عبد الرحمن محمد مصطفي المرسي الجندي (عبد الرحمن الجندي) – ليلة أول يوم من رمضان

اسم السجين (اسم الشهرة) : عبد الرحمن محمد مصطفي المرسي الجندي (عبد الرحمن الجندي)

النوع الاجتماعي : ذكر

تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 6/17/2015

السن وقت الاحتجاز: 18 عام

الوظيفة – نشاط بالمجال العام: طالب بكلية الهندسة بالجامعة الألمانية بالقاهرة

مكان احتجاز المرسل : منطقة سجون/تأهيل وادي النطرون

ليلة أول يوم من رمضان

الأربعاء 17/6/2015
ليلة أول يوم من رمضان، نجلس فى الزنزانة نضع خطة لقضاء رمضان و الاستفادة منه، متى سنفطر و ماذا سنأكل و متى نصلى التراويح و بكم جزء و من سيؤم و أشياء أخرى، بالطبع لدينا خبرة فى الموضوع، فهذا ثانى رمضان يمر علينا فى السجون، نعلق الزينة و نردد الأناشيد و نتحسر بعض الشئ على بعدنا عن أهالينا و عدم الإحساس بطعم رمضان الحقيقى وسط الأهل و الأحبة، و فجأة يفتح الباب، و نسمع بعض الأسماء تنادى، يتبعها “إفراج، عفو رئاسى.”
لن أستطيع وضع ردود أفعال الناس فى كلمات، خاصة من كانوا يخططون لقضاء الشهر، و إذا بهم يفاجئون أنهم سيتسحرون أول يوم من رمضان مع أهلهم.
نحتفل بهم و نحملهم على الأكتاف، ثم نودعهم بالهتافات. نشاهد صورهم فى الجرائد فى اليوم التالى و هم فى الشارع وسط أهلهم، نقرأ الأسماء و نكتشف أن آخرين ممن نعرفهم خرجوا، كلنا يأمل أن يكون من الدفعات القادمة فى العفو، و لكنى وسط هذا أقرأ جملة تجعلنى أبتسم بحزن و أنصرف إلى مكانى للقراءة :
“العفو يشمل فقط الأحكام البسيطة، التى لم تتورط فى أعمال عنف، و ليس بها قتلى، و تكون بموجب قانون التظاهر فقط.”
بالطبع لا تنطبق علىّ أى واحدة منهم، أفكر فى سخرية: كأنهم لا يعلمون يقيناً أن من سجن بعد قانون التظاهر، لا يفرق شيئاً عن من سجن قبله، و أن من عنده قتلى لا يختلف عن من ليس عنده قتلى (بالمناسبة القتلى فى قضيتنا هم الشباب الذين كانوا فى المظاهرة أساساً و شهد أهلهم فى المحكمة أنهم لا يتهموننا بل يتهمون الشرطة بقتلهم)، و أن الأحكام الكبيرة لا تفرق عن الصغيرة شيئاً إلا بسبب اختلاف القاضى و الوضع العام فى البلد، و أن المسجون المحكوم لا يفرق عن التحقيق شيئاً أساساً فى القضايا السياسية إلا فى سرعة سير قضيته، فكلهم يصبحون محكومين فى النهاية.
أحمد الله على فضله و أن أنعم على هؤلاء الشباب و أسرّهم و فرّح قلوبهم، و أحمده لأنه اختارنى لأبقى و أستفيد أكثر، حتى أُعَدَّ للمكانة التى يريدها لى.
و أسأله سبحانه و تعالى عفواً من عنده .”
عبدالرحمن الجندى