سولافه مجدي – سامحني يا صغيري.. سأعود وأحتضنك طوال الوقت

سولافه مجدي – سامحني يا صغيري.. سأعود وأحتضنك طوال الوقت

لقد تجاوزت مدة حبسي الآن المائة وعشرون يوما، بعيدة عن زوجي المصور الصحفي المحبوس حسام الصياد وابني الصغير. مائة وعشرون يوما ولم أعرف حتى اليوم سبب اعتقالي، ما أعرفه فقط أنني صحفية مصرية أحببت وطني وحاولت جاهدة من خلال عملي تسليط الضوء على كل ما يحتاج للإصلاح للنهوض بمجتمعنا ولتوفير حياة أفضل لنا ولأولادنا.
وقبل أن أكون صحفية فأنا أم، أمضيت مائة وعشرون يوما داخل محبسي ينفطر فيهم قلبي في كل لحظة على ابني الصغير صاحب السنوات الـ6، ابني الذي لم يسأم من انتظار موعد "عودتي من السفر"، ولم يتوقف عن سؤال من حوله وسؤالي في رسائله لي منتظرا مني الرد "قوليلي هترجعي يوم إيه بالظبط؟"
يا حبيبي، في كل مرة أتسلم فيها رسالة منك يعتصر قلبي ألما، وأبكي على غيابي عنك وعن أبيك، يعتصر قلبي كلما كتبت لي"وحشتيني"، فكلماتك البسيطة لم تترك أذني طوال مدة غيابي عنك، وأبحث دائما في جلسات تجديد حبسي أمام النيابة عن إجابات لأسئلتك، وأكرر سؤالي مرارا وتكرارا على كل من أقابله، ولكن دون جدوى!
ألم يحن الوقت بعد للبت في أمري؟ وأمر كل أم وسجينة لم ترتكب جريمة تستحق الحبس والعقاب؟
اليوم عيد الأم، كان ينبغي أن أكون بجوار ابني، أحتضنه وأرعاه. ابني العزيز، أشتاق إليك كثيرا كثيرا، وكما أرسلت لك في السابق، سوف أعود لك يا حبيبي، لا أعرف متى، ولكن أتمنى أن يكون قريبا، سأعود وأحتضنك طوال الوقت.
سامحني يا صغيري

سعد عصمت محمد الحسيني (سعد الحسيني) – نواجه الموت مُكبلي الأيدي بلا هواء

سعد عصمت محمد الحسيني (سعد الحسيني) – نواجه الموت مُكبلي الأيدي بلا هواء

نواجه الموت مُكبلي الأيدي بلا هواء، بلا شمس، بلا دواء، بلا طبيب، بلا أهل، بلا طعام، بلا رحمة؛
منذ حوالي أسبوع بدأت الأعراض في الظهور على كثير منا سعال، وارتفاع درجات الحرارة، ورشح، والتهاب بالرئتين، ودبّت حالة من الفزع والرعب بين الجميع، واهتم الجميع بكتابة وصيته، ونحن كما كنّا منذ 6 أشهر لم نخرج من غرفنا بعد حرماننا من التريض لنبقى في هذه الغرف الضيقة بلا تهوية، لا نرى الشمس منذ 6 أشهر، ولا يُفتح علينا باب، ولا يدخل علينا هواء، بلا أدوات نظافة أو مطهرات ،

استغاثاتنا بإدارة السجن والمسؤولين كي يدركونا "قبل فوات الأوان، قُوبلت بتجاهل رهيب مُتعمد، ولم يحركوا ساكنا؛ فلم يعرض أحد منا على مستشفى، ولا جاء طبيب للاطلاع علينا أو فُحص أحد منا، وسادت حالة من الخوف والرعب بين الضباط والمخبرين حتى الأطباء الجميع يخشى دخول العنابر أو حتى الحديث معنا،

عندما طلبنا مقابلة مفتش المباحث (سجن العقرب) أحمد أبو الوفا، ورئيس المباحث محمد شاهين، أرسلوا لنا مع الشاويش (أحد أفراد الأمن) قائلين إن الأمر ليس بيدنا، ولا يوجد شيء نستطيع فعله، وهذه تعليمات عُليا صادرة لنا ،

