اسراء محفوظ محمد محمد الطويل (اسراء الطويل) – سجن القناطر .. مقبرة الأحياء

اسم السجين (اسم الشهرة) : اسراء محفوظ محمد محمد الطويل (اسراء الطويل)

النوع الاجتماعي : أنثى

تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 7/28/2015

السن وقت الاحتجاز: 23 عام

الوظيفة – نشاط بالمجال العام: طالبة بكلية الآداب بجامعة القاهرة

مكان احتجاز المرسل : منطقة سجون القناطر

سجن القناطر .. مقبرة الأحياء

سجن القناطر .. مقبرة الأحياء .. النهارده 28/ 7/ 2015 اليوم الثامن والخمسين على اختطافي والثاني وأربعين ليا في سجن القناطر .. لغاية دلوقتي ومع انه عدى شهرين على اختطافي الا اني مبقدرش استوعب اللي بيحصل .. لغاية دلوقتي لما بصحى من النوم أو حد بيصحيني بتفزع وأحكي أنا فين .. وأعيط وأقول عايزة أروح البيت ..
لما كنت في أمن الدولة كنت بحس اني مت خلاص .. وكنت حاسه ان الوقت وقف خلاص .. 15 يوم متغمية فيهم وكنت حاسه اني في القبر لدرجة اني كنت بدعي لنفسي يارب احييني من تاني زي ما هتبعث الموتى من القبور .. للأسف مقدرتش أصلي ولا اركعها طول الأيام دي لأن اليوم الي اتخطفت فيه كان آخر يوم حيض عندي ومقدرتش اغتسل لحد اليوم السبعتاشر لما أهلي عرفوا اني في سجن القناطر وجابولي هدوم في النيابة.. في يوم من الأيام هحكي كل اللي حصل معايا في أمن الدولة..
امبارح كان عندي عرض في نيابة أمن الدولة العليا واتجدد حبسي للمرة الرابعة 15 يوم .. طلبت من المحامي يقول لأختي اني عايزة آكل من ماكدونالدز لكن ضابط المأمورية رفض.. بينقلوني في عربية ترحيلات كبيرة قدامها بوكس ووراها بوكس .. والله العظيم بيضيعوا وقتهم ووقتنا ومغلبين نفسهم عالفاضي .. أنا بكره السجن .. قبل كدا كنت بفكر اني مفيش أي حاجة بتخوفني غير السجن .. بس خلاص أنا مبقيتش أخاف من السجن .. فهمت ماهينور لما كانت بتقول احنا مبنحبش السجون بس مبنخافش منها ..
النهارده ودوني عند دكتور اسمه محمود عاشور في السجن عشان يكشف عليا عشان مشكلة رجلي وقاللي انتي عندك عاهة مستديمة .. قولتله قصة اصابتي كلها واني بتحسن مع استمرار العلاج الطبيعي لكنه صمم على رأيه وقالي مبحبش الجدال يلا على عنبرك !! أنا بحتاج طول الوقت حد يجي معايا الحمام لأني بقدرش أتحرك لوحدي ..
أنا في زنزانة 3× 5 تقريبا كلها صراصير وحشرات والأكل اللي معانا كله في الزنزانة وحبل الغسيل كإن الواحد عايش جوه مطبخ في حمام في سرير .. الأيام هنا كلها شبه بعضها .. نسخة من بعض فعلاً .. ساعات بفكر طب أنا ليه باكل ؟! ايه اللي يخليني أ Survive وعشان ايه ؟ بدأت أحس ان الحياة بتموت جوايا .. مع ان وانا في أمن الدولة كان أقصى أمانيَّ اني أشوف مامتي تاني وعيلتي وكل يوم وأنا هناك يقولولي هتروحي البيت خلاص احنا عارفين ملكيش في حاجة وإن عمر واحد هلاس وانتو الاتنين هتخرجوا .. وكل يوم بيبقوا كدابين ومبروحش البيت ..
