"في السجن مأرب آخرى"* (ومآرب آخري)لم يحن الوقت بعد ولكن هناك ساعة أتية سأتحرر فيها من محبسي لأستمتع فيها بأبسط الأشياء والأدوات وأدق التفاصيل الحياتية، أتشبع بها كجائزة وحافز ما بعد المحنة .. قد تكون تلك الأدوات والأشياء البسيطة لا تعني الكثير في الخارج .. خاصةً وأنت كامل حريتك وربما تكون أشياء ثانوية علي هامش حياتك، ولكنها تعني الكثير لُمقيدي الحرية، وتشغل حيزاً لا بئس به من التفكير، ولكم بعض الأمثلة مثل:أن تجلس علي كرسي ذا مسند "يسلام"أن تشرب قهوتك في فنجان بودن والقهوه بوشأن تشرب الشاي في كوب زجاج وليس بلاستيك .. يا سلام .. يا سلامولكن في السجن مأرب آخرى، وكأنه يفجر بداخلك إبدعاً من نوعا ما !! نفسك للمعيشة .. أدوات متشابهه بسيطة تصنع منها ما يعينك لتنظيم أيامك المتتالية؛ فبديل لمكتبك ومكتبتك التي تتراص بها كتبك المحببه إليك (كرتونه مصممه وقد صنعت منها مكتبة صغيرة)وبديل لدولابك الذي تتراص به ملابسك (العصفوره - وهي شدة حبل مقوي ينتهي بإسطوانة من الكرتون الملفوف)أو (ولاعة تالفة) وقد صنعت منها شماعة تحتضن شنط بلاستيكية، واحدة للملابس وآخري للطعام ... إلخوتتوالي الأفكار علي خلفية ماتمتلكه من أبسط الأدوات، أشياء بسيطة تتغلب بها علي أيام كئيبة."
محمود سليمان – إلى أهلي وأحبابي
اسم السجين (اسم الشهرة) : محمود سليمان النوع الاجتماعي : ذكر تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 7/6/2016 السن وقت...
عثمان عسكر – كلمات استطاعت أن تهرب من ظلمة السجن الي سماء الحرية
بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة من المعتقل :- عثمان عسكر
كلمات استطاعت أن تهرب من ظلمة السجن الي سماء الحرية
اكتبها لكم واليكم - احبابي واخواني لكم شوقي وحنيني .
إذا مرت عليك أيام عيد الفطر ولم تسعد بها فاعلم أن العيب فيك : فوالله أن العيد يمر علينا بأبواب مغلقة وظلمة مشيدة
وأهالي مفرقة في زنزانة مكبلة مغللة . يقل فيها الهواء ويضعف فيها الضياء ويحجب عنها السماء .
وبرغم كل ذلك فقد ملأ المولى عز وجل قلوبنا بالفرحة والسعادة ... وطالما يا إخواني كان القلب راضيا بقضاء الله اطمئنت روحه ... وسنفرح رغم أنف الطغاة الظالمين الذين يعتقدون أن سجونهم ستحجب عنا الفرحة إلا أننا نقول لهم ...
سأفرح رغم ما حكموا سأفرح رغم ما ظلموا
وإن ضاقت بي الدنيا بحمد الله تبتسم
هذه رسالة للعامة أما رسالتي إليكم احبابي وأصدقائي فيعجز القلم أن يكتبها وتعجز الكلمات أن توصفها ..
وفي نهاية كلماتي أود أن اختمها بسلامي لكل من فرق بيني وبينه الظلم ... وأقول له ..
قريبا سيحلو اللقاء .....
