محمد فوزي شاهر محمد كشك (محمد فوزي) – مقطع من “الرقيم”

اسم السجين (اسم الشهرة) : محمد فوزي شاهر محمد كشك (محمد فوزي)

النوع الاجتماعي : ذكر

تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 12/16/2014

السن وقت الاحتجاز: 25 عام

الوظيفة – نشاط بالمجال العام: طالب بكلية الصيدلة بجامعة المنصورة

مكان احتجاز المرسل : منطقة سجون طرة

مقطع من “الرقيم”

دَاسَ على وجْهي
وارتَفَعَتْ قَهقَهتُهُ أعلى
لم يسألْني عن شيءٍ لا
لأُجيبَهُ كالسابقِ “لا أدْري”
رَكَلاتُهُ تلكَ المرةَ في صَدْري
ليستْ كي أنْهارَ فأتخلَّى
عن آخرِ شِبرٍ مِنْ صَبْري
تِلكَ المرةَ
الباشا أشْبَعَني سَحْلاَ
ليسَ لشيءٍ إلَّا..
كي يَتَسَلَّى..
لِمَ نحيا؟
كيفَ سَتَتَّزَنُ الدُنيا
إن كانَ بنو الحقِ ضعافاً مُنْتَهَكينَ
وكانَ ابنُ الكلب المُمْسِكُ بزمامِ القوةِ مُختَّلا؟
مَعْتوهاً كُليًّا.. نَذلاَ
قَهْقَهَتُهُ
[ أذكرُ..
مازالَ صداها في آذاني]
لَيْسَتْ كبني آدَمَ تَطْرَحُ فَرْحًا
قَهْقَهَتُهُ تَطْفَحُ غِلَّا..
لِمَ نحيا؟
لِمَ يحيا الإنسانُ وكيفَ ووَاقِعُهُ لا إنساني؟
[أذكرُ..
عرَّاني]
هل كانَ المنطقُ وهماً أُسطوريَّا
محضَ خيالِ فلاسِفَةٍ في بَطْنِ الكُتُبِ؟
[أذكرُ..
سبَّ أبي
حين أصابَهُ هُوَ مِنْ تَعْذيبي
بعضُ التَعَبِ!]
لِمَ نحيا؟
كَيفَ يظلُّ المرءُ سَويَّا؟
ماذا قدْ يَتَبَقى مِنِّي فِيِّا؟
كيفَ سأكتُبُ شِعْراَ؟
هل سأُصَدِّقُ أيَّ مَعانٍ
هل سأُصَدِّقُ نَفْسي إن قُلْتُ لإنسانٍ
“كُنْ أَنْتَ, وعِشْ حُرَّا”؟
ماذا قَدْ أَشْعُرُ
إذ أنظُرُ للمرآةِ مَليَّا؟
[أذكرُ..
حين رددتُ سبَابَهُ سَبَّاً
ألصقَ شفتيَّ وبَصَقَ عليَّا..]
لِمَ نحيا؟
يا اللهُ
سؤالي ليسَ وُجوديَّا
لا تَرَفَ لديَّ لألْهوَ لهواً فِكريَّا
بينَ نقاطٍ.. وعلاماتِ استِفْهامْ
أحتاجُ إجاباتٍ
أيَّ إجاباتٍ
لأُسكِّنَ شَرخَ الأرقِ برأسي.. فأنامْ..
(أرقٌ عــلــى أرقٍ ومِـــثْــلــيَ يَــأْرَقُ) … والقلبُ بَاتَ تُحَيْتَ جفنيَ يَخْفِقُ
كـمْ مِــنْ زنــازنَ حـيـنَ يُـطْـبَـقُ بـابُـهـا … أجـفانُ مَـنْ أُلـقوْا بـهـا لا تُطْبَقُ
كم قبليَ افْتَرَشَوا الليالي علَّ شَمساً … مـا لَـهُـمْ رِفْـقـاً تَـحِنُّ فَـتُـشْـرِقُ
كـم قـبلـيَ الـتحفَ الهوا مَـنْ قد هـوى … وطناً غَدَا بهِ مُجْرِماً مَـنْ يَعْشَقُ
