ياسر محمد الباز غبور (ياسر غبور) – أكثر ما يخشاه المرء فى السجن أن يُنسى

اسم السجين (اسم الشهرة) : ياسر محمد الباز غبور (ياسر غبور)

النوع الاجتماعي : ذكر

تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 8/24/2015

السن وقت الاحتجاز: غير معلوم

الوظيفة – نشاط بالمجال العام: طالب بكلية هندسة البترول بجامعة قناة السويس

مكان احتجاز المرسل : سجن المنصورة العمومي

أكثر ما يخشاه المرء فى السجن أن يُنسى

أكثر ما يخشاه المرء فى السجن أن يُنسى وكأنه لم يعش يوما ولم يصادق أحدا ولم تكن له لحظات حميمية مع الآخرين، من الطبيعي جداً أن يحدث هذا الأمر خصوصاً إذا طالت المدة التى يُحبسها المرء، أنا نسيت أسماء أشخاص لأننى لم أرهم منذ مدة طويلة وهذا الأمر قد يحدث بشكل أكثر عمقا معنا، فلا يُنسى الاسم بل ينسى الشخص نفسه ويسقط من الذاكرة !

عندما يزورنا الزملاء والأصدقاء الذين جمعنا بهم القدر فى هذه الحياة وقضينا معهم لحظات مؤثرة، أو حتى يرسلون سلامات حارة أو حتى فاترة فإننا نشعر وكأننا طفونا على سطح الحياة مرة أخرى، أقول لنفسى مواسياً “أنا لازلت موجوداً، لم ينسوني بعد! ”

هوية المرء تتحدد بوجود الآخرين، هم الذين يثبتون وجودنا ويعطون الدليل أننا مازلنا أحياء ومازال من الممكن التعرف علينا، وقد أستثني الأهل من هذا الشعور الإيجابي بالوجود والحياة، لأنهم ببساطة لن ينسوك أبداً حتى لو سُجنت مدى الحياة، وأي أم تنسى ابنها مهما حدث له ؟! وأى أب ينسى فلذة كبده ؟! وأى إخوة ينسون أخاهم ؟! لذا فزيارات الأهل ورؤيتنا لهم ورؤيتهم لنا بمثابة الأمر الطبيعي الذي لن يؤثر كثيراً فى الإحساس بوجودك من عدمه، فهم معك منذ خرجت للحياة وسيظلون معك حتى النهاية،

والجميع له أهل وعائلة ولكن الفرد يتميز بأصدقائه وعلاقاته التى يحتفي بها والتي تصنع تاريخه القصير، العائلة هى قدرنا الذي لا فكاك منه أما من يحدد هويتك ووجودك فهم الأشخاص الذين قابلتهم فى حياتك وذقت معهم طعم الحياة، أن ينساك الآخرون يعني أنك لم تعد موجوداً وأن الحياة قد انتهت بالنسبة لك! ”

ياسر غبور
أغسطس 2015
سجن المنصورة العمومى