ستفرج فجأة
كل عام وأنتم إلي الله أقرب
أخوكم :- عثمان عسكر
محمود مجدي الجوهري – انا محمود الجوهري
"انا محمود الجوهرى، زميلكم فى دفعة 98، والمفروض أكون معاكم السنة دى فى 3 ثانوى السنة ده. أنا معتقل من 25/2/2015 وبتحاكم عسكرى فى القضية 275، على حاجات كلها متلفقة، ومليش أى علاقة بيها ، وكل ده عشان حبيت اعبر عن رايي فى يوم من الايام. أنا أجلت السنة دى عشان ظروف السجن متسمحش إنى أذاكر، ولا النفسية تسمح بكده، ومستقبلى بيضيع قدامى وأنا محبوس وعاجز. فى تشابه كبير فى الوضع بينى وبينكم، وإن احنا الاتنين الحكومة بتضيع مستقبلنا، بس الفرق بينى وبينكم إن انتو فى ايديكم الإمكانية إنكم تتحركوا وتدوروا على حقكم. أهم حاجة إنك تجرى ورا حقك للأخر ومتزهقش وتكون كلمتكم واحدة وتعرفوا إن "واحد بيفرق فى العدد جدا" . النظام تقريبا اتعود على القمع والقتل والإعتقال حتى مع الطلبة اللى ملهاش دعوة بالسياسة وبيحاولوا يطالبوا بحقهم بس، فحاولوا تضموا على بعض وتخلوا بالكم من بعض .
تقريبا أنا المعتقل الوحيد فى طنطا اللى فى مرحلة الثانوية وأقل من 18 سنة، ورغم إنى مليش محاكمات عسكرية لأن أنا حدث اقل من 18 سنة، إلا إنى بتحاكم عسكرى.
*المهم وإنتوا بتهتفوا وتطالبوا بحقكم متنسوش المحبوسين والمعتقلين اللى كانوا بيطالبوا بحقهم فى يوم من الايام."
محمود طلعت (طمطم) – هؤلاء لا يستحقوا اكثر من هذه الكلمات
هؤلاء لا يستحقوا اكثر من هذه الكلمات اولا لا عليكم ب من هو إنتهازى و وصولى و برجماتى و هؤلاء أول من يسعر بهم فى نار المحاكمه بعد إنتصار الثوره "
لازم نعترف بسذاجتنا و أخطائنا فى مشاركتنا فى 30/6 ووجب علينا الشعور بالندم .. و وجودنا فى مثل هذه الاوقات و المجموعات و التنسيق معهم فى وقت كان الأنسب له أن نتحكم فى ذمام الامور برمتها و لكن ثبات فشل من نجاح التجربه هو ان نخوضها كامله .. حتى ندرك ما فيها من اخطاء و تخطيها فى التجارب القادمه
إن الإنتصار الحقيقى من 30/6 و ما بعدها هو سقوط مثل هذه الاقنعه المدعيه و المتحدثين دائما عن حقهم فى دعوه الجماهير للانتفاضه و التمرد .. !! :)
عموما لا تهتموا .. لا تهتموا تانى .. ف غدا يوما افضل" إن الإنتصار الحقيقى من 30/6 و ما بعدها هو سقوط مثل هذه الاقنعه المدعيه و المتحدثين دائما عن حقهم فى دعوه الجماهير للانتفاضه و التمرد .. !! :) عموما لا تهتموا .. لا تهتموا تانى .. ف غدا يوما افضل
ايمن علي ابراهيم موسي (ايمن علي) – يومٌ مضَى
المكان مظلم كروحي التي فقدت ألوانها.. ضيق كأنفاسي.. قذر كجسدي الذي لم تمسه الماء منذ أيام!
الرائحة لا تُطاق.. لا حمام هنا! - فقط - جردل في الركن لقضاء الحاجة.. جردل ملطخ بأشياء أعرفها جيداً لكني لا أريد تصديق ما أراه!
جردل يتوسط بركة كنت أقنع نفسي أنها مياه.. لكن الرائحة تثبت العكس.
منعزلاً وحيداً كنت..
أشعر بحبل مشنقة يلتف حول روحي!
يجاورني أشخاص كانوا أحياءاً يوماً ما..
أنظر إلى ممتلكاتي.. بطانيتين باليتين تعتليهم الصراصير، مصحف، زجاجة ماء، و ذكريات مشوشة.
يسألني أحد جيراني الجدد إن كان معي مخدرات.. أرد نافياً.. يسمعنا آخر فيجيبه بالإيجاب..
يتفقون على سعر القرص ثم يعرض عليّ بضاعته.. فأرفض شاكراً..
أذهب إلى البطاطين لأحاول النوم.. أخلع ما في قدمي كي أتوسده.. أتقلب.. لا أستطيع النوم!!
