انس سلام – أبوح لكم عما في خاطري

اسم السجين (اسم الشهرة) : انس سلام

النوع الاجتماعي : ذكر

تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 12/3/2014

السن وقت الاحتجاز: غير معلوم

الوظيفة – نشاط بالمجال العام: طالب بكلية التعليم الصناعي بجامعة قناة السويس – عضو المكتب التنفيذى لإتحاد طلاب مصر ورئيس اتحاد طلاب جامعة السويس

مكان احتجاز المرسل : سجن عتاقة المركزي

أبوح لكم عما في خاطري

أبوح لكم عما في خاطري لعل أجد أحد يسمع أو يعقل، في 2009 أكملت دراستي الثانوية ومن ثم التحقت بالمعهد الفني الصناعي بقويسنا -معهد فوق متوسط عامين -، ثم التحقت بكلية التعليم الصناعي بالسويس في 2011.
في أواخر 2009 بدأت العمل مع جمعية رسالة وفي 2011 التحقت بمدرسة نماء للتنمية المستدامة وكانت في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، وفي نفس العام التحقت بصناع الحياة في بداية إنطلاق مشروع العلم قوة لمحو الأمية، وفي يناير 2013 بدأت العمل مع مؤسسة مصر الخير.
في العام الدراسي الأول لي بالكلية انتُخِبت نائباً لرئيس اتحاد الكلية وعضواً بمجلس اتحاد طلاب الجامعة، وفي العام الثاني تم انتخابي كرئيس لاتحاد الطلاب بالكلية ونائب رئيس اتحاد طلاب الجامعة وعضو المكتب التنفيذي لاتحاد طلاب مصر وكل ذلك في ابريل 2013 وبعد تخرج الرئيس تم تصعيدي رئيس لاتحاد طلاب الجامعة .
كل ما سبق هي أهم محطات حياتي في الأربع سنوات السابقة، ولا أخفي أن لي أيضا اخفاقات مثل توقف عمل فريق معرفة بالمنوفية والذي أشرفت علي تأسيسه وهو فريق يعمل علي نشر الثقافة بين الشباب واخفاقي الثاني هو عدم إكمال مشروع إحياء الذي وصل إلي نهائي تصفيات مسابقة فكرتي التابعة لكلية إدارة الأعمال بالجامعة الأمريكية وفكرة المشروع هي الاستفادة من المخلفات الصلبة.
حياتي باختصار تنقسم إلي ثلاث اهتمامات الأول هو المجتمع المدني والتطوع، والثاني البيئة والتنمية المستدامة، والثالث اتحاد الطلاب وتطوير التعليم الفني.
كنت متفائل جداً رغم كل ما حدث من قتل لزملائي أو معارفي أو حتي معرفتي بظلم وقع علي الطلاب أو آخرين، كنت أقوم بما يجب علي بقدر المستطاع ولكني أعترف أني لم أترك بصمة حتي الآن ولكني حاولت، رغم كل محاولاتي ها أنا الآن
بين أربعة جدران محبوس على ذمة التحقيق وهنا يصفونى سجين سياسي، رغم إعلان السلطات في أكثر من مناسبة بأنه لايوجد سجناء رأي أو سجناء سياسيون!.
هنا الحياة مثل الحياة في المقابر الجماعية، خمسون فرداً أحياء في حيز لا يتسع إلا لثلاثين فرداً على أكثر تقدير، العبور في الصباح بين النائمين يذكرنى بالعبور بين الأموات في مشرحة زينهم أو المقابر الجماعية.
لا أعرف أي ذنب اقترفت لكى أكون هنا، لا يخفى على أحد أنه بعد أحداث 30/6 و 3/7 كان موقفي الشخصي لا أعبر عنه لأحد، وكان موقفي بصفتى رئيس اتحاد الطلاب أننا نمثل كل الطلاب ولا يصح أن أقف مع هذا الطرف أو الطرف الآخر، ولكن يجب على أن أسعى على حقوق الطلاب القتلى وإسعاف المصابين وتمكين المعتقلين من أداء امتحاناتهم.
شاركت في كل اللقاءات التى دعيت لها من قبل وزارة التعليم العالي بداية من مصطفى مسعد مروراً بوائل الدجوى، والأهم ملتقى اللائحة الطلابية الذي دُعي له في عهد الوزير السيد عبد الخالق _ والألقاب محفوظة_.
والآن بعد ما أعانيه هل تعتقد أنه يجب أن أكمل ما فعلته أو أن أعطي اهتماماً لأحد أو أثق في النظام أو حتى الدولة … في بداية فترة حبسي كان كل تفكيري في كيف سوف أهاجر من هذه البلد بمجرد خروجى من الاعتقال .
الآن لا أخفي عليكم أن التفكير يبدأ في كيف سوف أعيد كرامتي وعزتي ومكانتى بعدما يحدث من إهانة لنا … أصبح التفكير بلا حدود وكل ما هو مباح أصبح محل دراسة، لا اظن أنى سوف أخرج قريباً من هنا، لذلك لا أهتم بالسياسة ولا الحقوقيين ولا النظام ولا الدولة، وأصبحت أهتم بنفسي وفقط ولا أحد يستطيع أن يلومني.
دمتم على خير في وطن لا يوجد به سجن ولا سجان.

أنس سلام
3/12/2014