1. معلومات شخصية
أ. الميلاد: ولد الطّفل عبد الله بو مدين في 12 ديسمبر 2005، وتم القبض عليه وهو في عمر 12 عام.
ب. النشأة: نشأ في أحد أحياء مدينة العريش الواقعة شمال محافظة سيناء، وتمّ القبض على والده قبيل القبض عليه بأيام على خلفيّة انضمامه لجماعة داعش الإرهابيّة، كما تمّت تصفيّة أخيه الأكبر المنضم بالفعل لتلك الجماعة، إضافة إلى القبض على شقيقتيه السيدتين: مريم بو مدين، وفاطمة بو مدين بسبب انتماء أزواجهن لجماعة داعش الإرهابيّة في 30 يونيو 2022، وقد أطلقت السلطات سراحهما مؤخراً في يناير 2024.
ج.المهنة: طالب بالصّف الإعداديّ الأوّل.
د. النشاط والانتماء السياسي: لم يكن للطفل أي نشاطات أو انتماءات سياسية، سوى أنّه أحبّ الرّسم منذ الصّغر، فكان حلمه أن يصبح رسّاماً.
ه. تحت دائرة الضوء:
– أصبح تحت دائرة الضوء حين قُبض عليه وهو في عمر 12 عام كرهينة لتسليم أخيه السّيد عبد الرّحمن بو مدين نفسه للسّلطات المصريّة، وأثار التعاطف عندما عرف ما تعرّض له الطّفل من سلسلة من الانتهاكات بدايةً من الضّرب المبرح والصّعق بالكهرباء وإطفاء السّجائر على مناطق متفرّقة من جسده، حتى التّعذيب بالتّجويع حيث كان لا يحصل على الطّعام المتمثل في الخبز الجاف والفول أو الجبن سوى مرّة واحدة كل ثلاثة أيام.
– تمّ إدراجه على ذمّة قضيّة سياسيّة رغم صغر سنه، حتى صدر قرار بإخلاء سبيله في أواخر عام 2018، وبدلاً من إطلاق سراحه تمّ إخفاؤه والتّكتم على مكان احتجازه من قِبل الأجهزة الأمنيّة من أول عام 2019 وحتى اليوم.
– أصبح الطّفل عنواناً لقصةٍ مفزعة عن الأطفال الّذين/اللواتي يحتجزهم/هنّ النّظام الأمنيّ في مصر، فبدت حكايته في نظر النّشطاء/ات السّياسيّين/ات ومنظمات المجتمع المدنيّ لا تشبه حكايات الأطفال الآخرين، بل هي رحلة مأساة مستمرة حتى اليوم، فلا نعلم إن كان الطّفل عبد الله لا يزال حياً يحتفظ بحلمه القديم بأن يصبح رساماً.
2. حالات القبض السابقة: لم يتم القبض على الطّفل عبد الله على ثمّة قضايا سابقة.
3. تسلسل زمنيّ من بداية القبض حتى الاختفاء:
أ. خلفيّة القبض:
– 31 ديسمبر 2017- القبض: بعد القبض على والد الطّفل عبد الله في 5 ديسمبر 2017 قامت السّلطات الأمنيّة باقتحام منزله الكائن في منطقة العريش شمال محافظة سيناء، وانتزاعه كرهينة حتى يأتي شقيقه الأكبر ويسلّم نفسه للسّلطات، كما اعتبرته السّلطات مصدر معلومات عن أزواج شقيقاته المنتمين لجماعة داعش الإرهابيّة، والمطلوب القبض عليهم آنذاك.
– 2 يوليو 2018- الظّهور والعرض على النّيابة: ظهر أمام نيابة أمن الدّولة العليا بعد اختفاء قسري دام ل 7 أشهر، وتمّ إدراجه على ذمّة القضيّة المعروفة إعلاميّاً بقضيّة “تمويل داعش”.
ب. خلفية عن القضية:
القضية رقم 570 لسنة 2018 حصر أمن دولة عليا، المعروفة إعلاميّاً بـقضيّة “تمويل داعش”.
ضمت القضية ما يقرب من 12 متهماً، غالبيتهم أقارب لرجال متوفين أو مدانين في قضايا إرهاب، كما أن أخيه السّيد عبد الرّحمن بو مدين الّذي تمت تصفيته عقب إلقاء القبض عليه مدرج -أيضاً- على ذمّة ذات القضيّة.
وقد تنوّعت التّهم الموجهة إليهم ما بين التّواصل مع قيادات خارج البلاد لتوفير الدّعم الماليّ لتمويل الجماعة من جهات خارج مصر، بما يعين كوادر وعناصر الجماعة على تنفيذ عمليّاتهم العدائيّة وجرائمهم الإرهابيّة، وأن المتهمين قاموا برصد مجموعة من المؤسّسات والشّخصيّات العامّة، فى إطار تخطيطهم لارتكاب عمليّات إرهابيّة، وقاموا أيضاً باستهداف تمركزات للقوّات المسلّحة والشّرطة بشمال سيناء، وكذلك عدد من المدرّعات والآليّات العسكريّة، من خلال زرع عبوّات ناسفة على الطّرق وتفجيرها، وأخيراً إطلاق النّيران والقذائف الصّاروخيّة على الارتكازات والدّوريّات الأمنيّة، وقنص الأفراد والضّباط.
