محمد فوزي شاهر محمد كشك (محمد فوزي) – المقال الواحد والعشرون – متتالية الغياب 3 – شِــبْــرٌ وقَــبْــضَة

محمد فوزي شاهر محمد كشك (محمد فوزي) – المقال الواحد والعشرون – متتالية الغياب 3 – شِــبْــرٌ وقَــبْــضَة

(1)

"الجحيمُ هو الآخرون" هكذا يؤكد جان بول سارتر, الذي يُمَجِّد الفردية ولا يؤمن سوى بالوجود الذاتي الحر. كتبَ سارتر نصًّا مميزًا عن غرفةٍ مُغلقةٍ على أرواح مجموعة من البشر في العالم الآخر, سلوكياتُ وطبائع كُلِّ منهم تُشكِّلُ جحيمًا حقيقيًا للآخر. "لا مَفَرّ, No Exit" هو اسم نص سارتر الأشهر الذي اصطدمت بهِ, ذلك أثناء محاولتي أن أجلو الصدأ عن ذهني بتذكر قصائد, أغانٍ, وكتب أحبها. قفزتْ إليَّ فكرة عبثية أن لو كان سارتر مصريًّا لما احتارت السلطات في إيجاد ألف سبب لكي يسجنوهُ, ولو تنقل في سجون مصر العديدةِ لما تردَّدَ أن يُغيِّرَ اسمَ نصِّهِ الأشهرَ إلى "العَمْبُوكَةْ".

العَمْبُوكةُ, وفي قولٍ آخر المُصَفَّحَةُ هي الملقف الذي يسقط فيه السجناء الواردون, والعائدون من الجلسات آتين إلى مملكة وادي النطرون. غرفة عاريةٌ تمامًا. مغلقة لأربع وعشرين ساعة إلا عشر دقائق صباحية يخرجُ فيها السجناءُ الجنائيون بملابسهم الداخلية, يصطفون, الوجوه للحائط والمؤخرات للمخبرين, ثم يجلسون بالأمر ويقضون حاجتهم في العراء. لماذا؟ لكي يتأكد المخبرون بعد فحْصِ الخِراء أن أحدًا لم يرفعْ أمبولًا.

[يرفع: فعل مضارع من رَفَعَ أي حرَّك الشيء لأعلى, ويستخدم هذا الفعل في لغة السجون حيث يكون الأعلى هو فتحة شرج السجين الذي يستخدم مؤخرته كمخبأ بعيد عن عيون المخبرين.
الأمبول: كلمة أعجمية تعني في لغة السجون أي مادة ممنوعة مُخدِّر أو نقود ورقية ملفوفة بقطعة من كيس بلاستيكيّْ ضيق مُحكم الغلق بواسطة لهب ولاعة للصهر والإلصاق, قبل الرفع أو البلع]

الغريب أن السجناء الجنائيين لا يرون في قضاء الحاجة الجماعي هذا أي شكلٍ من أشكال الإهانة. يقضون يومهم يأكلون ويدخنون ويثرثرون ويسبون بعضهم البعض.. ولا يسبُّون سجَّانهم! عشتُ معهم لأيام. يعاملوننا باحترام باعتبارنا "ناس عارفين ربنا" أو "ولاد ناس, مش زينا" على حد وصفهم, منهم من يحاول الخروج من المستنقع "عايز أتعلم أقرأ قرآن يا شيخ", ومنهم من يستسلم للتيار, بلطجة, سرقات, تحرش, وشذوذ جنسيِّ.. إدارات السجون لا تسمح لنا بالإختلاط بهم طويلًا, ليس حرصًا علينا بالطبع, حرصًا على الجنائيين من أن يُتلِف "المخربون" "الخونة" عقولهم..

(2)

كنت قد استعددتُ جيدًا للعَمْبوكة بالامتناع عن الطعام منذُ ليلة الترحيل, وبقيتُ بلا أكل سوى بضع تمرات يوميًا طوال أسبوع إقامتي هناك. المخبرون لا يُجبرون السجناء السياسيين على قضاء الحاجة الجماعيِّ, لكنهم لا يوفرون بديلًا. لا مهرب من الإهانة إذن سوى بالإمتناع عن الطعام.

الإنهاكُ يُثقل أطرافي. الجوع يعصر أحشائي. الصداع ينشرُ رأسي.. الضجيج, الزحام, الروائح العفنة, والدخان شياطين تنهشُ خلايا أعصابي. نصفَ واعٍ كنتُ أهيمُ في الملكوت.. وحدي.

