اسم السجين (اسم الشهرة) : محمد صلاح الدين عبد الحليم سلطان (محمد سلطان)
النوع الاجتماعي : ذكر
تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 11/13/2014
السن وقت الاحتجاز: 26 عام
الوظيفة – نشاط بالمجال العام: مدير التطوير المؤسسي بشركة خدمات بترولية سابقا
مكان احتجاز المرسل : منطقة سجون طرة
قاسٍ وغير طبيعي
حينما وصلت متأخرًا عن موعد بدء تمارين فريق كرة السلة للناشئين، عاقبني المدرب سلابي بالجري 100 لفة حول الملعب، كان هذا العقاب هو أسوأ ألم نفسي شعرت به في حياتي، وقد جريت في هذا اليوم 29 لفة، وكنت أشعر عند بداية كل لفة أنها ستكون الأخيرة، إلى أن جاء المدرب وأوقفني، لكنني كنت قد استنزفت عقليا وجسديا.
أتذكر هذه القصة وأنا احتفل بعيد ميلادي السابع والعشرين داخل السجن، وأخوض إضرابا عن الطعام منذ نحو 290 يوما، أجلس الآن في زنزانة تحت الأرض في ظروف مماثلة لما كنت أشعر به في موسم كرة السلة، لقد فقدت الإحساس بالجوع، وأفقد الوعي أحيانا، وأستيقظ على الكدمات بشكل شبه يومي، حتى أصبح الألم الجسدي هو المعتاد، ومع ذلك، فإن هذا الألم يعتبر شيئا بالمقارنة مع التعذيب النفسي بسبب الظروف الغامضة وراء اعتقالي إلى أجل غير مسمى.
أشعر بكابوس مظلم وكئيب، لأنني لا أمتلك أدنى فكرة عن لماذا آل بي المآل إلى السجن، وطول المدة التي سأقضيها هنا، وكيف ومتى ينتهي ذلك، إنه شعور يزداد سوءا عما أحسست به نتيجة عقاب المدرب سلابي الذي استنزف عقلي وجسدي، لا أعرف متى تنتهي هذه “العقوبة”.
عندما تملأ الدموع عيني بينما أعود بذاكرتي إلى هذا الموسم من كرة السلة، تتوالى علي الذكريات جميعها، حيث توقفت في هذا العام عن تدخين الشيشة، وفقدت أكثر من 27 كيلو جراما من وزني، وداومت على مزيد من التدريب لألتحق في نهاية العام بزملائي في فريق كرة السلة.
أدركت في ذلك الوقت أن المدرب سلابي قرر معاقبتي على التأخير لاختبار قوتي العقلية وإمكاناتي، وعما إذا كان لدي قلب قادر على اللعب، ومع مرور الوقت أصبحت ضمن أفضل لاعبي الفريق.
وكما تم إعدادي لأكون أفضل لاعب كرة سلة، فإن الله يعدّني لأكون شخصا أكثر حكمة، وقائدا فعالا، ومدافعا أقوى عن الحرية والسلام، وأتذكر كلمات مدربي: “اكره كل لحظة تدريب، لكن حب واعتز بكل ثانية من النصر”، فدائما ما أرى هذه الكلمات لها صلة بحياتي.
ثمة بصيص من التفاؤل يضيء قلبي، تجلبه إلى أعياد الميلاد والمناسبات والاحتفال بالسنة الجديدة وغيرها، إذ إنها تلهم التأملات من الماضي، وتؤجج الأفكار والعواطف حول الغرض والأولويات والخطط والمستقبل والأمل، مسحت دموعي، ومثلما بدأت الاستعداد لصلاة العشاء لشكر الله على نعمه، ابتسمت وتذكرت ما قلته لنفسي قبل 10 سنوات خلال اللفة 29، وهو أن كل شيء له نهاية.