صهيب سعد الحداد (صهيب الحداد) – ماريا

اسم السجين (اسم الشهرة) : صهيب سعد الحداد (صهيب الحداد)

النوع الاجتماعي : ذكر

تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 6/29/2016

السن وقت الاحتجاز: غير معلوم

الوظيفة – نشاط بالمجال العام: صحفي

مكان احتجاز المرسل : منطقة سجون طرة

ماريا

ماريا
ماريا ، ستقرأين هذه الرساله بعد أعوام عديده إن شاء الله ، حينما تكونين قادرة على الإدراك ، حيث أنك تبلغين الآن من العمر ستة أشهر ، هي نصف المدة التي مرت علىّ في السجن في هذه الحبسة ، نعم قد قضيت قبلاً سنة في الأسر بتهمة أنني أعمل مصورا لصالح قناة الجزيرة ، ومن الله علينا بفرصة الخروج ، لكنني لم أكد أتم شهري الرابع حتى عدت مرة أخرى أسير !! لكن هذه المره عدت في قضية أبرز إتهاماتها هي محاولة إغتيال القائد الأعلى للقوات المسلحة ، أمضيت إثنتي عشرة يوما بالمقر الرئيسي لجهاز المخابرات الحربية ، الجهة الأعلى سيادة في وقتنا هذا ، لست في حل بأن أشرح لك كل التفاصيل يا ماريا ، كانت صرخات عمر من التعذيب أسوأ ما في الوجود وقتها . ولدتِ وأنا في السجن ، كنا أنا وأمك رفيقي سهر ، مذ كانت هي في الثانوية ، حتى أصبحت هي لديها بيتها الخاص كنت أزورها كي نرتشف سوياً بعضاً من النسكافية ، عندما سافرت جدتك إلى العمرة ، تركت لكلينا مبلغا خاصا للطعام الجاهز الذي كنا نطلبه بعد منتصف الليل ، كانت تلك عادتنا وكانت جدتك تعلم ذلك وتوفر لنا ما نريد ، كنت اذهب الي خالك في بيته كي اتناول معه وجبة العشاء وأحتسي عنده فنجانا من القهوة ، كنت كثير النقاش مع جدك بشأن الإخوان وبشأن السياسه ، اعتقلت وانا في الخامسة عشر من عمري ، اذ كنت اعلق اوراقا مكتوب عليها : يسقط حكم مبارك الديكتاتور كان يوما واحدا ، كان ثقيلا جدا علي نفسي ، حينها عرفت قيمة الحرية ! ، كان احد اصدقائي يتنبأ لي بأنني سأموت شنقا علي يد النظام الحاكم كبرنا يا ماريا واصبحنا نعرف شيئا إسمه الحب ولكننا بتنا نعرف نقيضه اكثر منه ، اصبحنا نعيش داخل السجن بعد ما كنا نسمع عنه في سورة يوسف أو نقرأ عنه في كتب التاريخ ! ، جهاد يا ماريا هي خالتك التي لا افرق بينها وبين امك ، لست في حل أن احكي عنها على الملأ ، لكن عليك أن تجعليها تشارك في تكوين شخصيتك ووجدانك وإلا فاتك الكثير ، إعلمي يا ماريا أن خالك أسامه هو أكثر من وقف بجانبي في هذه المحنه ، واعلمي انني خالك ايضا
إنتقلنا يا ماريا من سعة الدنيا إلى ضيق السجون ، السجون التي سأحكي لك عنها في رسالة أخرى وإن كنت لا أحب أن تلوث حياتك بمثل هذه الكلمة ولو بالقراءة عنها ، أملا في أن يكون جيلكِ ، جيل تمكين وليس جيل إستضعاف . إحفظي يا ماريا هذه الأسماء جيدا ، هؤلاء هم أعمامك وخالاتك ، الذى عليك يوما ما أن تكوني قريبة منهم بعد أن يرزقهم الله الثبات على الحق: أنس البلتاجي ، عبدالله نور الدين ، د/يوسف طلعت ، خالد سحلوب ، محمود ممتاز ، محمد كمال ، عبد الرحمن عياش ، محمد شمس ، جهاد خالد ، نهلة الحداد ، ضحى ورحاب الوزير ، ساره محمد ، فاطمه بليغ ، سلمى محمد ، نورهان ممدوح ، آلاء غنيم ، عمر محمد علي ، وآخرون يا ماريا ، فضلا عن أسيادك الشهداء من جيلنا . وأعلمي أن من بين تلك الأسماء من قد أذاني ، لكني أعلمك أن ” ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا ، إعدلوا هو أقرب للتقوى ” أعلمك ” ولا تنسوا الفضل بينكم ” ، أعلمك ياماريا أن الوفاء للفضل قيمة يقتلها الناس بمجرد أن يجور بعضهم على بعض ، مهما بلغت درجة الجور يا ماريا ، فلا تنسي الفضل أبدا ، ولا تقطعي على نفسك عهداً لا تطيقينه ، إذ أن نقض العهود ليس بهين ، وكوني دائمة الأنس بالله واتخذي من كتابه صاحباً . على لقاء قريب يا ماريا