عبد الرحمن محمد مصطفي المرسي الجندي (عبد الرحمن الجندي) – أكتب لكم هذا الخطاب و أنا فى حالة صدمة من ملحق ليمان سجن وادى النطرون

اسم السجين (اسم الشهرة) : عبد الرحمن محمد مصطفي المرسي الجندي (عبد الرحمن الجندي)

النوع الاجتماعي : ذكر

تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 12/1/2014

السن وقت الاحتجاز: 18 عام

الوظيفة – نشاط بالمجال العام: طالب بكلية الهندسة بالجامعة الألمانية بالقاهرة

مكان احتجاز المرسل : منطقة سجون/تأهيل وادي النطرون

أكتب لكم هذا الخطاب و أنا فى حالة صدمة من ملحق ليمان سجن وادى النطرون

أكتب لكم هذا الخطاب و أنا فى حالة صدمة من ملحق ليمان سجن وادى النطرون.
صحينا يوم الثلاثاء 25/11/2014 الساعة 9 صباحاَ على تخبيط على باب الزنزانة فى استقبال طرة ، و مخبر بيبلغنا إن قدامنا ساعة بظبط نلم كل حاجة فى الأوضة اللى كنا عايشين فيها بقالنا شهرين ، عشان هنترحل حالاَ لسجن مختلف عشان بقينا محكومين. طبعا ارتبكنا و بدأنا نلم الحاجة على استعجال و نلبس اللبس الأزرق و الضباط ورانا قاعدين يزعقوا و يستعجلونا و كأنهم مبلَّغينَّا من شهر مش من دقيقة. ساد جو من الحزن فى العنبر بتاعنا لأن قضيتنا كانت شاغلة دور من سبع أوض و كل السجن كان عارفنا ، لمينا حاجتنا و طلعنا و فوجئنا بجميع ضباط المباحث و المأمور و مأمورية القسم لترحيلنا ، و تم تفتيشنا تفتيش مهين و بهدلولنا الحاجة و واحد من المخبرين زق والدى فى ضهره فاتخانقت معاه و كانوا هيضربونى بس الناس لمت الموضوع.
بعد ما ركبنا الترحيلات فضلوا راكنِنَّا نص ساعة فى الحر جوة العربية بعدها اتحركنا وسط الزحمة و الشنط مالية العربية و خدنا حوالى ساعة و نص ، بعدها لقينا نفسنا قدام سجن وادى النطرون ، و فضونا قدام بوابة مكتوب عليها ملحق ليمان وادى النطرون و بدأوا ينزلونا من العربيات شايلين شنط تقيلة و كتيرة فى الإيدين و احنا متكلبشين و حركتنا معاقة ، و والدى كان رجله تاعباه بسبب الدوالى و الجلطات اللى عنده فى رجليه و فوجئنا بحفلة استقبال من العساكر و المخبرين انهالوا علينا بالضرب بالأقلام و القضبان و العصيان و الخراطيم ، و واحد منهم ضرب أبويا على راسه و كتفه بعصاية معلمة فيه لغاية دلوقتى ، و احنا مش عارفين نعمل حاجة غير نجرى و احنا متكلبشين و شايلين الشنط و حركتنا تقيلة ، و كذا حد وقع ، و كان معانا راجل عنده 66 سنة وقع و ضربوه و عسكرى بيقوله “اجرى يلا بسرعة” و هو فى سن حفيده أصلاَ.