منعوا دخول الأدوية، ولا يُسمح لنا بشرائها، مما زاد من سرعة انتشار الوباء بيننا وسط تجاهل وتكتيم من مصلحة السجون ووسائل الإعلام حتى اضطروا إلى إلغاء جلسات المحاكم حتى لا نخرج من المقبرة ويسمع بنا أحد؛ فلم نجد أمامنا إلا أن نوجه صرختنا واستغاثتنا إلى كل منظمات العالم الحقوقية والطبية، وكل من يؤمن بحقنا في الحياة؛ فقد تكون هذه صرختنا الأخيرة: أنقذونا نظام السيسي يقتلنا بكورونا

محتجز بسجن العقرب – لا تزال السياسة الممنهجة للتعذيب والإهانة في سجن العقرب

محتجز بسجن العقرب – لا تزال السياسة الممنهجة للتعذيب والإهانة في سجن العقرب

لا تزال السياسة الممنهجة للتعذيب والإهانة في سجن العقرب بمصر مستمرة، فقد تعرض المعتقل "م.إ" مؤخرا للتعذيب على يد الأمين "علاء" ومساعديه، ولا يزال يعاني من آثار هذا التعذيب حتى الآن.
ومن قبله تعرض المعتقل "أ.أ" للتعذيب أيضا على يد رئيس مباحث السجن محمد شاهين دون مراعاة لحالته الصحية المتدهورة بسبب أمراض القلب والضغط والسكر، والتي تتفاقم في ظل عدم التقييد بتعليمات الأطباء القاضية بلزوم التريض وتناول أدوية وأغذية معينة، ولا يمكن الالتزام بذلك في سجن العقرب، فهو يتم قتله ببطء، ولهذه الأسباب كثرت حالات الوفاة في السجن.
ومن قبلها تعرض أيضا المعتقل "أ.ج" للتعذيب والإهانة الدينية والشخصية على يد ضابط المباحث، وذلك بسب الدين وقذف المحصنات والتعذيب الجسدي.. وكذلك تم تعذيبه على يد رئيس المباحث "محمد شاهين" وتحت إشرافه دون مراعاة سن المعتقل حيث أنه في العقد السادس من عمره.
هذا غيض من فيضمما يحدث في سجن العقرب بمصر من سياسة ممنهجة للتعذيب والإهانة الدينية والشخصية والقتل البطيء.

سولافه مجدي – أتم عامي ال 32 وأنا سجينة

سولافه مجدي – أتم عامي ال 32 وأنا سجينة

أتم عامي ال 32 وأنا سجينة، بعيدا عن ابني الوحيد، بعيدا عن زوجي زميل الكفاح ورفيق الدرب حسام، يفصلني عنه أسوار عالية وسجن وحراس وحديد.. لكن الحب والحلم باقي
أتمنى أن نعود قريبا لابننا ذو السنوات الستة، لأنه لا يستحق أن يعيش بعيدا عن أبويه، وهو لا يعلم حتى أننا سجناء!
من محبسي أوصي كل زميل وزميلة أن يحاربوا من أجل المهنة، كونوا فخورين بأنكم صحفيات وصحفيين، وأكملوا ما نعجز نحن عن تنفيذه ونحن سجناء رغما عنا.. الصحافة شرف وعهد فكونوا على قدر المسؤولية وحافظوا على العهد..
أتمنى في نهاية المطاف أن يكون الثمن الذي ندفعه نحن وغيرنا من حريتنا فداء لكل شخص يستحق العيش حرا.. لم أذنب لأنني صحفية أقوم بعملي وأدافع عن حرية الصحافة والرأي، فأنا فخورة لكوني صحفية.. وفخورة لكوني سجينة رأي، السجن ليس رفاهية ولكنه عمره ما هيكسرنا
سنظل نحب هذا الوطن رغم السجن والسجان..
سولافة- سجن القناطر للنساء
31-1-2020