محمد السيد (ابو داوود) – رسالة الى أخي المواطن

اسم السجين (اسم الشهرة) : محمد السيد (ابو داوود)

النوع الاجتماعي : ذكر

تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 8/26/2016

السن وقت الاحتجاز: 30 عام

الوظيفة – نشاط بالمجال العام: طالب بكلية الإعلام وموظف دعم فني بإحدى شركات الإنترنت – عضو بحركة 6 أبريل

مكان احتجاز المرسل : مكان احتجاز غير معلوم

رسالة الى أخي المواطن

رسالة الى أخي المواطن
أخي المواطن المطحون ها أنا أخيك المسجون أوجه رسالتي اليك من داخل السجن، لعلك تشعر بمعاناتي مثل ما أشعر بمعاناتك..نعم أنا أشعر بمعاناتك، أشعر بغلاء معيشتك، أشعر بمدى الظلم الواقع عليك، أشعر بأنك رافض كل من يتكلم لينتزع حقوقه وحقوقك لأنك تفكر في شئ واحد فقط هو أنك إذا تكلمت إنقطع رزق يومك، فتُفضّل السكوت !
ولكن إعلم يا عزيزي أن الساكت عن الحق شيطان أخرس، وأنا لا أريد أن أكون شيطان أخرس فلذلك تكلمت.
أتعّلم أخي المطحون ما هو الحق الذي رفضت أن أسكت عنه ؟!
إنه حقك وحقي، نعم، أنا لم أسكت عن حقك وحقي، لذلك سُجنت ومن أجلك وأجلي.
أنا قررت أن أضحي من أجلك، والآن أنت تكافئني على تضحيتي بسكوتك على ظلمي، رغم أنك مظلوم مثلي !
لذلك قررت أن أحكي لك جزء من معاناتي لعلك تفيق وتنظر إليّ وتتحرك، فأنا لم ولن أفقد الأمل فيك أبدًا.
أتعّلم يا أخي أن وسيلة الترفيه الوحيدة هنا في السجن هي أن أكتب إليك !
أتعّلم أنني إذا أردت أن أقضي حاجتي فإنه يجب عليّ أن أقف في طابور الإنتظار، مثلما تقف أنت في طابور رغيف العيش !!
أتعّلم أنني لا أتعرّض إلي الشمس شهور عديدة، وهذا يعرضني للأمراض !!
أتعّلم يا عزيزي أنني أقوم من نومي كل يوم مفزوعًا من دخول الظباط علينا في الزنزانة بالسباب واللعنات !
هنا يا أخي أي شئ تريده يجب أن تستأذن من حضرات الظباط، ونادرًا ما يأذنوا لك، هنا يا أخي مصيرك مرتبط بكلمة من حضرات الظباط.
كل هذا وأكثر أنا أتحمله من أجلنا يا أخي.
أنا أنتظرك يا أخي لتنقذني وتنقذ نفسك من هذه المعيشة الصعبة، أنتظر أن تعرف أن بسكوتك هذا لن تنصلح حياتنا.
إني أنتظر تحركك يا أخي من أجلنا.
والسلام ختام.
أخيك المعتقل : محمد أبو داوود