احمد ماهر ابراهيم الطنطاوي (احمد ماهر) – عن حال السجون في المملكة العربية السعودية

اسم السجين (اسم الشهرة) : احمد ماهر ابراهيم الطنطاوي (احمد ماهر)

النوع الاجتماعي : ذكر

تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 3/22/2015

السن وقت الاحتجاز: 35 عام

الوظيفة – نشاط بالمجال العام: مهندس – مؤسس حركة 6 أبريل

مكان احتجاز المرسل : منطقة سجون طرة

عن حال السجون في المملكة العربية السعودية

لفت نظري مقال في جريدة الأهرام للكاتب صلاح منتصر نقلاً عن جريدة واشنطن بوست يتحدث فيه عن حال السجون في المملكة العربية السعودية، فالسجن شديد الحراسة الذي يضم المتهمين أو المحكوم عليهم في قضايا الارهاب وهم المسجونين الأشد خطورة ولكن يتمتع كل منهم بسرير كبير وتليفزيون وثلاجة وحمام نظيف به دش ساخن وبارد، وكذلك يمكن للمسجون الارهابي الخطر ان يقضي 5 ساعات شهريا مع زوجته “في زنزانته”، آه والله في زنزانته، أما المسجون العادي أو حسن السير والسلوك فيمكن أن يقيم معه زوجته وأولاده ووالديه لو أراد، بالإضافة لإعادة تأهيل المسجونين والراتب الشهري لأسرة المسجون، بل وتتحمل إدارة السجن تكاليف سفر أسرة المسجون عند الزيارة.
وكنت أيضا قرأت تقرير منذ عدة شهور في جريدة الشرق الأوسط ” قبل ان تقوم ادارة سجن طره بمنع الجرائد” يتحدث عن السجون المفتوحة في بريطانيا والعديد من الدول الاوروبية، فالعقوبة في سجون أوروبا ليست هدف في حد ذاته بل هي وسيلة لتقويم السلوك وإعادة التأهيل، فمثلا إن تم الحكم على أحد الأفراد بالسجن بسبب جنحة أو جرائم خفيفة أو لأول مرة كالقايدة في حالة سكر أو مشاجرة والاعتداء على آخرين أو تعطيل حركة المرور أو أو… فيتم قضاء العقوبة في سجن مفتوح مساءً فقط ويذهب صباحاً إلى عمله ويستطيع الاستئذان لزيارة أسرته في أي وقت، وخلال فترة السجن يتم تأهيله نفسياً وثقافياً، وكثيرا ما تكون العقوبة في امريكا اوروبا هي قضاء فترة معينة في الخدمة العامة، وهناك بعض الدول التي تخفف العقوبة بمقدار قراءة المسجون للكتب، وهناك دول تلغي العقوبة إن ساهم المسجون في محو أمية الآخرين، فالعقوبة ليست هي الهدف ولكن السجن المفتوح أو الخدمة العامة أو حتى السجن المغلق هي وسائل لإعادة تقويم السلوك وإعادة التأهيل، وإن عاد لممارسة النشاط الاجرامي يتم تغليظ العقوبة.
أما في سجون مصر فالأمر يختلف تماما، فالعقوبة والسجن هو الهدف وليس الوسيلة، والسجن مكان تعليم المزيد من الاجرام وليس مكان التأهيل.
فأسهل قرار لوكيل النيابة هو الحبس الاحتياطي، “احبس لغاية مانشوف ايه القضية”، ليدخل البرئ لعالم متكامل من الاجرام، عالم له قوانين خاصة وقواعد تختلف تماما عن العالم خارج السجون، أما القضاة في مصر فمعروف انهم يحكمون بظاهر الورق، “الحكم حبس.. ولو برئ يبقى يخرج في الاستئناف او النقض”.
في مصر ما أسهل من العقوبة بظاهر الأمور، وفي الحبس الاحتياطي يتعلم المحتجز كل أنواع الاجرام، ومن يقضي عقوبة الحبس بسبب جنحة يخرج مجرم محترف يرتكب الجناية بغاية الاحتراف، لا توجد في سجون مصر أي تأهيل ولا تقويم، ملايين الجنيهات تصرف سنويا على السجون في مصر ليتحول البرئ لمجرم وليزداد إجراما، الذي تم القبض عليه لتعاطيه مخدر ما لاول مره مع أعتى تجار المخدرات في نفس المكان، والذي تعثر في سداد بعض الأقساط البسيطة مع لصوص القروض واذكى النصابين في نفس المكان، وسطهم الكثير من الأبرياء الذين سيخرجون يكرهون المجتمع بسبب ماتعرضوا له من إهانة وظلم داخل السجن، فالقاعدة بالداخل هي البقاء للأقوى .. أو الأغنى، نفس النظام الطبقي الذي خارج السجون موجود داخل اسجون، ادفع علشان تاخد حقك، أو اشتغل واخدم اللي معاه فلوس علشان تعرف تعيش.
لا تأهيل ولا اصلاح ولا يخرج مواطن صالح، هذا بالنسبة للمسجون الجنائي فما بالك بالسياسي، ما بالك بمن يتم حبسه ظلماً 3 أو 5 سنوات لمجرد الانتقام منه ومن ثورة 25 يناير؟ ما بالك بمن قضى أكثر من عام ونصف العام لمجرد انه اختلف مع اجراءات مابعد 3 يوليو، او لمجرد انه شارك في مظاهرة أو لمجرد اعتراضه على قانون التظاهر، هل تعتقد انه سيخرج نفس الشخص الذي دخل السجن بعد الشهور أوالسنوات التي عاشها في بؤس ومهانة وظلم وقهر؟؟ .. لا أظن