احمد ماهر ابراهيم الطنطاوي (احمد ماهر) – لماذا نرفض حكم العسكر؟

اسم السجين (اسم الشهرة) : احمد ماهر ابراهيم الطنطاوي (احمد ماهر)

النوع الاجتماعي : ذكر

تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 6/23/2014

السن وقت الاحتجاز: 35 عام

الوظيفة – نشاط بالمجال العام: مهندس – مؤسس حركة 6 أبريل

مكان احتجاز المرسل : منطقة سجون طرة

لماذا نرفض حكم العسكر؟

لماذا نرفض حكم العسكر؟ (1) زعم بعض المتلونون و”كدابين الزفة” والراقصون حول السلطة، أن من يرفض حكم العسكر، خائن وعميل، أو أن هتاف 2011 الشهير “يسقط حكم العسكر”، هو هتاف أمريكي صربي إخواني مشترك، رغم أن بعض هؤلاء قد هتفوا معنا هذا الهتاف في 2011 و 2012، لكنهم ينكرون ذلك الآن أو يتناسونه، وبعضهم يتبرأ منه كأنه كان “مضحوك عليه” ومخدوع وقتها. الحقيقة أنهم متلونون وتتغير مواقفهم 180 درجة حسب موازين القوى، لكن المهم أن أشرح عموماً لماذا نرفض حكم العسكر؟، لمن يريد إعمال عقله والهروب من عملية غسيل المخ التي تقوم بها وسائل الإعلام باستخدام بعض العاطلين ممن يطلق عليهم “خبراء استراتيجين”. (2) مبدئياً: لا أحد يريد هدم الجيش وكل ما يُقال في الإعلام حول هذا الأمر، مجرد حواديت خيالية يروجها طبقة العسكر، بهدف المحافظة على امتيازاتهم والبيزنيس الذي يملكونه؛ فكلمة “عسكر” التي تغيظ العسكر هي كلمة صحيحة تعبر عن طبقة العسكريين الذين يحكمون ويمتلكون مشروعات خفية مجهولة لا تخضع للمحاسبة ولا سلطة الشعب. ونحن نريد جيشنا العظيم يتفرغ لمهمته المقُدَّسة، وهي حماية مصر وحدودها وليس “الاسترزاق” عن طريق مصانع مكرونة وتجارة في أراضي الدولة وإقامة المنتجعات السياحية. نريد جيشاً يحمي مصر من الأخطار المحيطة، ولا يتفرغ للسياسة والحكم ومشاكله وصراعاته حتى لا تتكرر هزيمة 67. الجيش المصري به أصدقائنا وأقاربنا وأخوتنا وكل ما نريده؛ أن يتفرغ لحماية الوطن ليس لقتلنا أو حكمنا أو قمعنا. (3) لو استرجعنا تجارب الحكم العسكري في الوطن العربي ودرسنا نتائجه؛ فنجد أن الحكم العسكري بدأ في سوريا منذ 1949 حتى اليوم، وفي مصر منذ 1952 وحتى اليوم، وفي العراق منذ 1958، وفي اليمن منذ 1965، وفي ليبيا منذ عام 1969، وفي الجزائر حتى اليوم، وكذلك في السودان وتونس وموريتانيا لفترات متناوبة. وهذا يعني هيمنة العسكر على السلطة في أهم الدول العربية طوال الستة عقود الأخيرة والنتيجة كارثية في كل هذه الدول؛ فقد اندثرت وتأكلت السياسة والأحزاب في تلك الدول، كما مات الإبداع في كل المجالات وزاد القمع وشراء الولاء بالمناصب، فإما أن تخدم الجنرال العسكري أو تُعتقل أو تٌسجن أو تِهاجر. وتجد الكفاءات العربية إما هاجرت لبيع خبراتها وكفائتها للغرب أو تم تهميشها في بلادها حتى ماتت حزناً وكمداً. استولت طبقة العسكر على كل مفاصل الحكم في تلك الدول وكل المناصب والمؤسسات والشركات الهامة، وفتحوا الباب للانتهازيين والمنافقين ومعدومي الكفاءة، فانتشر الفساد وعم الاستبداد والقمع وانحدر الحال وتأخرنا وتخلفنا عن العالم. فالتعليم أسوأ والإدارة أكثر تخبطاً وفساداً، والخدمات في انهيار يوماً بعد يوم .. لهذا نرفض حكم العسكر .. كفانا استبداد وفساد وتخلف. (4) يزعم “العواطلية الاستراتيجيون” وأبواق العسكر في كل القنوات، وكذلك