أفكر في أصدقائي الذين تركتهم في سجن المنصورة. كانوا أول وآخر من ترى عيني كلَّ صباحٍ ومساءٍ. من صفحاتِ جرائد مختلفة أنقذتهم كي لا يُلاقوا المصير المؤسف بالتحول لفَرْش طعامٍ يؤكل عليه ويُرمى. قصصتُ كلَّ صورةٍ بعناية, تعمَّدتُ أثناء القص تحريرها من الإطار الذي سُجِنَت بهِ. اخترتُ الحائط الملاصق لكتفي الأيمن, وفي أقرب موضع لعيني وللإضاءة, وضعتُ قِطعًا من معجون الأسنانِ وألصقْتُهمْ.. أصدقائي الثلاث.

الأولُ طفلٌ سوريٌ, لاجيء.. ينام متقوقعًا داخل صندوق خشبي عليه بطانية رمادية –تمامًا كالتي يتسلمها السجناء. وجهه الذي حجبت البطانية نصفه يبدو مُتعبًا.. وجميلًا. بجواره ارتمت حقيبةٌ أظنها صارت كل ما يملك على هذه الأرض. استلقى معطفٌ كبيرٌ موازيًا له.. أظنه لأبيه _إن لم يكن مات.._ ذراعُ المعطفِ تمتدُّ على وسط الطفل.. وكأنها تحضنُهُ.

الثاني صبيُّ, ملابسه رثَّة وضخمة عليهِ جدًا. يُحني ظهرهُ نصفَ انحناءَةٍ ليستطيعَ حمل الجوالِ المُكتَّظ بالأشياء البلاستيكية. حوله مقلبُ قمامةٍ نَتنٌ.. المشهدُ بكامله يبدو مُقتصًّا من أحد أفلام نهاية العالم. وجهُ الصبي باردٌ, لا يُبدي أي تعبير امتعاضٍ أو استجداءٍ, لا يعبأُ بشيء. وراءَهُ حائط إسمنتيٌّ عالٍ, فوق رأسه مباشرةً, وعلى الحائط كُتِبَت عبارة باللون الأحمر: "مصر فوق الجميع".

الثالثُ كهلٌ, تكسو وجهه تجاعيدُ شقاء مصريِّ الصبغة. شعرُهُ, لحيتُهُ, إطار نظارتِهِ المُلصَّمِ, قميصَهُ الفضفاض, عصاهُ, رضَّاعة اللبنِ في يديه, والعنزةُ المستكينة في حِجْرِهِ, جميعهم أبيض. يحتضنُ العنزة كطفلٍ. يُرضعها وعلى شفتيه ابتسامة رضا, وكأنَّهُ يُحقق الآن الغرضَ الكوني الذي خُلِقَ لأجلِه تحديدًا. الشارع حولَهُ موحِشٌ كبطنِ حوتٍ. وصديقي الكهل يبدو التجلِّي الأوحد للرحمة الإلهية في المشهد البائس.

كنتُ أصبِّح على أصدقائي كل يومٍ في سجن المنصورة, وأشكرهم على البقاء معي قريبين دائمًا هكذا. أحيانًا اديرُ حواراتٍ طويلة بيني وبينهم أو بين أحدِهِم وآخر. لم أُجَنّْ لأخاطب خيالاتٍ لا أعرفُها, ولم أنقطع عن الحوار مع رفاقي السجناءِ, لكن الحديث مع أي سجين لا يخلو من قُضبانِ بشكلٍ ما. وأنا أريدُ أنْ احمي ذهني من الأسر.. من الخضوع.. من البلادة. هنا في العمبوكة أصحو لأدير حواراتٍ أيضًا. مع من؟ مع الدخان.. أصنعُ منهُ أشكالًا وأشخاصًا في خيالي, أحاورُها إلى أن تغيب.. وأغيبَ معها.

(3)

ستة أيام في العمبوكة ثم سُكِّنْتُ أخيرًا في العنبر السياسي. الغرف مُكتظة. ثمانيةٌ وعشرون إنسانًا _يحاولون أن يبقوا كذلك_ في زنزانة ضيقة بحمامٍ واحدٍ. المساحة المتاحة للفرد هنا ضعفُ المساحة المتاحة في العمبوكة تقريبًا.. شبرٌ وقبضةْ أي ستة وثلاثين سنتيمترًا, عليها ستنام _إن استطعت. وتأكل _إن لم تنسد شهيتك. وتقرأ _إن وجدت كتابًا. وتتكلم _إن لم ينعقد لسانك. وتتذكر _إن لم تنضب ذاكرتك. وتضحك _إن لم تجف روحك. وتحلم _إن لم يطحنك الواقعُ. شبرٌ وقبضةٌ.