في البدءِ كانَ الشعبُ؟لا, فالسجنُ قبلَ .. الشعـبِ مـوجـودٌ وبـاقٍ ما بَقوْا
مـن قـالَ تـاريـخُ الـحَضارةِ فـي النقـوشِ … على الحِجارةِ كاذبٌ أو أحـمـقُ
تـاريـخُـنُـا نـقْـشٌ عـلـى أجـسـادِهـمْ: … مَنْ عُذِّبوا, مَنْ صُلِّبوا, مَنْ عُلِّقوا
فـي الـجُرحِ –لا الـتلـفازِ- حـدِّقْ تَشْهَدِ … الـدَمَ بالحـقائـقِ بـيّنـاتٍ يَـنْطِقُ
وحَدِّقْ
وحَدِّقْ هُنا ثُمَّ حَدِّقْ
فَجُدرانُ سجنِكَ أصدَقْ
بها بصماتٌ لجيلْ
لك الإرثُ منهم ثقيلْ
بجُدرانِ سجنكَ فاقرأْ
لتعرفَ مِنْ أينَ تبدأْ
فمِنْ يُوسُفٍ إذ دعى
“أيا ربْ..
لسجنٌ إليَّ أحبْ”
إلى كُلِّ جيلٍ سعى
فقدُّوا قميصَه مِنْ كُلِّ صَوبْ
ولم يقنِعوا
بعدَ قدِّ القميصِ وشقِّ الجلودِ
ولم يشبعوا
بعد قَنصِ العُيونِ وشُربِ الدما
ولم يرجعوا
بعد دفْنِهِ في اليأسِ حيَّا
فمازالُ يوسفُ مستعصِمَا
“أيا ربْ..
لَسجنٌ أحبُّ إليَّ”
فحدِّقْ هُنا ثُمَّ حَدِّقْ
طريقُكَ جَدُّ طويلُ
ومهما غدا السجنُ أضيقْ
فصبرٌ, وصبرٌ جميلُ
تَجَلَّدْ
جدودُكَ حَولَكْ
ويا صاحبي لسْتَ وَحْدَكْ
وغرِّدْ
لِمَنْ جاءَ قبْلَكْ
ومنْ سوفَ يأتونَ بَعْدَكْ:
حُرِسْتُمْ بعينيهِ مَنْ لا ينامْ
فثوروا, ولا تَهِنوا
ولا تَحْزنوا
سنعبرُ نارَ المآسي سلامْ
وأمناً لِمَنْ آمنوا
ومَنْ أيقْنوا
تَجَلّدْ.. وَغَرِّدْ.. وَرَبّتْ
على كُلِّ كَفٍ, وكُلِّ جناحِ
يواجهُ وحدَهُ عُنْفَ الرياح:
فِدَاكُمُ نَفْسي مَعاً حَلِّقُوا
سَنَسْقُطُ أرضاً, ونَسْنِدُ بعضاً
ونَعْدو, ونَعْدو, فيعْلُو
جَنَاحُكُمُ المُرْهَقُ
سنسْقُطُ ثانيةً ونَعودُ
ولَن تُؤْذَىَ الطيرَ جمعاً رُعُودُ
ولَنْ يُصْعَقُوا
تَعَالوْا نُقَاتِلُ ولوْ بالمَخَالِبْ
تَعَالوْا فليسَ سوى اللهِ غَالِبْ
تعالوا فلَنْ يُهْزَمَ الطيرُ إلا
إذا فُرِّقوا..
أرقٌ عـلـى أرقٍ جــمــيـعـاً نـأْرَقُ … نَحْنُ –الغصون- مِـنَ الجراحِ تُورِّقُ
الآنَ أُدْركُ.. لــي جـذورٌ هـا هُـنـا … بـدمـاءِ أجــدادٍ زمــانـاً قـد سُـقُـوْا
الآنَ أُمْسكُ جمرَ أرضي, وهْو –لا … كفي- الذي من قَبْضتي يَتَشَقَّقُ
الآنَ أضْحكُ حرِّقُوني ما استطعْتُمْ … مِــنْ رمــاديَ ألـفُ جـيـلٍ يُـخْـلَـقُ
______________________________________________________
مقطع من “الرقيم”
نص تسجيلي طويل
بدأ داخل السجن مارس 2014
ولا أظنه سيتم
إلا بخروج أصحابه جميعاً.. يوماً ما..
محمد فوزي