عمر علي حسن عبد المقصود (عمر عبد المقصود) – في 14 أبريل الساعة الثالثة فجرا

اسم السجين (اسم الشهرة) : عمر علي حسن عبد المقصود (عمر عبد المقصود)

النوع الاجتماعي : ذكر

تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 10/15/2014

السن وقت الاحتجاز: 27 عام

الوظيفة – نشاط بالمجال العام: صحفي بموقع مصر العربية وطالب بكلية التجارة بجامعة المنصورة

مكان احتجاز المرسل : قسم شرطة السنبلاوين

في 14 أبريل الساعة الثالثة فجرا

بسم الله الرحمن الرحيم
ملحوظة : الشخصيات الواردة في هذه الأحداث ( عمر ، إبراهيم ، أنس ، عبد المنعم) شخصيات حقيقية، حية ترزق ، كما أن تلك الأحداث لا تمت للخيال بصلة من قريب أو بعيد، فالأحداث المروية جميعها بتفاصيلها حقيقية 100%.
في 14 أبريل الساعة الثالثة فجرا، أيقظني من نومي صوت شخص غريب سائلا عن “بطاقتي الشخصية” ، ماداً يده منتزعاً الغطاء!!!!
أنا في سريري نائم ! فما جدوى البطاقة الشخصية وأنت في سريرك ؟!
أيقنت أني لا أحلم، وأن الشخص القابع أمامي هو رئيس مباحث قسم ميت غمر ، أدركت ذلك عندما رأيت ذلك الحشد الكبير من رجال المباحث والمخبرين المنتشرين في أرجاء المنزل.. ببرود شديد قمت من سريري متناولا محفظتي متسائلا عن سبب وجود هؤلاء القوم في المنزل، ولكن دون مجيب.
بعد حوار من طرف واحد دار بيني وبين رئيس المباحث، وبعد تجريد المنزل من الأخضر واليابس، (حتى ماكينة الحلاقة الكهربية) تم اقتيادي وأخي الأوسط إبراهيم إلى البوكس قاصدين قسم الشرطة.
هناك فصلت عن أخي وتم تقييد يدي بقيد حديدي بشكل خلفي وتعصيب عيني بقطعة قماش سوداء لمدة 3 أيام متواصلة من التحقيق مع التقييد بحلقة مثبتة في أرضية الغرفة “الثلاجة” (غرفة موجودة في جميع أقسام الشرطة في مصر، تكون هذه الغرفة في مكان مخفي عن الأنظار تماما، يودع فيها المتهم لعدة أيام مكبلا ومغمى لأغراض التعذيب والتحقيق).
ألوان وأصناف من العذاب والتنكيل خلال الأيام الثلاثة ،فقدت خلالها ظافرين من قدمي ويدي اليسرى، مع تورم بحجم حبة البرتقال في الأطراف ناتج عن ضربات متعددة بالكرباج، ناهيك عن الكهرباء والشلاليت والبوكسات التي تعد دغدغة للوجه.
فوجئت في 16 أبريل الساعة الواحدة مساء تقريبا بعرضنا نحن الثلاثة !! أنس كان معنا أيضا ؟! أنس أخي الصغير، 16 عاما. أثبت السيد وكيل نيابة ميت غمر/ أحمد زيادة كافة التفاصيل عن الاعتداء والإصابات التي كانت جلية على جسد ثلاثتنا، كما أن السيد رئيس مباحث ميت غمر / تامر رضا تفضل مشكورا بإضافة المتهم الرابع، صديق أنس الدراسي، عبد المنعم، كما أن سيادته لم يفارق الهاتف المحمول للسيد وكيل النيابة أحمد زيادة.
وكانت المفاجأة! الأحراز ، مولوتوف ، بنزين ، خرطوش ، بلي إلخ ، والقضية ، حرق سيارتين ملاكي تابعتين لعضوين في حركة تمرد ، المحامي / هاني عبادة _ مرشح حالي لمجلس الشعب عن دائرة ميت غمر وعضو في حركة تمرد والضابط في القوات المسلحة / فتحي سلامة _ ضابط معاش وعضو في تمرد وخال رئيس المباحث تامر رضا ، كان هذا هو الشق الجنائي في القضية، أما عن الشق السياسي فتشكيل عصابي والانتماء لجماعة الإخوان المحظورة ، وممارسة الإرهاب وترويع المواطنين و… إلخ .
