حسن محمد حسن احمد صقر (حسن صقر) – رسالة من القلب

اسم السجين (اسم الشهرة) : حسن محمد حسن احمد صقر (حسن صقر)

النوع الاجتماعي : ذكر

تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 12/12/2014

السن وقت الاحتجاز: غير معلوم

الوظيفة – نشاط بالمجال العام: –

مكان احتجاز المرسل : منطقة سجون طرة

رسالة من القلب

رسالة من القلب
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على رسول الله صلي الله عليه وسلم :
إلى ساكنة القلب إلى بحر الحب إلى مدرسة الصبر إلى زوجتي الحبيبة الغالية , أهدي إليك هذه الكلمات .
بعد أن منّ الله علينا و اصطفى ولدينا ” عمر و حمزة ” عنده تعالى و ادعوا الله أن يكونوا من الشهداء ” وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ” 169 آل عمران .
لم أستشعر كلمات رسول الله صلى الله عليه و سلم التي قالها عند وفاة ولده إبراهيم :
” إن القلب ليحزن و إن العين لتدمع و إنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون و لا نقول إلا ما يرضي ربنا إنا لله و إنا إليه راجعون ” .
إلا عندما تلقيت خبر وفاة ولدينا الحبيبين , كم كانت لحظات قاسية على القلب سكب الله علينا صبراً و رضاً من عنده .. ” فاللهم لك الحمد “
لقد كُنْتِ يا زوجتي الحبيبة بعد الله عز و جل نعم المُعين في هذه المِحْنة بعد أن سمعتكِ و لسانكِ يلهج و يقول : ” اللهم لك الحمد “
فتعلق قلبي بالله و اطمأن إلى إختيار الله عز و جل …
فتذكرت قول عبد القادر الجيلاني :
” إن المصيبة ما جاءت لتهلك و إنما جاءت لتمتحن صبرك و ثباتك ” .
و لا أنسى يا زوجتى الحبيبة كلماتك الخالدة و أنت في أوج محنتك و مصابك :
” الحمد لله يا حسن ربنا أخد اثنين و ترك اثنين ”
” فاللهم لك الحمد ”
اعلمي يا زوجتي الحبيبة أن هذا الإبتلاء ما هو إلا منحة من الله عز و جل
و كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
” إن الله إذا أحب عبداً ابتلاه ” .
و على قدر الإيمان يكون البلاء
” أشد الناس بلاءً الأنبياء ثم الذين يلونهم ”
و كما قال الإمام بن القيم :
” إن من أسرار الإبتلاء حصول الإخلاص في الدعاء , صدق الإنابة إلى الله , التضرع إلى الله , تمحيص الذنوب و المعاصي , بلوغ الدرجات العلا في الجنة ” , فلنرضى بقضاء الله عز وجل .
” فاللهم لك الحمد ”
اعلمي يا زوجتي الحبيبة أن لله تعالى حكمة في هذا البلاء لا يعلمها إلا هو فاجعلي هذا يقينا في قلبك و اسمعي إلى حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم :
” إن الله عز و جل بقسطه جعل الفرج و الروح في الرضا و اليقين و جعل الهم و الغم في الحزن و الشك ” .
و قيل لرابعة العدوية متى يكون العبد راضياً ؟
قالت : ” إذا كان سروره بالمصيبة كسروره بالنعمة ” .
و قديماً قال أحد الصالحين :
” كم من نعمة في شكل نقمة و كم من رحمة ضمن مصيبة ” .
” فاللهم لك الحمد ”
تذكري يا زوجتي الحبيبة يوم أن رزقنا الله بمولودنا الأول فسميناه ” عمر” ليكون كعمر بن الخطاب ” شهيد المحراب ” .
و يوم أن رزقنا الله بمولودنا الثاني فسميناها ” سمية ” لتكون كسمية بنت خياط ” أول شهيدة في الإسلام ” ، و يوم أن رزقنا الله بمولودنا الثالث فسميناه ” حمزة ” ليكون كحمزة بن عبد المطلب ” سيد الشهداء ” .
و كنا ندعوا الله عز و جل أن يختارهم شهداء فاستجاب الله دعاءنا و اختار ” عمر و حمزة ” فندعوا الله أن يكونا من الشهداء .
ثم منَ الله علينا في العام الماضي سبتمبر 2013 و أنا في الإعتقال و رزقنا بمولودنا الرابع فسميناه ” خالد” ليكون كخالد بن الوليد جعل الله النصر على يديه .
” فاللهم لك الحمد ”
زوجتي الحبيبة
إن أشد ما في هذه المحنة هو الشعور بالعجز و ما أصعب الشعور بالعجز .
العجز عن رؤية أولادي وهم يغسلون
و العجز عن دفن أولادي
و العجز عن تلقي العزاء في أولادي
و لكن عزاؤنا في ذلك أننا نقدم أولادنا شهداء فداءً لهذا الدين و لسنا أقل من اخواننا و أخواتنا الذين قدموا و ما زالوا يقدمون التضحيات في سبيل هذه الدعوة المباركة .
” فاللهم لك الحمد “
وتذكري يا زوجتي قول ” الخنساء ” التي قدمت أولادها شهداء يوم القادسية : ” الحمد لله الذي شرفني بقتلهم و أرجوا من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته ” .
و اختم كلامي إليك زوجتي الحبيبة بهذه الكلمات الغالية التي قالها الإمام ” حسن البنا ” و هو يقول : ” و لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا فالرزق و الأجل و النفع و الضر و الحياة و الموت و المرض و الشقاء و السعادة و الشقاء كلها بيده يصرف الناس فيها كيف يشاء فلن يموت أحدنا إلا بأجله “
أحمد الله تعالى أن رزقني زوجة صالحة مثلك , أدعوا الله أن يجمعنا في جنته مع ” عمرو حمزة” و يبارك لنا في ” سمية وخالد” .
” فاللهم لك الحمد “
أتوجه بخالص الشكر لكل الإخوة و الأخوات الذين شاركونا هذه المحنة فكانوا خير رفيق لنا , جمعنا الله و إياكم على نصر قريب ” وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيبًا” . 51 الإسراء.
زوجك الحبيب
حسن صقر
معتقل استقبال طرة
صفر1436 هـ / نوفمبر 2014