ضاقت الجدران. السجون تجلو. الزحام يُعرِّي, ليبين أنبلَ وأحطُّ ما في البشر: الإيثار والأنانية, النظام والفوضى, الشجاعة والجبن, الجمالُ والقبح, الحياة والموتُ. نحنُ هنا في عالمٍ آخر, خارج الزمانِ والمكانِ. غائبون.

بدأتُ أكتشفُ من وما حولي لأفاجأ أن الوضع الحالي تحسَّنَ كثيرًا عن ذي قبل: كانت الزيارة دقائق فصارت تُقارب الساعة بفضل الله, كانت العقوبات تغريبًا وتعذيبًا وتحرشًا فصارت فقط تأديب الحمد لله, كان التريضُ ساعةً فأصبح ثلاثًا ما شاء الله. ذلك أن رئيس المباحث الجديد "جزاهُ اللهُ خيرًا" _نعمْ, يدعون لهُ!_ رجلٌ محترمٌ جدًا!

اللعبةُ المعتادة ذاتُها: اهبطْ بهم لكيلومترات تحت سطح الآدمية ثم امنحهم جرعات أُكسجين ضئيلة جدًا تدريجيًا.. وسيشكرونك على كرمِكَ وعطفِكَ, وينسون أنهم لم يزالوا غرقى.. كنتُ أفكِّرُ في ما أنا مقبلٌ عليه: كيف سأوفر سبل حياةٍ هاهُنا من كُتُبٍ ورفقة قبل الطعام والشراب والنوم. لي شبكةُ أصدقاءٍ ممن حُكِمَ عليهم قبلي في سجني المنصورة وطرة استقبال. جيد. يُقال أن الكتبَ تدخل أحيانًا في الزيارات. جيد. كيف ومِن أين سأبدأ؟ نفسًا عميقًا شهقته.. وقبل أن أزفرُهُ سمعتُ النداءَ اللعين "محمد فوزي.. ترحيلة" إلى سجن المنصورة مرةً أخرى.. لا بأس, سأنام على نصف مترٍ لشهرٍ هناك قبل عودتي لمملكة وادي النطرون. سأنامُ أخيرًا.. لكنني سأبقى أفكِّرُ في الغد: كيف يستطيع الإنسان أن يبتني حياةً كاملةً على شبرٍ وقبضةٍ؟

عبده علي فرحات – علمنى قميص يوسف

عبده علي فرحات – علمنى قميص يوسف

بسم الله الرحمن الرحيم
إبنتى الحبيبه الجميله / إسراء رمز العزه والإباء كيف حالك بنيتى .. ؟ إصبرى وإحتسبى كل ما لك عند الله ولن يضيع ابدا ان شاء الله .
وإليك هذا الموضوع .. إقرأيه بعنايه وقولى رأيك .
علمنى قميص يوسف
* علمنى قميص يوسف أن أنزع اليأس من قلبى مهما بلغت به حاله البؤس ففى الغيب اسرار عجيبه
*علمنى قميص يوسف انه قد لا يكون اعدائك فى وطن أخر أو بعيدين عنك .. بل قد يكونون من يقاسمونك رغيفك وأنت لا تدرى .
*علمنى قميص يوسف ان المظلوم منصور ولو كان صغيرا لا يدرك او مكلوما لا يفصح او عاجزا لا يعى او عاجزا لا ينتصر
* علمنى قميص يوسف اننا لا نستطيع دائما حماية من نحب ولكننا نستطيع ان ندعو لهم بان يحفظهم الله تعالى من كل شر (وما أغنى عنكم من الله من شيئ إن الحكم الا لله عليه توكلت وعليه فليتوكل المتوكلون )
*علمنى قميص يوسف أنه مهما تهيأت ظروف المعصيه -أى معصيه- إستحق الخوف من الله تعالى و أن نردد مع سيدنا يوسف عليه السلام " معاذ الله إنه ريى أحسن مثواى .."
*علمنى قميص يوسف أن الله تعالى معنا متى إستشعرنا وجوده سبحانه معك مؤيدا وحافظا وناصرا ورحيما وهاديا " فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين " "كلا إن معى ربى سيهدين "
*علمنى قميص يوسف أن ريح الأحبه لا تخطئها القلوب وأن القلوب المؤمنه لها نظرتها التى لا تخيب " قال أبوهم إنى لأجد ريح يوسف .. "
* علمنى قميص يوسف أن الفراق لا يطاق مع الأحبه وأن أسعد اللحظات عند المحبين هى ساعات اللقاء حيث بالفراق إبيضت عينا يعقوب .. وباللقاء وحين وجد ريح من يحب ارتد إليه بصره ..
* علمنى فميص يوسف أن رحمة الله تعالى وسعت كل شيئ وأن للصبر مذاقا خاصا مرا شديد المراره ولكن نتائجه طيبه ومأله حسن جدا "قصد يوسف عليه السلام "
* علمنى قميص يوسف أن جميع الأمور مردها إلى الله " وذلك مما علمنى ربى " فأى فضل ونعمة من الله تعالى .
* علمنى قميص يوسف أن سجنه كان يراد منه الإبعاد والإذلال فكان السجن خدمه ودعوه وتوصيه "يا صاحبى السجن ءأرباب متفرقون أم الله الواحد القهار "
* علمنى قميص يوسف أن إرادة الله غالبه " والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون " فهم يريدون وانت تريد والله يريد ولا يكون إلا ما يريده الله " ليس لك من الأمر من شيئ " "ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين "صدق الله العظيم
بنيتى حفظك الله أراك على خير قريبا إن شاء الله
أبوك / عبده فرحات