5 أشهر كانت مدة الحبس الاحتياطي ، تخللها زيارات من مخبري المباحث لإقامة حفلات تعذيب شديدة الوطأة على السياسين والجنائيين على حد سواء ، وفي 12 /8 كان يوم الاستئناف الذي تقدم به السادة المحامون مشكورين والذي حدد بعد معاناة وتعنت من قبل النيابة، وكان قرار قاضي الجنيات أعلى قاض مختص – هو إخلاء السبيل بكفالة 10 آلاف للفرد ، دفعت الكفالة في نفس اليوم بداخل القسم في حوالي الثالثة أو الرابعة ظهرا . في اليوم التالي وتحديدا 13/8 في السابعة صباحا ، تستأنف النيابة؟؟ (قانونا ودستوريا لا يجوز للنيابة أن تستأنف على قرار صادر من أعلى قاض مختص، وقرار صادر عن غرفة مشورة، كما أنه لا يجوز أن تستأنف على استئناف متهم لأنها هي من مكنته من الاستئناف كما أن استئناف النيابة يصدر مع القرار مباشرة وليس بعدها بمدة). ردت الكفالة وقبل استئناف النيابة ، وصدر القرار باستكمال مدة الـ45 يوما المقررة سلفا. في الجلسة الرئيسية المقررة في 25/8 وللمرة الثانية على التوالي يصدر القرار بإخلاء سبيل المتهمين بكفالة 5 آلاف جنية هذه المرة، وللمرة الثانية على التوالي أيضا تستأنف النيابة ويقبل الاستئناف. بعد 15 يوما وفي 9/9 أخلى سبيلنا للمرة الثالثة على التوالي بكفالة 5 آلاف جنيه وتستأنف النيابة إلا أن هذه المرة لم يقبل، وتم التأمين بشكل نهائي على إخلاء السبيل في يوم الخميس 11/9 ، وكانت البداية. لم تقبل الكفالة بحجة أن القرار لم يختم بعد، وأن الموظف المختص سيتواجد في النيابة لختم القرار صباح السبت 13/9 ، وقد كان، دفعت الكفالة في صباح السبت وختم القرار ، والذي بدا جليا أنه أثار غضب رئيس المباحث/ تامر رضا مما أثار زوبعة في قسم الشرطة لأن الباشا أصدر أوامر بأن الأهالي لا تمكن من دفع الكفالة بحجة أن الأمن الوطني جرت إجراءات إخلاء السبيل بشكل روتيني طبيعي مع بعض المشادات الكلامية بين أمناء الشرطة في محاولة إلقاء اللوم على بعضهم فيما إذا سئل رئيس المباحث عن المتسبب في استكمال إجراءات إخلاء السبيل.
في نفس اليوم السبت 13/9 الساعة الواحدة ليلا ، هيثم وعبدالله ، المخبرين الأكثر ضرواة وفتكا والمخلصين لسيدهم تامر رضا ، يطلبان إبراهيم لمقابلة الباشا رئيس المباحث في إجراء روتيني يسمى بـ”عرض مباحث” للمخلى سبيلهم، إلا أن الذي وجه لإبراهيم من قبل الباشا وبحضور مأمور القسم كان أشبه ما يكون بالتهديد والوعيد “أنت آخرك معايا رصاصة واخواتك كل واحد رصاصة وأبوك خمس رصاصات وأختك رصاصة” ثم أضاف: “أنا هعرف أخليكم تحضروا الجلسة وهخليكم تخدوا حكم كمان، وهخليك تيجي تستأذنني قبل ما تدخل الحمام حتى، أنا هسيبكم تمشوا بس مش هسيبكم”، انتهى الحوار والوعيد وعاد إبراهيم إلى الحجز متجهم الوجه. الساعة الثالثة فجرا ، عمر ، ابراهيم ، أنس ، عبد المنعم ، تعالوا قابلوا الباشا ، نفس المخبرين ، قادونا إلى الطابق العلوي طابق المباحث حيث قابلنا المخبر الثالث (إيهاب).