شريف ابو المجد – رسائل إلى الآباء والامهات – الرساله الاولى

شريف ابو المجد – رسائل إلى الآباء والامهات – الرساله الاولى

اسم السجين (اسم الشهرة) : شريف ابو المجد

النوع الاجتماعي : ذكر

تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : شهر ديسمبر من عام 2014

السن وقت الاحتجاز: 65 عام

الوظيفة – نشاط بالمجال العام: عضو هيئة تدريس بكلية هندسة المطرية بجامعة حلوان

مكان احتجاز المرسل : منطقة سجون طرة

ملاحظة: لم يتم التوصل لتاريخ تحرير أو نشر الرسالة بالتحديد خلال العام المدرجة خلاله، وتم افتراض إدراجها بتاريخ آخر يوم في العام أو الشهر -إن حدد- لأغراض تقنية.

رسائل إلى الآباء والامهات – الرساله الاولى

حدثنى بعض ابنائى طلاب كليه الهندسه المعتقلون عن انزعاجهم من ضياع العام الدراسى الماضى واحتمال ضياع العام الدراسى الحالى بسبب اعتقالهم ، فبادرتهم بالسؤال : هل وجود الطلاب فى المعتقلات لمده سنه او سنتين يعتبر وقتا ضائعا ؟ هذا ماسنحاول الاجابه عليه فى هذه الرسائل القصيده
واحب اولا ان أقدم نفسى للآباء والامهات الذين أخاطبهم بهذه الرسائل ، فأنا استاذ متفرغ ( على المعاش ) فى كليه الهندسه بالمطريه ، وكنت مديرا ً لمركز التنميه التكنولوجيه بجامعه حلون ، وكنت رئيسا للجنه التعليم بنقابه المهندسين قبل اعتقالى ، وقد صدر لى كتاب ’ التعلم المستنير لمواكبه عالم سريع التغيير – الجزء الاول ‘ سنه 2004 ، واعمل حاليا على الجزء الثانى منه ، ولذلك فأنا مهتم بالتعليم عموما والتعليم الهندسى على وجه الخصوص منذ اكثر من ثلاثين سنه
واحب ثانيا ان اوضح بعض الفوارق بين نظام التعليم المصرى ونظم التعليم فى الدول المتقدمه فى النقاط التاليه :
1. التعليم المصرى فى المدارس قائم على التلقين ، وقد افسده لدرجه كبيره اعتماد الطلاب على الدروس الخصوصيه ، بحيث اصبح الطالب لايعتمد على نفسه فى الحصول على المعلومه ولا فى التفكير لحل مسائل الرياضيات ، بينما التعليم فى الدول المتقدمه يقوم على الفهم ، ولايعطى الطالب المعلومات كلها وانما يعلمونه كيف يحصل عليها من الانترنت والمراجع ، ولايعطى حل مسائل الرياضيات وانما يترك ليجتهد فى حلها بنفسه
2. الطالب في أوروبا وأمريكا يشجع على العمل أو السفر لرؤية العالم لمده سنتين بعد الحصول على الثانوية ألعامه وقبل الالتحاق بالجامعة ، فالجامعات هناك متوفرة وتغطى احتياجات كل الطلاب ، ولذا فالطالب يختار التخصص الذي يحبه دون تقيد بشرط المجموع ، وبذلك تكون فائدة هاتين السنتين هي إن يتعرف الطالب على المهن المختلفة حتى يختار التخصص الذي يحبه ، وان يكتسب الطالب مهارات الحياة وجوانب الشخصية التي تساعده في حسن استكمال تعليمه الجامعي ، وتساعده في سوق العمل بعد تخرجه .
وهذه نقطه هامه أحب إلقاء الضوء عليها، فالطالب في الدول المتقدمة يتم إعداده لسوق العمل وليكون مواطنا صالحا منتجا بالتركيز على ثلاثة جوانب، وليس جان واحد كما يحدث في التعليم المصري، هذه الجوانب هي:
الجوانب الفنيه : مهارات التخصص العلمى من طب وهندسه ومحاسبه وقانون … الـــخ
جوانب مهارات الحياه : وهى المهارات الناعمه من كيفيه التعامل مع الناس ومهارات الاتصال والقدرة على العمل فى فريق وقياده فريق … الـــخ
جوانب بناء الشخصيه : وتُعنى بغرس الجوانب الايجابيه فى الشخصيه من رجولة وصبر ومثابره وطموح وثقه بالنفس … الـــخ
ولذلك ينصح الطالب فى الدول المتقدمه بعد انهاء الدراسه الثانويه بالعمل لمده سنتين او السفر حول العالم لاكتساب هذه الخبرات المختلفه ، والهدف هو تنميه الجانبين الثانى والثالث من مهارات الحياه والشخصيه فهل هاتين السنتين فى حياه الطالب الامريكى – مثلا – سنتين ضائعتين ؟
ان النظره المحدودة التى ينتظر بها الطلاب تعليمه كله فى سبعه عشره سنه ( 12 سنه تعليم اساس و5 سنوات تعليم جاممعى ) ، دون الاهتمام بالمهارات التى اكتسبها او شخصيته ولذلك يدخل الخريج المصرى سوق العمل وهو غير مزود بمهارات الحياه اللازمه جدا فى القرن الحادى والعشرين
فالسؤال الآن هو كيف يستغل ابنائنا الطلاب فتره الاعتقال فى تنميه مهارات مهمه وجوانب مهمه فى شخصيتهم ، ولكى اجيب على هذا السؤال يجب اولا ان اوضح للساده الآباء والامهات شيئا بسيطا عن طبيعه الاعتقال مع اعضاء الحركه الاسلاميه فلو اتيحت لاحدكم الفرصه لرؤيه كيف يحيا هؤلاء المعتقلون فستجدون الآتى :
1- الاطمئنان : فأبناء الحركه الاسلاميه مطمئنون الى موعود الله ، ويعتبرون ان المحن جزء من سنه الله فى الدعوات ، كما حث مع الرسل صلوات الله عليهم
2- الصبر : لان اول شىء يفعله المؤمن عندما مايبتليه ربه هو ان يصبر على هذا البلاء
3- الرضا : وثانى شىء يفعله المؤمن مع ربه هو أن يرضى بقضائه وان يعلم أنه خير له ، لقول رسولنا الكريم (ص) : عجبت لأمر المؤمن ، ان امره كله خير ان اصابته سرّاء شكر فكان خير له ، وان اصابته ضرّاء صبر فكان خير له ، وليس ذلك الا للمؤمن
4- التعاون : فتجد كل غرفه من غرف السجن وكل عنبر من عنابره مملؤه اخوة متحابين متعاونين يؤثر كل منهم الآخر على نفسه
5- الاستفاده من الوقت : فلا وقت ضائع ، وانما قراءة للقرآن ، وحفظ لآياته ، او قراءة للكتب المفيده ، او حضور دروس العلم ، او تأليف الكتب كما افعل
6- الاستفاده من بعضهم لبعض : فتستفيد من علماء الازهر علما شرعيا ، ونستفيد من اساتذه الجامعات علما فنيا ، ونستفيد من خبره كل ٍ منا فى عمله الحياتى ، اذا يقص كل منا على اخوانه هذه الخبرات
ونكمل تجابه السؤال فى الرساله الثانيه بإذن الله