احمد سعيد – كل الرسائل المطمئنة التي تأتيني من الخارج

احمد سعيد – كل الرسائل المطمئنة التي تأتيني من الخارج

كل الرسائل المطمئنة التي تأتيني من الخارج تتلخص في لاتقلق ستخرج قريبا، دي مجرد شدة ودن، بيكدروك شويه و هيسيبوك"تأتيني هذه الرسائل و انا محاط بنماذج و امثله من البشر الذين يمثلون و يجسدون جنون هذا النظام و غباء افراده و فساد مؤسساته.اتفهم تماما ان يكون كل هم عائلتي و اصدقائي ان اخرج من هنا حتي انكر و اكل اي صله لي بثورة يناير و توابعها.و طالبوا من الاصدقاء ايضا عدم الحديث عن هذا او ذكره في معرض الدفاع عني ظنا منهم ان هذا هوا السبيل الوحيد لتبرئتي من التهمه -التي لا فخر ليا سواها- و السبيل الوحيد لحمايتي من بطش الداخليه وكلابها المسعورة في الداخل. لكني و انا محاط بهذه النماذج و الامثلة من البشر ماكان يمكن لي ان افكر بنفس الطريقهو ماكان يمكن لهذا المكان ان يغير من افكاري شيئابل و علي النقيض من هذا و كما حصل من قبلتمنحك جدران الزنزانه و هواءها و سكانها و احاديثها كل دليل علي انك لم تخطئ السبيل و تزيدك اصرار عليه."خليك في نفسك و شوف مستقبلك"هوا المحامي و المقاول و صاحب شركة السياحه اللي كان مخليه في نفسه و مش شاغل نفسه غير بأعماله كما قال لي (شالو مبارك نزلت بالعربيه انا و العيال ووقعت ازمر تيت تيت، جه مرسي نزلت و احتفلت، شالو مرسي نزلت و احتفلت، جه السيسي نزلت وواحتفلت) مجرد خلاف بينه و بين احد من اللي كانو يحمون له مصالحه علي حد تعبيره و هوا ظابط في جهه سياديه(سياديه علي نفسهم بالمناسبه)جعلت منه سجينا لمدة 22 شهر بلا تهمةوهوا الان يواجهه 7 تهم لايعلم عنهم شيئا. -ماذكرت هذا المثال الا لأدلل علي ان تجاهلكلما نعيشه في ظل هذا النظام الاستبدادي الفاشي لن تجنبك ان تكون ضحيه لجنونه، صمتك وانشغالك بنفسك لا يعني لاانك تدفن راسك في الرمال ظنا منك انك تهرب بهذا من الخطر المحيط بنا من كل جانب.الامثلة علي الجنون الذي نعيشه كثيره بالداخل كما هي بالخارج لكنها هنا اكثر وضوحا و تأثيرا و تجسدا، و لا تزيدك الا ايمانا بانه لا سبيل بإصلاح هذا الجنون الا بنسف حمامك القديم تماما. "لا شدة الودن هتنفع ولا التكدير هيفيد"فالادله علي حتمية التخلص من هذا العفن الذي طفي علي وجه الوطن بعد ان أكل مفاصله جليه في كل شئ -و في الداخل اكثر من الخارج و في التفاصيل كما في العناوين.-و هذه هي مصيبتهم و مصيبتنا - انهم حقا لا يفقهونهم لا يفهمون ان هؤلاء الشباب اصحاب قضيه بالفعل و يظهر هذا جليا في سخريتهم"انتوا بقي بتوع الثوره" " انتوا بقي اللي ها تحرروا مصر" يظنون ان التخلص من معتقني الفكره يقتل الفكره، نعم هم قطيع من الجهلاء و العميان المسلحون ولا سبيل لمداوتهم من هذا الجهل طالما يمتلكون السلاح و السلطه و القوه التي تصور لهم انهم يمتلكون كل شئ حتي الفهم -اعلم انني ربما اقسو علي عائلتي و اصدقائي خاصة في حالة الخوف و القلق التي تسيطر عليهم، و ربما يكون هذا هوا الشئ الوحيد الذي يسبب لي الالم النفسي في هذه التجربه وهوا ان اضعهم في هذا الموقف لكنني وجب علي ان اوضح لهم و لغيرهم ان هذا ليس حلا علي الاطلاق فطالما ظل في سجونهم من يعاقبون علي حلمهم بالحريه -ساظل سجينا و ان كنت بالخارج و سنظل جميعا سجناء في سجنهم الكبير، لقد فعلت ما فعلت لاشعر اني حر و انتزع حريتي قبل ان يكون للتذكير بالمعتقلين.و حفاظا علي البصيص الاخير من الثوره و الحلم في الوقت الذي شعرت فيه انه وجب علي احد ما ان يفعل هذا.-"احنا مش بتوع الاتوبيس يا حضرة الظابط احنا بتوع الحريه"