ثم اقتيادنا إلى الثلاجة مرة أخرى لكن هذه المرة دون تقييد جلسنا ثم نودي على عبد المنعم ثم أنس ثم ابراهيم وأخيرا أنا وإذا بي أفاجأ، قيدت بيدي بشكل خلفي كأسرى الحرب ثم عصبت عيني، خلعت الساعة والدبلة من يدي ، ثم تم اقتيادنا بحذر شديد إلى الطابق السفلي من القسم مع همهمة تبعها إغلاق سكينة الكهرباء الرئيسي عن القسم كاملا، وبسرعة قذفنا في وضعية السجود في أرضية البوكس، وانطلقنا ، طريق سريع لما يقارب الساعة دون حراك مغطى بغطاء سيارة حتى لا يفتضح الأمر خيل لنا في بداية الأمر أننا سنتوجه إلى أمن الدولة كما قيل، وبعد ساعة تقريبا ، وصلنا ، نزلنا ، مررنا على بوابة إلكترونية ذات صفير، صعدنا سلالم، دخلنا غرفة “التلاجة” ، فك القيد وقيدنا بحلقات حديدية مثبتة في أرضية الغرفة، بعد دقائق ، هدوء تام ، انتزعت وإبراهيم وأنس ومنعم العصابات من على أعيننا ، وكأن ما رأيناه . غرفة حمام مثبتين في الأرض بقيود حديدية “كلبشات” دون حراك ، وكان هذا وضعنا الثمانية أيام ، فقط تفك القيود مرتين يوميا ، للأكل والحمام .تناوب على مراقبتنا 3 مخبرين من ميت غمر (إيهاب ، شعبان ، السويسي)، وبالسؤال عن مكاننا أخبرنا إيهاب أننا في “السويس” وعن السبب قال: “هتقابلوا مدير مباحث العاصمة ، كلمتين وهتروحوا” ، أما شعبان فكان صريحا حيث قال: “انتوا زعلتوا الريس تامر رضا في حاجة هو بيعاقبكم ، أسبوع وهتروحوا”، لم نقتنع أننا في السويس، فالمسافة المقطوعة كانت لا تتجاوز الساعة، أما أن تصل إلى السويس من ميت غمر فأنت بحاجة إلى 4 ساعات، فتوصلنا إلى أننا في المنصورة، بشكل مؤقت وكحل وسط لراحة العقول من التفكير. في اليوم السادس ، جاءت امرأة متهمة في قضية ما، إلا أنها احتجزت لوقت قصير ثم أطلق سراحها، كان هذا الوقت أمام باب الغرفة الذي كنت مكبلا خلفه ودار بيننا الحوار التالي:
أنا: بقولك يا أستاذة من فضلك، متعرفيش احنا فين؟ في القسم يعني ولا في المديرية؟!
هي : لا في القسم
أنا: قسم أول ولا تاني؟!
هي: أول إيه وتاني إيه؟ أنت في قسم ومركز السنبلاوين.
أنا: نعم!! السنبلاوين ازاي يعني؟!!
هي: آه والله ، هو أنا هشتغلك؟!
أنا: شكرا… ثم ساد الصمت.
في اليوم التالي، طلبنا من شعبان قرص بعجوة من أقرب فرن ، فأجاب طلبنا ، وكانت المفاجأة، كتب على الكيس الخاص بالفرن العنوان: السنبلاوين – بجوار المركز… إلخ، فتأكدنا من المكان.
في اليوم الأخير قبل أذان المغرب بدقائق، دخل إيهاب ملقيا التحية ثم فك الكلبشات وفي سابقة لم تحدث من قبل، أخدنا معه وهو متوجه إلى خارج الغرفة مدعيا أنه سيغيب نصف ساعة، مرت دقائق ثم دخل رجل طالبا أسماءنا ثم دقائق وإذا بالباب يفتح وبصحبة مخبرين من مركز السنبلاوين ثم اقتادونا إلى الحجز، حجز المركز، بحجة العرض على النيابة مساء اليوم أو غدا صباحا، “وهتروحوا”، وكانت قضية جديدة، تظاهر وتعطيل الدستور وقطع الطريق العام، وشكرا….!!!!!
عمر عبد المقصود