أفكر.. أفكر في جيراني و كيف وصل بهم الحال لما هم عليه.. أنصاف أحياء.. كل ما يفكرون فيه هو كيف يقضي يومه.. كيف يخدع عقارب الساعة المتحجرة و يجعلها تدور كالنحلة.. فيأخذ المخدرات فهي الحل المثالي في هذه الحالة.. أو الحل الأسهل..
أتعجب من سهولة دخولها هنا في أظلم مكان في السجون.. في الحبس الإنفرادي.. و صعوبة أو استحالة دخول كتاب.. بل ورقة!
تساءلت كثيراً إن كانوا هؤلاء هم قوى الشر، أم هم ضحايا سنوات إستيطان هذه الأماكن؟
سنوات من تعاطي المخدرات التي تحولت من وسيلة لقضاء اليوم إلى غاية يعيش من أجلها..
يبيع من يبيع من أجل جرعته التي تزداد يومياً.. و يتحول من إنسان بأحلام و آمال إلى وحش دموي!
كيف للداء أن يتضخم في المستشفى؟ أليس هذا المكان مشفى للإجرام!
أقوم من مكاني ممسكاً بالمصحف.. أذهب ناحية النظارة - شباك الباب - أقتبس بعض الضوء.. أقرأ ما تيسر لي و أرجع لأحاول النوم..
أتقلب.. لا فائدة.. أندم على عدم قبول البضاعة من جاري.. أفتخر من صمودي بعد تذكري لحرمانيتها و أضرارها على الصحة و المجتمع.. و أخشى من ذهاب هذا الصمود!
أقف في مكاني.. محدقاً.. أقفز عدة مرات دون أي سبب! أتوقف.. أسير عشوائياً في الزنزانة.. أقف أمام إحدى اللوحات الأربعة اللاتي أتوسطهن.. أحاول قراءة ما عليها..
لم يكن هناك شيء واضح سوى بعض الجمل
مثل: "من أجل الجدعنة اتحبست أنا"
و أخرى "عائلة النسر مجبتش راجل"..
أضحك مما أقرأ، فهؤلاء، لهم ثوريتهم الخاصة!
أضرب الحائط عدة مرات بقبضتي.. أحاول النوم.. فأنام!
أستيقظ على آذان الفجر..
كم كنت أتمنى أن لا أستيقظ..
في هذا المكان!
كان كل شيء كما هو، ينقصه بعض الوقت الذي مضى - بدون مخدرات.
أذهب إلى النظارة لأسأل عن الساعة.. لم يرد عليّ أحد..
سألت مرة أخرى..
رد عليّ "سفينة" بصوت غير واع.. أسأله متعجباً عند سماع الإجابة: "انت متأكد؟! إزاي يعني و في أذان دلوقت؟ طب دا أذان إيه؟!"
يرد ضاحكا: "آشيخ ده الأزان الأول، بتاع كيام الليل.. انت نسيت ولا إيه؟ أمال لو كنت واخد قرص "أبو شريطة" كنت عملت إيه؟ هههه"
أخبط جبهتي بكف يدي.. أحيانا يكون التفكير أسوء من المخدرات!
كيف أمضي هذه الساعة؟ تساءلت ناظراً حولي، رأيت علبة الجبن، هممت إليها ثم توقفت متراجعاً عندما تذكرت عدم وجود حمام..
ذهبت لزجاجة المياه، ارتويت قليلاً، ثم تيممت و صليت.. أحاول الخشوع..
لا أستطيع!
لا أدري ما السبب..
أهو قلبي المتحجر أم هو منبع الشياطين هذا؟!
أفرغ من الصلاة و الدعاء.. أستلقي على ظهري..
أذكر الله تارة، و أستسلم لعقلي تارة أخرى..
هل كانت حياتي طيف خيال؟!
يا من ترى مكاني و تسمع دعائي.. خلصني من هذا الكابوس!
يقطع حبل أفكاري أذان الفجر.. هذه المرة تيقنت أنه الأذان الصحيح عندما تلته تكبيرات العيد!!
انقبض قلبي الذابل.. فاضت عيناي من الدموع كفيضان الأنهار..