السجن رخم أوي .. ممنوع يدخلي أي كتب ممنوع الراديو حتى مجلات ميكي ممنوع .. والتفتيش الحيوان اللي بتفتشه لينا كوثر وأم يحيى وسيد وعامر .. والمسئول عن ان مفيش حاجة تدخلي هو رئيس المباحث .. حتى صوري منع إنها تدخللي .. الوقت الوحيد اللي بحس فيه بحته من حياتي هو وقت الزيارة .. نص ساعة في الأسبوع .. الزيارة اللي فاتت غصب عني عيطت لماما وقولتلها ماتسيبينيش .. مكنتش عايزة أوجع قلبها بس مقدرتش وكنت زعلانة اوي.. ونفسي أشوف أصحابي أوي ونفسي أشوف وودي قطتي جدا .. خلاص هي على وش ولادة ..
معايا هنا أسماء (غمازات) ميلادها سنة 95 ، وصفاء (صافي) سنة 96 ، وخدوا حكم 3 سنين وبقالهم سنة ونص في السجن !! وأسماء مختار (مخ) 94 وأخدت سنتين .. و مس رشا منير الجميلة .. انا بحبها جدا .. روحها طفولية اوي وهيا اللي بتلاعبنا وتهتم بينا ومبتسيبش حد من الصغيرين مننا يبقى زعلان .. ممكن تكونوا سمعتوا عنها هيا اللي جوزها توفى في طابور الزيارة وهو شايل بناته الاتنين .. ومنعوا مس رشا تحضر عزاه ولا حتى تشوفو بعد وفاته وهو على باب السجن .. وحماتها مانعة عنها الأطفال ! .. ليه قضاء مصر يحكم على أم جميلة زي مس رشا بـ 25 سنة ؟! مع الاتهامات الخزعبلية الموجهة ليها .. مس رشا بتاخدنا معاها الجنينة (سريرها في الدور التالت وبتطلعنا عندها ) .. ونشرب نسكويك وناكل شيبسي وشوكولاته معانا من الزيارات .. ونغني “يابنات يابنات يابنات اللي مخلفش بنات مشبعش من الحرية ومراحش المعتقلات.. حلوة الأيام في عينية علشان خلفت بنيّة .. اتفصلت من الكلية ولا دخلت امتحانات.. صوّتوا والطموا يا بنات .. السجن ملوهشي معاد .. حبستها لما اتنشرت اتكتبت في مجلات ” .. وبنقعد مستنيين الفضائيين يجوا ينقذونا بس مبيجوش ..
السجن وحش أوي والحياة بتفقد معناها .. يعني مفيش حياة .. زي الأموات كل واحد بيخرج بس ساعة الزيارة وخلاص .. المياه في السجن سيئة جدًا وبتسبب التهابات في الجسم وريحتها مجاري فبنضطر نجيب أزايز ميه معدنية الواحدة مننا بتحتاج على الأقل 6 أزايز مياه كبيره معدنية عشان الشرب والاستخدام الشخصي زي المضمضة وغسيل الوش .. ومبيسمحوش لأهالينا يجيبولنا مياه من بره عشان لازم نشتري من السجن .. وكرتونة المياه في بتبقى بـ 50 جنيه ومش بيرضوا يدونا كرتونة ، والواحد مبياخدش أكتر من ازازه في اليوم !!! ..
وبالمناسبة هما قاسمين السياسي في السجن وفيه فرق في المعاملة .. في الزيارة ممنوع ليا اني آخد جوابات أو أبعت، وبيقعّدوا معانا مخابرات في وسطنا يسمعوا الي بنحكيه مع أهالينا كإنهم مراقبيننا 24 ساعة ! .. أنا بكره السجن محتاجة ارجع لحياتي .. كفاية كدا خلاص .. والكهربا بتقطع بالتلات وأربع ساعات متواصلة عن زنزانتنا في الحر ده .. والسجن كله فيه مولدات كهرباء بتشتغل إلا زنزانتنا وبنموت من الحر ومفيش هوا خالص منغير مراوح .. والحشرات صراصير ونمل ودود بينتشروا وبيملوا المكان وبيزيدوا جداً بسبب ان الأكل بيبقى معانا جوه في الزنزانة ومفيش تلاجة لينا .. مع ان الاهالي اشتروا 3 تلاجات للزنزانة لكن إدارة السجن بقالها شهور مش عايزين يدخلوا التلاجات مع ان اجراءات دخولها خلصت !! ….
