عبد الرحمن محمد مصطفي المرسي الجندي (عبد الرحمن الجندي) – قرأت بالأمس فى الجرائد خبر وفاة إحدى الطالبات بال GUC

اسم السجين (اسم الشهرة) : عبد الرحمن محمد مصطفي المرسي الجندي (عبد الرحمن الجندي)

النوع الاجتماعي : ذكر

تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 3/11/2015

السن وقت الاحتجاز: 18 عام

الوظيفة – نشاط بالمجال العام: طالب بكلية الهندسة بالجامعة الألمانية بالقاهرة

مكان احتجاز المرسل : منطقة سجون/تأهيل وادي النطرون

قرأت بالأمس فى الجرائد خبر وفاة إحدى الطالبات بال GUC

قرأت بالأمس فى الجرائد خبر وفاة إحدى الطالبات بال GUC بعد أن دهسها أتوبيس الجامعة ، و نزل علىّ الخبر ثقيلاً بشكل غريب ، و بقيت مكدَّراً طوال الليل ، أفكر فى الموت.
هذه الفتاة ، يارا طارق ، فى نفس دفعتى ، نفس كليتى ، نفس جامعتى ، و دهسها نفس الأتوبيس الذى ركبته عدة مرات عند ذهابى و رجوعى من الجامعة قبل بدء العام الدراسى ، بل و تسكن فى مدينة الرحاب مثلى و قريباً منى.
كان من الممكن ، بل من المرجح ، أن أكون مكانها بكل سهولة ، أو أى شخص آخر أعرفه ، أو لا أعرفه ، يرعبنى أنها لم يخطر ببالها أنها ستغادر بعد لحظات ، أتخيل ما كان يجول بخاطرها قبلها بثانية ، كم من الأحلام و الطموحات دارت بخلدها ، هل كانت متحمسة لأول سنة لها فى تحقيق حلمها كما كنت؟ أم هل كانت تعاهد نفسها على الاجتهاد أكثر من هذا لتعلو بمستواها؟ أم كانت تتطلع إلى أصدقاء أو أهل أعزاء عليها ستراهم خلال وقت قليل؟ أم كانت تتأمل فى جمال المكان من حولها فيعدوها الأمل؟ لا أعلم. و لن أعلم الآن ، فلن تكون لدى فرصة لأسألها.
يرعبنى أن الموت لا ينتظر. يرعبنى عدم وجود احتياطات لتُتَّخذ. يدهشنى كم هى هشة هذه الحياة و قابلة للزوال فى لحظة. أى لحظة.
أتساءل هل كنت لأكون جاهزاً إن تبادلنا الأماكن؟ و ترعبنى إجابة السؤال ، أدرك نعمة الله علىّ. صحيح أنى سُلب منى حلمى و حريتى ، لكنى ما زلت فى الميدان أثابر و أعافر. ما زالت لدى فرصة. فرصة لا تمتلكها هى. يملؤنى الحزن ، فأدعو لها.
اللهم اغفر ل “يارا طارق” و ارحمها و تجاوز عن سيئاتها و اعف عنها و أسكنها فسيح جناتك. اللهم صبر أهلها و ثبتهم و ارزقهم العزاء و السلوان و رباطة الجأش و اشف صدورهم و أثلجها يا رب العالمين.
ادعوا ليارا.
-عبدالرحمن الجندى
الأربعاء
11/3/2015