محتجزة مجهول – عارفة المعاناة

محتجزة مجهول – عارفة المعاناة

عارفه المعاناه إن أهلنا و أحبابنا وحشونا أوى ! المعاناه إن أحضن أمى و بعد ٥ دقايق هى تفارقنى و أنا أفارقها !! المعاناه إن آجى احضن إبن اختى يبصلى باستغراب و قوله أنا خالتو ! المعاناه ده كلها هى التى تميت قلوبنا و تزرع غشاء لن يزول بمرور الأيام ! و لكن حين نغمس فى الجنه ستزول الامنا كأن شيئا لم يكن … و ستطمئن من بعد عطش ..

عبد العزيز يوسف (زيزو) – ياما دقت عالراس طبول

عبد العزيز يوسف (زيزو) – ياما دقت عالراس طبول

“ياما دقت عالراس طبول ” ؛ شعاري المفضل الذي أواجه به الحياة وأردده في كل المواقف الصعبة التي مررت بها، حتی أن أصدقائ المقربين كانوا دائما ما يمازحوني عندما يعلمون بأنني أواجه مشكلة ما بترديد ذلك الشعار من باب التهوين علي . في أول أيامي بالسجن كنت أظن ان هذا الشعار وغيره سيكونان سبيلا للتخفيف والتهوين ولتصبيري على ما أنا به، ولكني وجدت تجربة السجن مختلفة تماما عن اي تجربة صعبة ومؤلمة مررت بها، وأنها اسوأ من أن تجدي معها نفعا كل اكليشيهات الكلام والشعارات التي حفظها الناس عن الصبر والتجلد والبطولة و دأبوا على ترديدها في مثل تلك المواقف لا – ياما دقت عالراس طبول، ولا سجنك بيحرر وطن، ولا الزنازين براح، ولا المسجون بطل- على الأقل انا ما ادعيت يوما ما انني بطل. وبرغم ان الأيام هنا متشابهة ننام ونصحو ولا شىء جديد ولا تغيير يحدث، إلا روحك التي تذبل أكثر واحساسك المتزايد بالعجز ومحاولتك الدائمة للظهور بمظهر القوى المتماسك، أهازيج رفاق الزنزانة ونكاتهم واستخفافهم بمصابهم وبسجانيهم وصخب الصغار هنا وسخط الكبار عليهم ومحاولات الجميع المستمرة التي لا تتوقف لصناعة حياة داخل قبر دفنوا فيه وهم أحياء، صمت مابعد الزيارة ولوعة مفارقة الأحبة وصورة مختزلة كانت لدي عن معتقلات مصر وسجونها تعالج الآن وأنا بين يدي التجربة. تجربة السجن؛ كنت قد قرأت وسمعت عنها كثيرا ممن خاضوها، وكنت قريب منها دائما بحكم اهتمام العائلة بالشأن العام ولطبيعة عملي بعد ذلك، إلا انني لم يخطر ببالي أنني يوما سأكون واحدا من ضحايا يتحدث الناس عنهم كرقم مجمل دون مراعاة لإنسانيتهم ولاعتبارات كونهم بشر. هنا حكاوي المظاليم لا تنتهي يقصون حكاياتهم المؤلمة بروح ساخرة وضحكات يتوارى خلفها انكسار السجين المشتاق لحريته وحياته . أكثر الحكايات إيلاما هي حكايات من عاشوا تجربة الاختفاء القسري ورأوا الويلات في مقرات أمن الدولة، والمؤلم أكثر انهم لا يتحدثون معك عن تجربتهم الا بعد اصرار منك وعندما يتحدثون لا يخلوا حديثهم من سخرية ومحاولات لتخفيف وقع الحكاية على قلبك وعقلك. أغلب المحبوسين هنا من الشباب الصغار وحقيقة لا استطيع ان استوعب منذ دخلت الي هذا القبر لماذا تعادي تلك الدولة شبابها ولماذا تحبس هذا الكم من الطاقات وتتلذذ بقتل آمال ابنائها؟! ، فعليا أغلب المحبوسين هنا شباب واغلبهم من الممكن ان نقول عنهم “عيال” وطلاب صغار بالمرحلة الثانوية كان من المفترض انهم في هذا الوقت من العام يقضون اجازة سعيدة، ولكن دولتنا الهمامة كان لها رأى اخر وهو أن العيال الغلابة الجدعان مصدر البهجة الوحيد في هذا المكان القبيح خطر على امن الوطن وارهابيين. انا دائما اتأمل حالي واخاطب نفسي انه لو أنه تم حبسي في حاجة انا فعلتها أو لنقل في حاجة تستاهل ماكان ذلك ليكون حالي ربما لكنت اكثر رضا وتقبلا للأمر.. السجن تجربة قاسية ومؤلمة لأبعد حد ومصيرها تتحول لذكری، والظلم شوكة في حلق البلد والمظلوم يفقد القدرة علی النوم أو أن يستلذ بأي شيء، والحب نسمة هوا بتلطف جو الصحراء اللي احنا عايشين فيه . في الزنزانة ستعرف لأي مدی تحب تفاصيل حياتك الصغيرة وتشتاق لها ، ستتمنی الخروج فقط لتنام ليلة علی سريرك في غرفتك أو لشرب فنجان قهوة في بلكونة مكتبك أو السهر لكتابة مذكرة كالعادة تكتبها في الوقت الضائع، ولرائحة الورق والملفات، ولثرثرة المحامين في استراحاتهم بالمحاكم، وزحمة وسط البلد وقعدة القهوة في البلد آخر الاسبوع. في السجن سيصاحبك شعور دائم بشوق ليوم ترد فيه المظالم، ويفتح فيه القفص وتخرج وتطير وتتنفس من هوا ربنا وتملأ منه صدرك وتجري تحضن الشوارع في السجن ستقول الحمدلله كثيرا مصحوبة بمرارة، ستحدثك نفسك “انا مستحقش كدا” أتذكر دعوتي التي كنت أدعيها باستمرار في الفترة الاخيرة أن؛ يارب مش طمعانين غير في شوية عدل نوزعهم عالغلابة والمظاليم، يارب انصفنا من امتحان وضعتنا فيه لم يجري لنا بحسبان. عبد العزيز يوسف

