عبير الصفتي – منذ متي ضاع كل شيء ؟! لا أعلم

اسم السجين (اسم الشهرة) : عبير الصفتي

النوع الاجتماعي : أنثى

تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 11/13/2018

السن وقت الاحتجاز: غير معلوم

الوظيفة – نشاط بالمجال العام: صحفية

مكان احتجاز المرسل : منطقة سجون القناطر

منذ متي ضاع كل شيء ؟! لا أعلم

منذ متي ضاع كل شيء ؟! لا أعلم..
يشبه الأمر مراقبتك للشمس وقت الغروب, لا تعرف ابدا متي بدأ الليل وانتهي النهار , ولا متي تسرب دم الشفقدالأحمر يلوث الأفق ” (يوتوبيا)
هكذا الحال.. كنت يوما فتاة مدللة والأن بت معتقلة , مقيدة الحرية سجينة في مقبرة لا أعلم هل سأخرج منها أم لا ؛ جلسة إستئنافي بعد أيام تحديدا ٨ ليال لا يمرون وكأن الزمن قد توقف, يتمني أبي أن يمسك يدي ويأخذني لنمشي علي البحر كما كنت أحب وتريد أمي أن تجدني بجانبها وقت الغداء, أهلي بفتقدوني وأصدقائي قد إشتاقوا إلي, أما عن إبنتي ..
فقد رسمتني علي ورقه وقالت ( هطلع مامي من الورقة عشان تكلمني وأشوفها) واحيانا اخري تقول ( أصل مامي معتقلة) طفلة في عمر الزهور عرفت معني الإعتقال . عرفت الألم ولم تتجاوز الخمس سنوات بعد.
قالت لي ( أنا بعيط عليكي يامامي) في المره الوحيدة التي لمحتها فيها منذ اعتقالي, إبنتي رأتني بأساور حديدية صاعدة لعربة الترحيلات
ارسلت لها جوابا جعلت الكل يقرأه لها ثم إحتفظت به لأنه مني من (امها) التي حرمت منها.
أعتذر لكم فقد أطلت عليكم ولكني بداخلي الكثير من الألم, القهر, والوجع فلدي إبنه صغيرة كالملائكة تشبه أبنائكم تماما ولكنها حرمت مني حرموها من حضن أمها وحرموني من ضحكتها التي تعيد لي الحياة ولست وحدي أعاني فمثلي الكثيرات.
وهن الأن دتخل السجون فتذكرونا بذعائكم وتمنوا لنا النجاة
تذكروا أن هناك أمهات حرمت من أبنائهن, من حياتهن, فضاع كل شئ وإنعدم الأمل لدينا, ضاع المستقبل, وسلب الرجاء
حريتنا حق
عبير الصفتي