تنشر هيومن رايتس فيرست مقالاً يشرح فيه بالتّفصيل أهميّة أطلس سجون مصر بمناسبة إطلاقه

03 يوليو 2022 ، الساعة 10:00 صباحًا

براين جيه دولي ,أحد كبار مستشاري منظّمة هيومن رايتس فيرست.

إطلاق قاعدة بيانات جديدة عن السجون المصرية اليوم

من المؤكّد أن لا أحد يعرف حقًا عدد السّجناء/السّجينات السّياسيّين/ات الموجودين/ات في مصر.

في يناير 2019 نفى الرّئيس المصري عبد الفتّاح السّيسي خلال حوار مع شبكة سي بي إس في برنامج 60 دقيقة، وجود سجناء/ات سياسيّين/ات داخل سجونه، لكنّنا نعلم عدم صحّة ذلك.

في تقرير سنة  2019 عن التّعذيب في مراكز الاحتجاز المصريّة، استشهدنا برقم يقارب 65000 شخص.لكن هذا يبقى تخمينا، إذ يصعب تحديد الأرقام مع استمرار تغيّيرها من يوم لآخر. حيث يتواصل القبض على المزيد من الأشخاص وإطلاق سراح بعضهم.

الآن تهدف مبادرة جديدة إلى تجميع عدد النّساء والأطفال الّذين كانوا أو لازالوا سجناء/ات منذ عام 2013 في 223 سجنًا مصريًا. هو مشروع طموح يسمّى أطلس سجون مصر. تقوده منظّمة بلادي الغير حكوميّة، الّتي أسّستها السّجينة السّياسيّة السّابقة المصريّة/الأمريكيّة  آية حجازي الّتي أمضت ما يقارب ثلاث سنوات في السّجن لعملها في مجال حقوق الإنسان. وقد قمنا نحن وآخرون/ات بحملة من أجل إطلاق سراحها، إلى أن تمّ ذلك أخيرا في عام 2017.

أطلس سجون مصر موقع مذهل يحتوي على قاعدة بيانات تتيح البحث. فهي تضمّ 2623 سجينا/ة من النّساء والأطفال المقبوض عليهم/هنّ والقضاة الّذين يترأّسون دوائر الإرهاب مع تفصيل الأحكام الّتي يصدرونها، ولمحة عامّة عن السّجون الّتي يتمّ فيها احتجاز السّجناء/ات السياسيّين/ات. وأخيراً، تقدّم حصيلة الوفيات التي تحدث في السّجون.

يعرض موقع أطلس سجون مصر تفاصيل القضايا بما في ذلك الأحكام الصّادرة بحق الأطفال السّجناء/ات. من خلاله توجد إمكانيّة البحث حسب العمر والجنس والمنطقة التي تم فيها اعتقال السجين/ة.

على سبيل المثال تمّ القبض على أحمد بسيوني، البالغ من العمر 15 عامًا باعتباره قاصرا من منزل صديقه في الإسكندريّة بينما كان متّجها للدّراسة في 1 يناير 2014. واتّهم بقتل شخصين ومحاولة قتل ثالث والإنضمام إلى جماعة إرهابيّة. حكم عليه بالسّجن 5 سنوات في 2 سبتمبر 2015. استأنف الحكم وتمّت تبرئته في 18 أغسطس 2019 وأفرج عنه في 24 أغسطس 2019. وتعرّض للتّعذيب وكسرت نظّارته باستمرار.

أو نور الخطيب الّتي اعتقلت في منزلها بالإسكندريّة في 14 يونيو 2020 واختفت قسريّاً لمدّة 4 أيّام حتى مثلت أمام النّيابة بتهمة الإنضمام إلى جماعة [غير قانونية] ونشر أخبار كاذبة وإساءة استخدام وسائل التّواصل الإجتماعي واحتجزت على ذمة التّحقيقات.

في خطوة مبتكرة أيضًا، يعرض الموقع تفاصيل 14 قاضيًا، بسرد معلوماتهم الأساسيّة، والقضايا الّتي ترأّسوها في دوائر  الإرهاب، والقرارات والأحكام الّتي أصدروها.

ومن بينهم حسن فريد المولود عام 1955. ورد في الموقع أنّه تحصّل على بكالوريوس في القانون في عام 1979، وقد بدأ عمله القضائي مدّعيا عامّا في نيابة بورسعيد، ورئيس نيابة المنصورة، ورئيس جناية بنها، ورئيس دائرة جناية الإسماعيليّة ورئيس دائرة جناية طنطا، حيث نظر في القضايا الإرهابيّة قبل أن يصبح رئيسًا في الدّائرة الجنائيّة بمحكمة استئناف القاهرة.

يعرض الموقع تفاصيل القضايا الّتي تمّ البتّ فيها، بما في ذلك المحاكمة الجماعيّة لعام 2017 لـ 68 متّهمًا في مداهمة إدارة حلوان، حيث أمر القاضي بإعدام ثمانية سجناء، وحكم بالسّجن مدى الحياة على ـ50 آخرين، و 10 سنوات لسبعة متّهمين وخمس سنوات لثلاثة آخرين.

أيضا، يبرز [في الأطلس] القاضي محمد شيرين فهمي ويذكر أنّه حكم في 37 قضية إرهاب، بما في ذلك الحكم الصّادر عام 2019 في قضيّة مجلس الوزراء، حيث حكم بالسّجن 15 عامًا على المدوّن والنّاشط البارز أحمد دوما.

لا يدّعي الموقع الجديد أطلس سجون مصر الإجابة على كلّ التّساؤلات حول نظام السّجون الضّخم في مصر، لكنّه ومن منظار جديد يسلّط الضّوء على من يودِع الأشخاص قيد الحبس، وبخصوص أيّة قضايا، ويساعد في فهرسة عدد النّساء والأطفال المحتجزين/ات.

يُظهر تقريرنا لعام 2021 حول ظروف السّجون المصريّة كيف تغذّي الانتهاكات والاحتجاز في مصر التجنيد في داعش. اكتشاف حجم المشكلة كان تحديًا، وستثبت مبادرة بلادي الجديدة هذه أنّها مورد لا يقدّر بثمن لنا وللباحثين/ات الآخرين/ات الّذين/اللّاتي ينظرون/رن إلى قضايا حقوق الإنسان في مصر.