وفي السجن القذر ده كمان بيحصل ان الجنائيات قليلين الادب بيعملوا حاجات مش كويسة وبيتحرشوا بينا وفيهم ناسفجأة تلاقيها في الحمام تلاقيها شالت هدومها قدام الناس وقذرين جداً مع بعض وفيهم ناس بتتحرش بينا كمان وادارة السجن ساكتة على دا ..
أنا بطلب انهم يخلوا سبيلي مع استمرار التحقيق ولو صعب يبقى على الاقل اقامة جبرية في البيت لغاية مالتحقيق في التهم الباطلة الموجهة ليا يخلص ..
أسماء وصفاء عايزين يحكوا كمان .. صفاء حسن .. اسماء سيد .. المهندسة سلوى عبدالمنعم .. معتقلين منذ 8/ 1/ 2014 .. يعني 566 يوم .. : هل من الممكن جعل السجن جنة؟! من يدعي ذلك؟ كاذب أولاً وأخيراً. سلبوا منا حريتنا .. احنا عايشين في مقبرة .. الاكل بمعاد والشرب بمعاد حتى دخول الحمام بمعاد .. الحاجة الوحيدة الي بترد لينا روحنا الزيارة اللي كل 15 يوم وبتكون نصف ساعة .. وأصعب حاجة لما بشوف العجز في عيني أبويا وأمي وهما مش عارفين يعملولي حاجة .. نفسي اوي اقعد مع اهلي منغير ما حد يقول يله وقت الزياره خلصت، عملنا ايه نستاهل عليه كل ده ؟ ليه يحرمونا من حضن أمهاتنا؟! احنا ولا قتلنا ولا سرقنا مع ان الناس اللي بيجوا سرقة وقتل بياخدوا براءة وادارة السجن بتعاملهم أحسن مننا! احنا بالنسبالهم خوارج … شوفنا القهر والموت ومحدش حاسس بينا احنا بنتعامل معاملة سيئة جدًا من الادارة ومن السجينات والسجناء .. مش هطول .. الكلام كثير والوجع أكثر
يوم 27 / 7 / 2015 كان عرض النيابة ليا في نيابة أمن الدولة العليا .. واتعرضت على وكيل نيابة غير الي بتعرض عنده كل مرة .. المرة دي كنت رايحة وحاسة انه مشوار فسحه من السجن .. انا بكره السجن ومن اسوء الحاجات فيه ان كله ستات للأسف وانا اصلا معظم اصحابي القريبين رجالة.. متخيلين مأساتي ..
وانا خارجة من النيابة بعد قرار تجديد حبسي 15 يوم شوفت نهله وسارة وعائشة وعبدالحميد وعلي ومامتي ودعاء والاء ونوران .. فرحت ثانية لما شفتهم .. ونهله كانت بتقولي متعيطيش.. كان نفسي اسلم عليهم وأحضنهم أوي .. حتى ممنوع أسلم على أصحابي .. بس يوم الاتنين كان جميل عشان شوفتهم .. كنت بفكر هم اصحابي نسيوني خلاص؟! ده عدى شهرين..
هو ليه أصلا انا ابقى جوه نيابة؟ وليه اصحابي واخواتي وماما بيني وبينهم سور ومعرفش اسلم عليهم؟ ويركبوني عربية الترحيلات دي واروح السجن؟! ايه الجنان دا فعلا؟ يارب كل الحاجات الوحشه دي تخلص.. بس أنا فرحت اوي لما شوفت اصحابي بردو .. صحيح ضابط المأمورية اللي اسمه أحمد شوفي منعني أسلم عليهم ومع اني كنت جعانة وطلبت أكل منع اني اخد الاكل بردو.. بس فرحت بأصحابي.