زعم كل مؤيدي الأفكار والمناهج الفاشية على مر العصور، أن الآخر هو المسئول عن التخلف، وأن هناك مؤامرات وأنهم يعطلوننا عن التقدم. لا أنكر أن هناك من لا يريد للعرب والمصريين أن يتقدموا، لكن إلصاق كل فشلنا وتخلفنا بالآخر هو تضليل، واستدعاء نظرية المؤامرة طوال الوقت واستخدام العدو المجهول كشماعة لتبرير فشل الأنظمة العسكرية المستبدة هو قمة النصب والاحتيال. نعم هناك من لا يريد للعرب التقدم ولكن ليس فشلنا وتخلفنا نتيجة مؤامراتهم المزعومة، فخطاب التعبئة والحديث المستمر عن المؤامرات الكبرى لم يعد مجدي ولن يحقق أي تقدم حقيقي أو تصحيح للأخطاء الكارثية التي أرتكبها العسكر طوال عقود حكمهم، فهزيمة 1967 وضياع سيناء والقدس وغزة والجولان والضفة الغربية، كان سببه أن عبد الناصر عين صديقه على رأس الجيش المصري رغم فساده وشهواته المعروفه وتسببه كذلك في انفصال سوريا بعد الوحده التي لم تدم طويلاً. فساد الضباط في الخمسينيات والستينيات لم يكن مؤامرة خارجية، ومغامرات الجيش المصري في اليمن، التي أدت لإضعاف الجيش، لم تكن بدافع من الغرب. وإنجازات حكم العسكر في مصر في الخمسينيات والستينيات من إقامة المعتقلات وحفلات التعذيب والقتل والتفرغ لتسجيل مكالمات المواطنين والتنصت على حياتهم الشخصية لم يكن بوازع من الغرب، بل كان فساداً داخلياً، أدى لهزيمة 1967، وما صدام حسين والقذافي والنميري وعلى عبد الله صالح والسفاح بشار الأسد، إلاّ نسخاً مشوهة تم استنساخها من عبد الناصر. (5) يبرع المستبدون على مر العصور في استخدام الخطابة ودغدغة مشاعر الجماهير، “الديماجوجية” وتعني استخدام كلمات للسيطرة على مشاعر الناس، هي أحد أهم وسائل الأنظمة السلطوية أو الاستبدادية أو الفاشية. العودة للستينيات حيث الخطب الرنانة ودغدغة المشاعر والتخويف من العدو الخفي المتآمر ثم ظهور “المصفقاتية” و”الهتيفة”، الذين يتم توظيفهم بمهارة لإلهاب الحماسة، ثم يبدأ هتاف “بالروح والدم”، بهدف صناعة المستبد أو الفرعون الجديد. لا يحتاج هؤلاء لتعليم أو تخطيط أو دراسات أو استخدام للعلم أو الأخذ بالاسباب. فقط، يحتاجون الصوت العالي واستخدام الحنجرة وتخوين كل من يدعوا لاستخدام العقل وكل من يحذر من مخاطر الاستبداد. يستخدمون الصوت العالي والتخوين من أجل تسويق تجربة فاشلة، أدت لتأخير مصر وفشلها طوال 60 عاماً، ولا صوت يعلو فوق صوت المعركة، ومن يفكر فهو خائن وعميل لأعداء الوطن ومن يحذر وينبه من أخطار حكم العسكر، فهو يريد هدم آخر عامود للخيمة! وهو في الحقيقة آخر عامود للخيبة .. الآن، يتزاحم حملة المباخر والراقصون حول الفرعون الجديد ويبرزون قدرتهم على الصياح والتخوين حتى لا يسمح أحد غير نفاقهم ولا يستطيع أحد أن يفكر. (6) يزعم العسكر وصبيانهم و”كدابين الزفة” وخبرائهم الاستراتيجين أن مصر في طريقها للاستقلال الوطني؛ فقد تم تقليل التسول من أمريكا وأوروبا، وبدأ تنويع مصادر “التسول” عن طريق الاعتماد على السعودية والإمارات وتسليم البلد لهم “على المفتاح”، ومتجاهلين بهدف التضليل أن الحلفاء الجدد أيضاً ليسوا أحرارا في قرارهم، فهم ايضاً لهم حلفاء يُعتبروا أصحاب القرار الحقيقيين، وهم ياللصدفة أمريكا وأوروبا أيضاً! وهذا ما ينطبق عليه المثل القائل “ودنك منين يا جحا” أحمد ماهر ليمان طره