عمر عبد العزيز حسين علي (عمر حاذق) – شكراً لكم

اسم السجين (اسم الشهرة) : عمر عبد العزيز حسين علي (عمر حاذق)

النوع الاجتماعي : ذكر

تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 10/13/2014

السن وقت الاحتجاز: 28 عام

الوظيفة – نشاط بالمجال العام: روائي وشاعر

مكان احتجاز المرسل : منطقة سجون برج العرب

شكراً لكم

شكراً لكم”

أنتم يا مَنْ وقفتم طويلاً في قاعة المحكمة لتسلّموا عليّ سلاماً سريعاً ، لتحضنني عيونكم وتغمرني قلوبكم بأمواج المحبة، لتقولوا لي إنني لست وحدي، وان في هذا الوطن العظيم الجريح شباباً لن يكف ابداً عن الدفاع عما هو عدل وحق وحرية وكرامة وإنصاف لكل مظلوم وجائع مهدور الحقوق.

أنتم يا مَنْ وقفتم طويلاً ليسلّم عليّ أحدكم عبر القضبان، أو تلوّح لي إحداكم تلويحة مفعمة بالتشجيع في ممر المحكمة أو على بابها بينما العساكر والمخبرون يجرون بنا متعلّقين بأذرعنا المقيدة بالكلابشات، كأنها أجنحة سنطير بها هاربين، لقد تذكرت بسببكم، فجأةً، جملة كنت أختم بها سلسلة مقالاتي الناقدة لإسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الاسكندرية الذي اختارته سوزان مبارك لهذا المنصب ففصلني من عملي وأنا مسجون لأنني “خطر على أمن الوطن من الداخل” !! كنت أختم مقالاتي تلك بجملة واحدة على لسان شباب المكتبة الثائرين : “نحن نحب هذا الوطن الجميل ونريد تطهيره”.

فقدت وظيفتي، غير أنني لم أنس هذه الجملة ولم أفقدْ، لحظة ً واحدةً، حلمي لهذا الوطن ولا ثقتي فيكم يا شبابه الطيبين، وهذا الحلم وهذه الثقة يكفيان لأحيا حتى آخر لحظة من عمري، حراً، فرحاً، منتصراً على اليأس والكراهية.

أنتم يا مَنْ أتصبّر بقراءة رسائلكم كلما اشتدتْ عليّ وحدتي، وكلما تشوقت لرفاق دربي، درب الثورة على السلطة القامعة العائدة بأقصى قوتها وعلى سلطة مرسي الذي ظل يجهض ثورتنا حتى خطابه الأخير..

أنتم يا مَنْ أصبحتم أصدقائي حين خذلني أكثر أصدقائي.. أقولها لكم وسأظل أقولها لكم: أنا بكم أقوى وأجمل مهما فصلوا بيننا بالزنازين والقضبان والكلابشات.

عمر حاذق

13 10 2014