محمد فوزي شاهر محمد كشك (محمد فوزي) – [الرسالة التاسعة]

اسم السجين (اسم الشهرة) : محمد فوزي شاهر محمد كشك (محمد فوزي)

النوع الاجتماعي : ذكر

تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 5/3/2016

السن وقت الاحتجاز: 25 عام

الوظيفة – نشاط بالمجال العام: طالب بكلية الصيدلة بجامعة المنصورة

مكان احتجاز المرسل : مكان احتجاز غير معلوم

[الرسالة التاسعة]

[الرسالة التاسعة]
عامَانْ
زَمَنٌ كافٍ كي يُفطَمْ..
يَلثِغَ باسْمِكِ..
يحبو..
يتشبَّثَ بيَديَنا
_قَبْلَ تعثُّرِهِ_ إذ يخطو لثوانْ
زمنٌ كافٍ
كي تتضِحَ ملامِحُهُ
نضْحَك حينَ يُقلِّدُنا
نتشاجَرُ:
-“يُشبِهُكَ كثيرًا”
=”بَلْ أكثْرَ يُشبِهُكِ”
-“عنيدٌ مِثْلكَ..”
=”وحنونٌ مِثْلُكِ..”
ثُمَّ نُقرِّرُ أن نفصِلَ
في أمرِ الشبهِ بطفلٍ ثَانْ
زمنٌ كافٍ
لينامَ بغُرفَتِهِ
يغفو حين نُهَدْهِدَهُ
نتسللُ فَرِحِينَ
فيصحو في مُنْتَصَفِ الليلِ
ويُعلنُ في المَهْدِ العِصيانْ
عامَانْ
تكفي أيامُهما لِتُغَربِلَ
جُلَّ شوائبِ شَكِّكِ
كي يثِقَ القلبُ الحيرانْ
أنَّ الاعباءَ الأُسريَّة
كالريشَةِ في كَفِّ الحُبِّ
سيحمِلُها دونَ عناءٍ
إذ نحْمِلَهُ في أضْلُعنا نحن الاثنانْ
عامانْ
حبلان اُجْتُدِلَا
حولَ العُنْقِ سميكانْ
كنتُ سأفْتِلُ كلَّ خيوطِهما
وأُعلِّقَ في كُلٍّ حباتِ الذكرى
بجوار الذكرى.. عقدًا
أُهديهِ إليكِ بعيدٍ زواجٍ
لم يُولَدْ موعِدُهُ
من بطنِ الغيبِ إلى الآنْ
كنتُ سأكتبُ
_من دونِ أسًى.. من دونِ مراراتٍ_
ألفَ قصيدةِ غزلٍ فيكِ, وتبقى
في القلم قصائِدُ تطْمَحُ أن تلقاكِ
ما بقيَ بقلبي الخفقانْ
لوْ أنَّ حِبالي الصوتيِّة لي وحدي
لتَسَلَّقْتُ الأَسْوارَ بها..
ولأطلَقتُ الشوقَ عصافيرَ قصائدَ
لتُغّرِّدَ أعلى كَتفيكِ
لتُلَقِّطَ من كفيّكِ الحُبَّ
وتَسْجُدَ في محرابِ الوجْهِ الفتَّانْ
حنجرتي
ليستْ ملكًا لي وحدي
يسْكُنُها نبضُ هُتافاتِ الطَلَبَةِ
صرخاتُ السلخاناتِ
أنينُ المعتقلينَ
ويسْكُنها حلمٌ أبديٌّ بالإنسانِ الإنْسانْ
عَامَانْ
كنتُ سأنثُرُ ريحانَهما أسفَلَ قدميكِ
لَو لَمْ أقضِهما جافًّا وحدي
لو لمْ يذبُلْ عمري بينَ الجُدْرانْ
وجْهي
ما عادَ الوجهُ الـ أحْبَبْتِ زَمَانْ:
أسْفَلَ عينيَّ
كَأعْلى رُوحي هالاتٌ سوداءُ
لحيتيَ
كأيامي شَعْثَاءُ
[لا شفراتٍ كي أحْلِقَ
إلا إجباريًا إن شاءوا]
وبجبهتيَ
تغورُ أخاديدُ الأحزانْ
عامَانْ
وأنا بجهنَّمَ أُبْصِرُ
طيْفكِ فردوسًا مَفْقودًا
أوقنُ
شفتاكِ _لقلبي المقروحِ_ شِفاءُ
لكني أخشى إن قَبَّلتُكِ
أن ينتقلَ إليكِ الدَاءُ
جُرحي لُوِّثَ
مُذْ كَبَّلَتِ الجسدَ السُتْراتُ الزرقاءُ
جرحي فِيهِ صريرُ الأبوابِ
وعَطَنُ الأقبيةِ
وصَدَأُ القُضبانْ
عامَانْ
مازلتُ أُعافِرُ رغْمَ النزفِ
لماذا؟
من أجْلِكِ..
من اجلِ غدٍ تضحكُ فيهِ
_بلا خوفٍ_ هاتانِ العينانْ
يا أنتِ..
يا أوَّلَ من آمَنَ _إذ هُمْ كفروا_ بي
يا أوَّل أُنثى
آخرُ أُنثى تُؤويني
وتواصِلُ رغمَ الشوكِ بِدَرْبِي
يا وحْدَكِ
لولاكِ لسَقَطَتْ في قَلبي
آخرُ أعْمِدَةِ الإيمانْ.
محمد فوزي
3-5-2016