حسناء محمد المتولي – روضه محمد السيد المتولي مندور – رواء محمد السيد المتولي مندور – ما يحدث معنا كنساء في سجون مصر

حسناء محمد المتولي – روضه محمد السيد المتولي مندور – رواء محمد السيد المتولي مندور – ما يحدث معنا كنساء في سجون مصر

بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما يحدث معنا كنساء في سجون مصر لم يحدث في اسرائيل فقد تعرضنا يوم الخميس 3/12 للإهانه من نائب المأمور ومعه جمع من أمناء الشرطه والظباط وعندما اعترضنا علي هذه الإهانه تطاول علينا بالضرب وجرنا “أنا وامي وأختي” الي حبس انفرادي وامر الظباط بعمل إجراءات لتشريدنا في سجون اخري ولم نمكث في الحبس الانفرادي كثيرا. وكان العقاب بأن جمع كل النساء في زنزانه واحده بعد تفتيش العنابر بطريقه مهينه واصبح عددنا مايقرب من أربعين امرأه ، ونعاني في هذه الزنزانه من الزحام علي حمام واحد ومن تلوث الهواء من دخان السجائر وخاصه عندما يغلقون الشفاط واكثر ما نعانيه الالفاظ القبيحه التي نسمعها من سب السجينات بعضهن البعض ومن سب افراد الشرطه للسجينات … هذا كله يحدث معنا في سجن منية النصر ونريد ان نسمع حرائر الدنيا بما يحدث معنا … عائله من داخل سجون الاحتلال .

