محمد ناجي – لا أعرف ما الذي يؤثر على الذاكرة أكثر

اسم السجين (اسم الشهرة) : محمد ناجي

النوع الاجتماعي : ذكر

تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 5/21/2016

السن وقت الاحتجاز: غير معلوم

الوظيفة – نشاط بالمجال العام: باحث حقوقي بمؤسسة حرية الفكر والتعبير

مكان احتجاز المرسل : سجن الجيزة المركزي بالكيلو 10 ونصف

لا أعرف ما الذي يؤثر على الذاكرة أكثر

“لا أعرف ما الذى يؤثر على الذاكرة أكثر ، هل هو السجن أم الإضراب عن الطعام ؟ أحاول عبثا أن أتذكر كلمات قصيدة لناظم حكمت يقول مطلعها ” كم هى جميلة الحياة يا تارنتا بابو ” كنت أحفظها عن ظهر قلب وأرددها بين الحين والحين ولكن الآن لا أذكر منها إلا كلمات متقطعة يتعلق بعضها بالاستلقاء على شاطئ البحر ومشاهدة النجوم التى تذخر بها السماء التى كانت صاغية فى ذلك الوقت .أحب تلك القصيدة لأنها تحتفى بالحياة-الحياة التى أحبها وأراها – رغم كل شئ – جميلة بل أرى أن أيامنا الأجمل فيها لم تأتى بعد وأنها آتية لا محألة .
لعلك تتسأل الآن وأنت تقرأ هذة السطور عن كيفية دخول شخص يدعى حب الحياة بهذا الشكل فى إضراب مفتوح وكلى عن الطعام منذ الأربعاء 18 مايو 2016 . أليس هذا تناقض ؟! لا .. لا آراه كذلك على الاطلاق بل هو قمة الاتساق ؛ فأنا الآن أدافع بحياتى عن حياتى ، أقامر بكل شئ من أجل كل شئ.
ومن ناحية أخرى لما يأتى هذا القرار من إحباط أو يأس وإنما الأمل ؛ ذلك الامل الذى يدفعنا إلى استخدام كل اسلحتنا لتحقيق ما نحلم به
وأنا هنا لا أملك إلا نفسى وجسدى لأدافع بهما عن أحلامى ومستقبلى وعن أصدقائى وأحلى ذكرياتى معهم .
لا ادعى أننى شخص قوى وصامد وكل هذا الكلام الرومانسى الذى نردده ونحن على البر دون أن تكون أقدامنا فى الماء كل هذا الكلام الرومانسى يفقد معناه فى السجن ..
يتعرى ويصبح ترديده نوع من الحماقة .
إننى فى اليوم الرابع للإضراب الآن وأشعر بدوار دائم وتسارع فى نبضات القلب مع أى حركة زائدة ووجع فى عظام الأطراف .. كل هذا جراء أربعة أيام فقط .
على كل ، أعرف أن كل هذا سوف يمر تلك الأيام السوداء لن تدوم .
يقول درويش قاطعا ” يا دامى العينين والكفين
إن اليل زائل
لا غرفة التوقيف باقية
ولا زرد السلاسل ” .
بينما ينهى نجيب محفوظ رائعتة “الحرافيش” بجملة خالدة تقول ” لاتجزع قد ينفتح الباب يوما لأولئك الذين يخوضون الحياة ببراءة الأطفال وطموح الملائكة ”
أدخل الإضراب على أمل أن ينفتح الباب
سلام