروق، واستمروا بصعقي بالصدمات الكهربائية. بدأت أصرخ أكثر، وقال ضابط لهم: "هذا أمر جيد، وهذا المطلوب، والآن أنزلوه". وضعوني على الأرض على هيئة صليب، وجلسوا على يدي ورجلي، واستمروا بصعق "الأماكن الحساسة" لمدة ساعة تقريباً.
بعد ذلك، قال الضابط لعناصره: "دعوه يرتدي ملابسه". لم أستطع تحريك ذراعي على الإطلاق، ثم ألبسوني الثياب واقتادوني إلى إحدى الغرف. بدأ أحدهم بضربني بسلك على رأسي وبطني. وبقيت على هذه الحال في الغرفة، حيث تناوبوا بين الحين والآخر على ضربي. واستمر ذلك حتى صلاة الفجر. ثم سمحوا لي بالنوم حتى اليوم التالي.
يوم الخميس، أحضروا لي قطعة من الجبن ورغيف خبز، وبقيت مكبل اليدين ومعصوب العينين حتى يوم الثلاثاء التالي. في ذلك اليوم، وضعوني في ميكروباص واقتادوني لمدة دقيقتين إلى المبنى، حيث تسلمت ورقتين من أجل أن أحفظ ما كتب عليهما. طلبوا مني الوقوف أمام الكاميرا، وقراءة ما كتب على الورقتين، على أساس أن المكتوب هو "اعترافي". قاموا بتسجيل الفيديو. وعدت إلى زنزانتي وبقيت داخلها حتى يوم الجمعة.
احمد ابو ليله – إهداء لأمن الكلية
إهداء لأمن الكلية اللي كان عايزني أشتغل مرشد ولما رفضت أرشد هو عنّي وحبسني-إهداء لإدارة الكلية اللي المفروض تدافع عني وللأسف حولتني للتحقيق-إهداء للضابط اللي المفروض يحميني وللأسف عذبني-إهداء لكل ولاد مصر اللي جابتهم نتيجة المشي في البطّال-إهداء لمصر اللي بحبها بس مبتحبنيشالكلام رافض يتكتب بس الدموع لما كترت صممت تحكي، دموع القهر والعجز، دموع الخنقة إنك متعرفش كل الظلم ده هينتهي إمتى الحبسة ما بين أربع حيطان هو الحكم بالموت البطئ، والوقت والتفكير هم السكينة الباردة اللي بيقتلوني بيها ... بس هيقتلوني واقف.الواحد كل ما يتخيل إن الأسوأ عدى خلاص وإنها هتفرج يتفاجئ إن القدر لسه شايله الأسوأ.الناس تقريباً اتعودت على خبر تجديدات النيابة وبقى جزأ من حياتها ! أصل الحياة مبتقفش على اللي بيموت فأكيد مش هتقف على واحد محبوس ...حتى الإتحاد رجع يمارس نشاطه تاني عشان الدورة التأهيلية وده طبعا بالتعاون مع الإدارة اللي حبستني وسلمتني وبعدها حولتني للتحقيق !البلد بتطردنا منها واللي رافض يمشي بتقتله بالسجن مابين أربع حيطان !وزي ما كتبتها على حيطة الزنزانة :-" عقود عمل ع القفابس العمل برّه هاجر وسيب البلدمفروشة للغربانيعني يا إما السجنيا الشنق يا الهجرةيا إما تهمة جنونيا العيشة عالصلبان "نجيب سروركل الأبواب اتقفلت في وشي ومعدش فاضل بس غير ربنا اللي طمعان في فرجه القريب وفي عدله إن سجّاني يدوق من نفس الكأس .. يا ربّ
محمد حسانين مصطفي (محمد حسانين) – من محمد حسانين لآية حجازي
من محمد حسانين سجن استقبال طرة الى آيه حجازي سجن القناطر
اليوم اتممت خمس سنين في عشقك... اليوم تم عامي الخامس في مدرسة انسانيتك ...زي انهاردة من خمس اعطاني ميدان التحرير اجمل هداياه لي وهي انت يا حياتي... كم اعشقك يا شريكة كفاحي. اعلم ان للسجن أحكامه الظالمة ولكن هي ثمن احلمنا لهذا الوطن وطن بلا ظلم وطن بلا اطفال بلا مأوي. اشتاق للفطار معاك كل يوم ولكن يوم قررنا الا يكون هناك طفل جائع في وطننا هو اليوم الذي قررنا ان نضحي بالفطار مع بعضنا. اشتاق ايضا الي حضنك كثيرا ولكن ايضا نفس اليوم الذي قررنا ان نوقف فيه اغتصاب اطفالنا في الشوارع كل يوم كان نفس اليوم الذي ضحينا فيه بحضن بعض. ولكننا سنعود يوما ما الي جزيرتنا جزيرة الانسانية ولكن ستكون يومها مصر بلا اطفال بلا مأوى. سننتصر يوما ما....لن تهزم احلامنا ولن يتمكنوا منها لسه واثق ان لسه اجمل يوم مجاشي وان لسه الاماني ممكنة. شكرا لانك في حياتي.
