محمود عبد الشكور ابو زيد (شوكان) – بداية .. سلامو عليكو بالمصري

اسم السجين (اسم الشهرة) : محمود عبد الشكور ابو زيد (شوكان)

النوع الاجتماعي : ذكر

تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 9/19/2014

السن وقت الاحتجاز: 27 عام

الوظيفة – نشاط بالمجال العام: مصور صحفي

مكان احتجاز المرسل : منطقة سجون طرة

بداية .. سلامو عليكو بالمصري

بداية .. سلامو عليكو بالمصري أتوجه بالشكر للأستاذ محمد الجارحي لفتح نافذة ومساحة لي وذلك بالكتابة بشكل منتظم وأسبوعي على موقع بوابة يناير. تحياتي لك ستكون مقالاتي أسبوعية من داخل السجن في حالة عدم ترحيلي لسجن العقرب شديد الحراسة بسبب هذه المقالات لكنني كمصور المغامرة من صفاتي. سأنقل لكم معاناتي اللحظية داخل المقبرة المسماة «زنزانة» أو باختصار «ترب طره»!! المعروف عني إنني مصور صحفي حر ودائما ما ينتظر جمهوري اللقطة التي تسجلها كاميرتي لأنقله إلى المشهد بكل حيادية دون التحيز لطرف فمهمتي دائما كانت تسجيل ما يحدث في الشارع مهما كانت التضحيات. أما هنا .. سأنقل لكم الصورة كما هي أيضا عن طريق كلماتي في عمود .. بنفس الحيادية ودون التحيز لأي طرف. أنا قاعد مرمي هنا 400 يوم من غير ما اعرف أنا هنا ليه؟! كل يوم يمر علي هنا ثقلة كثقل الجبل محمل بالذل والقهر والظلم. أجلس استمع لأصوات الطائرات من فوقي أحلق معها لثوان معدودة بقدر الصوت المنبعث منها حتى يزول مع ايتعادها بالتحليق أو الهبوط. أتخيل مدى الحرية في صوتها، أسبح معها في الجو وسط السحاب، وفجأة، أسقط مرة أخرى وأرجع وسط الجدران الشاحبة وحديدها المتكاثر في كل جنباته وهي «المقبرة» .. مقبرة الأحياء!! أما ذل أهلي وقت زيارتي، الزيارة التي تمتد لدقائق وسط مخبرين وكثير من الصخب الصادر عن أصوات باقي الأهالي المحشورة في مساحة صغيرة لرؤية ذويهم. ناهيك عن سحلهم في الشمس وتفتيشهم بشكل مهين لمدة تصل لـ 5 ساعات في المقابل زيارة لدقائق محدودة يعقبها «جرس» وتخبيط، المخبر ينادي، الزيارة انتهت!! أنا حقا لا أعلم سبب تواجدي في السجن «المعتقل» لأكثر من 400 يوم.. إن كانت هناك تهم منسوبة لي «أقصد ملفقة لي»، فلتواجهني النيابة بها ولتثبت علي تلك التهم بالأدلة. وإذا كنت بريئا «وأنا كذلك»، فلتبرئني، فما سبب وجودي هنا طوال هذه المدة دون تحقيق أو جلسات عادلة. كل جلسات التجديد تأتي بالقرار «جاهز» لا نذهب لها في الكثير من المرات وإن ذهبنا لا تستمع لنا ولمحامينا، وإن استمعت تجدد حبسنا دون أي سبب. وإن كانت أجهزة الأمن هي صاحبة القرار في بقائي هنا كما يشاع، فأنا صحفي مصور لم أكن الوحيد المتواجد هناك في ذلك اليوم إضافة أنني «مليش في الطور ولا في الطحين»، لا أنتمي سياسيا لأي فصيل، ولست بكاتب رأي أوجه الناس. وأنا على يقين بأن أجهزة الأمن تعلم ذلك. كل ما في الأمر إنني مصور صحفي فلماذا تصر السلطات على احتجازي لمدة 400 يوم؟! أخيرا، وحشتني الكاميرا!! فعلا الصورة بألف كلمة!!