أول ما دخلنا قعدونا فى الأرض و زعقوا “كله يبص فى الأرض” وسط سب و لعن لأهالينا و سب دين و أقذع الشتائم و الألفاظ ، و بدأوا فى ضرب الناس عشوائياً من غير ما يعملوا أى حاجة ، و دخلونا بعدها على التفتيش ، واقف عليه ضابط بخرزانة بيضرب فى كل اللى يدخل و يشتم ، و قعدونا تانى زى أسرى الحرب ، و بدأوا تفتيش واحد واحد تفتيش ذاتى مهين و خلعوا ملابسنا كلها ، و بهدلوا كل حاجتنا و قلبوها فى الأرض و صادروا كل حاجة حتى الأكل و الميا و الجزم و سابولنا بطانية و الملابس الداخلية و طقم أزرق بس ، و خدوا مرتبة والدى رغم إنه قالهم إنه مريض و ميقدرش ينام على الأرض و ضربوا كذا حد بالقلم خلال التفتيش و كل ده خلاله شتايم قذرة ، و بعدها خلونا نلم كل حاجة فى البطانية ، بعد ما المخبرين سرقوا جزمنا و لبسنا و أكلنا و قعدوا يقسموه بينهم ، و دخلونا جرى جوة عنبر و حطوا 25 واحد مننا فى أوضة صغيرة قذرة بحمام واحد و من غير نور و كانت الدنيا ضلمت ، قلنالهم لازم نور عشان نعرف نشوف حاجتنا اللى بهدلوها و نستخدم الحمام ، قالولنا بكرة ، قلنالهم طب أكل عشان مكلناش من الصبح ، قالولنا ناموا خفاف مش مشكلة ، نمنا على الأرض فوق بعض تقريباً من زحمة الأوضة و احنا مرعوبين من اللى حصلنا و نمنا فى قلق و ناس كتير معرفتش تنام للفجر ، و يا دوب بعد الفجر نمنا ، فوجئنا الساعة 7 بالباب بيتفتح و صوت واحد بيزعق “كله يطلع جرى يا ولاد ال….” ، كله قام مفزوع و جرى من الباب وسط شتيمة و ضرب و وقفونا كلنا وشنا للحيط ، بعددها وقفونا طابور و إيدينا على كتاف بعض و خلونا نجرى فى الطرقة و دخلونا حوش كده و وقفونا وشنا للحيط و إيدينا فوق و بدأوا ينادوا على واحد واحد و يحلقوله زيرو بشكل مشوه سايب خصلات شعر فى كل حتة بعدها كرروا الطابور للأوضة تانى وسط الضرب و الشتيمة و رمونا فى الأوضة تانى و احنا مرعوبين من كل الانتهاكات اللى حصلتلنا بشكل غير مسبوق ، و أنا حاسس بالقهر و الذل من اللى شفته و اللى حصلى و حصل لأبويا قدامى و أنا مش قادر أتكلم.
مش متخيل إنى المفترض أقضى 15 سنة فى المكان الأشبه بالجحيم ده ، و ضيعوا مذاكرتى و تجهيزى للامتحانات اللى باقى عليها شهر و محتاج أذاكر كل مواد هندسة فيه ، و سرقوا منى حاجات بآلافات ، و أُهِنت أنا و والدى بشكل فظيع ضرباً و شتماً و سباً ، و أصبت باكتئاب بعد سماعى لتأييد الأحكام على قضايا كثيرة ، و بدأت أشعر بالفعل أن حياتى دمرت ، و أنى لن أرى أسرتى مرة أخرى فى هذا المكان الذى يبعد سفراً عن القاهرة ، و الزيارة اللى بقت كل 15 يوم و عدم رغبتى فى تعرض أهلى للإهانة فى هذا المكان.
أكتب هذا الجواب فى رعب و كأنى أقترف جرماً و أخشى أن يكتشف فيضربوننى و يضعوننى فى التأديب ، و كرر المخبرون بسخرية بعدما عرفوا أنى طالب فى الجامعة الألمانية أنى لن أستحمل أن يضعوننى مع مسجلين خطر ، و أن “اللى بييجى هنا ينسى المستقبل. مستقبلك ضاع”.
مش عارف أعمل ايه. الدنيا اسودت تماماً و الكابوس ده مش عايز يخلص. أنا نفسى ينفونى من البلد و يسحبوا منى الجنسية و مستعد مجيش البلد ديه تانى.
ابن عمى القاطن فى ألمانيا حصل على منحة من رئيس ألمانيا لمدة 4 سنوات ضمن 65 طالب مسلم فى البلاد الأجنبية. و أنا بلدى بتكافئنى على تفوقى و طموحى بمنحة 15 سنة فى السجن و تدميرى نفسياً و عقلياً و بدنياً.
أنا تعبت.