محمود طلعت (طمطم) – مساء الخير .. كيفكم
مساء الخير .. كيفكم ، أتمني تكونوا بخير ،وحشتوتي كلكم لا استثني أحد
احنا كويسين و جدعان زي ما سيبتونا ولسه بنقول الأرض أرضنا ومش ناسيين قضيتنا واتمني تكونوا انتوا لسه فاكرينها وفاكرين حقنا الي هناخده بكره
وحشتيني يا أمي ووحشني حضنك وضحكتك. الي بدأت انساها وانسي ملامح وشك الجميل من كتر الحزن والأسي الي سيطرو عليكي ،عايز اقولك اسف اني كنت فاكر اني كنت اقدر اغير الكون واقدر احقق حلمي بانتصار الثورة ... آسف علي كل لحظه خوف و رعب و ضعف خليتك تحسيها والله يا أمي معملناش حاجه غلط ،مفكرناش ابداً فالشر ولا اننا نضر حد ،عارف ان الكلام ده مش وقته .. بس بردو انتي غلطانه. انتي ربيتيني علي اني مسكوتش عالظلم ولا اخاف طول ما بدافع عن الحق والعدل والحريه والوطن والغلابه ،، مش عارف والله كلامي ده صح ولا غلط .. مشوعارف لحد دلوقتي اعمل ايه لما اخرج؟! هل استمر ف افكاري و ادبياتي ولا اعيش حياة تقليديه زي باقي البشر بدور علي استفاده ماديه لشخصي وملعون ابو الافكار والاراء الحريات ؟؟! صدقيني يا أمي اختلط عليا الامر مش عشان مسجون ولا عشان بتعرض ظلم ...لكن عشان بدأت احس ي بظلمك معايا مش عارف يا امي..مش عارف ....مش عارف غير اني بحبك
احمد ابو ليله – من داخل سجن 8
ازيك يا د/هالة ؟ أخبار الزنزانة إيه عند حضرتك والخبسة ما بين أربع حيطان والحر والزحمة ؟
يا ترى إيه أخبار الحالة النفسية ؟!
أنا قضيت ف الجو والمكان ده 90يوم من ضمنهم الامتحانات كاملة ورمضان والعيد .
أنا أحمد مصطفى ألوليلة طالب في طب طنطا في الفرقة الرابعه معتقل من يوم 18/4/2016 لحد دلوقتي والله أعلم هطلع وأشوف الشارع امتى تاني !
معايا هنا محمود الجوهري مكملش 18سنة محبوس من 25/2/2015 وبيتحاكم عسكري !
أنا ومحمود من سن ولاد حضرتك ومستقبلنا بيتحطم وبيدمر وانتوا بتطردونا من البلد بالحبسة ده .
عارفة كل ده ليه ؟ عشان حبينا نقول رأينا في النظام الظالم اللي كنتي هتبقي جزأ منه في مجلس الشعب .
النظام اللي أسهل حاجة عنده التلفيق والخبس والظلم عشان يكسرنا ونغير رأينا بس ده مش هيحصل .
أيوة حضرتك سبب في اعتقالي أنا وكل معتقل رأي سياسي .
أنا بكتبلك بعد ما استئنافي اترفض لثالث مرة وبعد سابع تجديد نيابة ب15 يوم والله اعلم هطلع امتى !
أنا بكتبلك الجواب ده عشان حاجتين :
_ارتاح نفسيا
_وعشان تراجعي نفسك وانحيازاتك وتعرفي فين الحق وفين الباطل
أنا مش إخوان ولا حاجة زي ما انتي شايفه بس ده تهمة النظام لأي حد يقول رأيه إنه إخوان مع إنه مش مبرر لحبس حد !
أنا محبوس ظلم والمظلوم دعوته مستجابة وبدعي ربنا كل ليلة على أي حد كان سبب في ظلمي وقهرة أهلي والعجز اللي أنا فيها ده ومستقبلي اللي بيتدمر .
يا ريت تراجعي نفسك عشان متكونيش من ضمن اللي بدعي عليهم .
ربنا يهدي الكل للحق ويفرج عننا الضيقة ويفرج عنك لو كنتي مظلومة .
مش من طبعي الشماتة عشان اتربيت على كده بس أنا بعتبر ده رسالة من ربنا إنه مبينساش حد أيد الظلم فما بالم باللي ظلم !
وسبحان المعز المذل ..