أسمع التكبيرات بوضوح من بعيد.. من العنابر المجاورة.. من عند زملائي.. زملائي الذين صاروا عائلة أخرى لي.. حرمت من عائلتين هذا العيد!
شعرت بدوران الأرض حول الشمس، و دورانها حول نفسها.. ودوراني حول نفسي!
"عيد سعيد" ناجيت بها روحي.. قبل أن تُعدَم!
صهيب سعد الحداد (صهيب الحداد) – ماريا
ماريا
ماريا ، ستقرأين هذه الرساله بعد أعوام عديده إن شاء الله ، حينما تكونين قادرة على الإدراك ، حيث أنك تبلغين الآن من العمر ستة أشهر ، هي نصف المدة التي مرت علىّ في السجن في هذه الحبسة ، نعم قد قضيت قبلاً سنة في الأسر بتهمة أنني أعمل مصورا لصالح قناة الجزيرة ، ومن الله علينا بفرصة الخروج ، لكنني لم أكد أتم شهري الرابع حتى عدت مرة أخرى أسير !! لكن هذه المره عدت في قضية أبرز إتهاماتها هي محاولة إغتيال القائد الأعلى للقوات المسلحة ، أمضيت إثنتي عشرة يوما بالمقر الرئيسي لجهاز المخابرات الحربية ، الجهة الأعلى سيادة في وقتنا هذا ، لست في حل بأن أشرح لك كل التفاصيل يا ماريا ، كانت صرخات عمر من التعذيب أسوأ ما في الوجود وقتها . ولدتِ وأنا في السجن ، كنا أنا وأمك رفيقي سهر ، مذ كانت هي في الثانوية ، حتى أصبحت هي لديها بيتها الخاص كنت أزورها كي نرتشف سوياً بعضاً من النسكافية ، عندما سافرت جدتك إلى العمرة ، تركت لكلينا مبلغا خاصا للطعام الجاهز الذي كنا نطلبه بعد منتصف الليل ، كانت تلك عادتنا وكانت جدتك تعلم ذلك وتوفر لنا ما نريد ، كنت اذهب الي خالك في بيته كي اتناول معه وجبة العشاء وأحتسي عنده فنجانا من القهوة ، كنت كثير النقاش مع جدك بشأن الإخوان وبشأن السياسه ، اعتقلت وانا في الخامسة عشر من عمري ، اذ كنت اعلق اوراقا مكتوب عليها : يسقط حكم مبارك الديكتاتور كان يوما واحدا ، كان ثقيلا جدا علي نفسي ، حينها عرفت قيمة الحرية ! ، كان احد اصدقائي يتنبأ لي بأنني سأموت شنقا علي يد النظام الحاكم كبرنا يا ماريا واصبحنا نعرف شيئا إسمه الحب ولكننا بتنا نعرف نقيضه اكثر منه ، اصبحنا نعيش داخل السجن بعد ما كنا نسمع عنه في سورة يوسف أو نقرأ عنه في كتب التاريخ ! ، جهاد يا ماريا هي خالتك التي لا افرق بينها وبين امك ، لست في حل أن احكي عنها على الملأ ، لكن عليك أن تجعليها تشارك في تكوين شخصيتك ووجدانك وإلا فاتك الكثير ، إعلمي يا ماريا أن خالك أسامه هو أكثر من وقف بجانبي في هذه المحنه ، واعلمي انني خالك ايضا
إنتقلنا يا ماريا من سعة الدنيا إلى ضيق السجون ، السجون التي سأحكي لك عنها في رسالة أخرى وإن كنت لا أحب أن تلوث حياتك بمثل هذه الكلمة ولو بالقراءة عنها ، أملا في أن يكون جيلكِ ، جيل تمكين وليس جيل إستضعاف . إحفظي يا ماريا هذه الأسماء جيدا ، هؤلاء هم أعمامك وخالاتك ، الذى عليك يوما ما أن تكوني قريبة منهم بعد أن يرزقهم الله الثبات على الحق: أنس البلتاجي ، عبدالله نور الدين ، د/يوسف طلعت ، خالد سحلوب ، محمود ممتاز ، محمد كمال ، عبد الرحمن عياش ، محمد شمس ، جهاد خالد ، نهلة الحداد ، ضحى ورحاب الوزير ، ساره محمد ، فاطمه بليغ ، سلمى محمد ، نورهان ممدوح ، آلاء غنيم ، عمر محمد علي ، وآخرون يا ماريا ، فضلا عن أسيادك الشهداء من جيلنا . وأعلمي أن من بين تلك الأسماء من قد أذاني ، لكني أعلمك أن " ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا ، إعدلوا هو أقرب للتقوى " أعلمك " ولا تنسوا الفضل بينكم " ، أعلمك ياماريا أن الوفاء للفضل قيمة يقتلها الناس بمجرد أن يجور بعضهم على بعض ، مهما بلغت درجة الجور يا ماريا ، فلا تنسي الفضل أبدا ، ولا تقطعي على نفسك عهداً لا تطيقينه ، إذ أن نقض العهود ليس بهين ، وكوني دائمة الأنس بالله واتخذي من كتابه صاحباً . على لقاء قريب يا ماريا
مالك عدلي – سلام لكل الناس اللي قابضين علي جمر الحق
سلام لكل الناس اللي قابضين علي جمر الحق في الوضع المجنون اللي احنا عايشينه دا، سلام للتلامذة اللي لما بيتمكن منا العبث بيرجعونا للجد تاني.. لسه بنخوض تجربة قاسية على كل مستوياتها، يمكن أقسي من التعذيب المباشر بالكهربا أو بالضرب، ولكن الحمد لله الحق بيؤنس الوحشة، والحلم بيطبطب ع الروح، ومازلنا في جانب الحق، ومازلنا متمسكين بحلمنا وعندنا أمل ان المستوي الجديد من التكدير اللي بنعيشه ينتهي ونبقي مساجين عاديين.. #تيران_وصنافير_مصرية
بدر الجمل – مضرب عن الطعام
مضرب عن الطعام تضامناً مع زملائي من الطلاب الذين تم الإعتداء عليهم بالضرب والسحل والتعذيب .. وضد تعنت ادارة سجن برج العرب مع مسجونين الرأي ومنعهم من التريض وقطع الماء والكهرباء عننا ... ضد الإهانة والتلفيق.#كرامتنا_خط_أحمر#إضراب_برج_العرب#بدر_الجمل"
عبد الرحمن عبد السلام عرفه ياقوت (عبد الرحمن ياقوت) – هل مازال أحد يحتفظ بإنسانيته في الخارج؟
هل مازال أحد يحتفظ بإنسانيته في الخارج؟ سؤال يراودك دائمًا وأنت جالس في إحدى الزنازين هي كالمقابر، بعد أن ألقوا بأجسادنا البالية فيها، فبعد أن كنا ذو أحلام فارقة تتاطبع السحاب، أصبحت أقصى أحلام المحبوس منا أن يتم نقله إلى غرفة بها دور فمن حياة لتسع الضغط الهائل من العدد الموجود بالزنزانة، أو أن يزيد المكان المخصص، فلم يسلبومنا الحرية فقط بل سلبومنا أحلامنا، بالأمس القريب كان كل فرد منا ينتظر الليل حتى يفكر في أحلامه وخططه، المستقبلية لتحقيقها، واليوم بعد أن وضعونا في سجون كالمقابر لا تدري بعد أن تطفيء الشمعة، هل أتى الليل أم المساء؟!.
وأصبحنا نمشي من التفكير في أحلامنا أو الخطط المستقبلية تجنبًا من أن يصاب أحد منا بحالة نفسية تزيد مع الوقت إلى أمراض جسدية تؤدي به في النهاية إلى الاستعانة بالسجان الذي اعتاد كل منا على رده قبل أن يغلق الباب مستنكرًا ايقاضة ليلًا لإيقاظ مريض من غيبوبة سكر أو تسمم.
المستشفى أغلقت، الصباح له عيون، وأصبحت أرواحنا ليست ذات قيمة مثلها مثل التراب، فلا يكتفي بذلك فقط، فتجد أن كل زنزانة لا تسع 15 شخصا ليضع بها 27 شخصا، فعرفت الزنزانة السياسي بالشبروالقبضة فكل من فيها صديق درب وضرب أيضًا.