محمد فوزي شاهر محمد كشك (محمد فوزي) – الرسالة الحادية عشر “أحيانًا”

اسم السجين (اسم الشهرة) : محمد فوزي شاهر محمد كشك (محمد فوزي)

النوع الاجتماعي : ذكر

تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 10/29/2016

السن وقت الاحتجاز: 25 عام

الوظيفة – نشاط بالمجال العام: طالب بكلية الصيدلة بجامعة المنصورة

مكان احتجاز المرسل : مكان احتجاز غير معلوم

الرسالة الحادية عشر “أحيانًا”

(1)
أحيانًا..
أشتاقُ لأنْ أركُضَ مَعَكِ
ولوْ خَمْسَ دقائِقَ..
خمسَ دقائِقَ لا أكثَرْ..
نُطْلِقُ ساقيْنا للريحِ ورَوْحينا
في شاطيء بحرٍ.. حقلٍ.. أو حتى صَحْرَاءْ.
أشْتاقُ لأيِّ فضاءٍ
لا أمشي فيهِ وحيدًا
كالبندول ذِهابًا وإيابًا
تتقاذفُني يوميًا نَفْسُ الجُدْران الصَمّاءْ.
(2)
أحيانًا..
أحتاجُ لأنْ أضْحَكَ فرحًا مَعَكِ
نتخفَّفَ مِنْ ثِقَلِ الدُنيا
ننسابُ سويًّا..
في نهرِ الضحكاتِ الهادِرْ.
لا أن أضْحَكَ سُخْريَةً وحْدي
وصخورُ الذنْبِ على كَتِفيَّ
لأنَّ بنفسِ اللحْظَةِ إنسانًا ما
يصرُخُ ألمًا في سجْنٍ آخَرْ.
(3)
أحيانًا..
أفْتَقِدُ براحَ الليلِ
سماءَ الليلِ
نجومَ الليلِ
وبدرَ الليلِ الباهي,
لأحدِّثَهُ عنْكِ بلا جُدْرانٍ
لأُحدِّثَهُ عنْكِ
ولا تُدمي أسلاكُ الشِّباكِ شفاهِي
(4)
أحيانًا..
أَفْرِدُ كُلَّ رسائِلِنَا..
“هذي الصَفَحاتُ جَناحاتي..”
من دون سطوركِ
يبقى قلبي طيرًا مَنْتوفَ الريْشْ.
كنتُ أُحلِّقُ..
لكني ما عُدْتُ الآنَ
لأنَّهُمُ انْتَزعوا
كلَّ خطاباتِكِ منِّي في آخِرِ تفْتِيشْ
(5)
أحيانًا..
أتخيَّلُ أنَّا نتشاجرُ
يُغضِبُني فعلُكِ في يومٍ
لأُصالِحَكِ أنا في التالي
نتذوَّقُ _وعلى مهلٍ.._
نكهاتِ مشاعِرِنَا العفويَّةِ
بينَ تناغُمِ وشِجَارْ.
لا أن أزْدَرِدَ علاقَتِنا بزيارةِ سِجْنٍ
وأقصَّ عليكِ حديثًا مُقْتَضَبَ الرُوحِ
مُعّدًّا مِنْ قبْلُ كنَشَرَاتِ الأَخْبَارْ.
(6)
أحيانًا..
أرْتَجِفُ بصَمْتٍ
أعْجَزُ أن أنْطِقَ؛
بردُ السجْنِ يُجَمِّدُ صوتَ الإنسانِ
يجْعَلَهُ ثلجيَّ الإحْسَاسِ.
أجلسُ للأوراقِ
فتحضُرُ جنيَّةُ طيفِكِ تلقائيًا
تلمسُ صدْريَ, فأُفَاجَأ
بزهورٍ.. أغنيَّاتٍ.. بحياةٍ كاملةٍ..
تخرُجُ دافِئَةً مَعَ أنْفَاسي.
(7)
أحيانًا..
أبتسِمُ وحيدًا وفُجائيًّا
فيُمازحُني بعضُ رفاقي
“قُلنَا لك..
أذهَبَ هذا السجنُ قُواكَ العَقْليَّةْ”
معذورونَ
فلمْ يُبْصِرُ أيُّ مِنْهُمْ جنيَّةَ طيفِكِ
تخرُجُ من صدْري.. تلمسُ شفتيَّ
تُبّدِّلُ بؤسي بَسَماتٍ.. وتُبّدِّلُ سجني حُريَّةْ.
(8)
أحيانًا..
أسمعُ صوتَكِ
حينَ يَموجُ الليلُ عليَّ
أعانِقُهُ.. كعناقِ غريقٍ حَبْلَ نَجَاةْ
صوتُكِ
يُتقِنُ كيفَ يُعَانِقُ
كيفَ يُرَبِّتُ
يُتقِنُ كيفَ يُقَبِّلُني قُبُلاتِ حَيَاةْ.
(9)
أحيانًا..
أضبِطُ نفْسِي مُتَلَبِّسَةً باليَأْسِ
وكافِرَةً بالحِلْمِ
ومُسْتَسْلِمَةً للطُغيانْ
يوشِكُ أن يَدْهَسَني خَوفي
لولا جنيَّةُ طيفِكِ
تُمسِكُ كَفي طِفْلًا
تَعْبُرُ بي بأمانٍ تلكَ الأَحْيَانْ.