أحمد أبوليلة
عبد الرحمن محمد مصطفي المرسي الجندي (عبد الرحمن الجندي) – مللتُ السجن
مللتُ السجن. مللت كل مايتعلق به. مللت الكلام عنه ومللت الكتابه عنه والمكوث فيه ومحاوله تحسينه.مؤخرا ً، بدأت أترك السجن وأهرب.أهرب الى الحريه.ليس هروبا ً مادياً، مع أنى أتمنى بكل كيانى أن أستطيع هذا، لكنه هروب وجدانى. هروب الروح.صرت أنتشى بالمتع الصغيره وأملأ كيانى بلحظات حدوثها. أُقدِّرها وأخبُرُها بكل حواسى. يسمونها فى الحريه المتع الصغيره the small pleasures ..لكنها فى السجن المتع الكبيره، أو لأكون دقيقا، المتع الوحيده.أصلى الفجر ويطفأ النور فى الزنزانه وينام الجميع. ينام الجميع إلَّاى.أصنع كوبا من الشاى، أقفز الخطى باحترافيه بين الأجساد الممده حاملا ً كوب الشاى.فى رشاقه جديره بمن مارس هذه اللعبه ثلاث سنوات يوميا.أصل لمكانى الصغير فى آخر الزنزانة وأسند ظهرى إلى الحائط. أضئ مصباحا ً صغيرا ً فوق رأسى وأُغطيه كى يصدر ضوءاً خافتا ً لا يضايق النائمين، وأفتح كتابى وأقرأ وأنا أرتشف كوب الشاى. لحظة صفاء. أخرج فيها مغادرا ًجسدى ومراقبا ً المشهد من الأعلى. أتخيله كأفيش فيلم درامى. أتخيل ما سيجول بخاطر من يرى هذه اللقطة الثابتة من الزمن. فى المشهد شئ من جمال حزين، أو حزن جميل.أبتسم وأرجع إلى جسدى وأكمل القراءة .لقطة أخرى. أتمدد على ظهرى واضعا ً سماعات الراديو بأذنىّ. أقلب فى المحطات بشرود. وإذا بى أفاجأ بإحدى أغانىًّ المفضلة لفرقة كايروكى أغنية "يا الميدان".أسترخى وأطلق لروحى العنان.أشعر بالكلمات تتخطى أذنىّ وتصطدم بروحى مباشره ً.تلمسنى. تأخذنى ونسافر معا ًإلى ذكريات أماكن سمعتها فيها من قبل أو أحداث أرتبطت بها. فجأة ينقبض قلبى فى ألم وأنا أسمع صوت عايدة الايوبى يقول:"ساعات بخاف تبقى ذكرى..نبعد عنك تموت الفكرة..نرجع تانى ننسى اللى فات..نحكى عنك فى الحكايات"أبتسم بحزن. لم يعودوا حتى يحكوا عنه الحكايات. يخافون. فقد شوهت الحكايات وطمست ونسى الناس.لقطة ثالثة حصول 34 طالب من زملاءنا منذ سنتين على البراءة فى النقض أثناء فترة الأمتحانات ونحن فى طرة الشهر الماضى.لحظة حملهم لأشيائهم وتوجههم للمغادرة لمنازلهم. كان جميع الطلبة فى التريض. ما يزيد عن مائتيّ طالب.عن الفرحة العارمة والعناقات وعدم التصديق. رافقونا عامين فى السجن والترحيلات والإمتحانات، والآن يرحلون لبيوتهم. وقفت أحتضنهم وأسلّم وأشهد الجمال.الجمال فى سجين فى أسعد لحظاته لكنه يعانق أصحابه ويبكى لفراقهم. يبكى بكاءا ً لن يفهمه إلا من عرف معنى مشاركة المحنة واقتسام لحظات العناء والضحك تحت القهر.اسمع صوتا جميلا يملأ جنبات السجن منشدا:"أودعكم بدمعات العيون... أودعكم وأنتم لى عيونىأودعكم وفى قلبى لهيب... تجود به من الشوق شجونىأيا إخوة فى الله كنتم... على المأساهِ لى خير معينِ"أراقب الدمعات تتلألأ فى عيون الجميع وألحظها فى عينىّ . ينسى الجميع اختلافاتهم فى الفكر ووجهات النظر، ويعانقون اللحظة. لا أمسح الدموع وأتركها تسقط.
عن المتع الصغيرة، الكبيرة، الوحيدة.عن المتع التى صارت شغلى الشاغل الآن، لأنها دليلى الوحيد على احتفاظى بإنسانيتى.أتعلق بها كطوق نجاة. هى مخرجى الوحيد من هنا. تذكرنى أن هذا ليس مكانى.تمنعنى من التعوُّد. من التكيُّف. التكيُّف يورث اللامبالاة. وبين اللامبالاة والحزن،حتما سأختار الحزن. فما دمت حزينا، أطمأننت أن ما زلت انسانا.يقول "على عزت بيجوفيتش" فى كتابه " هروبى إلى الحرية":" يتيح السجن للمرء أن يدرك من الأمور ما يمكن وصفه بأنه (جوهرىّ الى حد الألم)"ويضيف قائلا ً "لكن الإنسان وحده هو الذى يضفى على الكبد والمعاناه معنى ما، وهذا هو الفرق"
قد يكون هذا فارقا ً صغيرا، لكن لسجين مثلى لا يملك سوى إنسانيته لتضفى على وجوده معنى،فهذا يشكل كل الفرق فى العالم.أتحمل منتظرا. لعل جسدى يلحق بروحى قريبا.فى الحرية