عمر علي حسن عبد المقصود (عمر عبد المقصود) – اخلق عدواً

عمر علي حسن عبد المقصود (عمر عبد المقصود) – اخلق عدواً

قد تتباين الآراء وتختلف الرؤى حول أسباب الصراعات والتناحر سواءً أكانت تلك الصراعات داخل أو مابين الدول العربية والشرق الأوسط فقد يكون الصراع في العراق طائفيًا و قد يكون الصراع في اليمن قبليًا وقد يبدو أن مصر دخلت في صراعٍ وحربٍ مع الإرهاب ، وقد يتخذ التناحر السوري صِبغة عِرقية أو سياسية ، فكل يصف ما يراه من خلال نافذة تحليله الخاصة ، وأدوات التدقيق و التمحيص التي يراها نابغة عن غيرها . لكن القاسم المشترك بين تلك الدول و صراعتها هو " العدو" قد يختلف أو يتشابه بين دولة وأخرى ، لكن يبقى "عدوًا " ، عدوًا تخلقه السلطة الحاكمة دائمًا و أبدًا وفقًا لأيدولوجيتها و انتماءاتها ، فالعدو الذي خلق العراق كان عدوًا سُنيًا ، لأن السلطة شيعية ، فكان " داعش " ، وكذلك الأمر في سوريا مع اختلاف انتماءات السلطة البعثية أو العلوية . وبالنظر إلى مصر ،أضحى " الإرهاب " هو العدو الأول لدولةٍ تصبغ سلطتها - بصبغة عسكرية-بوليسية مختلطة . فلن تستوي أبدًا معادلة البقاء والإِحكام أو الاستحواذ والاستئثار بالسلطة أو الحكم ما دامت ينقصها " العدو " ، فتصبح المعادلة ناجزة كاملة ، تؤتى ثِمارُها إذا ما كان للسلطة عدو تُناجِزه ويُناجزها ، لتكتب النهاية بأحرفٍ من نور من قبل السلطة و أنصارها سواءً أكانت النهاية مُرضية فيستمر الإحكام أو غير ذلك فيُخَلد من خلق وحارب ، إذًا فلابد من "عدو" . فماذا يكون إن خلت المعادلة من " العدو " ، إن لم تحارب " داعش" في العراق وسوريا ، وإن رضيت جماعة الإخوان المسلمين بالوضع الراهن ، وإن عدل الشيعة في حُكمِهم للسنة و رضَت به حكمًا في العراق ؟! ما من عدوٍ تحويه المعادلة ولا تحدٍ يؤرق مضاجع السلطة ، فتصبح فريسة سهلة لمعارضيها و خصمًا سهلاً يقع تحت طائلة القانون إن أصاب حينًا و أخطأ أحيانًا . أتذكر في طفولتي عندما يحين وقت النوم ، ولكي يُسيطر والدي على نظام البيت ويحافظ عليه من خلل السهر ، كان لابد من خلقِ عدو " كأبو رجل مسلوخة " أو " أشباح " أو ما شابه ، لكي لا يكون أمامي خيارٌ آخر إلا أن أخلد إلى فراشي في سُباتٍ عميق راجيًا أن يكون والدي على باب غرفتي لحمايتي من عدو خلقه ، ولم أعرفه قط .