ج. التهم:تمثلت التّهم الموجّهة للطفل عبد الله بو مدين فيما يلي:
– الانضمام إلى جماعة إرهابيّة محظورة.
– استهداف مناطق تابعة للجيش المصريّ.
– إحراق مدرّعات تابعة للجيش المصريّ في محافظة شمال سيناء.
د. المحاكمة وإخلاء السبيل
– 26 ديسمبر 2018- قرار إخلاء السّبيل: أصدرت محكمة الطّفل قراراً بإخلاء سبيله، وتسليمه لذويه.
– 1 يناير 2019- تأييد قرار إخلاء السّبيل: تمّ تأييد قرار إخلاء سبيله، ومن ثمّ ترحيله إلى قسم ثانٍ العريش تمهيداً لتنفيذ القرار.
– 17 يناير 2019- الامتناع عن تنفيذ قرار تسليم الطّفل لذويه من قِبل السّلطات المختصّة: ذهبت شقيقته لاستلامه من قسم شرطة العريش إثر صدور قرار بإخلاء سبيله، فطلب منها الضّابط المسؤول عن القسم بتوقيع ورقة تعهّد منها بتسليمه للسّلطات في حال استدعته الشّرطة للاستجواب، ولم يسمح لها بقراءة الورقة آنذاك، لكنّها وافقت على التّوقيع وأقرت بما طلبه منها ضابط القسم أملاً في إتمام إجراءات إطلاق سراحه، لكن بعدما وقّعت على الورقة المطلوبة لم تستلم أخيها، وظل الطّفل عبد الله مختفياً حتى اليوم.
4. ظروف الحبس
أ. أماكن الاحتجاز: مرّ الطّفل عبد الله على عدة أماكن للاحتجاز من بينهم:
-الكتيبة 101 “منطقة الصاعقة بسيناء”.
-قسم شرطة العريش ثانٍ.
-قسم شرطة الأزبكيّة.
-أماكن احتجاز غير معلومة وغير قانونيّة.
ب. الانتهاكات:
– الإخفاء القسريّ، حيث تعرّض الطّفل للإخفاء القسريّ عقب إلقاء القبض عليه لمدة 7 أشهر، كما تمّ اخفاؤه قسريّاً للمرّة الثّانية عقب صدور قرار بإخلاء سبيله وتسليمه لذويه في عام 2019، ولا يزال مختفيا حتى الآن.
– التّعذيب الجسديّ، حيث تعرّض الطّفل للتّعذيب بالضّرب المبرح والصّعق بالكهرباء، كما تمّ إشعال النّار أسفل إطار سرير حديديّ، وإجباره على الرقود على الحديد السّاخن.
– التّعذيب بالتّجويع، فلم يأكل أثناء فترة اختفائه الأولى إلا كل ثلاثة أيام -وفقاً لتصريحات والدته-، وطعامه كان متمثلاً في خبزٍ جاف، وطبق من الفول أو الجبن ليسد بهم رمق جوعه.
– الحبس الاحتياطيّ بدلاً من التّسليم لذويه، فتمّ حبس الطّفل الّذي يبلغ من العمر 12 عاماً احتياطيّاً نحو 100 يوم.
– التّقييد بالأصفاد والتعليق، فتمّ تقييد يديه بالأصفاد، وتعليقه من يده اليمنى على الرغم من وجود إعاقة بها.
– الحرمان من الاستحمام، تمّ حرمانه من الاستحمام لعدّة أيام حتى أصيب بأمراض جلديّة، ودمامل في أماكن متفرّقة من جسده.
– التّعذيب بالتّرهيب، فتمّ ترهيب الطّفل من قِبل ضابط داخل قسم شرطة تابع لمحافظة شمال سيناء، وذلك عن طريق إرغامه على سماع صرخات سيدة تتعرّض للتّعذيب، وهدده بأن أمه ستلقى ذات المصير إذا لم يكشف لهم معلومات عن شقيقه الأكبر.
– الاحتجاز مع بالغين، فتمّ احتجازه مع بالغين وهو لا يزال طفلاً يبلغ من العمر 12 عام.
– الإهمال الطبيّ، حيث تعرّض للإهمال الطبيّ المتعمد، ومنع عنه دخول الأدوية أثناء فترّة حبسه احتياطيّاً.
ج. ظروف المعيشة داخل مقار الاحتجاز:
واجه الطّفل عبد الله بو مدين ظروف احتجازٍ صعبة، بالإضافة لإصابته بمشاكل في التّنفس، وحساسيّة مزمنة في الصدر، الأمر الّذي جعله يحتاج إلى موسّعات للشّعب الهوائيّة. كما كان يعاني -أيضاً- من إعاقةٍ في يده اليمنى والّتي تمّ تعليقه منها، مما جعله يحتاج إلى تدخل طبيّ بشكل دوريّ وعاجل.
إضافةً إلى إصابة الطّفل ببعض الأمراض والطّفح الجلديّ، ظهرت دمامل في عدة مناطق في جسمه، وحكة شديدة بسبب منعه من الاستحمام لمدّة طويلة، نتج عن ذلك إقدامه على محاولة الانتحار أثناء فترة اختفائه قسرياً.