عبد الرحمن محمد مصطفي المرسي الجندي (عبد الرحمن الجندي) – أنا مش رقم

اسم السجين (اسم الشهرة) : عبد الرحمن محمد مصطفي المرسي الجندي (عبد الرحمن الجندي)

النوع الاجتماعي : ذكر

تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 10/21/2014

السن وقت الاحتجاز: 18 عام

الوظيفة – نشاط بالمجال العام: طالب بكلية الهندسة بالجامعة الألمانية بالقاهرة

مكان احتجاز المرسل : منطقة سجون طرة

أنا مش رقم

“أنا مش رقم”
“آلاف المعتقلين فى السجون” “مئات من الطلاب يُدَمَّر مستقبلهم بسبب الحبس الظالم” “عشرات من الشباب المضرب عن الطعام”
آلاف و مئات و عشرات ، أرقام.
تشعر القارئ بأن المسألة أهون مما هى فى الحقيقة ، و تخفف من وقع الكلام على ضمائر الناس ، قالمعتقلون أصبحوا مجرد أرقام. أصبحوا فى رؤية الناس آلاف و مئات و عشرات.
ينسى الناس أو يتناسون أن كل واحد من هؤلاء هو إنسان.
إنسان له حياة و احلام و طموحات و إنجازات و مواهب.
إنسان له أب و أم و أخ و أخت و زوجة و ابن و بنت.
إنسان له أصدقاء و أحباب و زملاء و رفاق.
إنسان كامل و فريد.
و باقتباس كلمات دكتورة أهداف سويف “كل واحد منهم عالم كامل” بجسده و خياله و طموحاته و قدراته و أحاسيسه ، تلك العوالم الأخرى التى تتشابك معه و تتأثر بأحواله ، و لذا من قتل نفساً فكأنما قتل الناس جميعاً.
إذا أتعبت نفسك قليلاً ، و اخترت عدداً من الشباب المعتقل و تتبعت حياته و قرأت قصته ، ستكتشف أنه ليس رقماً بل بالفعل إنسان ، ستقرأ عن اهدافه و أحلامه ، سترى صوره و لحظات حياته الحرة ، ستأسرك ابتسامته و ضحكته فى لحظة سعادة لم يكن يعلم فيها ما يخبؤه المستقبل. ستندهش عندما تكتشف أنه ليس مجرماً إرهابياً بل شخص طبيعى ، ثم ستصدم عندما تدرك أنه فى الحقيقة يشبهك. و فى لحظات تهبط عليك بالحقيقة المرة ، و هى أنك بكل بساطة كان من الممكن أن تكون مكانه بسهولة ، بل لا يزال ذلك الاحتمال قائماً. ستسمع كلام أمه محروقة القلب ، و إخوته المتأثرين بفقدانه ، و والده الذى يعانى برؤية مستقبل ابنه يضيع أمامه ، ستقرأ كلام أصدقائه عنه و عن ذكرياتهم معه ، و عن شخصيته و افتقادهم لصحبته.
ستنذهل من كم الناس المتأثرة باعتقاله ، و العالم الكامل المتكامل الذى كان يشغله ، و تذهل أكثر عندما تضرب هذا العالم فى عدد المعتقلين.
فى الرقم. آلاف ، و مئات ، و عشرات العوالم.
مفيش بيت فى مصر ميعرفش واحد حريته اغتصبت منه. سواء قريب أو صديق.