عمر علي حسن عبد المقصود (عمر عبد المقصود) – منذ التحاقي بالعمل الصحفي والإعلامي

عمر علي حسن عبد المقصود (عمر عبد المقصود) – منذ التحاقي بالعمل الصحفي والإعلامي

كن حذراً منذ التحاقي بالعمل الصحفي والإعلامي أؤمن دوماً بحرية الصحافة، وأن الصحفي لابد وأن يكون حراً من أي قيود أيدولوجية أو فكرية أو منهجية من شأنها أن تؤثر ولو من بعيد على رأيه أو أدائه العملي سواء في الميدان أو خلف المكاتب. أذكر أنني منذ صغري لم ألتحق بعمل جماعي أو فريق من البشر تحت أياً ما كان المسمى، باستثناء تجربة وحيدة مع فريق الكشافة في مدرستي من الابتدائية حتى الثانوية، ولأن مراحل دراستي الثانوية كانت في إحدى الدول الخليجية، فإن الكشافة هناك كانت تحظى باهتمام ورعاية بالغين، مما وهبني شعور بالحب والانتماء والإيمان بها وبدورها، على مدى أعوام الدراسة وحتى الآن، لذلك أنا أدرك جيداً معنى أن يكون لك كيان تعيش تحت لوائه، وأن تحظى باهتمام مجموعة أو منظمة من الناس، أو أن تكون محل اهتمام من قبل أفكار ومعتقدات وقوانين وضعها مجموعة من المؤسسين لجماعة أو حزب أو كيان أياً ما كان، ليضمن ولائك وانتمائك وأن تعمل من أجل أفكاره ومصالحه وأن تخدم أهدافه، بالتأكيد هي أهداف مشتركة في الأغلب. لست بصدد تقييم تجارب أو أفكار أو جماعات أو أحزاب أو أيدولوجيات أو أشخاص، فأنا لست مفكراً أو صاحب توجه بعينه، كما أني لا أقف موقف الحاكم الذي يرى مالا يرى الآخرون أو يعلم من العلوم ما لم يرقى إليه البشر، فأقر بما ينفع الناس من أفكار وأحزاب وغيرها وما يضرها، ولكني أرغب في الحديث عن ترقب تلك الأفكار والمعتقدات ومكانة تلك التجارب وأولوية الجماعة أو الحزب أو أياً ما كان ما تنتمي إليه في حياتك، وما تفعله جميعها من مقدار خير في حياتك وأولوياتك مقارنةً بأولويات أخرى. حكا لي صديقي عن مصارحة دارت بينه وبين زوجته توضح ما أهدف إليه، صديقي أخبر زوجته بطريقةٍ ما .. أنها تحتل المرتبة الثالثة من أولوياته في الحياة، بعد ما ينتمي له من معتقدات أو حزب أو جماعة أو خِلافه، ثم والديه، ثم هي، هكذا ببساطة !!! لا أعلم نوع العلاقة التي تسمح بهذه المصارحة بين زوجين، ولا أعلم طبيعة العلاقة بين المتصارحين بعد هذه المصارحة، فكلٌ حر في حياته، كما أني لست من المدافعين عن حقوق المرأة، فالمرأة من وجهة نظري هي كل الدنيا فلا حاجة بعد ذلك لشعارات رنانة، لكني أتسائل هنا عن أمرين: أولهما: كيف لفكرة أو جماعة أو حزب أن تستحوذ على حياة إنسان لتصل به إلى هذه الدرجة من أفكار أو تأخير أو تقليل كما هو دونها، بل قد يصل الأمر إلى تهميش وتخوين في أسوء الأحوال إلى إبعاد – بالسجن أو القتل- كل من يعترض طريقها أو يعيق الوصول إلى أهدافها ؟! ، أو ليس الأفكار من صنع البشر؟! ، أو ليست الجماعات والأحزاب من صنع البشر وللبشر؟! ، أو ليس الانتماء والدفاع من المعتقدات والأهداف هي من صميم حياة البشر؟! ، إذن فلماذا لا يواجه الفكر بالفكر والعلم بالعلم والعمل بالعمل؟!! ، ولماذا نضع ما نؤمن به ومن كان إلى جانبنا في كفة؟! وثانيهما: ماذا لو اكتشفت بعد زمن أن ما كنت تؤمن به و تعتقد به كان خطأً ؟؟ ماذا لو أردت أن تغير أو تتغير؟ كيف حال أولوياتك؟؟ وما أخبار مصارحتك ورجولتك ورعونتك وأنت تتشدق بكلامٍ عن الأولويات تتسبب بأضرار جسيمة، ثم ها أنت تعيد ترتيبها!! ، اترك لنفسك مجالاً للعودة ولا تكن صريحاً موجعاً ولكن كن واضحاً رحيماً، وأنا أفترض فيك أنك ممن يعودون عن خطأ الطريق إن ضله، ويُعمل عقله في ما يفكر أو يعتنق أو ينتمي إليه. يفترض البعض أن ذلك النوع من المصارحات ضروري لإبراز معالم الطريق وعقباته وأشواكه ويبرر البعض بأن هذا النوع من المصارحات يُضفي أهمية قصوى لما ينتمي إليه أو يعتنقه من أفكار أو أحزاب أو جماعات، نعم.. ،قد يبدو في ظاهر الأمر صحيحاً لكنه في باطنه سيترك أثراً قد لا يعالجه الزمن، تماماً كمسمارٍ ضُرب في لوحٍ من الخشب، إن أنت حاولت أن تُزيله ترك أثر موضع ضربه، حتى وإن أُزيلَ . لا أدعوك هنا أن تكون بلا انتماء أو هوية أو فكر، ولا أدعوك أيضاً لأن تبيع فكرك أو انتمائك أو جماعتك بعرضٍ من الدنيا أو لمن يدفع أكثر، كما أني لست من أنصار أن تستقيل من الحياة الاجتماعية والسياسية والتفاعل مع الأوضاع المختلفة، لأجل أن تكون شريكتك في الحياة أو والديك من أهم أولوياتك، ولكن، أحب حبيبك هوناً عسى أن يكون بغيضك يوماً ما، وأبغض بغيضك هوناً عسى أن يكون حبيبك يوماً ما، وأُذكرك ونفسي بأن المصارحات ليست في كل شؤون الحياة، وإن وجبت، فلها قواعدها وأصولها وأسلوبها وما يقال فيها وما لا يقال، فكن حذرًا يا صديقي.