محمد ابو الفتوح – ليه مش عايزين يخرجوا أحمد الخطيب يتعالج؟!

اسم السجين (اسم الشهرة) : محمد ابو الفتوح

النوع الاجتماعي : ذكر

تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 3/13/2017

السن وقت الاحتجاز: غير معلوم

الوظيفة – نشاط بالمجال العام: –

مكان احتجاز المرسل : منطقة سجون/تأهيل وادي النطرون

ليه مش عايزين يخرجوا أحمد الخطيب يتعالج؟!

انا بعت الرسالة دي علشان الناس اللي بتسأل ليه مش عايزين يخرجوا أحمد الخطيب يتعالج؟! أيه الخطورة اللي ممكن يسبببها خروج أجمد الخطيب لو خرج يعمل الفحوصات اللازمة؟! الناس اللي مفكرة إن في مشكلة في التأمين أو الأمكانيات أو عدم توافر العلاج أو أي حاجة من الكلام دا.. الموضوع أكبر من كدا بكتير”.
“إسمعوا القصة دي وانتوا تفهموا كل حاجة، بعد ما فكيت الإضراب عن الطعام اللي كنت عامله من فترة، حصلت معايا شوية مضاعفات وبقيت أحس بتعب مستمر، وطبعًا إحنا في سجن ملحق ليمان وادي النطرون مفيش مستشفى أصلًا، هي غرفة صغيره كدا فيها سرير ودولاب فيه شوية أدوية وأغلبها مسكنات وأي حد بيتعب بيتم ترحيله لمستشفى سجن تاني إمكانيتها لا يمكن أن يطلق عليها مستشفى بأي حال من الأحوال”.
” بعد سلسلة طويلة جدًا من الإجراءات والأوراق، وطبعًا لازم إذن أمن الدولة اللي مفيش حاجة بتمشي من غيره يعني ممكن يكون المريض مات أو حصل له مضاعفات خطيرة على أحسن تقدير، المهم علشان أنا كنت عامل إضراب السجن إهتم بيا علشان يخلصوا من الدوشة بتاعتي، طلبوا مني تحاليل وخلوا عسكري كل يوم ياخد عينات الدم مني ويطلع بيها برا السجن يعمل التحاليل في معمل البرج ويرجع بالنتيجة تاني يوم وهكذا، طبعًا الكلام دا كله على حسابي الشخصي، والموضوع كان مكلف جدا”.
” ودي كانت أول مره أروح فيها مستشفي السجن كما يسمونها، وأختلط بالناس اللي بتتردد كل يوم، شوفت حالات صعبة كتير، وحالتهم أكثر خطورة من حالتي مستنين بقالهم كتير علشان يعملوا التحاليل دي، أو يخرجوا مستشفى برا، وطبعا كل الناس كانت بتبص على إني حصل معايا معجزة، وفي اليوم اد كنت بتقطع من جوايا حاسس بعجز رهيب، كذا حد طلب مني أكلم رئيس مباحث السجن علشان يعمل تحاليل زيي، كان في ناس كبيرة في السن وعندها الكبد واشتباه في سل واشتباه في سرطان، المهم دخلت وانا متعصب في اليوم دا على رئيس المباحث والمأمور قولتلهم حرام اللي بيحصل في الناس دا، حقهم يتعالجوا، أنتو هتخسروا أيه لو رحلتوهم مستشفيات برا، قالي مش من سلطتي ولازم تصريح أمن الدولة، والمستشفى عندي مش مجهزة”.
“عرفت إني مش هوصل معاهم لحل، دخلت الزنزانة وانا عيني بتدمع أقسم بالله، واحد صاحبي طبيب أسنان قالي مالك حكتله على القصة كلها، ابتسم وقالي والله انا كمان اتكلمت مع رئيس المباحث في نفس الموضوع، عرضت عليه أجيب المعدات اللي في عيادتي برا بدل ما هي مركونة ومحدش بيستخدمها واشتغل لحالات الاسنان اللي في السجن، سألته على رد رئيس المباحث عليه ، قال هفكر وارد عليك، قولتله هو معمل التحاليل يتكلف كام تقريبا، قالي مش عارف بس في دكتور تحاليل معانا هنا ممكن نسأله المهم سألنا الدكتور وكتب لنا أسماء الأجهزة اللي ممكن تعمل التحاليل الضرورية، وبدأت أتكلم مع ناس جوا وبره السجن اننا نعمل معمل تحاليل وعيادة اسنان ونوفر أدوية من برا للحالات الصعبه”.
“بالفعل بدأنا نلم تبرعات من برا وجوا السجن، وبفضل الله وبعض الناس مش هينفع اذكر أسمائهم جمعنا مبلغ كبير وجبنا أجهزة معمل تحاليل مصغر، وجهزنا عيادة الأسنان بعد تعب شديد ومجهود شاق، روحنا للمباحث وعرضنا عليهم الموضوع اننا نجهز مستشفى السجن والأجهزة جات برا عايزين بس اذن علشان تدخل، قالي لازم جواب تبرع من جمعية انكم اتبرعتم بالاجهزة دي للسجن، قلتله بس بشرط الأطباء اللي معتقلين معاانا عما اللي يعالجوا المرضى، قالي موافق”.
“دوخنا على ماجبنا جواب تبرع من جمعية طبعا كل الجمعيات كانت خايفة تعمل جواب تبرع لمعتقلين، بس الحمد لله في ناس ساعدتنا وعملنا الجواب والأجهزة دخلت السجن، بدأنا نعمل حصر بأسماء الأطباء اللي معانا في السجن والتخصصات علشان يعالجوا الناس ويشخصوا الحالات وإحنا نوفر العلاج، وهنا كانت الصدمة”.
“رئيس المباحث قالنا أمن الدولة مش موافق إن أطباء معتقلين هما اللي يكشفوا عليكم، قلنا طيب وفروا أطباء معتقليين هما اللي يكشفوا على الناس ويشغلوا الأجهزة دي، قالي هنبعت مذكرة لمصلحة السجون علشان يوفروا أطباء ومن ساعتها ولا حس ولا خبر والأجهزة مركونة في الكراتين بتاعتها، وسايبين الناس بتموت كل يوم ولا عايزين يعالجونا ولا سيبينا نعالج نفسنا، أقسم بالله كل الناس صحتها في النازل حتي الشباب، لو بصيت لصورة حد قبل وبعد الاعتقال هتفهم قصدي، يعني من الأخر اللي فلت من رصاص الداخلية برا، بيموت بالأهمال والعيشة غير الأدمية جوا السجون، واللي بيطلع من السجن واقف على رجليه بيكون مشوه من جوا محطم” .
“عرفتوا ليه مش عايزين يعالجوا أحمد الخطيب علشان ببساطة عايزين يقتلوه وعايزين يخلوه عبره، علشان يوصلكم رسالة إنكم مش فارقين معاهم انتوا شعب ميت من الاخر، في كتير جدا زي أحمد الخطيب بيموت كل يوم في صمت، أحمد الخطيب مش هيكون أو ولا أخر ضحية”.
“إنتظروا فالقادم أسوأ”
محمد أبو الفتوح
سجن ملحق وادي النطرون
11/3/2017