محتجزون بمحافظة المنوفية – من أنت؟

اسم السجين (اسم الشهرة) : محتجزون بمحافظة المنوفية

النوع الاجتماعي : ذكر

تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 12/25/2014

السن وقت الاحتجاز: –

الوظيفة – نشاط بالمجال العام: –

مكان احتجاز المرسل : مكان احتجاز غير معلوم

من أنت؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلاَّ على الظالمين
أخي الحبيب.. هل سألت نفسك يوماً من أنت، وما نسبك؟ أخي الحبيب.. اعرف نسبك، واعتز بأصلك، واعرف وطنك وشُدَّ إليه الرحال. أخي مسلم القرن الحادي والعشرين، القابض على الجمر في زمان الفتن، أنت ابن الأمة الحيرى على مفترق الطرق، جذورك في الأرض عميقة ضاربة في أعماق التاريخ، فأنت واحد من هذا الركب الكريم المبارك، الذي يقود خطاه آدم أبو البشر وعلى رأسه محمد صلى الله عليه وسلم، وبجانبك الأنبياء والأتقياء والصالحون في كل زمان ومكان.
أخي الحبيب… هذه منزلتك فلا تُصغِّر نفسك، وهذا قدرك بين الناس فلا تستبدل به الدون. أنت غرة التاج على جبين الإنسانية، أنت الخلاصة والعصارة، أنت واحد من هذه الصفوة المختارة التي اختارها الله عز وجل لتقود خطى البشرية التائهة في رحلة السير الكبيرة إلى الله عز وجل.
أخي الحبيب… هل عرفت الآن قيمة نفسك، كل الأشياء شجرة وأنت الثمرة، كلمة وأنت المعنى، ومخيض وأنت الزبد، منشور الاختيار الرباني لك واضح الخط، لكن استخراجك ضعيف. أنت أنت من حملة لواء التوحيد في القرن الحادي والعشرين أخذت الراية ممن قبلك من الصالحلين، الذين حملوها وساروا بها في ظلمات الفتن فلم تسقط رغم الأهوال، فكن أنت الرجل وخذها بقوة وحافظ عليها حتى تسلمها لمن بعدك حتى تكون من الخلف العدول “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يحمل همَّ هذا الدين من كل خلف عدوله” ولتكن من الطائفة المنصورة الظاهرة على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك.
أمَّا مكانك وعنوانك ووطنك فهو ليس هذه المدن والقرى والشوارع التي يعرفها الناس. عنوانك أخي الحبيب لم ولن يكن يوماً على هذه الأرض فعنوانك هو نفس عنوان أبيك وأمك الأول إنها الجنة، أمَّا الأرض فهي دار ممر وموطن اختبار لا تلبث أن تنتهي أيامها وتعود إلى موطنك الأصلي بيت أبيك
فحيا على جنات عدن فإنها منازلنا الأولى وفيها المخيم
بيتك الأول يصفه لك سيد البشر لما سُئل يا رسول الله حدثنا عن الجنة ما بناؤها؟ قال: لبنة من ذهب ولبنة من فضة، وملاطها المسك الأزفر، وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت، وترابها الزعفران، من يدخلها ينعم ولا ييأس، ويخلد ولا يموت، لا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه”. وفي حديث أسامة بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال يوماً وذكر الجنة: “ألا مشمر لها؟ هي ورب الكعبة ريحانة تهتز، ونور يتلألأ، ونهر مطرد، وزوجة لا تموت في حبور ونعيم ومقام في أبد” فقالوا نحن المشمرون لها يا رسول الله قال: “قولوا إن شاء الله”.
وقال صلى الله عليه وسلم: إنَّ أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر ثم الذين على أشد كوكب دري في السماء إضاءة، لا يبولون ولا يتغوطون ولا يتفلون ولا يتمخطون أمشاطهم الذهب وريحهم المسك…” هذا أخي الحبيب غيض من فيض وقليل من كثير في وصف دارك آثرت أن أذكرك بحسنها لعلك تشد العزم وتشتاق للوصول. ولكن كن على حذر فلن يعود لبيته الأول بسلام إلاَّ من أنفذ وصية خالقه “فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى” وأما من خالف وتمرد فله الضلال والتيه في الدنيا والآخرة “ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى”.
أخي الحبيب… مسلم القرن الحادي والعشرين إنك لم تُخلق على الأرض لتأكل وتشرب وتنام كالأنعام ثم تموت موت اللئام، إنما خلقك الله عز وجل خليفة على الأرض تعبده وتقيم شرعه، أنت في مهمة رسمية من قبل الخالق اجتهد أن تنجزها على أكمل وجه واجتهد في تحصيل الزاد لرحلة العودة لبيتك الأول “لابد من سنة الغفلة ورقاد الهوى ولكن كن خفيف النوم فحراس البلد يصيحون دنا الصباح” [الفوائد لابن القيم]
أخي الحبيب… هذا هو نسبك وهذا وطنك وتلك مهمتك فإياك ثم إياك أن تنسى نسبك فتأتي بأفعال لا تليق بك “فقد رشحوك لأمر لو فطنت له… فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل”. ولا أن تنسى عنوانك فتضل الطريق، اسلك دائماً الطريق الواضح الموصوف واسأل الله الهداية “اهدنا الصراط المستقيم” ولا تسلك سبلاً وطرقاً مهلكة فالخطر الخطر ولا تنشغل بمن حولك من الهالكين، واصحب الكرام في رحلتك، وارج الله سفراً آمناً. ولا تنسى مهمتك وإياك أن تُسقطَ من يديك الراية ففي سبيل إعلائها ضحى أجدادك حتى وصلت إليك.
أخي الحبيب تقدم لحمل الراية وسر بها سير الأبطال حتى لا يكتب التاريخ أننا الجيل الذي خان العهد وفرط. احمل الراية حتى تسلمها لمن بعدك ولا تنس أن تشرح له وتوصيه وتنقل له الأمانة. أخي الحبيب مسلم القرن الحادي والعشرين سيكتب التاريخ عن هذا الجيل الفريد الذي وقف أمام الظلم بصدر عار يدافع عن دينه لم ترهبه الدبابات ولم توقفه السجون وما زالوا ماضين لا يأبهون بهذا الباطل الزائف. حق لهذا الجيل أن يباهي الله عز وجل به أهل الأرض والسماء.
أخي الحبيب “قد عرفت أين المنزل فاحدوا لها تسير ” [الفوائد] وكن كسلمة بن الأكوع الذي كان يقول: “فتذكرت الجنة فشددت”.