شريف ابو المجد – رسائل إلى الآباء والامهات – الرساله الثانيه

شريف ابو المجد – رسائل إلى الآباء والامهات – الرساله الثانيه

اسم السجين (اسم الشهرة) : شريف ابو المجد

النوع الاجتماعي : ذكر

تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : شهر ديسمبر من عام 2014

السن وقت الاحتجاز: 65 عام

الوظيفة – نشاط بالمجال العام: عضو هيئة تدريس بكلية هندسة المطرية بجامعة حلوان

مكان احتجاز المرسل : منطقة سجون طرة

ملاحظة: لم يتم التوصل لتاريخ تحرير أو نشر الرسالة بالتحديد خلال العام المدرجة خلاله، وتم افتراض إدراجها بتاريخ آخر يوم في العام أو الشهر -إن حدد- لأغراض تقنية.

رسائل إلى الآباء والامهات – الرساله الثانيه

بعد هذا العرض السريع لسمات الحياه فى المعتقل نرجع الى الاجابه عن السؤال كيف يمكن ان يستغل الطالب فتره الاعتقال فى تنميه مهارات حياتيه مهمه وجوانب مهمه فى شخصيتهم ؟
اولا : يجب ان يحدد المهارات التى يريد اكتسابها وجوانب الشخصيه التى يريد استكمالها فكل امرىء ادرى بنفسه ، وله ان يستعين بوالديه فى ذلك ، وسنستعرض بسرعه مهارات الحياه التى يجب ان يكتسبها :
1. كيفيه التعامل مع الناس : وهى تحتاج لتنميه اخلاق احترام الكبير وحب الخير وان تخاطب الناس على قدر عقولهم ، وجوانب الصدق والصراحه
2. مهارات الاتصال : وتشمل مهارات العرض اى كيف يعرض المرء رأيه وكيف يسوّق مهاراته فى المقابلات الشخصيه ، وكيف يحسن الاستماع للآخرين ويستفيد مما لديهم من علم او خبره ، اى يستمع اكثر مما يتكلم
3. مهاراه العمل فى فريق : وهى كيف يتعاون ويتآزر مع الآخرين ، بحيث يحترم كل فرد دور الآخر ، وتثمّن مهاراته وقدراته ، ويعملون وفق خطه وبرؤيه واضحه ، وكيف يتيمون انفسهم كفريق ويعلمون على تحسين نقاط الضعف
4. مهاراه قياده فريق : وهى من اهم المهارات المطلوبه فى القرن الحادى والعشرين ، وتكتسب عن طريق صفات القيادة من رؤيه واضحه وحزم فى التعامل وقدره على اتخاذ القرار فى الوقت المناسب وتحمل للمسئوليه وحسن اداره الازمات اما جوانب بناء الشخصيه فنستعرض بسرعه بعضها :
1- الرجوله : وهى ليست الذكوره ، فالرجوله للرجل والمرآه كليهما ، وهى ان يكون صادق الوعد ، فحافظا على كلمته ، شجاعا ً فى الحق ، ثابتا ً على المبدأ ، كما قال الله تعالى ” من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه ، فمنهم من قضى نخبه ومنهم من ينتظر ومابدلوا تبديلا ً .. اللهم اجعلنا منهم .. آمين
2- الصبر : وهو الصبر على الطاعه والصبر عن المعصيه والصبر على قضاء الله وقدره صبرا جميلا ، وهو الصبر الذى لاضجرو لاشكوى معه
3- المبادرة والمثابرة :وهى ان تغير نفسك اولا ، وتكون ايجابيا ، وهى الاصرار على تحقيق الاهداف ، والاستمرار على الطريق مهما كانت الصعاب ، والتزام جماعه المسلمين وامامهم والثقه فى موعود الله
4- الطموح : وهو وضع الاهداف الطموحه رغم الواقع الصعب ، وان تكون له نفس تواقه الى المعالى والبعد عن سفاسف الامور .
5- الامانه : وهى مجاهدة النفس على الالتزام بالحق والصدق فى التعامل مع الناس والابتعاد عن كل جوانب الخداع مهما كانت مسمياتها
6- الثقه بالنفس : وهى تنبع من معرفه الانسان بقدراته العاليه وثقته فى جدراته الفنيه والشخصيه ، وثقته فى الطريق المستقيم الذى يسير عليه
ثانيا ً : وضع خطه لاستكمال الجوانب التى حددها لنفسه ، وتكون بعده طرق :
1. الجانب النظرى : وذلك عن طريق الدروس والمحاضرات وقراءه الكتب المفيده فى المهارات او جوانب الشخصيه التى يبغى اكتسابها
2. الجانب العملى : وذلك عن طريق التطبيق العملى لما اكتسبه نظريا ، والمشاركه مع زملائئه المعتقلين فى الاعمال المختلفه ، مع تقييم كل ٍ لتقدم اخيه
ويكون ذلك بأن يتبرع الأخوه الاكبر سنا ً بجانب من وقتهم لمراجعه خطه كل طالب من ابنائنا الطلاب ، وعمل الاقتراحات اللازمه حسب مايراه من صفاته الشخصيه ، فالمؤمن مرآه اخيه ، ثم يتم ترتيب الدروس والمحاضات النظريه لكل مجموعه وحسب احتياجاتها ، ويلى ذلك التدريب على الجوانب العمليه تحت اشراف وتقييم الاخوه الاكبر ، ولدينا خبراء فى التنميه البشريه يمكنهم مراجعه وتعديل كل ماسبق
نعم ، إنه جهد علمى منظم ، وليس عملا عشوائيا ، فقد أمرنا ديننا ان نأخذ باسباب العلم والتخطيط ، والانضيّع الوقت فيما لافائدة فيه ، زهذا ليس كل ماسيفعله ابنائنا الطلاب ، ولكن بالاضافه الى ذلك يجب ان يكون له ورد يومى من قراءة القرآن وحفظه ، وورد لقراءة الكتب المفيده وما أكثرها ، ووقت يقضيه مع الاكثر منه خبرة ليستفيد من خبرته ويستزيد من علمه ، ووقت لمناقشه الامور الهامه لمستقبله الشخصى ومستقبل مصر فى هذه الظروف الاقليميه المضطربه
ويجب الاينسى ان يكون له ورد يومى من الرياضه البدنيه ، ورغم قلة الامكانات والمساحه المتاحه لذلك الا أنه من الممكن عمل التمرينات السويديه الشاقه يوميا .
واخيرا ارجو ان اكون قد وفقت فى الاجابه عن السؤال : هل سنه ( او سنتى ) الاعتقال وقت ضائع ؟ وارجو ان اكون قد تمكنت من اقناع الآباء والامهات ان ابنائهم فى أيد امينه ، وانهم – ان شاء الله – سيخرجون من هذه المحنه اصلب عودا ً واقوم شخصية واصوب رأيا واشد عزما ً وامتن خلقا واشد برا ًواقوم دينا ً
والله من وراء القصد وهو يهدى السبيل ، وفى الرساله التاليه نوضح دور الآباء والامهات مع ابنائهم المعتقلين