حسام ابو البخاري – عندما أعود بالذاكرة

اسم السجين (اسم الشهرة) : حسام ابو البخاري

النوع الاجتماعي : ذكر

تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 7/3/2014

السن وقت الاحتجاز: غير معلوم

الوظيفة – نشاط بالمجال العام: –

مكان احتجاز المرسل : منطقة سجون طرة

عندما أعود بالذاكرة

3يوليو 2014.. معتقل سجون طرة

عندما أعود بالذاكرة إلى تجربة العشرة أشهر اعتقال وكيف كانت أمواج القدر تأخذني من الرصاص إلى الدم ومن الدم إلى السحل ، وهكذا من قسم إلى قسم ومن سجن إلى سجن ومن زنزانة إلى زنزانة،

تلتقي عيني وجوه ناضرة وترى أيضًا أقفية باسرة، حدودي هي الحيطان والقيود و فراشي هو الخرسانة الملتحفة بالتراب،

حين يمر في ذهني كل هذا أتذكر جدلية الفيلسوف البريطاني ريبيكا روتشيه التى تقول: لو أمكن لجسدك أن يتحمل البقاء ألف عام، فإن هذا الجسد فى واقع الأمر تسكنه سلسلة من الأشخاص على مدار الزمن ،وليس شخصا واحدا مستمرا. فلو أنك وضعت شخصا فى السجن لارتكابه جريمة ما وهو في الأربعين، فقد يصبح هذا الشخص فعليًا، شخص آخر مختلفًا كل الاختلاف عندما يبلغ “التسعمائة والأربعين” ،مما يعني عمليًا أنك تعاقب شخصا على جريمة ارتكبها شخص غيره أغلبنا سيرى فى هذا ظلمًا.

تسأل نفسي جسدي ويتجادل عقلي مع روحي: هل يا ترى أنا هو هو؟! أم أنا هو آخر؟! هل لا زلت أنا ذاك الشخص الذي قبض عليه من رابعة أم أصبحت إنسانًا آخر كما يجادل روتشيه!

وحين تضرب تلك الأفكار بعضها بعضًا في رأسي وتتصارع هذه الجدليات الوجودية في ذهني، أقف لها ممسكًا عصايا المقدسة ويقول لساني بصوت تسمعه أحشائي وتلافيف مخيا: أنا ذلك الفتى الذى يصنع به الله وبغيره من الشبيبة والشيوخ قدرًا مفارقًا ومتجاوزًا فى هذا العالم الآن و سيغير بنا الجبار جغرافيًا وتاريخ البسيطة !

وسيقال وأنت هناك في الأسر ؟!
نعم وأنا في القيد لأنهم هناك فى الخارج يرفعون أسري ويكملون روحي بأجسادهم وعقولهم !

نعم “نحن قدر الله في هذا العالم”.